بريق المساحات الرحبة
جمع المهندس حبيب وهبي المدى الخارجي مع التوزيع الكلاسيكي والعصري في شقة واحدة. إنها قطعة صغيرة من القماش، مزدانة بالورود والألوان الزاهية، كانت الطريق لتصميم منزل ساحر، يضج بالحياة، حيث نسج مهندس الديكور الجمال الداخلي بما يتناغم مع المساحات المفتوحة في المدينة كونه يطل على ميدان سباق الخيل في بيروت، ورومنسية المدى البعيد المتمثل بإطلالة مباشرة على الجبال بصفائها نهاراً وسحر أضوائها ليلاً.
هذا المشهد الخارجي المميز، إنعكس رحابة على تقسيم المنزل الذي بدا حديثاً ومتميزاً بحفاظه على المساحات المفتوحة، بما يجمع بين الأسلوب العملي والبسيط غير المتكلف، والطراز العصري في توزيع الغرف.
يتألف المنزل من 3 صالونات، أحدها غرفة جلوس عائلية، و3 غرف نوم، بينها غرفة رئيسية، فيما طغى التصميم الكلاسيكي المحدّث على الطابع العام للبيت، وهو نقلة نوعية في تجربة وهبي الذي درج على اعتماد اللون الأبيض في تصاميم سابقة، أساساً للغة الفن الحديث، بهدف ابتكار مساحة للنظر أكثر اتساعاً وأرفع مدى.
وراعى المهندس أسلوبه الفني في تصميم البيوت العملية والبسيطة والجميلة، فهو المعروف عنه اتقانه الموديلات الفنية، من غير إضافات وأكسسوارات.
وبدا هذا المنزل مذهلاً بإيقاع ورق الجدران الذهبي، أثرته الإضاءة بحضور أخّاذ، وأهمها الإضاءة بالسبوتات التي علت السقف المرتفع، مما منح المنزل جمالاً يميزه عن سائر المنازل اللبنانية الرائجة في هذا الوقت والتي تتسم بالأسقف المنخفضة.
وتتوزع غرف الإستقبال الثلاث بطريقة مفتوحة على صالون وغرفة طعام، وديوان مبتكر، وغرفة تطل على المساحات الخارجية المحيطة بالمبنى عبر جدار زجاجي (سوكورول) أقفلت فيه شرفتها. الأخيرة، تحتضن مكتبة عملاقة وجهاز تلفزيون، ومقاعد فخمة من الطراز الكلاسيكي، تتميز بالحفر الناعم.
ويتفرّد الصالون الرئيسي بلونيَه البني والباج، ويتميز بمقاعد كبيرة من المخمل البني، إنسحبت أيضاً على كراسي غرفة الطعام التي بدت انعكاساً لها. وجاءت كراسي غرفة الطعام بالشكل المربع المحدد بإطار أبيض.
واللافت أن الصورة الفنية في الغرفة، تحققت بثريا عملاقة من الكريستال ارتفعت فوق طاولة الطعام، تشكلت من مجموعة كبيرة من الـ«لامبادير»، يعكس كل منها دوائر تتفتح وروداً بالاضاءة على السقف.
هذه المجموعة من غرف الجلوس، طغى عليها لونا الذهبي والبرونزيّ، واختفت منها اللوحات الفنية، كون الجدران بحد ذاتها تحتضن إيقاعاً فنياً تمثّل بورق الجدران الذي جاء مقلماً بخطوط عمودية ساحرة بلونَي الذهبي الفاتح والقاتم، بهدف عكس الإنارة في المنزل.
ويزداد السحر حضوراً بستائر منمقة وبسيطة الطابع، تنسدل تحت صندوق خشبي، يتناغم بلونه مع الإطار الخشبي على جوانب الجدران السفلية.
غرف النوم بدورها لها وقعها الخاص، فالغرفة الرئيسية Master، تميزت بطرازها الأميركي البسيط والناعم، وأضيف اليها لمعان خفيف. وكذلك تميّزت غرفة الضيوف بسريرها المزدوج.
أما غرف الأطفال فبدت مستوحاة من البحر ولونه، بفضل ورق الجدران الأزرق الذي احتل الجدران، والستائر الموشومة برسم المنارة طغى عليها الأزرق والأبيض.
أما الغرفة ذات الألوان البيضاء والحمراء بدرجاتها، فاتخذت رسومها من السفن الصغيرة التي كست بأقمشتها الأسرّة وتناغمت على الستائر.
واذا قمنا بتصوير فني للأعمال، فتبرز أبواب المنزل وإطاراتها كلوحات رائعة تتقاطع مع الخطوط الجدرانية الفخمة. ويشعّ السجاد بطراز عصري ولمعان حريري.
وتتلألا الإنارة من الثريا الكبيرة لتعكس وردة متكاملة عند السقف... وتكثر المصابيح مع طرابيش منها ما يتلاقى وانارة الثريا واخرى تبرز من مكانها كتطوير لطابع الإنارة الحديث.
وتزدان الأروقة بسجاد يشبه لوحات وردية رائعة. وتغزو الورود البيضاء عدداً من الأواني والزهريات من الكريستال الشفاف لتزرع الفرح والحياة من حولها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024