من دفتر يوميات محررة الموضة ليلى حمداوي 24 ساعة مع CHANEL DUBAI
إنه الحدث المنتظر الذي جذب لائحة فريدة من المدعوين. بعد 13 عاماً من التجوال في أرجاء العالم، ها هي دار Chanel تتوقف في دبي.
المعلومات الوحيدة التي استطاع أي كان الحصول عليها تمثلت في أن العرض سيقام على جزيرة خاصة من صنع الإنسان. خلال ساعات قليلة، امتلأت دبي بأعداد كبيرة من أهل الصحافة والزبائن الذين أتوا من كل أرجاء العالم لإشباع توقهم والاطلاع على مجموعة Cruise من Chanel التي طال انتظارها.برز من الرمل مبنى زجاجي عملاق عربي الطراز، مطل على كل مدينة دبي، مزين بحرفيّ C المتشابكين اللذين يجسدان شعار Chanel، وقد جرى تشييده خصيصاً للمناسبة. تم نقل المدعوين، الذين بلغ عددهم الألف، من شاطئ جميرة في دبي بواسطة قوراب خشبية أبحرت جيئاً وذهاباً مرات عدة.
عند وصولنا، استقبلتنا واحة من الأرضيات المكسوة بالرمل والجداول المائية مع مقاعد عربية الطراز لكي يستمتع المدعوون بالتقاليد البدوية. ارتكز الديكور على ألوان البيج الرملية مع فوانيس مضاءة جرى توزيعها في كل أرجاء المكان، إضافة إلى أطعمة شرق أوسطية لتذوقها والاستمتاع بتقاليد الضيافة العربية الحقيقية.
كان المشهد حلماً شرقياً بامتياز. القمصان تناغمت مع السراويل الواسعة المنتفخة والشبشب (أحذية مثل الخف). فساتين مزينة بالكشاكش تناغمت أيضاً مع جوارب ضيقة لاصقة تحتها. النقوش المطبّعة برزت بوضوح في هذه المجموعة إذ أضاف لاغيرفيلد نسخة مطابقة للنقوش الإسلامية التي سادت خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر. ولم تغب أقمشة التويد التي تشتهر بها الدار، بل جرى مزجها ومطابقتها مع نقوش أزهار أخرى.
برز أيضاً نمط الكوفية الذي أوحى بتصميم السترات والبذلات ذات القطعة الواحدة. أما الطلات الذهبية الفضفاضة فكانت حتمية في هذه المجموعة إذ يقال عن دبي إنها «مدينة الذهب». لذا، أضيف أيضاً إلى الماكياج تفصيل «الورقة الذهبية» التي جسّدها اختصاصي الماكياج، توم بيشو (الذي اختاره لاغيرفيلد شخصياً)، على شكل عينين مؤطرتين بالكحل الأسود وبشرة مسفوعة بالشمس. أما الشعر فكان ممتلئاً ومرفوعاً إلى الخلف بتسريحات مالسة ومتموجة ابتكرها سام ماك نايت. ما يمكن قوله هو إن المجموعة احترمت نساء المنطقة واستوحت الكثير من التأثيرات التي قد لا تبدو دقيقة. لكن من يعرف كارل لاغيرفيلد يدرك أن شخصاً مبدعاً مثله استلهم أفكاره من حلم عربي خيالي. وقد وصف كارل أفكاره بالقول «أفكر في كل شيء ولا شيء في الوقت نفسه. لا أملك خطة، بل أملك رؤية».
دقائق مع كارل لاغرفيلد Karl Lagerfeld
بعد انتهاء العرض، فاجأ كارل لاغيرفيلد الحضور حين وقف خارجاً في الحرّ الشديد ووافق بسعادة على التقاط الصور له والإجابة على الأسئلة المطروحة عليه. وعند سؤاله عن سبب اختياره لعرض مجموعة كروز في دبي، أجاب إن «دبي مدينة نشأت من البحر والرمل... إنها مثل أتلانتيس- وباتت تشتمل الآن على أطول مبنى في العالم». وعند سؤاله عن كيف كان يمكن للآنسة كوكو أن تستلهم أفكارها من هذا الجزء من العالم، أجاب: «لو كانت موجودة اليوم، أعتقد أن هذا الجزء من العالم كان ليثير اهتمامها لأنها كانت مهتمة بالفن الصيني والتأثيرات العالمية الأخرى». بدا كارل مرتاحاً مع البيئة المحيطة به بحيث سألناه عن رأيه في نساء الشرق الأوسط وتجربته معهنّ لغاية الآن... فأجاب: «لم أرَ الكثير منهن، لكنهنّ في غاية التهذيب هنا».
عن مصدر وحيه في هذه المجموعة قال لاغرفيلد «أخذت من الموضة الشرقية ما وجدته مثيراً لإبتكار مظهر عصري يلائم كل نساء العالم، إن نسج خيط بهذه الجودة والإبداع لم يكن ممكناً قبل 3 أو4 سنوات أما اليوم فيمكننا العزف على 150 لوناً، هذه من بنات أفكار «شانيل». وعن الطبعات المزخرفة التي زيّنت مجموعته قال «تستلهم أقمشتي المزخرفة من القطع الخزفية في إسبانيا الأندلسية في القرنين 11و12، ومن شمال إفريقيا. ومازالت هذه الزخارف الزهرية رائعة الحداثة حتى بعد أكثر من ألف عام. إنها طبعة حديثة ومرنة من شانيل في مدينة حديثة جداً (ويقصد دبي). نجد هنا مزيجاً من الماضي والحاضر، وهو أمر مثير للشغف. لقد آن الأوان لإحياء الروح الشرقية، لأن الشرق يكتسب أهمية متنامية في تاريخ القرن21».
يختم حديثه بالقول إن مجموعته فيها «تأثيرات شرقية وإنما يمكن اعتمادها في كل أرجاء العالم. إنها مجموعة الملابس التي أراها على النساء اللواتي يذهبن في عطلة صيفية ويستطعن أيضاً ارتداءها في حياتهن العادية».
لم يكن هذا درس تاريخ في الثقافة والتقاليد وإنما رؤية لمدينة عصرية مع أفضل تصاميم Chanel.
نقدم لك أيضاً بعض أسرار الكواليس من تجربة محرري الموضة التي امتدّت 24 ساعة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024