من مراسلة أخبار إلى ملكة اسبانيا... طلاق وإجهاض وعملية تجميل
بداياتها كانت عادية جداً. هي ليتيثيا ملكة إسبانيا المقبلة التي تحوّلت من مراسلة أخبار إلى أميرة سحرت القلوب.
ولدت ليتيثيا في أوفييدو، شمال إسبانيا، وهي الابنة البكر للصحافي خيسوس ألفاري وزوجته الأولى الممرضة ماريا رودريغيز.
ويذكر الصحافي الإسباني غيليرمي برادو ماس، الذي تعمّق في سيرة حياة ملكة اسبانيا المقبلة، أن جدها من جهة والدها، فرانسيسكو كاماتشو روكاسولانو، كان سائق سيارة بالأجرة في مدريد، حيث عاش وشهد بعينيه دمويات الحرب الأهلية.
والدتها عانت كثيراً في حياتها فقد تركها زوجها الصحافي مع ثلاث بنات: ليتيثيا بعمر 14 وإيريكا وتيلما، ثم التحقت ليتيثيا وتيلما بوالدهما، وعاشتا بعيداً عن الأم التي طلقها زوجها فيما بعد، ومن دون أن يعلم أنه زرع في بناته الصغيرات أذى نفسياً كبيراً، نما سرا في إحداهن، فقضت منتحرة.
في الـ 16 من عمرها تعرف إليها مدرس لغة وآداب، اسمه ألونسو غيرّيرو بيريز، وكان يكبرها بعشرة أعوام تقريبا، فأحبته واستمرت طوال 10 سنوات تلميذته في النهار وصديقته الحميمة في الليل.
ثم انتقلت في 1990 إلى جامعة بمدريد درست فيها الإعلام التلفزيوني ونالت الماجستير، قبل أن تعمل في الجرائد وشبكة التلفزيون الإسبانية TVE. تزوجت في العام 1998 من أستاذ المدرسة الحميم، لكن الحب الطفولي انتهى وتطلّقت ليتيثيا بعمر 27 سنة.
في 31 من عمرها تعرّفت بزوجها، وليّ عهد إسبانيا، الأمير فيليبي دو بورون في موقع تسرّب نفطي في شمال إسبانيا. وعلى الرغم من أن الجمهور الإسباني عرفها من خلال النشرات الإخبارية، وقدّرها لما قامت به من عمل مميّز في تغطية أحداث 11/9 عام 2001، إلا أن ماضيها الحافل عاد ليكون حديث الاسبان أخيراً.
فالإعلان أنها ستصبح ملكة إسبانيا بعد تنحي حماها، الملك خوان كارلوس، عن العرش يعني أن الانتباه سينصبّ مرة جديدة على الأميرة- وعلى الطلاق والجراحة التجميلية والإجهاض المزعوم- وهي كلها أمور شوّهت سمعتها.
بين ليتيثيا وفيليبي مملكة... حب
عرف الأمير فيليبي الكثير من العلاقات العاطفية السابقة، لكنه لم يرغب أبداً في الاستقرار. أما ليتيثيا فكانت غارقة في عملها. تلك السنة، استدعوها لتغطية غرق ناقلة إسبانية اسمها "بريستيج" وتسربت حمولتها من النفط فأحدثت كارثة بيئية، ما زالت إسبانيا تعاني من توابعها لغاية الآن، ودفعت وقتها بولي العهد الأمير فيليبي، لينتقل إلى موقع ما حدث للإشراف بنفسه على عمليات المكافحة، وهناك وسط الكارثة عرف "أمير أستورياس" الحب السريع من مذيعة تصغره بأربعة أعوام، وانجذب إليها، خلافا لفتيات تعرف إليهن بالعشرات.
اللقاءات بدأت في 2002 واستمرت بين الاثنين سرية، لا يدري بها دائما إلا قلة من المقرّبين، وفي بدايتها فاجأ الأمير أبويه، الملك خوان كارلوس الذي تنازل له عن العرش، وكذلك والدته الملكة صوفيا، وكلاهما بعمر 76 الآن، كما فاجأ شقيقتيه الأميرتين إيلينا وكريستينا (51 و49) بعلاقته بالمطلقة سابقا ومذيعة الأخبار.
سألوه عنها، وأخبرهم أنها ليتيثيا أورتيز، النحيفة التي تظهر على شاشة الأخبار كل يوم تقريبا، ثم علموا أنها في أواخر2002 بأفغانستان تغطي أخبار الحملة الأميركية على "القاعدة" وطالبان، وبعدها بعام تابعوها وهي في مدينة البصرة تغطي منها الغزو الأميركي للعراق، البلاد التي دخلت فيها إلى مسجد لأول مرة بحياتها، وفيها ولأول مرة أيضا ارتدت الحجاب.
وفي السنة التالية، تخلت ليتيثيا فجأة عن عملها، وبعد أيام قليلة، تم الإعلان عن الخطوبة الملكية.
تزوجا في مدريد عام 2004، وسط فرحة وطنية عارمة ودعم كبير من العائلة المالكة.
إلا أنه لم يكن الزفاف الملكي التقليدي، لأن ليتيثيا تزوجت قبلاً. لم يتحدثا أبداً عن زواجهما الوشيك، وقيل إنها لا تحتاج إلى إبطال لعقد الزواج من الكنيسة قبل الزواج من الأمير فيليبي لأن زواجها الأول كان مدنياً فقط.
في مرحلة ما بعد الزفاف، اعتبرها الإسبانيون رمز الأناقة وحظيت بشعبية كبيرة بسبب اختيارها لماركات عادية مثل Zaraو Mango.
أنجبت من فيليبي ابنتين، ليونور عام 2005، وصوفيا عام 2007 إلا أن الانتقادات طالتها سريعاً بسبب طلتها المتجهمة وغير المبتسمة في المناسبات الرسمية.
علا صوت الامتعاضات أكثر فأكثر عندما أجرت عملية جراحية لأنفها عام 2008. زعم القصر أنها احتاجت إلى هذه العملية لإصلاح انزياح حاجز في الأنف، لكن الأنف الذي خرجت به من المستشفى بدا أكثر جمالاً من ذلك الذي ولدت به.
وداعاً أيتها الأميرة (Adios Princesa)هو الكتاب الذي أزعج العائلة المالكة. كان كتاباً حوى معلومات تم وصفها بالخبيثة، مع تخصيص فصل كامل مخصص لادعاء يقول إنها أجهضت بعدما حملت من زوجها الأول وقبل عام واحد من لقائها بالأمير فيليبي.
قال الكتاب أيضاً إنها وقّعت على عقد سابق للزواج مؤلف من 50 صفحة يقول إنها إذا تطلّقت من فيليبي، سوف تخسر أولادها.
لا تعرف صحة هذه الادعاءات، لكن ثمة أمر مؤكد: حين تصل الأميرة ليتيثيا إلى العرش الاسباني، لن تكون فقط واحدة من أجمل ملكات أوروبا، وإنما أيضاً واحدة من الأكثر جدلاً بينهنّ.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024