تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

منزل للمهندسة شيرين صايغ أشبه بحلم

المكان مليء بالأثاث، ومع ذلك غير ممتلئ. إنه الإنطباع الأوّل لدى زائر هذه الشقة السكنية الفسيحة التي حافظت المهندسة شيرين صايغ على كبر مساحتها، معطية إياها نفحة من الذوق الرفيع المفعم بالرفاهية.

المساحة الإجمالية لهذه الشقة هي 400 متر مربّع. وعلى امتدادها، تناثرت الإبتكارات الهندسية التي بدأت منذ قاعة الاستقبال الفسيحة.
جدرانها من الخشب المقطّع بين الأبيض والبنّي الجوزي، وقد تحوّلت إلى خزائن لجهة اليمين مخصّصة لملابس الزوار، يقابلها لجهة اليسار التقطيع نفسه، حيث خبأ الخشب خلفه المدفأة.
واللافت في هذا المكان أمران، الخشب الباركيه من ال»أوروكو» الذي شغل قاعة الاستقبال فقط، ليمتد بعده الرخام ال»ترافيرتينو كلاسيكو» في الصالونات وغرفة الطعام.

والأمر الثاني هو الجفصين الذي انقسم إلى مربعات اخترقتها الإنارة الموجّهة في وسط كلّ مربّع.
والباركيه في قاعة الاستقبال، كما الرخام في قاعات الجلوس والطعام، غطتهما قطع من السجاد القوقازي بألوانه العديدة، أبرزها النارية والزاهية، والتي أدخلت صخباً إلى هدوء الألوان الكلاسيكية التي طغت على معطم الأثاث.
بعد قاعة الاستقبال، وما أن تطأ القدم الرخام، حتى يطالعنا ابتكار من نوع آخر، مقوّماته أيضاً الخشب والجفصين.
فقد ابتكرت صايغ عمودين اخترقت وسطهما قطعة مستطيلة من الخشب، استلقت في وسطهما لتكمل وكأنها طائرة، أو غير معلّقة من الجانب الآخر، في آخرها مزهرية وضعت في داخلها شتلة الأوركيدي البيضاء التي أضفت جواً من النضارة.

هذا الركن المبتكر شكّل فاصلاً بين غرفة الطعام لجهة اليمين والصالونين إلى اليسار.
وبالوصول الى غرفة الطعام من الطراز المعاصر من «روش بو بوا»، تطالعنا طاولتها المربّعة من خشب الجوز، ارتفعت حولها المقاعد من قماش القطن الأبيض، إطارها من الخشب.
واللافت أن الدروسوار التقليدي غاب لـتأخذ مكانه الفجوات الأربع المربعة، وقد أنارتها إضاءة مباشرة، وفي داخلها قطع ثمينة من الفضّة والبورسولين.
هنا، أدّت الستائر الحرير المقلّمة بألونها الترابية والنارية معاً دوراً تجميلياً، بحيث أضفت حياة وشكلت نوعاً من أكسسوار في هذا الركن كما في الركن الفاصل بين الجلسات في الوسط.

وهذا الركن، جمّلته إضافة إلى الستائر، الأعمدة الخشب المستطيلة التي تكرّرت في الصالونات.
الصالون الأوّل من البيج بلونيه الداكن والزاهي، حيث المقعد المستطيل داكن، أما المقعدان المنفصلان من كلّ جهّة، فهما من البيج الأفتح. أحد جدران هذا الصالون من الحجر علّقت عليه لوحتان بألوان صاخبة للرسام الإيطالي مارتيني.
وإلى جانبي هذا الجدار فجوتان مستطيلتان على رفوفهما الزجاج مجموعة من القطع الفاخرة.
أما الصالون الثاني فمن الجلد البني، وهو ذو ماركة عالمية ايضاً. وعلى الطاولة في إحدى الزوايا مجموعة كادرات من الفضة حضنت صور العائلة.

وعلى مستوى أعلى من أرض هذا الصالون، ندلف الى الجلسة الأخيرة المتعدّدة الاستعمالات، لنشاهد طاولة مستطيلة تعلوها الكراسي المرتفعة، وقد زينتها لوحتان لرسام أرمني.
سيّدة المنزل تنعم بمطبخ وثير مريح وعملي، بما أن هذا المكان هو مملكتها. وبألوانه الزاهية من البيج وخشب السنديان المطعّم بالكرزي، يضمّ جلسات عديدة للأكل وللطهو.
غرف النوم تتميز أيضاً بالراحة المقرونة بالعصرية. فغرفة «الماستر» سريرها باللون البيج، ازدان الجدار خلفه بالجفصين الذي لعب دور مكتبة. وداخل الفجوات مجموعة كتب وأوانٍ للزينة.
هذا الجناح افترشت أرضه بالباركيه الزاهي اللون والذي ساهم في الغرفة الزرقاء الثانية المخصصة للولد، في تظهير الجوّ الحالم والدافئ.
نغادر المكان وفي ذهننا أجمل صورة عن فن تنسيق الألوان وانسجام الخيوط الواضحة والأنيقة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079