داليا مصطفى: ابتعدت سنتين لأنني فضّلت الأمومة على التمثيل
بعد غيابها عن تقديم أي أعمال فنية لمدة سنتين تعود إلى الساحة الفنية بمسلسلين هما «سرايا عابدين» و«أنا عشقت».
داليا مصطفى تتحدث عن أعمالها الجديدة، ورأيها في اقتحام الفنانات اللبنانيات هيفاء وهبي ونيكول سابا ودوللي شاهين ونور الدراما المصرية، وعلاقتها بيسرا وغادة عادل ونيللي كريم ومحمود عبد العزيز، وحقيقة رفضها العمل مع يحيى الفخراني، وأسباب حسدها لزوجها شريف سلامة، ورأيها في مسلسله «تحالف الصبار» الذي يعرض حالياً على قناة mbc مصر.
- ما سبب ابتعادك عن تقديم أي أعمال فنية طوال العامين الماضيين؟
لم أظهر طوال تلك الفترة سوى كضيفة شرف في مسلسل «اسم مؤقت» العام الماضي، ووافقت عليه لصغر الدور، لأنني كنت أرغب في الابتعاد وعدم الانشغال بتصوير أي أعمال فنية جديدة للبقاء مع ابنيَّ سلمى وسليم ورعياتهما في بداية حياتهما، أي فضلت الأمومة على التمثيل.
وهذا هو السبب الرئيسي لغيابي طوال سنتين. ووجدت هذا العام أن الوقت مناسب للعودة بعد التحاق ابني الأصغر سليم بأولى مراحله الدراسية.
- هل ترين أن فترة غيابك أثرت سلباً عليك؟
لا أرى أن فترة غيابي أثرت سلباً عليَّ، بدليل النجاح الذي حققته في مسلسل «اسم مؤقت»، كما أن أسعد الأوقات في حياتي هي التي أمضيتها مع ابنيَّ، وهذا عوضني عن كل شيء ولم أندم أبداً على قرار ابتعادي، حتى لو رأى البعض أنه أثر على شهرتي أو عطل مسيرتي الفنية.
- ما الذي جذبك إلى مسلسل «سرايا عابدين»؟
علمت أن المخرج عمرو عرفة يحضر لمسلسل جديد ويجري اختبارات لممثلين على شخصيات العمل، فذهبت إليه واختار لي شخصية لتجسيدها في مرحلة الاختبارات، لكنني فوجئت بعدها بأنه يرشحني لدور آخر رأى أنه الأقرب لي، فوافقت على الفور لأنني أشعر بالاطمئنان إلى العمل معه.
كما أن العمل يتميز بضخامة الإنتاج ويضم مجموعة كبيرة من الفنانين الذين كنت أتمنى التعاون معهم. وأجسد شخصية جارية تدعى «نرجس» تعمل في القصر الملكي، لكنها تتحول من خلال الأحداث إلى واحدة من حريم الخديوي إسماعيل، وأكثر ما جذبني في المسلسل هو مناقشته لفترة تاريخية مهمة وفارقة لم يسبق للدراما تناولها.
- لكن تردد أن مساحة دورك صغيرة جداً مقارنة ببقية بطلات المسلسل.
العمل يضم أكثر من أربعين ممثلاً وممثلة أدوارهم مؤثرة في الأحداث. في البداية، ظننت أن دوري صغير، لكنني اكتشفت بعد ذلك أن جميع أبطال المسلسل في هذا الوضع، وذلك بسبب كثرة الشخصيات وأهميتها جميعاً، حتى أن الشخصية الرئيسية نفسها وهي الخديوي إسماعيل تختفي في بعض الحلقات. وهذه طريقة جديدة لم يرها المشاهد من قبل، لكنها تتميز بأنها لا تشعر الجمهور بالملل لأنه يستمتع بمشاهدة فنانين مختلفين وأحداث جديدة في كل حلقة.
- ما شكل علاقتك ببقية بطلات العمل مثل يسرا وغادة عادل ونيللي كريم ونور؟
العلاقة التي كانت تجمعني بهن من قبل هي الاحترام المتبادل، ولم يكن هناك صداقة بيني وبين أي منهن.
ورغم أنه لا مشاهد عديدة تجمعنا، أشعر بسعادة كبيرة بالتعامل معهن عن قرب، واكتشافي لبعض الصفات التي تميز شخصياتهن، فعشقت البساطة في يسرا والطيبة والتلقائية التي تتعامل بها غادة عادل، والتواضع والأخلاق العالية في نيللي كريم، أما نور فهي قريبة إلى قلبي منذ أن تعاونا معاً في فيلم «شورت وفانلة وكاب»، فهي إنسانة طبيعية إلى أقصى الحدود، بمعنى أنها لم تسمح للشهرة والنجومية بتغيير طبيعتها.
- تردد أنك اشترطت معرفة ترتيب اسمك في مقدمة المسلسل ووضعه قبل أسماء نجمات أخريات قبل إبرامك للتعاقد، فما مدى صحة ذلك؟
هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة، بل إنني لم أتحدث في تلك المسألة على الإطلاق لثقتي الكبيرة بالقائمين على العمل.
- هل حزنت بسبب تأجيل عرض المسلسل إلى رمضان المقبل؟
على الرغم من أنني مشتاقة لمعرفة ردود أفعال الجمهور على العمل وأنتظر عرضه بلهفة، لم أحزن على الإطلاق لتأجيله، لأن العمل مصنّف ضمن المسلسلات التاريخية، وهو ينفرد بتلك النوعية ولا يوجد ما ينافسه، خصوصاً أن الأعمال الدرامية الأخرى تعتمد على الجانب الاجتماعي، فتوقيت عرضه لن يؤثر أبداً على نسب مشاهدته، بل أتوقع أن عرضه في شهر رمضان سيزيدها، لأن الجمهور اعتاد متابعة المسلسلات في هذا الشهر.
- ما رأيك في دخول النجمات اللبنانيات هيفاء وهبي ونيكول سابا ونور ودوللي شاهين الدراما المصرية هذا العام؟
هذه الظاهرة ليست بجديدة على الدراما المصرية، ودائماً نجد كل النجوم من كل أنحاء الوطن العربي يشاركوننا في أعمالنا الفنية، وهذا دليل على نجاحهم وارتباط الجمهور المصري والعربي بهم، فإذا تحدثنا عن النجمات اللبنانيات أمثال هيفاء وهبي ونيكول سابا ودوللي شاهين فهن مطربات حققن شعبية ضخمة وخضن تجربة التمثيل من قبل وأضافت إلى نجوميتهن، وهذا هو سر إقبال المنتجين عليهن.
والأمر نفسه بالنسبة إلى نور اللبنانية التي غابت عن الساحة الفنية في الأعوام الأربعة الأخيرة، لكنها ما زالت محافظة على حب الجمهور لها، لذلك عندما قررت العودة من جديد شاركت في عملين مميزين، هما «سرايا عابدين» و«إكسلانس».
وفي النهاية الجمهور هو الذي يحدد الفنان الذي ينتظر مشاهدته ومتابعة أعماله، وإذا كان البعض يرى أن الفنانات اللبنانيات اقتحمن الدراما المصرية، فأنا أرى أنه نجاح منهن وليس اقتحاماً.
- ما سبب قبولك مسلسل «أنا عشقت» رغم اعتذار داليا البحيري عنه؟
لم أكن بديلة لأي ممثلة، وهذا ما أكده لي فريق عمل المسلسل، وكنت أول الفنانات المرشحات للدور، ورغم أن المسألة لم تشغل تفكيري كثيراً إلا أنني حاولت التأكد من ذلك بسبب سؤالي مرات عديدة عن هذا الموضوع بمجرد انضمامي إلى المسلسل، وعلمت أنني الوحيدة التي قرأت سيناريو العمل ولم يحدث أي اتفاق مع فنانات أخريات على هذا الدور.
وأكثر ما جذبني في الشخصية التي أجسدها أنها تعتمد على الجانب الرومانسي، وهي فتاة تدعي «ورد» تعيش قصة حب قوية، لكنها تصاب بصدمة عنيفة عندما يقرر حبيبها التخلّي عنها والسفر إلى الخارج لتحسين مستوى معيشته.
كما أنني أعتبر نفسي من المعجبين بأداء أمير كرارة، وكنت أهتم بمتابعة كل مسلسلاته في الأعوام الماضية، وخصوصاً مسلسلات «روبي» و«طرف ثالث» و«تحت الأرض»، واستطاع أن يحقق نجاحات ضخمة ويحجز مكاناً في دراما رمضان كل عام، ولذلك أنا سعيدة بالعمل معه في هذا المسلسل.
- ما سبب اعتذارك عن المشاركة بمسلسل «دهشة» للنجم يحيى الفخراني؟
فوجئت بالعديد من التصريحات التي تؤكد اعتذاري عن العمل ورفضي مشاركة النجم يحيى الفخراني لمسلسله الجديد وهذا غير صحيح على الإطلاق، فلم يعرض عليَّ سيناريو المسلسل ولم تحدث أي مناقشات بيني وبين فريق العمل في هذا الشأن.
وشعرت بحالة من الغضب بسبب تلك الشائعة، لأنه ليس من الهيّن الاعتذار عن عمل يخصّ فناناً كبيراً بحجم الفخراني، كما أنني على المستوى الشخصي أحلم بالوقوف أمامه، فكيف أرفض ذلك؟
- هل هناك مشاريع سينمائية تحضّرين لها حالياً؟
عرض عليَّ العديد من الأعمال السينمائية، لكنني اعتذرت عنها لأنها لا تناسبني، فجميعها من نوعية الأفلام التجارية التي تعتمد على الغناء والفقرات الاستعراضية ولا تحمل مضموناً.
وأتمنى أن تمرّ الأزمة التي تعاني منها السينما خلال تلك الفترة ليعود الإنتاج وتصبح هناك أفلام جادة وهادفة، لأن هذا هو الدور الأساسي للسينما وللفن عموماً.
- هل صحيح أنك تحضّرين لبرنامج فني جديد تبدئين تصويره بعد شهر رمضان؟
عرض عليَّ العديد من البرامج الفنية، لكنني رفضتها جميعاً لأنني لم أشعر أنها ستضيف إلى مشواري الفني، ولم أشعر بالجدية من المسؤولين عن العمل أو شركة الإنتاج، فقررت تأجيل تلك الخطوة لفترة حتى يعرض عليَّ البرنامج المختلف والمتميز، وخضت تجربة الجلوس على كرسي المذيعة من قبل ببرنامج «مع جدودنا» قبل خمسة أعوام تقريباً، وحقق نسب مشاهدة جيدة، وأتمنى تكرار تلك التجربة لكنني لا أريد التسرع لأنه ليس عملي الأساسي ويمكن تأجيله لفترة حتى أجد ما يناسبني.
- مع من تتمنين العمل؟
أتمنى العمل مع الزعيم عادل إمام، وأحسد زوجي شريف سلامة على أنه تعاون معه من قبل في فيلم «مرجان أحمد مرجان»، كما أحلم بالوقوف أمام الساحر محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني، أما من الفنانات فمسلسل «سرايا عابدين» حقق حلمي في التمثيل مع عدد من النجمات، مثل يسرا ونيللي كريم وغادة عادل، وهناك مطربون أتمنى أن أتعاون معهم في التمثيل، مثل الملك محمد منير والهضبة عمرو دياب.
- ما رأيك في مسلسل «تحالف الصبار» بطولة زوجك شريف سلامة؟
المسلسل يعرض على قناة MBC مصر ولذلك يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة، كما أنه يتميز بشكل مختلف من الدراما، لأنه يتناول أحداثاً مشوقة وجذابة. وكنت أتوقع له النجاح منذ البداية، لأنه من الأعمال الفنية التي تستحق المشاهدة.
- هل يتدخل كل منكما في الاختيارات الفنية للآخر؟
ليس تدخلاً، لكننا نأخذ آراء بعضنا في الأعمال الفنية التي تعرض علينا، والرأي الأول والأخير يكون لصاحب العمل، فلا يجبر أي منا الطرف الآخر على شيء معين، بل نكتفي بإعطاء النصيحة التي نعلم جيداً أنها صادقة.
- ألم تفكري في مشاركة زوجك في عمل فني؟
اجتمعنا في بداية مشوارنا الفني في مسلسل «البنات»، وكان من التجارب التي أفتخر بها وأتذكرها دائماً، لكننا لم نكرر التجربة مرة ثانية بسبب عدم توافر عمل يجمع بيننا، وطوال تلك الفترة ونحن نتمنى أن نتعاون معاً بالتمثيل، لكن لم تعرض علينا أي أعمال فنية تحقق لنا ذلك.
وعلى المستوى الشخصي أعجب بطريقة تمثيل شريف سلامة، وأرى أن لديه أداء مميزاً يتمتع بالبساطة والمصداقية، ويحاول أن يختار الأدوار البعيدة عن طبيعته، رغم أنها تحتاج منه مجهوداً أكبر في التمثيل، لكنه يرى أنها تخرج كل طاقاته الفنية وتظهر زوايا جديدة في موهبته.
- ما سر العلاقة الناجحة بينكما؟
التفاهم بين الزوجين من أهم شروط العلاقة الناجحة، ويقع على الرجل والمرأة المسؤولية في استمرار علاقتهما الزوجية، لأن لكل منهما دوراً فعالاً ومؤثراً في إنجاح العلاقة ودوام الحب بينهما.
- وما رأيك في آراء البعض بأن الزيجات الفنية دائماً ما تنتهي بالفشل؟
استمرار الزواج من عدمه ليس له علاقة بالوسط الفني أو أي مهنة أخرى، بل يرتبط بطريقة التعامل بين الزوجين، فلديَّ صديقات كثيرات من خارج الوسط الفني مطلّقات وأخريات يعشن حياة زوجية ناجحة، وهذا لأن المهنة ليس لها علاقة بالحياة الشخصية ولا تؤثر عليها، بل أرى أن زواج اثنين من مهنة واحدة يساعد على نجاح العلاقة، لأن كل طرف منهما يكون على دراية بأعباء المهنة ويقدر مدى التعب الذي يشعر به كل طرف نتيجة عمله. لكن ربما يرى البعض أن زيجات الوسط الفني غالباً ما تنتهي بالفشل لأن الفنان يعيش تحت الأضواء طوال الوقت، وأي شيء يحدث في حياته يعلمه الجميع، لذا فيظن الكثيرون أن فشل العلاقات الزوجية تحدث فقط مع الفنانين، لكن هذا غير صحيح على الإطلاق.
- هل تشعرين بوجود موهبة التمثيل لدى أحد ابنيك؟
لا أحب أن يكون ابناي فنانين عندما يكبران، نظراً إلى الصعاب التي يواجهها أي شخص يبدأ حياته في الفن، لكنني لن أعترضهما إذا اختارا ذلك.
- وماذا سيكون قرارك إذا طلبا منك يوماً اعتزال الفن؟
لم أفكر في ذلك من قبل، ولا أعتقد أنه يمكن أن يحدث لأنني أحرص في اختياراتي الفنية بحيث تكون أعمالاً محترمة حتى لا يخجل أي منهما مما أقدّمه.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024