تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

وفاء عامر: لن أتاجر بمشاعر ليلى غفران

ليلى غفران

ليلى غفران

أحمد حلمي

أحمد حلمي

أحمد السقا

أحمد السقا

عندما سألناها عن حقيقة تجسيدها قصة حياة ليلى غفران في مسلسل «إبن حلال» الذي يتناول مقتل ابنتها، انفعلت وقالت: «لست الفنانة التي تتاجر بآلام الأخريات، ولا علاقة للعمل بقصة ليلى غفران وابنتها الراحلة.
الفنانة وفاء عامر تشارك في سباق الدراما الرمضاني بعملين، وتكشف أسباب حماستها لكل منهما، كما تعترف بأن تقديمها لدور الأم لثلاث فتيات تحدٍ جديد، وتتكلم عن زوجها وابنها وشقيقتها آيتن، والشائعة التي أصابت والدتها بانهيار.


- تخوضين سباق الدراما الرمضاني المُقبل من خلال مسلسلين هما «جبل الحلال» و»ابن الحلال» ألا تخشين من صعوبة التوفيق بين مواعيد تصويرهما؟
الأمر كان بمثابة تحدٍ لي، خاصةً أن دوري في كل مسلسل منهما يحتاج إلى مجهود كبير وتركيز خاص، بالإضافة إلى أن مساحة دوريّ ليست صغيرة، وبالتالي كل مسلسل يحتاج مني إلى أسابيع كثيرة حتى أتمكن من الانتهاء من تصوير مشاهدي فيه.
ورغم الصعوبات والضغوط التي تواجهني، تمكنت من التوفيق بين مواعيد التصوير، ونجحت أيضاً في الفصل بين الشخصيتين، وفي إعطاء كل منهما الوقت الكافي للتحضير للمشاهد الصعبة والإلمام بكل التفاصيل.
لكني أريد أن أؤكد أن مشاركتي في بطولة مسلسلين دفعة واحدة، لم يكن شيئاً مخططاً له بل جاء عن طريق المصادفة، فبعد موافقتي على بطولة مسلسل «جبل الحلال» تلقيت سيناريو مسلسل «ابن حلال»، وأعجبت به وبالفكرة التي يناقشها، وشعرت برغبة في المشاركة في بطولته أيضاً.

- قلت إنك تمكنت من خلال مشاركتك في مسلسل «جبل الحلال» من تحقيق أحد أحلامك الفنية، فماذا كنت تقصدين؟
هذا صحيح، فالعمل مجدداً مع الفنان الرائع محمود عبد العزيز كان أمنية تراودني باستمرار، فأنا عملت معه قبل أكثر من عشر سنوات في فيلم «رحلة مشبوهة»، وتمنيت التعاون معه من جديد، حتى تلقيت عرضاً للمشاركة في بطولة مسلسل «جبل الحلال» وقررت الموافقة عليه بلا تردد.
فوجود الفنان محمود عبد العزيز كان السبب الرئيسي لموافقتي على المشاركة في البطولة، فهو نجم كبير صاحب تاريخ فني ثريّ، وتعلمت منه الكثير، وأشعر بالفخر لأنني أعمل معه هذا العام.

- وكيف جاء ترشيحك لهذا المسلسل؟
الترشيح جاء من خلال المخرج عادل أديب والفنان محمود عبد العزيز وأيضاً السيناريست ناصر عبد الرحمن الذي التقيته من قبل في فيلم «كف القمر».
ولا يمكن أن أنسى أول جلسة عمل جمعتني بهم، فقد فوجئت بترحيب كبير منهم، بل أكدوا لي بأن الدور لا يناسب أحداً غيري، وبصراحة هذا الكلام منحني طاقة إيجابية لتقديم دوري بشكل متميز.

- تجسدين من خلال «جبل الحلال» دور أمٍّ لثلاث فتيات وهو الأمر الذي وصفه البعض بالمغامرة، خاصة أن الشخصية تكبرك في السن. ألا يوجد لديك تخوف من هذا الأمر؟
«أنا ممثلة»، هذا هو التعليق الوحيد الذي من الممكن استخدامه للإجابة على هذا السؤال، فأنا مؤمنة بأن الفنان الحقيقي الناجح هو الذي لديه القدرة على تقديم كل الشخصيات مهما كان عمرها أو شكلها، والفنانات اللواتي يرفضن تقديم دور الأم يحجّمن موهبتهن.
أشعر بأن تقديم دور أمٍّ لثلاث فتيات بمثابة تحدٍ كبير لي، كما أنها ليست المرة الأولى التي أقدم فيها هذه النوعية من الأدوار، فقد جسدت من خلال فيلم «كف القمر» شخصية الأم الكبيرة في السن أيضاً، لذلك لا أرى أي داعٍ للدهشة أو التخوف من هذه التجربة.

- هل وجدت تشابهاً بينك وبين هذه الشخصية؟
الشخصية تشبهني إلى حد كبير، بل تشبه كل امرأة مصرية، فأنا أجسّد امرأة صعيدية تكافح وتعمل من أجل بناتها، وتواجه العديد من المشاكل والصعوبات في حياتها، إلا أنها تنتصر في النهاية وتنجح في تربيتهن تربية سليمة قائمة على الإلتزام بالتعاليم الدينية والقيم الإنسانية.

- هل هناك صعوبات واجهتك أثناء التصوير؟
كل المشاهد التي قدمتها من خلال هذا المسلسل لم تكن سهلة على الإطلاق، بل تطلبت مني تحضيرات كثيرة، فالدور مليء بالمشاعر والأحاسيس التي كان لا بد من توظيفها بشكل سليم، بالإضافة إلى ضرورة التحدث باللهجة الصعيدية، وبالتالي قررت الاستعانة بمصحح لهجات، وأخذت دروساً مكثفة مكنتني من الإلمام بكل المصطلحات الصعبة.

- ما الذي حمَّسك للمشاركة في بطولة مسلسلك الآخر؟
إعجابي الشديد بالسيناريو الذي كتبه المؤلف حسان دهشان، فالعمل يحتوي على خطوط درامية مشوقة، وفكرته جديدة، بالإضافة إلى تفاؤلي بالعمل مع الفنان محمد رمضان الذي تعاون معي في مسلسل «كاريوكا»، فأنا مؤمنة بموهبة هذا الفنان وأتوقع له مستقبلاً ناجحاً جداً.

- لكن الأفلام التي يشارك محمد رمضان في بطولتها تلاحقها الإنتقادات باستمرار، ألا تشعرين بالقلق؟
رغم حالة الجدل التي أثارتها أفلام محمد رمضان في الفترة الأخيرة، إلا أنها حققت نجاحاً كبيراً وإيرادات ضخمة، وبمناسبة الحديث عن هذا الأمر أريد أن أؤكد أن الشخصيات التي قدمها محمد في أفلامه لا تشبهه على الإطلاق كما يعتقد البعض، بالعكس، فهو شاب متدين ومحترم، وأنا سعيدة بالتعاون معه وأعتبره قدوة للشباب.

- ما حقيقة تجسيدك شخصية الفنانة ليلى غفران في هذا العمل وتناوله حادث مقتل ابنتها؟
كلام فارغ وشائعات سخيفة لا أريد التعليق عليها كثيراً، وكل ما يمكنني قوله إن المسلسل ليس له أي علاقة بالفنانة ليلى غفران، لأن مبادئي لا تسمح لي بالمتاجرة بمشاعرها وأوجاعها، أنا أكنُّ كل الإحترام والتقدير لها، رغم أنني لم ألتقِها من قبل، لكنني من أشد المعجبين بصوتها وأحب أغانيها وإحساسها.

- وماذا عن تفاصيل دورك؟
أجسد شخصية فنانة مصرية تُقتل ابنتها الصغرى وتحاول الوصول إلى الجاني للانتقام منه.

- هل وجدت تشابهاً بينك وبين هذه الشخصية؟
لا يوجد أي صفات مشتركة بيني وبين هذه الشخصية، فهي لا تشبهني على الإطلاق.

- البعض يعتبر مشاركتك في بطولة مسلسلين ينتميان إلى نوعية أعمال البطولة الجماعية تراجعاً لمكانتك الفنية خاصةً أنك خضت تجربة البطولة المطلقة من خلال مسلسل «كاريوكا»، فما تعليقك؟
لا أتفق مع هذه الآراء على الإطلاق، فأنا لديَّ مبدأ لا يمكن أن أتخلى عنه منذ دخولي مجال التمثيل، وهو تقديم دور صغير في عمل فني قوي أفضل بكثير من تقديم دور كبير في عمل ضعيف، فأنا لا تشغلني مساحة الأدوار أو عدد المشاهد، لكن الأهم بالنسبة إليّ تقديم دور مؤثر يحمل رسالة فنية هادفة، كما أننا يجب أن نعترف بأن الظروف الصعبة التي تمر بها الدراما والسينما لا تسمح بتقديم بطولات مطلقة، والأفضل الاتجاه إلى البطولات الجماعية، كما أنني لا أعتبر نفسي البطلة الوحيدة لمسلسل «كاريوكا»، لأن هذا العمل ضم أسماء كثيرة من ألمع نجوم الدراما، وعلى رأسهم عزت أبو عوف ومحمد رمضان وفادية عبد الغني.

- يشهد سباق الدراما الرمضاني المُقبل مشاركة عدد كبير من النجوم فكيف ترين شكل المنافسة؟
المنافسة ستكون شرسة وقوية للغاية، ورغم ذلك لا أشعر بأي تخوف؛ وواثقة بأن مسلسليْ «جبل الحلال» و»ابن الحلال» سينجحان في جذب الجمهور، وبعيداً عن المنافسة، فأنا متفائلة بهذا الموسم وأتمنى التوفيق للجميع.

- من الفنانون الذين يعجبك أداؤهم؟
لا أريد أن أنسى أحداً، لكن الساحة الفنية مليئة بالمواهب، فأنا أحب مشاهدة كل أفلام أحمد السقا وأيضاً أحمد حلمي ومتفائلة بموهبة محمد فراج.

- هل تزعجك الشائعات؟
رغم أنني أعلم أنها أصبحت ضريبة يدفعها كل فنان، إلا أن هناك نوعية من الشائعات تزعجني وتثير جنوني في بعض الأحيان، لكني أحاول التعامل معها ومع مروجيها بتجاهل، حتى لا أعطي الأمور أكبر من حجمها.

- وكيف تعاملت مع شائعة وفاتك التي انتشرت أخيراً على المواقع الإلكترونية؟
من أسخف الشائعات التي تعرضت لها على الإطلاق، وبعدما استمعت إليها لم أستطع الوقوف على قدميَّ، ليس خوفاً من الموت، لكن بعدما علمت بصدمة والدتي بعد سماعها هذه الأخبار الكاذبة والسخيفة، فهي لم تتمكن من الاتصال بي للاطمئنان إليَّ لإنشغالي بالتصوير، وهو الأمر الذي أصابها بحالة من الانهيار وبكت بشدة، ولم تهدأ إلا بعدما استمعت إلى صوتي.

- ما أقرب أعمالك إليك؟
كل عمل فني قدمته له مكانة خاصة في قلبي، لكني أحب دوري بمسلسل «الملك فاروق»، وأيضاً مسلسل «كاريوكا»، كما أحب مشاهدة فيلم «كف القمر»، وأشعر بالفخر بالدور الذي قدمته من خلاله، لأنه أظهر إمكانياتي الفنية.

- هل هناك أعمال ندمت عليها بعد تقديمها؟
لا الحمد لله، أشعر بالرضا عن كل خطواتي الفنية السابقة، فإذا كنت شاركت في أفلام ومسلسلات في بداية مشواري الفني ليست متميزة، فيكفي أنني حققت من خلالها شهرة كبيرة واكتسبت منها خبرات عديدة، فهناك أعمال أضافت إلى مشواري ورصيدي الفني وأعمال أخرى تعلمت منها، لكني الآن لا أقبل المشاركة إلا في الأعمال التي تترك بصمة قوية في تاريخ الدراما والسينما المصرية.

- ما سر ابتعادك عن السينما؟
لا يوجد سر، وكل ما في الأمر أنني لا أريد الوجود بالسينما إلا من خلال دور جيد وفيلم متميز فقط، وللأسف كل العروض التي أتلقاها خلال الفترة الأخيرة أشعر بأنها لا تناسبني ولن تضيف إليَّ.

- ما رأيك في حملات المقاطعة التي تطارد بعض الأفلام في الفترة الأخيرة؟
أرفضها تماماً، وأرى أنها سخيفة وهدفها الوحيد وقف عجلة الإنتاج، فأنا أرفض الهجوم الذي يتعرض له المنتج محمد السبكي، سواء بسبب فيلم «حلاوة روح» أو بسبب أي فيلم آخر شارك في إنتاجه، وأعارض بشدة من يطالب بمقاطعة أفلامه، فهذا يعتبر تقييداً للحريات ويجب أن نترك للجمهور فرصة المشاهدة وتقويم أي عمل فني بنفسه.

- هل تستشيرين أحداً في الأدوار التي تعرض عليك؟
رغم حرصي على معرفة رأي زوجي المنتج محمد فوزي وشقيقتي آيتن ووالدتي في العروض التي أتلقاها باستمرار، إلا أنني أحب إتخاذ القرارات النهائية بنفسي حتى أتحمل نتيجته كاملة، سواء كانت ناجحة أو فاشلة.

- وما تقويمك لخطوات آيتن الفنية في الفترة الأخيرة؟
آيتن وصلت إلى مرحلة النضج الفني، ولا أشعر بأي قلق أو خوف عليها الآن، فهي قادرة على اختيار الأدوار التي تناسبها والتي تضيف إلى رصيدها الفني، وبإمكانها التمييز بين الأعمال الجيدة والسيئة، أنا متفائلة بموهبتها وأتوقع لها مستقبلاً فنياً ناجحاً جداً لأنها ذكية.

- هل لديك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها؟
بالطبع، والجميع يعرف ذلك. فأنا لا يمكن أن أشارك في بطولة فيلم من الممكن أن يزعج الجمهور بسبب احتوائه على مشاهد أو ألفاظ خارجة، لذلك لا يوجد مخرج أو منتج من الممكن أن يتجرأ ويرسل لي سيناريو فيلم سيِّئ.

- هل توافقين على دخول ابنك عمر مجال الفن؟
بالطبع، بل سوف أسانده وأدعمه إذا شعرت بامتلاكه موهبة حقيقية وميولاً فنية، فالتمثيل مهنة يفتخر بها أي فنان، كما أنني أعتبر الفن القوة الناعمة التي بإمكانها إصلاح المجتمع ومساعدته في التخلص من مشاكله.

- ما الصفات التي تحرصين على غرسها به؟
الإبتعاد عن الكذب والشجاعة والدفاع عن المظلوم.

- هل راودتك فكرة الإاعتزال؟
لا، لأنني أقدم فناً راقياً وأشعر دائماً بالرضا الكامل عن خطواتي الفنية، ولذلك لن أعتزل إلا لأسباب خارجة عن إرادتي.

- كيف نجحت أخيراً في إنقاص وزنك بشكل لاحظه كثيرون؟
ببساطة ألغيت وجبة العشاء، وأشرب كميات كبيرة من الماء لأشعر بالشبع.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079