الطبيعة والهندسة جمعتهما لوحة واحدة في فيلا ساحرة على تلّة لبنانية
أهي الطبيعة أغنت الهندسة، أم أنها الهندسة أضفت عليها سحراً؟ سؤال يتبادر الى الأذهان عند رؤية هذه الفيلا الساحرة بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، والرابضة على إحدى التلال اللبنانية لمالكيها وليد وسيلفانا خوري.
إنسجام وتناغم تام بين الهندسة الخارجية والداخلية تجسّدا بذوق وروعة وفنّ. فالمهندسان مهى خوري كفوري وشقيقها المهندس طوني خوري نثرا الفنّ في أرجاء هذا المسكن الذي نفّذ هندسته الخارجية المهندس جورج كفوري.
التعاون بين الهندستين الخارجية والداخلية أثمر تكاملاً، حتى أنّ الجالس في صدر الدار يخال أنّ الطبيعة آتية إليه بفضل الفتحات من الزجاج التي سمحت للحديقة الغنّاء بأن تكون جزءاً من الهندسة الداخلية.
مساحات خضراء رحبة أحاطت بهذه الفيلا المؤلفة من أربع طبقات، يمكن رؤيتها من أي زاوية. درجان من اليمين واليسار يقودان بعد المدخل الخارجي إلى الباب الداخلي للمنزل، الذي يفتح على بهوٍ كبير. هنا شعور السكينة والفخامة والهدوء ينتاب الزائر.
رحابة المساحة لم تغيّب الدفء المنشود وحفاوة الاستقبال. فالمهندسان مهى وطوني يعتبران أنّ تصميم بيت الجبل يجب أن يكون جزءأً من الطبيعة المحيطة به، ولا يمكن ان يكون بارداً، وهذه الصفات تفقده حسّه الجمالي وميزته الخاصة.
بل من الأفضل ان يكون دافئاً وهادئاً بما أنّه منزل الاسترخاء، ومن هنا استعمال مواد خاصة كالحجر والخشب.
البهو الكبير، أوّل ركن يطالعنا فيه هذا المزيج من الخشب والحجر، بالإضافة إلى الزجاج المشغول في السقف الذي يسمح للسماء بأن تكون جزءاً من التصاميم، وقد تدلت منه الثريا ال»باكارا» الفاخرة، مضفية فخامة ورفاهية على المكان، إلى جانب الأرض من الرخام المخطط بتصاميم امتدت إلى أول جزء من قاعات الإستقبال، لينبسط بعدها الرخام الإيطالي الفاخر بلونه البيج الموحّد marphil crème.
وفي هذا الركن، عمودان من رخام ال»emparador» وإلى جانبهما مستطيلات من الخشب تناثرت تحتها قطع الحصى الرخامي إلى جانب الحجر الطبيعي على الجدران.
ثلاثة صالونات وغرفة طعام وغرفة جلوس. هكذا قسّمت قاعات الإستقبال في الطبقة الأولى. القاسم المشترك بينها، هو الطراز النيو كلاسيكي وواجهات الزجاج الكبيرة التي انسدلت منها الستائر بال»فوال» المشغول الذي لعب دوراً مزدوجاً، لجهة إدخال أكبر كمّ من النور والطبيعة بفضل شفافيتها، وقد لعبت الرسوم عليها دوراً تجميلياً، أضفى نكهة خاصة.
ألوان الصالونات ترابية دافئة تعمّد المهندسان استعمالها كي لا يُملّ منها مع الوقت، وتوزّعت بينها قطع خشبية من طاولات وغيرها ذات قيمة تاريخية.
كما أنّ ألوانها منسجمة في ما بينها لكون المساحات مفتوحة على بعضها. حتى غرفة الجلوس تطلّ على الصالونات من خلال المدفأة التي وضعت على الجدار الفاصل بينهما، وقد لعبت دوراً تجميلياً بحيث يمكن ان تبعث دفئها في الإتجاهين وتضفي شفافية على الجلسات.
حائط المدفأة من الحجر الطبيعي زاد دفئا على المكان ووضعت عليه ساعة عبارة عن عقارب فقط، لم تحجب الحجر خلفها.
الفنّ والجمال تجسّدا على أحد جدران الصالون في لوحة كبيرة من الموزاييك المشغول بالزجاج والرخام، إختصرت كلّ اللوحات لإمرأة تسير في الطبيعة وسط ألوان ترابية من مشتقات ألوان المنزل.
غرفة الجلوس النابضة بالحياة، اتسمت بكبر مساحتها، ألوانها فرحة ولكن هادئة من مشتقات ألوان الباستيل، شغلت جدارها مكتبة كبيرة ضمت جهاز التلفزيون من الخشب النيو كلاسيكي، وفي الوسط طاولة كبيرة من الخشب عمليّة الاستعمال تضمّ درفاً عدة.
غرفة الطعام من الخشب النيو كلاسيكي أيضا اتسمت بواجهات من الزجاج لتطل على الحديقة الخارجية، وبذلك يشعر الجالسون إلى المائدة وكأنهم يتناولون الطعام في أحضان الطبيعة.
وما زادها تألقاً هي الثريا الكريستال الفاخرة من ال»باكارا»التي تدلّت فوق الطاولة، تذكر بالثريا من المجموعة نفسها في بهو الفيلا.
في الطبقة العلوية أربع غرف نوم، كلّ منها مصمّمة على طريقة ماستر، لكنها لم تتميّز عن الماستر الأساسية من حيث رحابة مساحتها وهويتها الفريدة.
فغرفة المالكين ازدانت بجدار ضخم من الجلد البني خلف السرير وبالجفصين في السقف كما بقية الغرف. المهندسان مهى وطوني اصرا على تصميم كلّ غرفة تبعاً لشخصية كلّ ولد وميوله. وقد ضمّت كلّ منها جلسة صغيرة وحماماً خاصاً وركناً للملابس.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024