تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

من دفتر يوميات محررة الموضة كارولين كاسيا سحر الشرق في جزيرة شانيل

ياسمين حمدان

ياسمين حمدان

روجيه مكرزل يصوّر ياسمين

روجيه مكرزل يصوّر ياسمين

ليلى حمداوي وياسمين حمدان ونادين لبكي وكارولين كاسيا

ليلى حمداوي وياسمين حمدان ونادين لبكي وكارولين كاسيا

الزميلات هالة كوثراني وليلى حمداوي وكارولين كاسيا

الزميلات هالة كوثراني وليلى حمداوي وكارولين كاسيا

تيلدا سوينتون

تيلدا سوينتون

بعد فرساي وسنغافورة، حطّت دار شانيل رحالها في الشرق الأوسط واختارت دبي لتقديم مجموعة كروازيير 2015. أمام ناطحات السحاب، وعلى جزيرة اصطناعية صغيرة، أطلق عليها للمناسبة اسم «جزيرة شانيل»، وفي آخر النهار، بدأ السحر مرة جديدة... وكانت مجلة «لها» حاضرة.

قبل أشهر، منذ الإعلان عن الخبر، انهمكت كل صحافة الشرق الأوسط: نعم نعم، سيكون الحدث عنا، في منطقتنا، في دبي، المحطة التي باتت حتمية، التي هي المزيج المثالي بين الشرق والغرب، والتي اختارها سيد دار شانيل لتقديم مجموعة الكراوزيير. لا داعي للقول إن الحدث عظيم وإن كل أنظار عالم الموضة ستتجه صوبنا. كيف سيترجم الكبير كارل لاغيرفيلد الشرق الأوسط؟ كيف يرانا؟ لن نتأخر في معرفة الجواب...
 

الاثنين 12 مايو

7.30  الانطلاق إلى دبي. انطلقت أنا وهالة كوثراني، رئيسة تحرير مجلة «لها»، من بيروت إلى دبي. زميلتنا ليلى حمداوي، التي تعمل من لندن، ستصل بعد الظهر. «الفريق الحلم» لمجلة لها، مثلما أطلق علينا، اجتمع لاحقاً في فندق بارك حياة دبي حيث وصلت كل صحافة العالم. في برنامج بعد الظهر: استرخاء واسترخاء واسترخاء. ولكل من يرغب، هناك إمكانية لزيارة معرض فني قبل أن نلتقي في المساء لتناول عشاء غير رسمي على مصطبة الفندق بصحبة الفاتنة رزان جمال، الممثلة اللبنانية التي أتيحت لنا غالباً فرصة تصويرها في «لها»، وكذلك إيمانويل آلت، رئيسة تحرير مجلة فوغ باريس،  والعديد من الأسماء الأخرى اللامعة في الصحافة النسائية الدولية.

 

الثلثاء 13 مايو

بدأ النهار باكراً بالنسبة إلى فريق «لها». اتجهنا صوب منتجع One&Only the Palm، حيث وصل كل مشاهير العالم لحضور حدث الأزياء الأكثر أهمية لهذا الموسم. سوف نلتقط الصور للمغنية والممثلة اللبنانية ياسمين حمدان. كان الموعد في غرفتها. لكن قبل كل شيء، اتجهنا صوب صالة العرض المؤقتة لدار Chanel، التي جرى تشييدها لمناسبة الحدث في منتجع One &only ، بهدف انتقاء الملابس التي سنختارها لياسمين. اخترنا التصاميم من مجموعة باريس-دالاس (التي ستعرض في متاجر شانيل في بداية شهر يونيو). اتجهنا صوب الغرفة 607 للقاء ياسمين التي بدأت ماكياجها. استفادت زميلتي ليلى حمداوي لبدء مقابلتها. وفي تمام الساعة 11، بدأنا بالتقاط أول صورة بعدسة المصور روجيه مكرزل. الطقس حار، لا بل حار جداً. الحرارة 38 درجة في الظل، ونحن نصوّر في الخارج. إلا أن ياسمين كشفت عن احترافية كبيرة ولم تتذمر البتة.

في الساعة الثانية: انتهينا! إنها العبارة التي نقولها دوماً في نهاية تصوير أي فيلم أو جلسة تصوير فوتوغرافي. حان وقت العودة إلى الفندق للاستعداد. أما ياسمين فبقيت معها صديقتها ومنسقة أزيائها، ليلى، المسؤولة عن طلتها خلال عرض أزياء الليلة. في طريقي، صادفت مسؤولة عند شانيل، وهي تحمل سترة في يدها. تنقلها إلى غرفة الممثلة تيلدا سوينتون، الملاصقة لغرفة ياسمين، لعرضها عليها. إلا أن تيلدا ارتدت شيئاً آخر تلك الليلة. في غرفة الأزياء، التقينا أيضاً بالفنانة أليس ديلال، التي جاءت بدورها لاختيار طلتها للحدث. بالفعل، أتيحت لكل المشاهير، والشخصيات الاجتماعية، وصاحبات المدوّنات، والصحافيات والشخصيات المهمة فرصة اختيار تصميم من التصاميم المعروضة في الصالة، التي أشرف عليها أمين جريصاتي.

في الساعة الخامسة: الاتجاه إلى «جزيرة شانيل». سيتم تقديم المجموعة في بحر دبي، في جزيرة تم تحويلها إلى أطلنطيس عصرية لملكة سبأ. قناطر تقليدية كانت في انتظارنا أثناء العبور. وعند مغيب الشمس، وصلنا إلى قصر حقيقي جرى تشييده للمناسبة من قبل فريق شانيل، خلال ثلاثة أشهر، مع زخارف عربية من الذهب، وشعار شانيل على شكل الحرفين C المتشابكين. من الجزيرة، يمكننا رؤية مجموعة ناطحات السحاب المضاءة في المدينة. «إنه المستقبل، الحقيقة الجديدة»، قال لاحقاً كارل لاغيرفيلد في إحدى مقابلاته.

على الطريق، جرى تشييد خيم بدوية، مثالية للتوقف قليلاً وشرب القهوة التقليدية على صوت العود. في الرمل، الذي جرى نثره هنا وهناك على الجزيرة، أضاءت الشموع ليل الجزيرة. وداخل القصر المؤقت لشانيل، ثمة طاولات منخفضة مزينة بالمصابيح العربية أو وسادات كبيرة موضوعة مباشرة على الأرض الرملية لتكون بمثابة مقاعد مريحة. إنه ديكور مميز جعل جميع المدعوين وكأنهم في الصف الأول لمشاهدة العرض. إنها الساعة السابعة، وغابت الشمس، ونحن في انتظار المشاهير ليبدأ العرض. فانيسا بارادي وبنجامين بيولاي ونادين لبكي وصلوا جميعاً بسرعة. حينها، انطلق عزف فرقة ميشال غوبير الموسيقية (مزيج بين الشرق والغرب). واختالت على السجادة الرملية العارضات بشعر مجعّد جداً، مع تاج في الشعر على شكل هلال، وعينين مثقلتين بالكحل مع طرف ورقة ذهبية.

السراويل المنتفخة فضفاضة، بالأسود أو الأبيض أو الرملي النحاسي. تايورات التويد، المزينة بخيوط الذهب أو الفضة، تألفت من ثلاث قطع: سروال منتفخ أو ضيق، وتنورة وسترة. أما الطلات الأجمل والأكثر تميزاً فكانت تلك التي حاكت فسيفساء «ألهامبرا» (قصر الحمراء)، مع نقوش رائعة على أقمشة قطنية شفافة، أو على أقمشة لوريكس مطرزة لطلة أكثر وميضاً. أما التصميم الأخير فكان ناطحة سحاب في دبي مطرزة في أسفل فستان قصير. ساعات وقطع مجوهرات راقية زيّنت الطلات وامتزجت مع مجوهرات زائفة مثلما كانت تحب أن تفعل الآنسة شانيل. لاحظنا غياب أثواب السباحة، وهذا دليل احترام المصمم الألماني لتقاليد البلد المضيف، وكذلك بعض التصاميم المستوحاة من الحياة في منطقتنا، مثل الحقيبة المضرّبة على شكل مطرة ماء، ومنشفة البحر المطبعة بنقوش الكوفية والمجوهرات الشرقية، المصنوعة من المينا على شكل عظام الجمل، أو ديكور المنارات. إنه تكريم للشرق بكامله، وليس فقط للشرق الأوسط. قال لاغيرفيلد: «مثلما تعلمون، أكره عبارة «الشرق الأوسط»، فهذا يبدو مثل «الطبقة المتوسطة». هذا عادي جداً وبعيد جداً عني.. وعن شانيل».

في الساعة التاسعة: إنه وقت الاحتفال. جعلتنا المغنية جانيل موناي، التي اعتلت خشبة المسرح، نرقص بصحبة النجمات فانيسا بارادي، وبنجامين بيولاي، ونادين لبكي، وياسمين حمدان، وإليزا صدناوي، وفريدا بينتو، وتيلدا سوينتون، فيما تولى نيكولا، صانع المأكولات اللبناني الشهير، تكريمنا بوليمة جديرة بألف ليلة وليلة.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  تموز 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077