تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

متى تواجهين خطر الإصابة بترقق العظام؟

تبدو نسبة إصابة النساء بترقق العظام مرتفعة، وتكمن المشكلة الكبرى في أنه غالباً ما يتم اكتشاف هذا المرض الصامت الذي نادراً ما تظهر له اعراض واضحة، على أثر التعرض لكسور ناتجة عن الإصابة به.
لكن في الواقع، يمكن تجنب الوصول إلى هذه المرحلة من خلال التزود بالمعلومات الكافية التي تسمح بالحد من خطر الإصابة به عبر اتباع نمط حياة صحي والالتزام بالتعلميات، والسعي إلى التشخيص المبكر في الوقت المناسب بدلاً من الانتظار حتى التعرض لكسور ناتجة عن المرض.
وفيما يصيب ترقق العظام المرأة بعد سن انقطاع الطمث فتبدو محمية قبل هذه المرحلة، من الضروري أن تخضع للفحوص اللازمة التي تسمح بالتشخيص مما يسمح لها بتجنب المضاعفات الصعبة التي قد تنتج عنه.
لمناسبة اليوم العالمي لترقق العظام، تحدثت الطبيبة الاختصاصية بامراض الروماتيزم والمفاصل لور عيراني عن الحقائق الخاصة بالمرض وعن اسبابه وعن الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها للحد من خطر الإصابة.

ما هو ترقق العظام؟
ترقق العظام هو مرض هشاشة العظام الذي يضعفها ويزيد خطر حصول كسور غير متوقعة فيها.

هل من أعراض أو مؤشرات تدل على الإصابة بترقق العظام؟
تكمن المشكلة في الإصابة بترقق العظام في كونه مرضاً صامتاً مما يزيد خطورته، فهو لا يسبب أي ألم أو أعراض واضحة إلى حين التعرض لكسر فيتم اكتشافه عندها.
لكن في الوقت نفسه، يسبب ترقق العظام قصراً في القامة لدى المرأة مع الوقت، وهذا من مؤشرات الإصابة به. كما أن انحناء الظهر هو أيضاً من المؤشرات، مع بروز في حجم البطن.

هل من سن معينة يظهر فيها المرض أكثر؟
يظهر ترقق العظام عامةً لدى المرأة بعد انقطاع الطمث.

ألا يمكن أن يصيب ترقق العظام المرأة قبل سن انقطاع الطمث؟
ثمة حالات تصاب فيها شابات بترقق العظام في حال وجود عامل جيني. فيمكن عندها التعرض لكسور في سن صغيرة.

هل صحيح أن المرأة وحدها تواجه خطر الإصابة بترقق العظام؟
يظهر ترقق العظام أكثر لدى النساء. إذ أنه بشكل عام تحمي الهرمونات المرأة من المرض قبل انقطاع الطمث، أما بعده مع انخفاض معدل الهرمونات، تضعف العظام وتواجه خطر الإصابة بالترقق.

هل هذا يعني أن الرجل لا يصاب أبداً بترقق العظام؟
قد يصاب الرجل بترقق العظام في حالات نادرة بعد سن الثمانين.

هل من اسباب معروفة للإصابة بترقق العظام؟
ثمة أنواع عدة من ترقق العظام منها ما قد ينتج عن أدوية معينة تحتوي على الكورتيزون. فالمرضى الذين يتناولون أدوية تحتوي على الكورتيزون هم أكثر عرضة لترقق العظام.
كذلك بالنسبة للأشخاص الذين يعانون مشكلات في الهرمونات والغدد، خصوصاً الغدد التي تفرز الكورتيزون. ومن العوامل المسببة أيضاً لترقق العظام العامل الجيني. كذلك تعتبر أكثر عرضة للإصابة المرأة التي ينقطع الطمث لديها في سن مبكرة .
كذلك بالنسبة إلى الرياضيات المحترفات نظراً إلى انخفاض معدل الاستروجين لديهن، واللواتي يعانين الanorexia. أيضاً تعتبر المدخنة أكثر عرضة وكذلك من لا تمارس الرياضة أبداً ويغلب الركود على نمط حياتها.

إلى أي مدى لزيادة الوزن علاقة بالإصابة بترقق العظام؟
تعتبر المرأة التي تعاني زيادة في الوزن أقل عرضة للإصابة بترقق العظام مقارنةً بتلك النحيلة التي تعتبر أكثر عرضة. إذ أن المرأة التي تعاني زيادة في الوزن تخزن المزيد من الهرمونات في الدهون.

ما مدى تأثير النظام الغذائي على احتمال الإصابة بترقق العظام؟
يشترط في النظام الغذائي المتبع أن يكون متوازناً وغنياً بالبروتينات والكالسيوم . كما أنه بعد انقطاع الطمث من الضروري الإكثار من محصول الجسم من الكالسيوم.

هل من الضروري عندها الحصول على مكملات الكالسيوم أم أن الغذاء قد يكون كافياً؟
ليس ضرورياً الحصول على مكملات الكالسيوم، بل يمكن أن يؤمن الغذاء حاجات الجسم من الكالسيوم فيكون كافياً. فقد تحصل المرأة على حاجتها من الكالسيوم إذا كانت تتناول 3 مرات في اليوم الحليب ومشتقاته.

هل يجرى فحص تشخيص ترقق العظام لأي امرأة؟
يجرى الفحص الخاص لترقق العظام الذي يكشف عن مدى هشاشة العظام لأي امرأة بعد سن 65 عاماً وقبل هذه السن للنساء الأكثر عرضة واللواتي ثمة عوامل خطر لديهن.

هل من علاجات فاعلة لترقق العظام؟
ثمة أدوية خاصة توصف للمرآة التي تعاني ترقق العظام وهي فاعلة جداً.

أي مواضع في الجسم هي الأكثر عرضة للكسور؟
يمكن أن تحصل الكسور في اي موضع في الجسم، خصوصاً الورك وفقرات الظهر.

هل من إجراءات وقائية يمكن أن تأخذها المرأة للحد من خطر إصابتها بترقق العظام؟
ثمة إجراءات يمكن اتخاذها تساعد على الحد من خطر الإصابة كاتباع نظام غذائي متوازن والتركيز على الكالسيوم والفيتامين «د»في النظام الغذائي والامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة.

في حال حصول كسر على أثر الإصابة بترقق العظام، هل يمكن أن يحصل الشفاء التام بعد العلاج فتعود الأمور إلى طبيعتها؟
بعد العلاج، وحتى في حال حصول كسر، يمكن أن يحصل الشفاء التام حتى في حال الإصابة بالترقق. لكن من الطبيعي أنه مع التقدم بالسن تزداد المضاعفات أكثر عند حصول كسر.

في حال الإصابة بالترقق، هل يمكن أن تمارس المريضة أي نوع من الرياضة؟
في حال الإصابة بالترقق تعتبر ممارسة الرياضة ضرورية شرط اختيار الأنواع الأكثر هدوءاً التي لا تسبب ضغطاً على العظام كالمشي والسباحة.


10 نصائح لتحمي نفسك من السقوط

1 مارسي التمارين الرياضية لتحمي نفسك من السقوط: عند الإصابة بترقق العظام، يعتبر الحفاظ على توازنك سلاحاً في وجه السقوط. أما الرياضة التي تجعلك أكثر قوة وصلابة وليونة فهي التي تؤمن لك هذا التوازن.
لكن تجنبي الرياضات التي تتطلب حركات قوية وتلك التي تعرضك لخطر السقوط كالتزلج.

2 تحدثي مع طبيبك: ثمة أدوية تسبب الدوار، فمن الأفضل ان تتحدثي مع طبيبك إذا كنت تتناولين اياً منها حول إمكان وقف تناولها إذا كان ذلك ممكناً أو استبدالها بأخرى أو على الأقل تناول جرعات أخف منها.
كذلك عالجي كل المشكلات الصحية التي تعانينها والتي قد تسبب فقدان التوازن والدوار كمشكلات الأذنين والعينين.

3 انتبهي جيداً لخطواتك: كوني حريصة أثناء المشي وانتبهي لأي عائق قد تواجهينه في طريقك. وتجنبي المشي على الأرضية التي تعرضك للانزلاق والعشب وعلى الرخام الذي يعرضك للانزلاق.

4 اختاري الحذاء المناسب: المشي حافية القدمين أو بالجوارب يزيد من خطر تعرضك للسقوط. لذلك احرصي على انتعال الحذاء حتى في المنزل.
واختاري تحديداً الأحذية بكعب منخفض والتي لا تعرضك للانزلاق. واحرصي على اختيار الحذاء الذي يناسب مقاس قدمك تماماً.

5 أزيلي كل العوائق من طريقك: ضعي أثاث المنزل بشكل لا تصادفك عوائق أثناء التنقل فيه. لا تضعي الطاولات المنخفضة والأسلاك الكهربائية واسلاك الهاتف والنباتات في طريقك. كذلك بالنسبة إلى قطع الملابس والصحف والصناديق.

6 تحركي ببطء: قومي بكل حركة ببطء كالنهوض من السرير أو من الكرسي. لا تهرعي عندما يرن الهاتف أو جرس الباب حتى لا تعرضي نفسك لخطر السقوط.
فمعظم الحوادث تحصل عند الاستعجال والقيام بحركة سريعة. لا داعي للاستعجال في أي نشاط تقومين به سواء كنت تصعدين السلالم أو المصعد أو أي نشاط آخر.

7 استعملي تجهيزات الأمان في المنزل التي تحميك من السقوط كالبساط المطاطي في المغطس أثناء الاستحمام.

8 أضيئي الأنوار: كون صحة النظر تتراجع مع التقدم بالسن، لا تعودي قادرة على تجنب الحواجز والعوائق فيما يكون النور خفيفاً. لذلك أضيئي الأنوار في المنزل أثناء التنقل وافتحي الستائر نهاراً.

9 بدلي نظاراتك: زوري طبيب العينين في كل سنة واحصلي على النظارات المناسبة لك لتحمي نفسك من السقوط.

10 تعلمي كيفية السقوط: عندما تشعرين أنه لا محال من السقوط، اعرفي كيف تسقطين أرضاً حاولي عدم السقوط بكل ثقلك على الأرض وحاولي القيام بحركة ما لاستعادة توازنك. أما إذا كان لا بد من السقوط، فتجنبي السقوط على الورك.


أهم الأطعمة لصحة عظامك

الأطعمة الأكثر أهمية لصحة عظامك هي تلك الغنية بالكالسيوم والفيتامين «د»، إضافةً إلى تلك الغنية بالمغنيزيوم والبوتاسيوم. ركزي عليها في نظام الغذائي:

  • الحليب القليل الدسم ومشتقاته
  • السمك كالسردين والسلمون والتونا
  • الملفوف والسبانخ والبروكولي والملوخية والارضي شوكي والشمندر والبطاطا والبطاطا الحلوة والخضر الورقية الخضراء
  • الموز وعصير الليمون والزبيب
  • الحبوب والبقول

هذا إضافةً إلى الأطعمة المقواة بالكالسيوم والفيتامين «د» كالحبوب الغذائية والعصير وحليب الصويا وحليب الأرز والخبز.

 

...واحذري

  • القهوة والشاي لغناهما بالكافيين مما يحد من امتصاص الكالسيوم في الجسم ويساهم في خسارة في كثافة العظام. لذلك يجب تناولها باعتدال.
  • المشروبات الغازية فقد أظهرت بعض الدراسات أن تناولها يساهم في خفض كثافة العظام.

 

أخطاء شائعة عن الترقق

أنت تتناولين الأدوية الخاصةبالترقق، إذاً لا تحتاجين إلى التركيز على الفيتامين «د» والكالسيوم.
الواقع: ليس ضرورياً أن تؤمن لك أدوية الترقق حاجاتك من الكالسيوم والفيتامين «د»، فقد لا تحتوي دائماً على هذه المكونات.
فالأدوية تساعد على الحد من ترقق العظام إلا أنها لا تؤمن المعادن والفيتامينات التي تحتاجها العظام. فإما أن تؤمنيها من نظامك الغذائي أو أن تتناولي مكملات الكالسيوم والفيتامين «د» إذا كانت تنقصك.

لا فرق ما بين الحصول على الكالسيوم والفيتامين «د»من الغذاء أو بطريق المكملات.
الواقع: فعلياً يجب تأمين حاجات الجسم من الكالسيوم والفيتامين «د» سواء كان ذلك من الغذاء أو من المكملات. لكن يبقى تأمينها عبر اتباع نظام غذائي متوازن يتم الاعتياد عليه واعتماده بشكل دائم هو الافضل، خصوصاً أن الغذاء يؤمن لك المزيد من المكونات الغذائية مقارنةً بالمكملات.
لذلك ينصح بالتركيز على الحليب ومشتقاته وعلى الأطعمة المقواة بالفيتامين «د» كعصير البرتقال والحبوب الغذائية.

 إذا تبين أنك مصابة بترقق العظام، لا يمكن فعل شيء حيال ذلك.
الواقع: هذه من الأخطاء الشائعة، إذ ليس صحيحاً أن المرأة المصابة بترقق العظام يجب أن تستسلم بل يمكن فعل الكثير للحد من خسارة كثافة العظام ومن خطر الإصابة بكسور.
إذ تتوافر أدوية فاعلة تساعد على الحد من خطر الإصابة بكسور بنسبة عالية. كما أنه يجب أن تمارسي الرياضة للحد من خطر الإصابة بكسور عبر تقوية العظام والعضلات واكتساب مزيد من الليونة في الحركة للحد من خطر السقوط.

 إذا كنت تتناولين أدوية الترقق ولا يزال معدل كثافة العظام منخفضاً فهذا يعني أن الأدوية لا تفيدك.
الواقع: تساعد معظم أدوية ترقق العظام على الحد من إبطاء معدل الخسارة في العظام، إلا أنها لا تساعد على بناء العظام.
فإذا تبين أن المعدل ثابت بعد فترة من تناول الأدوية، هذا لا يعني انها لا تعتبر فاعلة بل على العكس هي تساعد على الحد من خطر الإصابة بكسور من خلال تقوية العظام.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080