تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

محمد رجب: سرقوني وحاولوا تشويه سمعتي بصور إباحية

بسبب الشاربين اللذين أطلقهما من أجل دوره في فيلم «سالم أبو أخته» شبهه البعض باللمبي، ورددوا أن منتج فيلمه يحاول إحياء هذه الشخصية، لكن النجم محمد رجب يعترض على هذا الحكم المتعجل على الفيلم، ويطالب الجميع بمشاهدته أولاً، بل ويعتبره نقلة مهمة له.
وفي حديثه إلى «لها»، يتكلّم عن السرقة التي تعرض لها، ومحاولة تشويه سمعته، وعلاقته بأخواته، ودور زوجته في نجاحاته، والتغيّر الذي طرأ عليه بعد أن أصبح أباً.


- ما سبب اختفائك عن الساحة الفنية منذ آخر أفلامك «الحفلة»؟
أحرص دائماً على أن أتأنى في اختياراتي الفنية، لأنني بذلت مجهوداً كبيراً خلال مشواري الفني، ولم أصل إلى مكانتي الحالية بسهولة، لذلك أشعر بقلق دائماً في أي عمل فني جديد أقدمه.

- هل يعني ذلك أنك رفضت أعمالاً فنية عديدة بعد فيلم «الحفلة»؟
بالطبع، لأنني كنت أبحث عن عمل أظهر به إمكاناتي الفنية بشكل أكبر للجمهور والمنتجين، ولذلك وافقت على فيلم «سالم أبو أخته» الذي أظهر فيه بشخصية جديدة تماماً عليَّ.

- وما سبب قبولك لهذا الفيلم بالتحديد؟
الفيلم يناقش قضية البائع المتجول، وهذه القضية تستهويني جداً، بالإضافة إلى أنني بدأت مشواري الفني بتقديم أدوار الشر، ثم غيّرت جلدي الفني بتقديم بعض الأدوار التي تميل إلى الطابع الاجتماعي نوعاً ما، ثم قدمت أدواراً كوميدية.
لذلك كان ينتابني شعور بأني أريد تغيير الشخصيات التي أقدمها في العمل الفني المقبل، وهو ما وجدته في «سالم أبو أخته».

- هل تعمدت تقديم شخصية «سالم أبو أخته» التي تميل إلى الطابع الشعبي لأن الأفلام الشعبية حققت نجاحاً في الفترة الأخيرة؟
لا أهتم بهذه الحسابات في اختيار أدواري الفنية، إنما أردت فقط تغيير جلدي الفني تماماً كما قلت، وأتمنى أن يكون «سالم أبو أخته» مرحلة انتقالية حقيقية لي، لأنه ليس بالضرورة أن يحقق كل عمل لي نقلة في مشواري الفني، ولكن أشعر أن «سالم أبو أخته» من أهم المراحل الانتقالية في حياتي كفنان.

- ألم يقلقك تغيير شكلك في «سالم أبو أخته»؟
كنت مرعوباً جداً قبل بداية تصوير الفيلم بيومين، وانتابني إحساس بأنني قد أكون مغامراً بدرجة كبيرة، أو أن حساباتي خاطئة مثل أي إنسان في بداية دخوله امتحاناً صعباً، وأنا بالنسبة إلي عملي الفني هو الامتحان الصعب، خاصة أنني أقدم شخصية بعيدة تماماً عما قدمته طوال مشواري الفني، والأمر لا يتعلق فقط بشكلي في الفيلم، وإنما جرأتي أيضاً في اختيار الموضوع الذي أقدمه.

- للمرة الثانية تتعاون مع المنتج السبكي في أفلامك السينمائية. ما رأيك في انتقاد الجمهور له بأنه أفسد بأفلامه السينما المصرية؟
لا أرى ذلك أبداً، بل أعتبره منتجاً يجب أن نقدره جداً ونرفع القبعة له، لأنه الوحيد الذي وقف بجانب صناعة السينما، وأنتج خمسة أفلام في السنة، بينما هناك منتجون تخلوا عنها للأسف في السنوات الماضية وأوقفوا إنتاجهم بعد الثورة، علاوة على أن السبكي يقدّم كل الأنواع في السينما، سواء الكوميدي أو الشعبي أو الاجتماعي، ولم أسع لتقديم «سالم أبو أخته» معه، لأنه يريد تقديم فيلم شعبي إنما لأنني أريد تقديم هذا الدور.

- ألم يقلقك العمل في «سالم أبو أخته» مع مخرج شاب مثل محمد حمدي؟
على العكس، فقد تعاونت في فيلم «الحفلة» مع المخرج الشاب أحمد علاء، وكان ذلك اختياراً من المنتج الكبير وائل عبدالله الذي أعتبره من صناع السينما، فهو مؤلف ومنتج ومخرج ومن أكثر الصناع الموهوبين في السينما، وقد عملت معه في ستة أفلام منها ثلاثة من بطولتي وثلاثة أخرى في بداياتي الفنية.
وهو الذي اختار أحمد علاء، وقد شاهدت له فيلم «بدل فاقد» لأحمد عز وأعجبني ، فهو موهوب جداً ويستطيع إدارة أي ممثل وسعدت بالعمل معه. أما محمد حمدي، فـ»سالم أبو أخته» يعتبر ثاني تعاون بيننا بعد فيلم «محترم إلا ربع»، وهو في الأساس مدير تصوير ودرس الإخراج، وقد أعجبني عمله في فيلم «المشتبه» لبشرى وعمرو واكد، قبل تعاوني معه في «محترم إلا ربع»، وحققنا نجاحاً كبيراً معاً وشعرنا بأننا تطورنا بعد تقديمه وأحببته جداً على المستويين الفني والإنساني.

- ما سبب تأخير إطلاق الفيلم؟
لم يتم تأخيره أبداً، لكن هذه وجهة نظر خاصة بالمنتج محمد السبكي، وهو يملك خبرة كبيرة في السينما ويعلم التوقيت المناسب.

- ألا تقلقك المنافسة مع هيفاء وهبي التي طرح فيلمها «حلاوة روح» في التوقيت نفسه؟
فيلم هيفاء وهبي «حلاوة روح» تم طرحه قبل فيلمي بأسبوع وكل منّا سيأخذ نصيبه في النهاية.

- تغني للمرة الأولى في أحد أفلامك وذلك في برومو «سالم أبو أخته». فما الذي دفعك إلى ذلك؟
قدمت أغنية مع آيتن عامر وحورية فرغلي، وتتناول حلم البطل بأنه يملك مليون جنيه وما سيفعله بالمبلغ، خاصةً أنه بائع متجول بسيط جداً، والأغنية تلخّص الدراما الموجودة في الفيلم بشكل جيد.

- لكن الجمهور انتقدك في الأغنية خاصة بسبب شكلك المختلف. ما ردك؟
البعض اندهش من شكلي في الأغنية لأنهم كانوا يتوقعون أنني أقوم بدور بلطجي أو بطل شعبي تقليدي، لكنني قدمت فيلماً يحكي قصة مواطن بسيط لديه حلم ومعاناة.
وأرى أن قضية البائع المتجول مهمة جداً في المجتمع، لأنه أحرص الناس أن يعيش بالحلال، لأنه يملك بضاعة قيمتها 300 جنيه، وعندما تتم مطاردته وأخذها منها يحاول مرة أخرى أن يتاجر بالحلال، لذلك قمت بتسميتها تجارة الحلال الحرام في الفيلم، لأن كل أحلامه أن يعيش بشكل شرعي والبعد عن المال الحرام.

- ما رأيك في الهجوم الذي تم توجيهه للسبكي في الفيلم أنه يحاول إعادة تقديم شخصية اللمبي بشكل جديد؟
هذا استسهال في الحكم على الفيلم، وانطباع تكوَّن عند البعض بسبب الشارب الذي ظهرت به في الأغنية، لكن ليس بسبب «شارب» يتم الحكم علي عمل سينمائي كامل بهذه الصورة القاسية، فأنا لم أستطع التخلي عن الشارب في «سالم أبو أخته» لأنه مناسب لشخصية البائع المتجول ومظهره في الحقيقة، بالضبط مثلما فعلت مع شخصية الضابط الذي قدمته في فيلم «الحفلة»، لم أستطع أيضاً أن أظهر دون شارب حتى أقدمه بشكل غير تقليدي.
وفي فيلم «سالم أبو أخته» لم أستطع التخلي عنه أيضاً، بالإضافة إلى أنني كان يجب أن أظهر بشارب مختلف تماماً عن فيلم «الحفلة»، علاوة على اختلاف طبقة صوتي... ولا يمكن أن أعيد شخصية قديمة لفنان آخر.

- هل صحيح أن ثمة إسقاطات سياسية في الفيلم عن أحداث ثورة يناير؟
لم أربط أحداث الثورة بالفيلم لكن أتحدث فقط عن قضية بائع متجول حياته هي قبل الثورة مثلها بعد الثورة، وأود أن أؤكد أننا يجب أن نهتم بهذه القضية حتى لا يتحول هذا الشخص إلى مجرم بسبب مطاردتنا له.

- وماذا عن كواليس العمل بينك وبين حورية فرغلي وآيتن عامر في الفيلم؟
معي في الفيلم فنانون مميزون مثل آيتن عامر وحورية فرغلي وريم البارودي وشيماء الحاج وبدرية طلبة وهشام إسماعيل، والكواليس بيننا كانت مميزة، فشيماء الحاج فنانة سورية وتقدم دور فتاة صاحبة كباريه، وريم تقدم دور شر في الفيلم، وحورية حبيبتي وآيتن شقيقتي في الفيلم... جميعهم أتعاون معهم للمرة الأولى وأحببتهم جميعاً وكان اختياراً موفقاً لنا جميعاً من قبل الشركة المنتجة.

- هل تدخلت في اختيار أبطال الفيلم؟
لم أتدخل بصورة مباشرة، لكن الأمر كله يأتي بالمشورة بيني وبين المؤلف والمنتج والمخرج، وكل دور ينادي صاحبه، وأي دور في السينما يتم اختيار ثلاثة فنانين له حتى يتم الاستقرار على أحدهم، لأن كل فنان له ظروف معينة خاصة به ليقبل هذا الدور أم لا، تتعلق بالأجر أو أنه قدم هذا الدور سابقاً أو أن ظروفه غير مناسبة لهذا العمل في الأساس.

- نموذج الأخ الذي تقدمه هل كان مناسباً لك خاصة أنه يعكس شخصيتك في الواقع؟
بالفعل أنا عاشق لهذا النموذج، لأنني أعيشه في حياتي مع أخواتي البنات وشقيقي أيضاً، وأحبهم جداً، فأنا أحب ابن البلد الذي يحمي أسرته، وذلك ساعدني في تقديم «سالم أبو أخته» كثيراً ولذلك سمي بهذا الاسم في الفيلم «أبو أخته»، لانه يمثل لشقيقته كل شيء في حياتها، فهو والدها ووالدتها وأخوها لأنهما يتيمان.

- هل صحيح أنك تعرضت لآلام في فمك أثناء تصوير الفيلم؟
هذا صحيح بسبب تغيير طبقة صوتي طوال ستة أسابيع، وشعرت بتوتر وذهبت إلى طبيب حتى أطمئن على صحتي، لأنني كنت أتحدث من قاع صوتي وهذا مرعب جداً.

- تردد أنك رفضت عملاً درامياً في الفترة السابقة فما السبب؟
عرضت عليَّ مسلسلات عديدة، لكني لا أحب التحدث عن أعمال رفضتها أو اعتذرت عنها، وذلك احتراماً للفنان الذي سيقدم الدور بدلاً مني.

- ألا تفكر في خوض التجربة مجدداً بعد مسلسل «أدهم الشرقاوي»؟
لم أقدم أعمالاً تلفزيونية كثيرة، فرصيدي في الدراما لا يتجاوز عملين هما «لقاء على الهوا» مع النجمة يسرا، و»أدهم الشرقاوي»، وبينهما ست سنوات، وبصراحة أنا مشغول جداً بالسينما، لا سيما أنه في الدراما المصرية يسير المنتجون على نظام صعب لي، وهو أنهم يأتون إلى الفنان قبل رمضان بشهرين، ويطلبون منه أن يبدأ تصوير مسلسل، وذلك صعب للغاية.
أو يقدمون لي عشر حلقات من المسلسل فقط لأبدأ التصوير، لذلك لا أستطيع أن أحكم جيداً على جودة العمل الدرامي الذي سأقدمه، أي أن البيزنس بهذه الطريقة في الدراما لا يناسبني أبداً.

- معنى حديثك أنك لا تفكر في تقديم أي عمل تلفزيوني؟
أعقد حالياً جلسات عمل مع مؤلف صديق لي، وعندما يكتمل السيناريو الذي يكتبه سأقدمه لشركة إنتاج. أنا أريد خوض الدراما التلفزيونية بطريقة عملي في السينما، بأن يكون العمل مكتمل الكتابة، وأدرس شخصيتي من بدايتها إلى نهايتها بشكل جيد حتى أستطيع تقديمها.

- كيف ترى مستوى الدراما المصرية الآن؟
لا أرى أننا وصلنا إلى مستوى جيد، بدليل تفوق الدراما السورية واللبنانية والتركية علينا في السنتين الماضيتين، لأننا لا نحضّر العمل الفني بشكل جيد.
وأرى أنه إذا كان لدينا منتج جودته مئة في المئة ولم نحضّره جيداً، سيظهر في النهاية بنسبة 50 في المئة، أما تحضير عمل فني جودته بنسبة 50 في المئة فكفيل بإظهاره بشكل رائع. وأتمنى أن نغير طريقة تفكيرنا في الدراما المصرية، لأنني أحب التلفزيون وأتمنى أن ينتهي المسلسل الذي نقوم بتحضيره حالياً لأقدمه في رمضان 2015.

- ما هي طقوسك عندما تنوي تقديم عمل جديد؟
ينتابني شعور بالخوف والتوتر عندما أبدأ تصوير أي عمل فني، وذلك كله يتوقف على مدى ابتعاد الدور عن شخصية محمد رجب نفسها، إلى درجة أنني وأنا أجلس معك الآن أشعر بقلق شديد مع طرح فيلمي في دور العرض، لأن السينما في النهاية صناعة وتجارة، والتقويم الفني مختلف عن التقويم التجاري، وكل منتج يريد أن يكسب من أفلامه في النهاية.
وأنا كفنان أريد تقديم موضوع قيم يخاطب عقولاً معينة، وأضع عناصر تجارية معينة فيه، حتى يمكن تسويقه بشكل جيد، لكن المنتج من حقه أن يسألني عن الإيرادات التي حققتها في الفيلم، لأنني لا يمكن أن أتطور في عملي إلا إذا حقق المنتج نجاحاً كبيراً في الأفلام التي أقدمها معه.

- هل تقبل الظهور كضيف شرف رغم تقديمك البطولة حالياً؟
ليس لديَّ مانع أبداً، فقد قدمت ذلك في فيلم «إنت عمري» مع النجم هاني سلامة.

- ما هي علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟
كنت مبتعداً تماماً عن هذه المواقع، لكن أصدقائي وجهوا لي انتقاداً كبيراً بأنني يجب أن يكون لديَّ صفحة خاصة على فيسبوك على الأقل، وساعدتني في ذلك زوجتي.
وعندما أنشأت أول صفحة لي وصل عدد الفانز فيها إلى نصف مليون، ثم سرقها أحد الأشخاص ولم أستطع استردادها، وفجأة اكتشفت أنه يمكن أن توجد عشرات الصفحات باسمي، حتى أنني قابلت أشخاصاً معينين في الشارع ويقولون لي إنهم يتحدثون معي على صفحتي ولا أرد عليهم، بالإضافة إلى أن هناك أشخاصاً يتحدثون عني بشكل غير لائق، فشعرت بأن الأمر سبب لي إزعاجاً كبيراً في حياتي ولا أستطيع أن أتحكم فيه.
ولا أنسى أبداً أنه حين تمت سرقة صفحتي وجدت فجأة أن صوراً إباحية تُنشر عليها في محاولة لتشويه سمعتي، واضطررت وقتها للحديث في الصحافة بسرعة لأنفي أنها صفحتي.

- ما رأيك في برنامج باسم يوسف؟
أحبه وأحترمه جداً، ولديه حضور وكاريزما عالية لدى الجمهور، وكان له دور كبير في الفترة السابقة، وأرى أنه من المذيعين الساخرين المتميزين.

- وما رأيك في الأشخاص الذين يحاولون هدمه؟
أعتقد أنهم لا يستطيعون النجاح مثله، ويجب أن نحب الخير لبعضنا حتى يأتينا مثله.

- إذا انتقدك في حلقة معينة ماذا سيكون موقفك؟
لن أكون أحسن من الذين انتقدهم، لكن دون أي سخرية، لأنه يوجد فرق كبير بين السخرية والانتقاد.

- ماذا عن محمد رجب الزوج والأب؟
زوجتي تشاركني أموراً كثيرة في حياتي الفنية، وأحياناً تكون معي أثناء التصوير. أما ابني يوسف فعمره الآن سنتان ونصف السنة، وشعرت بأن الأبوة تطلبت وقتاً معيناً حتى أعتاد عليها، فقد أصبحت أشعر بمسؤولية وخوف على نفسي من أجله، وأحسست بقيمة حب أبي لي وأنا في صغري وإلحاحه الزائد عليَّ في أمور معينة.
كل ذلك أدركت قيمته جيداً حين أصبح لديَّ يوسف الذي أحلم له بأن يكون شخصاً ناجحاً في حياته، ويبعد عنه الله كل شر، ويكون إنساناً خلوقاً وحنوناً مثلي.

- وما رأيك في الأحداث السياسية في مصر؟
أرى أننا يجب أن نتفاءل بوجود السيسي، ومصر ستكون أفضل. وبصراحة أحب أن أقول وجهة نظري السياسية في أعمالي الفنية، وذلك هو دوري ولا أحب أن أقول رأياً لمجرد التسلية. أنا شاركت في كل الأحداث في بلدي، لكن من وجهة نظري كفنان فقط.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079