أيمن الأعتر: متمسّك بقلبي وحبّي... وخشيت أن ينساني الجمهور
لم يشأ الحضور للتحدّث عن الماضي أو عن أعمال ستحدث في المستقبل، وعندما سئل إن كان سيدرج كلمته الشهيرة «هلبا هلبا» في أغنية ما، قال: «لا أعتقد ذلك، لأنها ستقارن تلقائياً بأغنية «برشة برشة» لصابر الرباعي»، ولكنه فعلها... اختفى لحوالي 9 سنوات ثم عاد أخيراً بـ «هلبا»، العمل العالمي الذي فقد أمله في الانتشار بسبب الحصرية...
لم تغيّره النجومية ولم تغريه. كبت في صوته إبداع ولم يظهر كل ما يملك من فن، ويعترف اليوم بأن ظروف الإنتاج الصعبة دفعته أحياناً إلى التفكير في الإبتعاد، لكنه عاد.
عن أسباب غيابه وحالة قلبه، عن طفولته وأبرز محطات حياته وعودته، يحدّثني «سوبر ستار العرب» النجم الليبي أيمن الأعتر الذي تابعته وشجّعته وفرحت بفوزه قبل عشر سنوات.
- أطلت الغيبة والجمهور متشوّق لسماع أخبارك. في البداية حدّثنا عن سبب ابتعادك لسنوات عن الساحة الفنية.
انتظرت إلى أن تنتهي عقودي الإنتاجية مع بعض الشركات حتى أقدّم أعمالي بحريّة تامة وبرؤية خاصة. كما أن الظروف التي مرّ بها الوطن العربي كانت صعبة ولم تشجّعني على الظهور، ولم أشأ تقديم أي عمل ولو حتى أغنية منفردة واحدة إن لم تكن بجودة عالية.
- ألم تخشَ أن ينساك الجمهور؟
بالتأكيد، فمهما كانت جماهيرية الفنان واسعة، غيابه عن الساحة يفقده جزءاً منها، خاصة إن أطال هذه الغيبة وأقلع عن تقديم الأعمال الجديدة.
فعلى الرغم من إدراكي لخطورة الأمر، ابتعدت ولم أشأ الحضور للتحدث عن الماضي أو عن أعمال ستحدث في المستقبل، فضّلت العودة برفقة أعمال جديدة تمثّلني وتقرّبني من الناس، وهي سياسة اتبعتها منذ دخولي هذا المجال. فمن الطبيعي أن ينسى الجمهور اسمي ومن أكون، ولكن يبقى كمّ كبير من الناس متمسكين بفنان شجّعوه ودعموه وأوصلوه إلى لقب في أحد الأيام، تابعوا أعماله ولم يكفّوا عن مساندته ليستمرّ فنياً...
- هل تعتقد أن استمرارية الفنان هي التي تثبت كفاءته؟
الموهبة هي التي تثبت كفاءة أي مطرب، واستمراريته وتزيد قيمته الفنية وتوسّع قاعدته الجماهيرية. وليست كمية الأعمال هي المقياس بل نوعيتها، فيمكن لفنان أن يثبت كفاءته ويبقى اسمه محفوراً في الأذهان وإن كانت أعماله الفنية تعدّ على أصابع اليد.
- عودتك إلى الساحة كانت مع أغنيتَي «يا ليلتي» و«هلبا». ماذا تخبرنا عنهما؟
«يا ليلتي» أغنية طربيه بلحن تراثي قديم من جزيرة زنجبار، أحببته وطلبت من الشاعر يم أن يضع له كلاماً جديداً، وكانت النتيجة مميزة جداً، وقد تولّى توزيع الأغنية عصام الشرايطي.
بعدها أصدرت أغنية «هلبا» وهي كلمة ليبية تعني كثيراً أو «كتير»، وبقية كلمات الأغنية كانت باللهجة السعودية، تنوّعت إيقاعاتها ما بين الليبي والخبيتي الخليجي، وقد كانت عبارة عن توليفة غنائية جديدة، كتبها يم ولحّنها عبد الله المسلم وقام عصام الشرايطي بتوزيعها، وقد صوّرناها مع المخرج المصري أحمد المهدي في لندن.
- صوّرت فيديو كليب «هلبا» في لندن مع أسماء لامعة عربياً وعالمياً وكان العمل مبهراً صوتاً وصورة، هل تعتبر أنه أخذ حقّه كما يجب؟
ليته أخذ 50 في المئة من حقّه... يؤسفني أن يُحجب عمل كهذا ولا يصل إلى الجمهور كغيره من الأعمال بسبب عرضه على قناة واحدة أو اثنتين، فعلى الرغم من توزيع الكليب على أكثر من محطة بعد فترة من إصداره، لم يعرض سوى على قناة موسيقية واحدة، ليتبيّن أنها كانت مجرد وعود... فقد بدأ بث الأغنية على «أم بي سي أف أم» MBC FM و«بانوراما أف أم» Panorama FM حصرياً، على أن تبثّها كل الإذاعات العربية، ويوزّع الكليب على كل الفضائيات العربية بعد عرضه لفترة قصيرة على قناة «وناسه»، وكانت النتيجة أن فقد الفيديو أمله في الانتشار.
- حدّثنا عن ألبومك الخليجي الجديد. مع من تعاونت فيه، وهل انتهيت من تسجيله؟
بدأت التحضير له عام 2007 ثم أرجأت المشروع لأسباب إنتاجية، وبعد مرور سبع سنوات عُدت وانتقيت الأغنيات وانتهيت من تسجيلها في الأشهر الماضية.
تعاونت مع أشخاص موهوبين ومؤمنين بموهبتي، شعراء وملحنين شباب يقومون بهذه التجارب للمرة الأولى، إلى جانب أسماء كبيرة في مجال الصناعة الموسيقية في الخليج العربي، وجهّزنا الألبوم بحب وتناغم ونفّذنا أفكاراً موسيقية جديدة.
فمن الشعراء تعاونت مع: العاني، هتان، يم، الأمير عبد الله بن فيصل، محمد الغرير، الأمير يزيد بن فيصل وعبداللطيف آل الشيخ ومحمد الكبير وخالد العوض ومحمد سعيد حارب، ولحّن لي عبد الله القعود، ماجد المخيني، عبد الله المسلم، محمد سعيد حارب، أحمد برهان وزيد نديم ووتر.
وقد وزّع الأغنيات عصام الشرايطي وهشام السكران ومهند خضر، وكان الألبوم من إِشراف الشرايطي، إضافة إلى الملحن بندر سعد.
- ما هي الألوان الغنائية التي تضمّنها الألبوم؟
فيه الطربي والكلاسيكي والإيقاعي، «عندنا خبيتي، رومبا، كلاسيك، أوركسترا وإيقاع عرضة على سامري، دانس، عتبة، إيقاع عراقي هيوة، إلخ...».
- أين تم تسجيل الأغنيات؟
سجّلتها في استوديو «متروبولس» Metropolis في لندن.
- في المكان الذي التقيت فيه أحلام... كيف كان هذا اللقاء؟
تقابلنا في الاستوديو أثناء تسجيلي أغنيات ألبومي، حيث كانت تسجّل ألبومها الجديد، فأسمعتني بعض أغنياتها وكان ترحيبها بي لافتاً، «أم فاهد من أطيب الناس وأكثرهم ذوق»، وقد فاجأتني بعرضها، أرادت أن تلحّن لي أغنّيه، لكني كنت قد أنجزت ألبومي، فاتفقنا أن نتعاون في الألبوم المقبل. وأصرّح أن ألبومها الجديد سيكون طربياً بامتياز.
- جديدك «يا لعزيز» لا تشبه سواها من الأغنيات!
أغنية مدّتها قصيرة فيها الكثير من الطرب والبساطة وجملها قريبة من الناس، متميّزة بتضمّنها كلمات إنجليزية ولكن بطريقة مرتّبة وغير مبالغ بها، تبثّ حالياً على كل الإذاعات وتلاقي أصداءً إيجابية ونجاح كبير لم نتوقعه، واللافت أن متابعيَّ على Instagram يغنّونها بطرقهم الخاصة ويرسلون لي فيديوهاتهم، وقد أعدت نشرها عبر حسابي الخاص.
كتب الأغنية يم ولحّنها عبد الله المسلم ووزّعها هشام السكران، وقد صوّرناها مع المخرج الإنجليزي «أوز ثاكار» وأنا سعيد «هلبا» بها. وتقول كلماتها:
«من هو غيرك يالعزيز، دوم أنا أحتاج له
لا تفارقني please ماني ناقص بهذله
حلوة أيامي معاك، مَاتخَيّلْنِي بلاك
وإن بغيت فيوم ترحل
promise me you will be back
يا غرامي يا حنيني يا هوايا وأوكسيجيني
just to really let you know إنت أحلى حاجة فيني».
- تمزج في أدائك بين التقنيات الشرقية والغربية وهو ما يميّزك عن سواك من النجوم. هل يمكن أن نسمع لك أغنية غربية خاصة؟
أتمنى أن أجد الأغنية التي تناسبني باللغة الإنكليزية. فقد طرح عليَّ بعض الأصدقاء من كتّاب الأغنية في لندن ولوس أنجليس عدّة أفكار، وأنا أدرسها حالياً وفي الوقت المناسب ستستمعون إلى هذه الأغنية.
- تابعت حسابك على twitter ولفتتني تغريداتك وعلاقتك بمتابعيك، إلى جانب تقويمك لمواهب بعض المشاركين في برامج اكتشاف المواهب. لمن تمنّيت الفوز باللقب ومن كان نجم هذه البرامج برأيك؟
أحب twitter وأعتبر نفسي مدمناً على استخدامه... فقد جعلني على اتصال مباشر ومستمر مع الجمهور، وأنا بطبعي أحب التقرّب من الناس وأمنحهم جزءاً كبيراً من وقتي.
أما بالنسبة إلى برامج الهواة، فأعطي رأيي الشخصي بمن هو أفضل من بين المشاركين وأتوقّع هوية الفائز، ولا أقوّم الأصوات كأصوات. أنا سعيد بنتيجة آراب أيدول Arab Idol في الموسمين الأول والثاني. كارمن سليمان ومحمد عساف استحقّا اللقب عن جدارة.
- لو لم تشارك في Super Star، في أي برنامج كنت ستشارك؟
أعتقد أني كنت سأشارك في Arab Idol أو the Voice، ولكن على الأغلب كنت سأختار Arab idol.
- لو كان خيارك the Voice، أي مدرّب كنت ستختار ولماذا؟
يفكّر للحظات ثم يقول: «سؤال صعب، أعتقد أن خياري سيكون الانضمام إلى فريق شيرين عبد الوهاب لذكائها الفني ومدى صوابية اختياراتها الغنائية وطريقة تأديتها الأغنيات، السهل الممتنع الذي يصل إلى الناس بسلاسة».
- نلت دعماً كبيراً من بلدك ليبيا أيامSuper Star فيما واجه ابراهيم عبد العظيم عائقاً لدى مشاركته في X-Factor بعدما أوقفت الحكومة الليبية التصويت للبرنامج... كيف تفسّر هذا الأمر؟
التفاوت في الدعم سبّبته الثورة التي عاشتها ليبيا أخيراً وما زالت تعيشها حتى اليوم. فالأحداث التي ضربت البلد في تلك الفترة، أثّرت بشكل مباشر على مشاركة ابراهيم، فيما كانت ليبيا في أوجها أثناء مشاركتي في «سوبر ستار»، ولاقيت دعماً غير عادي من بلدي وأبنائه كان كفيلاً بأن يوصلني إلى اللقب.
سنوات من حياتي...
- ما الذي تغيّر في أيمن الأعتر بعد مرور 10 سنوات من نيله لقب «سوبر ستار العرب»؟ هل أغرتك النجومية؟
لم تغيّرني ولم تغريني لكنها علّمتني الكثير على المستويين الشخصي والفني. ولا أندم على شيء، أتعلّم من كل أخطائي وأؤمن بأن كل شيء في هذه الحياة يحدث لسبب ما.
- هل فكّرت يوماً بالاعتزال؟
لم أقدّم للجمهور كل ما أملك من فنّ إلى حدّ الآن، ما زلت في بداية طريقي، لكني لا أخفي عليكِ أن ظروف الإنتاج الصعبة دفعتني أحياناً إلى التفكير في الإبتعاد... على العموم، هذه السنوات صعبة جداً في المجال الفني، وإثبات نفسي من جديد هو أكبر إمتحان أعيشه اليوم.
- كيف تصف لنا طفولتك، وما هو الموقف الذي لا تنساه؟
طفولتي كانت بريئة وشقيّة في الوقت نفسه، فإلى جانب الدراسة والغناء والرسم، اشتهرت بتنفيذ المقالب بأصدقائي وعائلتي.
كثيرة هي المواقف التي بقيت في ذاكرتي ولا أنساها، خاصة أني بدأت الغناء في سن صغيرة، فلا أنسى اللقاء الإذاعي المباشر الذي أجريته في عمر 8 سنوات، ولا الفيديو كليب الذي صوّرته بعمر 10 سنوات ونلت شهرة واسعة على أثره في ليبيا...
- لديك أربعة أخوة وسبع أخوات، هل يملك أحدهم الصوت الجميل؟
في البداية، قولي ماشاء الله، «يضحك»... لديّ اختين تملكان الصوت الجميل لكني الوحيد الذي امتهنت الغناء في عائلتي، كما أن أشقائي وشقيقاتي «سمّيعة وذوّيقة».
أنا
«ما عاد بدي حِبّ ولا بدي هالقلب»...
لا أردّد هذه الجملة في حياتي بعيداً عن تأديتي الأغنية، على العكس، أنا متمسك بقلبي وبحبّي، فهما سبب تفاؤلي في الحياة ويمنحانني طاقة إيجابية. وأعترف بأن أغنية «ما عندي قلب» أغلى الأغنيات على قلبي.
أمنية تراودني...
فنياً، أتمنى أن تكون الشركات الإنتاجية كثيرة في منطقتنا، حتى نشهد منافسة فنية حقيقية ويتحوّل الفن من تجارة إلى صناعة.
كما أطمح إلى أن تجد المواهب الجديدة من خريجي برامج الهواة Super Star و Arab Idol وthe Voice وسواها من البرامج، طريقها إلى النجومية من خلال تبنّي هذه الشركات لها لكي تبرز في الساحة.
شخصياً أتمنّى السفر حول العالم وتسلّق جبل كلمنجارو في أفريقيا، والغوص مع القرش الأبيض في أستراليا. أما همّي الأكبر فهو أن تكون بلادنا العربية آمنة وسالمة ويعيش شعبها حياة كريمة.
خوف يرافقني...
أخاف من المستقبل لما نعيشه من ثورات وأحداث في بلادنا العربية، لكنّي إنسان إيجابي ومؤمن.
موقف يُحرجني...
بعد إصدار ألبومي الأول «بحبك»، حللت ضيفاً على الموسيقار الراحل عمّار الشريعي في برنامجه الرمضاني عام 2005 في القاهرة، وكان البرنامج يستضيف نخبة من النجوم العرب يومياً، ويُعرض على القناة الأرضية المصرية وحلقاته مسجّلة وغير مباشرة، وكانوا يقومون بتسجيل حلقتين في الليلة.
انتظرت أن يحين دوري للتسجيل، بدأنا البروفا مع الفرقة بقيادة المايستروا خالد فؤاد حوالي الساعة الرابعة صباحاً قبل موعد الإمساك بقليل، وفوجئت بأن رئيس الفرقة ترك المسرح في الوقت الذي كنت أغني فيه، دون أن يعتذر مني أو يطلعني على سبب مغادرته، وفجأة توقّف أعضاء الفرقة عن العزف وأخبرني فريق الإنتاج بأن الوقت قد تأخّر وحان وقت السحور، لذلك سيتوقّف التصوير الليلة ونعيد التسجيل في يوم آخر.
ومن يومها لم يتصل بي أحد لتصوير هذه الحلقة، «من الآخر كسفة...». لكن الشيء الإيجابي الوحيد الذي كسبته من هذه الحلقة هو أني التقيت الراحل عمّار الشريعي وأثنى على صوتي قبل مغادرتي.
الحياة لي بكلمة...
هي مدرسة، على الرغم من أني أكره قول ذلك لأنه جواب مستهلك، ولكن بكلمة واحدة، إنها مدرسة، فيها نتعلّم ونُمتحن ونلعب ونمرح ونحزن ونكوّن صداقات...
سيرة ذاتية
- أيمن الأعتر، مغني ليبي ولد في جنزور غربي طرابلس في السادس من آذار/مارس1982.
- تأثّر بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب والراحلة ذكرى، ويعتبر أن إلهامه الموسيقى استمدّه من ويتني هيوستن وستيفي وندر.
- فاز بلقب «سوبر ستار العرب» في الموسم الثاني من البرنامج عام 2004.
- درس طب الأسنان في جامعة الفاتح في ليبيا، ثم انتقل للعيش في لندن لمتابعة دراسته.
- أصدر أول ألبوماته الغنائية «بحبك» عام 2005 وصوّر منه أغنية واحدة (بحبك) مع المخرجة ليلى كنعان.
- بعد سنوات على غيابه عن الساحة الفنية، أطلق أيمن أغنية «يا ليلتي» وبعدها «هلبا» التي صوّرت على طريقة الفيديو كليب في لندن. أما آخر إصداراته فكانت «يا لعزيز»، الأغنية التي صوّرها أخيراً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات