مدن برازيلية تستقبل كأس العالم
بعد 64 عامًا تعود كأس العالم لكرة القدم إلى البرازيل، أرض القهوة والنكهات التي تستعدّ ومدنها لكرنفال الملاعب حيث يرقص على مرجها الأخضر لاعبون أتوا من القارات الخمس ليتنافسوا في سامبا كروية.
ومن أبرع في هذه الرقصة سوى أبنائها! فهل تستعيد بلاد السامبا أمجادها وترمي في الشباك أهدافها! وحدها الملاعب لحظة إعلان صفارة الحكم في الثاني عشر من حزيران/ يونيو، بدء كرنفال الكرة العالمي لديها الإجابة.
وكرنفال كأس العالم تستضيفه 12 مدينة برازيلية لكل واحدة منها سحرها وألوانها الخاصة. اخترنا ست مدن للحلقة الأولى من هذا التحقيق.
ساو باولو
في أي نقطة تكونين في ساوباولو سوف ترين مشهدًا مدينيًا بانوراميًا ينتهي عند آخر خيوط الأفق. إنها أكثر من العاصمة الإقتصادية للبرازيل، إنها المدينة التي تضجّ بالحياة والرائدة في الدور الثقافي داخل البرازيل وخارجها، وهي واحدة من مدن العالم الأكثر تنوعًا من حيث الإثنيات التي تضمّها.
هذا التنوّع الإثني جعل ساوباولو عنوانًا لمختلف الثقافات والحضارات، ففيها عدد كبير من غاليريات الفن والمسارح والمراكز الثقافية والمتاحف.
وساوباولو مقصد عشّاق الطعام يستمتعون بالمطبخ المتنوّع الذي توفّره مقاهي المدينة ومطاعمها، أمّا للحياة الليلية الأكثر أمنًا وصخبًا في البرازيل فإن ساوباولو هي المقصد.
وعندما تكونين في ساوباولو هناك مقولة عامة: «تسوّقي حتى آخر قرش»، فهذه المدينة الحيوية تغريك بكل أنواع التسوّق بدءًا من البوتيكات الكلاسيكية في الأسواق المفتوحة إلى المتاجر العصريّة في المراكز التجارية الكبرى.
سلفادور
إذا كانت ساوباولو قلب ورأس ويديّ ريو دي جانيرو فإن سلفادور يمكن اعتبارها روح البرازيل. فخلال قرنين وتحديدًا بين عامي 1549 و1763 كانت العاصمة الإدارية والمركز السياسي للبرازيل في مرحلة الإستعمار البرتغالي.
تقع سلفادور على أرخبيل صغير يفصل خليج جميع القديسين Todos os Santos عن المياه المفتوحة للمحيط الأطلسي. وتعتبر المدينة السياحية الثانية بعد ريو دي جانيرو.
تجمع سلفادور كل المتناقضات الجميلة التي تجعل منها مدينة نابضة بالحياة. فسلفادور دا باهيا تجمع تنوعًا ثقافيًا وإثنيًا فريدًا، يترجم بالإيقاعات الموسيقية التي تجمع بين اللاتيني والإفريقي، وتتباهى برقصة « كابوييرا» أي الرقصة العسكرية، وبمطبخ باهيا اللذيذ، والكرنفال الفريد من نوعه، علماً أن كل هذه النشاطات أصولها أفريقية.
فسلفادور كانت مركز تجارة الرقيق في الأيام الغابرة، ولا تزال محافظة على الكثير من المعالم التاريخية التي تعود إلى الحقبة الإستعمارية، لتمنح المدينة بعدًا ثقافيًا وتاريخيًا فريد من نوعه.
برازيليا
بفضل اتحاد السياسة متمثّلة بالرئيس جوسيلينو كوبيتشك (1956 – 1961) والفن المعماري ويمثّله أوسكار نيماير، أصبحت برازيليا مدينة القرن العشرين الأولى التي دخلت ضمن التراث العالمي.
فبرازيليا ليست مجرد عاصمة تضم المقرّات الحكومية الثلاثة أو مركزًا للشركات الإقتصادية الكبرى، بل هي أكثر من عاصمة يقصدها الديبلوماسيون ورجال الأعمال.
إنها مدينة الترفيه يأتيها السائح ليجد فيها كل ما يرغب فيه في إجازته. فكيف بها وهي إحدى المدن البرازلية المضيفة لكأس العالم 2104! فبرازيليا تضم مواقع ترفيه رائعة، خصوصًا إذا كنت من المهتمات بالهندسة المعمارية الجريئة، ومولعة بالمطبخ الكوزموبوليتاني، والتسوّق والحياة الليلية التي لا تنتهي إلا مع خيوط الشمس الأولى تتسلل عند الفجر.
أمّا التسوّق فمتعة قد تورّطك إلى لحظة تنسين فيها ضبط ميزانيتك، فالأسواق هنا متاهة برازيلية من الألوان والأذواق.
بيلو هويرزونتي Belo Horizonte عاصمة مدينة ميناس جيرايس
يطلق على هذه المدينة نسخة ساوباولو المصغرّة. بيلو هوريزونتي مدينة صناعية حديثة، وتشتهر في جميع أنحاء العالم بهندستها المعمارية ذات الرؤية المستقبليّة.
كما هو الحال في العديد من المدن البرازيلية الأخرى، فإن اسم أوسكار نيماير مرتبط بالتخطيط المدُني لهذه المدينة الشابة. وسوف تجدين أفضل الأمثلة على تصاميم نيماير والمشاريع الحضرية في ضاحية بامبولا. لكن بيلو هوريزونتي هي أكثر من كونها مجرد مخطط لرأس المال في البرازيل إنها برازيليا الشباب!
تتمتع بيلو هوريزونتي بحياة ليلية نابضة وحركة فنية ناشطة، كما تضم العديد من المتاحف القيّمة. إنها مدينة كوزموبوليتانية بامتياز في أجواء برازيلية معاصرة. وعلاوة على ذلك، فإنّها تقع في نقطة مركزية، وبالتالي نقطة انطلاق ملائمة لعدد قليل من مدن البرازيل الخلابة مثل أورو بريتو التي تضم معالم المرحلة التاريخية الاستعمارية. بيلو هوريزونتي مدينة مضيفة لكأس العالم البرازيل.
فورتاليزا
يعود تاريخ إنشاء فورتاليزا إلى القرن الثامن عشر، ولكن اليوم تاريخها يخشى العصر أثناء مراقبته له، فقد انبثقت فيها الأبراج التي تضم الشقق السكنية، والجادات الموازية للشاطئ ومقاهي الرصيف فحوّلت فورتاليزا إلى مدينة عصريّة بامتياز.
ويعتبر موقع «ميامي الشمال» نقطة انطلاق ممتازة لتكتشفي الشواطئ الشمالية الرائعة والجزيرة المدهشة لولاية سييارا. فلا تتردّدي في التجوال فيها أثناء استراحة مباريات كأس العالم التي تستضيف فورتاليزا في استادها.
ريو دي جانيرو
غالبًا عندما يفكر الواحد منا بريو دي جانيرو يخطر في باله شاطئا كوباكابانا والبانيما فيحلم بإجازة رائعة. أمّا الصور التي تخطر في بالنا فهي المجسم الضخم الذي يقف على «صخرة رغيف السكر» النقطة التي تشكل مركز المشاهد البانورامية لريو دي جانيرو.
ومع ذلك لا تكتمل صور ريو دي جانيرو من دون كاريوكاس فخر سكان المدينة. فالتواصل الإجتماعي وروح النكتة هما الطبيعة الثانية لريو دي جانيرو بوجهها الإنساني وإيقاعات السامبا وبوسا نوفا.
احصلي على المرح واستمتعي بالحياة، هذا ما يدعوك إليه سكان ريو دي جانيرو، حيث الشواطئ فريدة من نوعها والحياة الليلية صاخبة والألوان تضجّ بالحياة والموسيقى والرقص. هكذا هي في العادة ريو دي جانيرو ولكنها خلال استقبالها ليلة افتتاح كأس العالم لكرة القدم 2014 توقّعي أن كل تفصيل في هذه المدينة الرائعة سيكون قصيدة في الحياة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024