تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

ستيفاني كوتاس في المثلّث الذهبي: معادلة أنيقة لإنتاج رفاهية مزدوجة

تفصيل من الأعمال الفنية

تفصيل من الأعمال الفنية

ركن الطعام

ركن الطعام

صالون الأهل

صالون الأهل

منظر من الصالون

منظر من الصالون

جانب آخر من الصالون

جانب آخر من الصالون

ركن المدفأة في الصالون

ركن المدفأة في الصالون

تفاصيل من الصالون

تفاصيل من الصالون

تفصيل لوحة فنية

تفصيل لوحة فنية

تفصيل من المائدة

تفصيل من المائدة

منظر من المطبخ

منظر من المطبخ

مشهد من صالة الطعام

مشهد من صالة الطعام

جلسة الصالون

جلسة الصالون

غرفة النوم الرئيسية الثانية

غرفة النوم الرئيسية الثانية

تفصيل من غرفة النوم الرئيسية

تفصيل من غرفة النوم الرئيسية

الغرفة الثانية في الشقة

الغرفة الثانية في الشقة

غرفة النوم الثالثة

غرفة النوم الثالثة

المدخل

المدخل

للوهلة الأولى تبدو عملية دمج شقتين وتحويلهما إلى شقة واحدة مسألة بسيطة لا تتطلب سوى بعض التعديلات الهندسية، غير أن هذا الأمر عندما يكون في واحد من أجمل المباني الحجرية الهوسمانية في قلب باريس وبالتحديد في المثلث الذهبي الشهير، فإنه لا يتطلب مهارات خاصة فحسب، بل يتطلب براعة وحساسية نادرتين، وذلك من أجل الوصول إلى نتيجة توفر كل شروط الراحة والرفاهية.


هذه المهمة الصعبة، تصدّت لها ستيفاني كوتاس لتكشف من خلالها أسلوباً بارعاً يجمع بين الفخامة والرفاهية: فخامة لا تخلو من بساطة ورفاهية ولا تبتعد عن العملية.

مسافة بعد خطوات قليلة من فندق برنس دو غال تقع هذه الشقة التي تمتد على مساحة 400 متر مربع، والتي تشغلها عائلة صغيرة من أربعة أفراد: فتاة وفتى لا يتجاوزان العشرين عاماً، يتابعان دراستهما الثانوية في باربس، ووالداهما اللذان ينضمان إليهما عند مرورهما في باريس، لتمضية إجازة في أجواء عائلية.

مهمة تطلبت الكثير من المعالجات الهندسية والزخرفية البارعة التي وقّعتها ستيفاني كوتاس بكثير من الجسارة والمهارة.

فمن خلال اللمسات التي وضعتها كوتاس لتصميمها، استطاعت أن تجمع بين الميول الزخرفية المختلفة وأن تزاوج بين جيلين لكل منهما ميوله إلى طراز مخالف للآخر.
فالأهل يفضلون الطراز الكلاسيكي الجديد والأعمال الفنية القيّمة، بينما يميل الابنان نحو الأساليب الحديثة المعاصرة المطعّمة ببعض العناصر التي تحمل روحية أجواء البوب وألوانها الساطعة.

أجواء استطاعت كوتاس تحقيقها بدقة وعناية بالغتين، متجنبة أخطاء الخيارات والهفوات غير المحسوبة. وهكذا بدت الأناقة حاضرة بكل مظاهرها، بالتناغم بين الكلاسيكي الجديد والأجواء الحديثة المعاصرة.

عمدت ستيفاني كوتاس إلى إدخال بعض من رموز الحداثة إلى المكان، دون المس بروحية وأجواء الطابع الهندسي للشقة، التي حافظت فيها على بعض العناصر الأصلية، بينها المدفأة والأفاريز الكلاسيكية الطابع التي تزين السقوف، والتي أعادت تنظيم الإضاءة فيها وصَوغها على قياس ما هو مطلوب من تأثير فاخر، وذلك لنشر الضوء في فضاءات المكان بأسلوب جميل ناعم.

اختارت كوتاس من المواد أنبلها وأكثرها أناقة وخاصة الأقمشة الفاخرة مثل التفتا والحرير والمخمل الناعم والكتان.

اما الأرضيات فقد عولجت بأسلوبين، فلبست أرضيات الجناح الخاص بالأهل والفضاءات المشتركة بألواح من خشب السنديان الأصلي، والتي تم استبدالها بشرائح من خشب البلوط الفاتح اللون في جناح الشباب لما يعكسه من طابع عصري ومظهر جميل.

وصُمّمت مساحات الشقة بدينامية مزدوجة واتساق كامل، ساهم في تثمين طابع الهندسة الهوسمانية والتي عملت ستيفاني بدقّة لإبراز جماليتها من خلال صياغات بديعة، فقسمت المساحات الى جناحين، واحد خاص بالأهل وآخر بالأبناء مع ابتكار أجواء مشتركة بينهما تتناغم في أجوائها الألوان برونق ساحر.
فغمرت الألوان الهادئة من اللون البيج والرمادي اللؤلؤي الناعم أجواء جناح الأهل، بينما دارت فضاءات الابنين بين اللونين المتضاربين: الأسود والأبيض، بالإضافة الى بعض الألوان الحية التي تجسدت عبر الأكسسوارات والتحف والتفاصيل التي منحت أجواء الشقة طابعاً يُذكر باللوفت النيويوركي.

من المدخل المشترك في الشقة يمكن تلمس أناقة الفضاءات المفتوحة بعضها على بعض والتي يوحّد بينها عنصر الأشراق، بفضل ما تم توزيعه من إضاءة تم تمويهها داخل أفاريز السقف لتنتشر بشكل باهر أو تسلط بشكل مباشر فوق عناصر الديكور وقطع التحف والزينة، مما يكسبها حضورا مدهشا في قلب المشهد الزخرفي.

في المدخل المميز بأرضية خشبية رائعة تبرز أريكة مبتكرة تحمل طابع الآرت ديكو من تصميم كريستوفر غي تتدلى من السقف فوقها ثريا رائعة من مجموعة ألف ليلة التي تحمل توقيع ماركة باكارا الراقية.

وتتكامل مظاهر الأناقة في هذا المدخل مع مرآة مدهشة التصميم من ابتكار المبدع الياباني ميكادو.

لكل جناح في الشقة صالون يحمل طابع أجوائه وأسلوبه. وقد ميزت المهندسة بينهما بخيارات من تصاميم الأرائك وتناسق الألوان.

ففي صالون يحمل الطابع الكلاسيكي المعاصر نُسقت أرائك بمقاسات محددة صممت خصيصاً لذلك المكان مع خيارات من الأقمشة الفاتحة اللون مثل الأبيض والبيج والمزينة بوسائد ملونة بإيقاعات محايدة. يتوسط جلسة هذا الصالون طاولة مربعة الشكل من ابتكار ستيفاني مع سجادة فاخرة من اللون البيج من مبتكرات بيار فراي.

الإضاءة في الصالون ناعمة تعكس بروعة اللون الفضي الذي يلبس الجدران، وتبرز بشكل شاعري ناعم كونسول من خشب الأبانوس الثمين والغاليشا، كما يعزز توزيع الإضاءة من رونق جميع الأعمال الفنية من لوحات ومنحوتات وتحف اختيرت بدقة لهذه الصالة.

ركن الطعام الذي يشغل جانباً من هذا الصالون، تجسّده طاولة من الخشب تروكاديرو تحمل علامة أرماني، تحيط بها كراسٍ ملبّسة بالجلد الأبيض. الكراسي تحمل توقيع بيرتراند، وتحتل جزءاً من هذا الركن جلسة أنيقة تتكامل بمظهرها مع المشهد.


جلسة أنيقة

الصالون الثاني في الشقة تحتله جلسة انيقة مؤلفة من اريكتين بحجم كبير صممتا خصيصاً لهذا المكان وقد تم تنجيدهما بقماش فاخر من اللون الأسود من مجموعة أقمشة كارلوتشي، تزينها مساند مزخرفة بخطوط متضاربة من الأسود والرمادي والأبيض. وزعت فوقها بعض الوسائد الملوّنة بإيقاعات من الرمادي الداكن والبني والقرميدي.

وتتوسط الجلسة طاولة مستطيلة من الرخام فوق سجادة فاخرة من اللون الأسود المزخرف بإطار من الأبيض، وهي من مجموعة بيار فراي.

وقد وزع في المساحة بعض من العناصر الزخرفية المبتكرة من مقعد صغير افريقي الطابع تم العثور عليه في سوق البرغوت في باريس، وعلب ملونة بإيقاعات ساطعة وشمعدانات ولوحات فنية معاصرة منها جدارية من أعمال بولياكوف، إضافة الى منحوتات طريفة الشكل منها منحوتة باللون الأبيض تمثل نبتة الصبار.

بينما يلعب المطبخ دور الفضاء المشترك بين جناحَي الشقة. وقد تم تنسيقه بمجموعة من الخزائن المطلية باللون الأسود اللامع من تصميم ماتيو غراسي والتي تندمج داخلها معدات الطبخ وبعض الأدوات المختلفة للمطبخ. وقد أضافت ستيفاني كوتاس الى المكان بعضاً من ابتكاراتها منها طاولة مستديرة من الزجاج بقاعدة مكعبة الشكل.

تتدلى فوق الطاولة مصابيح للإضاءة بأشكال كروية من زجاج موشّى بمظهر المرمر. وقد أحاطت بها مجموعة من الكراسي المصاغة من المعدن والتي تحمل علامة ماركة سيلفيرا.

في هذه الشقة المسماة «كريستوف كولومب» قدمت ستيفاني كوتاس في هذا المشروع رؤية مميزة في الديكور، ومظهراً جمالياً متكاملاً حمل في آن واحد الطابع الجمالي والوظيفي الثري بالحلول الزخرفية الجذابة.

غرفة النوم الرئيسية في جناح الأهل تتمتع بطابع أنيق وألوان دافئة. يتوسط هذه الغرفة سرير مزدوج برأس من المعدن يحيط به من كل جانب طاولة صغيرة مستديرة من الخشب تزينها أباجورات للإضاءة من مبتكرات أرماني، وقد زيّن السرير بغطاء ناعم من اللون الأبيض، تزينه وسائد مبتكرة من مجموعة ريبيلي.
أما الجدار خلف السرير فقد تم تلبيسه بورق فاخر مزخرف بأشكال هندسية رائعة النغمات وهو من ابتكار ديدار الأيطالية.

يلحق بهذه الغرفة حمام أنيق زينت أرضه وجدرانه بمربعات ذات ايقاع معدني رائع وقد نسق هذا الحمام بخزائن بيضاء تندمج فيها المغسلة التي تعلوها مرآة كبيرة رائعة من كوسميك.

غرفة النوم الرئيسية الثانية في الشقة تتميز بسريرها ذي الرأس المرتفع، منجد بقماش أبيض اللون، وقد زين السرير بغطاء حريري أنيق تتناسق معه وسائد من ابتكار اندرو مارتان. ويحيط بهذا السرير من كل جانب منضدتان من الخشب المطلي بلون داكن، يزينها عناصر إضاءة مبتكرة، مع لوحات فوتوغرافية.

في الغرفة الأولى من جناح الأولاد، سرير برأس ملبسة بالجلد الأسود من مجموعة أريزونا تلعب ورقة التناقض الكونتراست مع غطاء السرير الأبيض اللون والذي تزينه وسائد بزخرفة شطرنجية من اللونين الأسود والأبيض.
ويجاور السرير منضدة من الخشب تزينها أباجورة مبتكرة للإضاءة. أما الجدران فقد اختير ورق مزخرف بخطوط عمودية من اللونين الأسود والأبيض لتغطي الجدار الخلفي للسرير، الجدران الأخرى طليت باللون الأبيض. بينما غطت أرضية الغرفة سجادة باللون الأسود.

غرفة النوم الثانية، وتتميز بسرير انيق، برأس منجد بالجلد الأسود ومؤطرة بمعدن فضي، وقد زين السرير بغطاء رمادي اللون وبعض الوسائد بألوان رمادية متدرجة.

الجدار خلف السرير ملبس بورق من اللون الداكن يزيّنه عناصر إضاءة جدارية. وتتناسق مع أجواء هذه الغرفة ستائر حريرية تستعيد ألوانها من بعض الألوان الغالبة في الغرفة.

غرفة النوم الثالثة وهي من الغرف المميزة بأجوائها الناعمة، يحتلها سرير مزين بغطاء حريري من اللون البيج المدمسق ويتميز هذا السرير برأس معدني ويلد وست وستائر فاخرة من مجموعة شيفاسو.
الحمام يتميز بأرضية ممعدنة وجدران مزخرفة بورق الذهب تضفي عليه جواً فاخراً.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078