تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

أرادت خلعه فقتلها وانتحر!

في أحد الأحياء الشعبية في القاهرة، بدأت قصة طارق مع زوجته أماني التي تعرَّف عليها عن طريق أحد أقاربه، لتدور بينهما قصة حب حكى عنها الجميع، وهو ما كُلل بالزواج الذي أثمر ابنين. لكن سرعان ما تبدلت الأحوال وأتت الرياح عاتية لتعصف بكل شيء وتذهب بالسعادة ولا يبقى إلا الحزن ميراثاً للجميع، بعدما انتهت قصة الحب بجريمة! فماذا حدث؟


مشاكل عديدة شهدتها حياة طارق وأماني نجحت تدخلات الأهل والمعارف في إنهائها والإصلاح بينهما من أجل عيون الصغيرين اللذين تحمّلت من أجلهما المسكينة ما لا يطاق، حتى كان التحاقهما بالجامعة كفيلاً بأن تأخذ قرارها بالخلاص من هذا الهلاك. «عشق جنوني»، هكذا كانت مشاعر طارق تجاه أماني كما يصفها الجميع، لكن هذا لم يمنعه من أن يجعلها تعيش ليالي سوداء بسبب عدم التزامه في عمله، فقد كان يعمل أسبوعاً ويجلس عاطلاً في المنزل بقية الشهر، غير عابئ بالتزاماته من أجل الإنفاق على أبنائه وزوجته، وتصبح المسكينة مثل المجنونة وهي عاجزة عن إطعام طفليها. اضطرت أماني مع هذه الظروف للخروج إلى العمل كبائعة في أحد محلات الملابس، واستطاعت تدبير نفقات ابنيها، وهو ما جعلها تدرك أنه لا فائدة من الاستمرار مع رجل لا يقدّر وجودها في حياته. حملت المسكينة أشياءها وذهبت للإقامة في منزل أسرتها مع شقيقها الذي لم يتزوج وبقي في منزل والديه اللذين رحلا عن الحياة، لتشعر بسعادة نفسية افتقدتها منذ سنوات. وحتى تكتمل السعادة قررت إقامة دعوى خلع لإزاحة هذا الرجل من حياتها بلا رجعة، بعدما رفض تطليقها لعدم قدرته على العيش من دونها، فرغم كل شيء مازال قلبه ينبض بحبها.


قرار نهائي

توسّلات طارق لم تنقطع لإعادة زوجته التي كان قرارها نهائياً، ليجد نفسه هو الآخر أمام قرار مصيري، بعدما حجزت المحكمة الدعوى للنطق بحكم خلعه خلال أسبوع، ففقد صوابه وبات يفكر مثل المجنون. في المحكمة وقف مهدداً زوجته بالقتل إذا لم تتراجع عن قرار الانفصال، لكنها لم تبال بتهديداته فيما توعده شقيقها إذا فكر في الاقتراب منها ثانية.
كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً عندما وقف طارق أمام منزل أماني في منطقة الدرب الأحمر يطرق بابها وهي تجلس وحيدة، بعدما ذهب شقيقها إلى عمله كعادته كل صباح. لحظات فتحت بعدها أماني الباب دون أن تفكر أن الرجل الذي أمضت معه 20 عاماً قرر إنهاء حياتها بعد لحظات... سألها عن موقفها من العودة إليه، فكانت إجابتها محددة بانتهاء الأمر وأن عليه تقبّل الواقع. كان هذا الواقع هو نهاية أماني، عندما أخرج السكين من طيات ملابسه وسدّد لها سبع طعنات نافذة في الوجه والصدر والرقبة، دون أن يبالي بتوسلاتها لأن يرحمها شفقة بابنيه في مشهد مأسوي سقطت بعده غارقة في دمائها على سريرها، بينما بدأ طارق يشعر بهول ما ارتكبه، فجلس يبكي بجوارها ثم وضع غطاء على جثتها وانصرف من مسرح الجريمة.


دماء

في الثالثة بعد الظهر كان صبحي شقيق أماني عائداً من عمله بعدما حصل على راتبه الشهري وقرر شراء هدية لشقيقته في محاولة لتعويضها عن سنوات الحرمان مع زوجها. طرق الباب مرات عدة دون إجابة، فوضع ما يحمل على الأرض وأخرج مفاتيحه وفتح الباب ودخل يبحث عن شقيقته. وسرعان ما شاهدها «نائمة» على سريرها، وما إن رفع الغطاء حتى كان المشهد الذي جعله يصرخ كالمجنون، عندما رأى الدماء تغطي وجه شقيقته التي فارقت الحياة. صرخات صبحي كانت كفيلة بتجمع الجيران الذين أبلغوا شرطة النجدة بمقتل جارتهما أماني (48 سنة)، لتكشف معاينة رجال المباحث سلامة الأبواب والنوافذ، مما أكد أن الجاني على علاقة بالقتيلة وأنها مكنته من دخول الشقة. وبعدما استطاع صبحي استجماع قواه من هول الصدمة اتهم زوج شقيقته بقتلها، خاصةً أنه سبق له أن هددها بذلك في المحكمة أمام الجميع، كما أكد عدد من شهود العيان رؤيته يخرج من منزل المجني عليها وهو يهرول وملابسه ملطخة بالدماء. بعد لحظات قليلة كانت قوة من رجال المباحث تتوجه إلى منطقة دار السلام ﻹلقاء القبض على طارق (52 سنة) بتهمة قتل زوجته، لكن مفاجأة أخرى كانت في انتظارهم.


المفاجأة

عثر رجال الشرطة على طارق في حالة إعياء شديد بعدما قطع شرايين يده وقربه عبوة مبيد حشري  تبين أنه تناولها لينهي حياته، بعدما أدرك أنه لا يستطيع العيش بدون رفيقة عمره التي أنهى حياتها قبل ساعات. وفشلت محاولات إسعافه ليلقى حتفه هو الآخر، تاركاً وراءه مأساة لشابين فقدا والديهما في يوم واحد...

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077