أحمد الفيشاوي: أنا مجنون!
يعترف بأنه شخص مجنون، فهو يعشق المغامرة والجرأة والأعمال الصعبة، وهذا ما دفعه إلى تقديم برنامج مثل «Killer Karaoke غني لو تقدر»، الذي يتكلم عن أسباب حماسه له ورفضه مشاهدة النسخة الأجنبية منه، واللحظة التي أحس فيها بالرعب.
أحمد الفيشاوي يتحدّث إلينا أيضاً عن هجوم جمعيات الرفق بالحيوان على البرنامج، وحقيقة اعتزاله الدراما، واتجاهه إلى الإنتاج والإخراج، والأخطاء التي لا يندم عليها لأنه يتعلم منها، وسبب رفضه الكلام عن حياته الخاصة.
- كيف كانت ردود الفعل التي تلقيتها بعد عرض الحلقات الأولى من برنامج «غني لو تقدر»؟
لا يمكن أن أصف مدى سعادتي بردود الفعل على عرض البرنامج، فالنجاح فاق كل توقعاتي، والحلقات التي عُرضت حتى الآن حققت مشاهدة عالية، والجمهور متفاعل جداً مع البرنامج ومع كل تفاصيله. أنا سعيد للغاية بهذه التجربة، وتمتعت بكل حلقة شاركت فيها.
- وما الذي حمَّسك لهذا البرنامج؟
أسباب كثيرة دفعتني لخوض هذه التجربة أهمها الاختلاف، فهذه الخطوة تختلف عن كل الخطوات الفنية التي اتخذتها خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى أن العناصر التي تقوم عليها فكرة البرنامج تشبهني كثيراً، فأنا شخص مجنون وأعشق الضحك واللعب والمقالب، والبرنامج يحتوي على جرعة كبيرة من الجرأة، وفكرته لم تُقدم من قبل في العالم العربي، فهو النسخة العربية من البرنامج العالمي killer karaoke، وشعرت بأن الجمهور سيقبل على مشاهدته لأنه مختلف.
- إذا تلقيت عرضاً للمشاركة كمتسابق في البرنامج هل كنت ستوافق؟
إذا عرضوا عليَّ عشرين مليون دولار مقابل المشاركة لن أوافق ولن أفكر في الأمر من الأساس، فمستحيل أن أضع نفسي في هذا الموقف، ولن أتحمل التعذيب مع الحيوانات والحشرات، فأنا أحب أن أصنع المقالب وهذه المواقف الطريفة، لكني أرفض أن تُصنع بي.
- هل واجهتك صعوبات خلال التصوير؟
بالطبع، فالبرنامج لا يخلو من المواقف المحرجة والطريفة أيضاً، ففي إحدى الحلقات هرب صرصار ضخم من الصندوق واضطررت أن أجري وراءه على المسرح وأمسكته بنفسي وأعدته إلى الصندوق. وفي موقف آخر تعرضت للسقوط على الأرض بسبب تفاعل أحد المتسابقين مع الموسيقى، ففوجئت باندفاعه نحوي بقوة وسقوطنا على الأرض.
كما لا يمكن أن أنسى حالة الرعب التي سيطرت عليَّ في اللحظات الأولى التي أمسكت فيها بأحد الثعابين. لكن مع مرور الوقت أصبح الأمر طبيعياً للغاية، واكتسبت خبرة كبيرة في التعامل مع أنواع الحشرات والزواحف.
- هل هناك استعدادات اتخذتها قبل التصوير؟
لا، فأنا قررت خوض هذه التجربة دون التفكير في شيء.
- هل شاهدت النسخة الأميركية من البرنامج؟
لا، كانت لديَّ رغبة في تقديم البرنامج بأسلوبي الخاص ولم أرغب في تقليد أحد.
- أصدرت الجمعيات المعنية بالرفق بالحيوان أكثر من بيان تطالب فيه بوقف عرض البرنامج وتؤكد تعرضها للأذى خلال التصوير، فما تعليقك؟
أرفض أي بيان صدر حول هذا الأمر، وأرى أن هذه الجمعيات تبحث عن الشهرة وتحاول البروز على الساحة الإعلامية فقط على حساب النجاح الذي حققه البرنامج.
وهنا أريد أن أؤكد أن killer karaoke برنامج ترفيهي هدفه رسم البسمة على وجوه المتسابقين والمشاهدين، ولا يوجد أي أذى أو أخطار تلحق بالمتسابق أو الحيوان.
- كيف وجدت التعاون مع سينتيا خليفة التي تشاركك في تقديم البرنامج؟
استمتعت للغاية بالعمل معها، فهي لا تشاركني فقط في تقديم البرنامج بل شاركتني أيضاً مشاعر السعادة التي سيطرت علينا بعد النجاح الذي حققناه من خلال هذه التجربة.
- البعض يرى أن فكرة البرنامج لا تتناسب مع الظروف الحالية التي تمر بها مصر ودول عربية أخرى، فما تعليقك؟
لا أتفق إطلاقاً مع هذه الآراء، فأنا فنان ولست سياسياً، وبالتالي دوري هو تقديم أعمال فنية يستمتع الجمهور بمشاهدتها وليس تقديم برامج سياسية.
- إذا عُرضت عليك المشاركة في موسم ثان من البرنامج هل ستوافق؟
هناك رغبة من الشركة المنتجة للبرنامج في تقديم موسم آخر، وأشعر بحماسة لتكرار هذه التجربة التي تشبه شخصيتي، وأعتقد أن الموسم الثاني سيحتوي على مفاجآت جديدة.
- هل هناك مشاريع درامية تستعد للمشاركة في بطولتها خلال الفترة المُقبلة؟
اتخذت قرار اعتزال الدراما بشكل نهائي.
- وما سبب هذا القرار؟
لا أشعر برغبة في الظهور على شاشة التلفزيون، وأرى أنني حققت رصيداً ناجحاً في هذا المجال، فأنا لن أقدم شيئاً أفضل مما قدمته خلال الفترة الماضية، ويكفي مشاركتي في بطولة مسلسل «بدون ذكر أسماء» للمؤلف الرائع وحيد حامد، وأعتقد أن وجودي في هذا المسلسل كان حُسن الختام. لديّ رغبة في التركيز خلال الفترة المُقبلة على مشاريعي السينمائية، وأريد تقديم أكبر عدد ممكن من الأفلام الهادفة.
- وإلى أين وصلت التحضيرات في فيلم «يوم للستات»؟
انتهينا من تصوير مشاهد كثيرة من الفيلم، لكن توقفنا بسبب انشغال المخرجة كاملة أبو ذكري بالتحضير لمسلسل «سجن النساء»، وسوف نواصل تصوير المشاهد المتبقية من الفيلم، بعد أن تنتهي المخرجة من مسلسلها.
- ما الذي حمَّسك للمشاركة في هذا الفيلم؟
السيناريو الجيد هو السبب الرئيسي الذي دفعني للموافقة على المشاركة فيه، فالفيلم يناقش العديد من قضايا المرأة العربية بشكل عميق ومختلف عنما قدمته الأفلام والمسلسلات خلال الفترة الماضية.
وهناك سبب آخر حمسني لهذا الفيلم وهو انتماؤه إلى نوعية أعمال البطولة الجماعية، إذ يشارك في بطولته إلهام شاهين ونيللي كريم وهالة صدقي وناهد السباعي...
- هل هذا يعني أنك لا تميل إلى البطولات المُطلقة؟
لا، بل أنا أحب المشاركة في نوعيات مختلفة من الأعمال الفنية، لكن المعيار الرئيسي الذي يتحكم في اختياراتي الفنية هو الدور الجيد والسيناريو الذي يحمل رسائل فنية هادفة، وأكبر دليل على ذلك خوضي البطولة المطلقة قبل سنوات حين قدمت فيلم «الحاسة السابعة».
- ما أهم القضايا والتحديات التي تواجه المرأة العربية؟
كل ما ينقص المرأة في مجتمعنا هو الحرية الحقيقية، فتحقيق الحرية أصبح أهم بكثير من تحقيق الديموقراطية، فإذا شعرت المرأة بالحرية سيكون لديها القدرة على تغيير واقعنا المؤلم، وهي ترغب في التخلص من القيود التي فرضها عليها المجتمع باسم العادات والتقاليد.
- ما الوسيلة المثلى لتحقيق حريتها والتخلص من هذه القيود؟
الحل ليس عند الحكومة وفي القوانين كما يعتقد البعض، بل في أيدي الشعوب العربية التي لديها الفرصة الكاملة الآن لتحديد مصيرها والتخطيط لمستقبلها.
- ما أكثر ما يجذبك في المرأة؟
كونها امرأة هو أكثر ما يجذبني، فالنساء بشكل عام يتمتعن بصفات فريدة لا تتوافر عند كل الرجال. المرأة تملك قدرة كبيرة على العطاء وطاقة حب وحنان كبيرة لا تنضب.
- ما حقيقة ما تردد خلال الفترة الماضية حول تأسيسك شركة إنتاج سينمائية؟
هذا صحيح، وقد أطلقت عليها اسم «كالب كريستال»، وأتمنى أن أنجح من خلالها في المساهمة في دفع عجلة الإنتاج السينمائي. وقد انتهيت من إنتاج أول فيلم بعنوان «خارج الخدمة»، وهو من بطولتي ويشارك فيه الفنانة شيرين رضا وعدد كبير من الفنانين، ومن المقرر عرضه قريباً.
- ما رأيك في الانتقادات والاتهامات الكثيرة التي تلاحق عائلة السبكي؟
أريد من خلال هذا الحوار أن أبعث برسالة شكر وتقدير لتلك العائلة التي تعشق السينما، والتي قدمت خلال الفترة الماضية العديد من الأفلام، وذلك رغم كل الصعاب والظروف الإنتاجية السيئة وانسحاب العديد من المنتجين.
مثلاً أحمد السبكي قدم فيلم «ساعة ونص» في توقيت صعب للغاية، ورغم الميزانية الضخمة قرر عرضه في توقيت مُحرج، وذلك لرغبته في دفع عجلة الإنتاج إلى الأمام والحفاظ على هذه الصناعة، ولذلك أرفض كل ما يوجه له من انتقادات واتهامات، وأرى أن هذا الرجل يستحق الشكر.
- وما رأيك في قرار إيقاف فيلم «حلاوة روح» الذي أنتجه محمد السبكي ولعبت بطولته هيفاء وهبي؟
لا يمكن أن أصف مدى استيائي من القرار الغريب الذي صدر بمنع فيلم «حلاوة روح»، فهو قرار خاطئ، وأنا ضد الحكومة في هذه القرارات وفي تدخلها في شؤون السينما والتلفزيون، فمنع عرض فيلم أو حذف بعض المشاهد منه قرار يرجع إلى جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، ولا أعرف لماذا يتدخل رئيس الوزراء في هذا الأمر! والسؤال الذي يراودني في الوقت الحالي هو: هل سنرى قرارات مماثلة بمنع بعض الأفلام السينمائية لمجرد أنها تناقش قضايا جريئة، أو أنها لا تعجب الوزراء؟ للأسف هذا القرار سيدفع بعض المبدعين للتفكير جيداً قبل تقديم عمل فني يناقش قضايا جادة وواقعية وجريئة، فهذا القرار وضع علينا قيوداً لكن بطريقة غير مباشرة.
- ما حقيقة خوضك تجربة الإخراج؟
أستعد لاتخاذ هذه الخطوة خلال الفترة المُقبلة، من خلال إخراج فيلم سينمائي، لكني لا أريد كشف أي تفاصيل في الوقت الحالي، وأتمنى أن أنجح في هذه الخطوة، وأن أخرج مجموعة من الأفلام الناجحة والهادفة.
- ما أقرب أعمالك إلى قلبك؟
أعمال كثيرة أحبها وأشعر بالفخر لأنني شاركت في بطولتها، ومنها فيلم «678» الذي تعاونت فيه مع نيللي كريم وبشرى، وفيلم «زي النهاردة» الذي شاركت بسمة بطولته، وأيضاً مسلسل «بدون ذكر أسماء» الذي أعتبره من أفضل الأعمال الدرامية التي قدمتها، فأنا فخور بمشاركتي في مسلسل من كتابة المؤلف وحيد حامد.
- هل هناك أعمال ندمت عليها؟
لا أعرف الندم، لكن يمكن أن أجد مشهداً لي كان من الممكن أن أقدمه بشكل أفضل. وعلى أي حال أنا حريص على التعلم من أخطائي وعدم الوقوع فيها مرة أخرى.
- لماذا لا تحب التحدث كثيراً عن حياتك الخاصة؟
هذا صحيح، فالجمهور لا يشغله سوى فني وما أقدمه من أفلام، وما أتخذه من خطوات فنية جديدة، سواء إنتاج أو إخراج أو تقديم، وأنا أعيش حياة سعيدة مع أسرتي وأصدقائي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024