تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

جريمة في فصول الدراسة المدرّس رفض حب تلميذته فخطفت ابنته!

وقعت نسمة ابنة الـ 19 عاماً في حب مدرّسها الذي رفض هذا الحب بل نهرها عندما ذهبت إليه تصارحه بحقيقة مشاعرها طالبةً منه الزواج، ليولّد الأمر بداخلها مشاعر من نوع جديد قادتها إلى جريمة ألحقت بها الفضيحة، عندما فكرت في وسيلة تجبره على الاعتراف بهذا الحب وتجعله يرضخ لطلبها بالزواج، لم تجد أمامها حلاً إلا أن تحرق قلبه مثلما حرق قلبها، ونفذت جريمتها التي كانت ضحيتها طفلة عمرها ست سنوات.


بدأت قصة نسمة عاطف، فتاة التسعة عشر عاماً، مع مدرسها عزت عبد الحميد، 30 سنة، قبل خمس سنوات في إحدى القرى بمحافظة الغربية، عندما التحقت بالدراسة في المرحلة الثانوية عقب إنهاء مرحلة التعليم الإعدادي، ودون أن تدري وجدت نفسها تقع في حبه، الذي تحول إلى حالة شبه مرضية جعلت صديقاتها يطلقن عليها «مجنونة عزت»، تعبيراً عما آل إليه حالها بسبب هذا الحب.

عزت هو مدرس اللغة العربية في مدرسة البنات التي تدرس فيها نسمة، يملك أسلوباً شيقاً في شرح الدروس، ساهم في تحسين مستوى الكثير من الطالبات، وذاع صيته بين طلبة المدارس الأخرى، فصاروا يترددون عليه للحصول على دروس خصوصية في حجرة ملحقة بمنزله. كانت نسمة واحدة من طالبات عزت في مدرسة البنات، ورغم مستواها الجيد في اللغة العربية، والذي تحسن أكثر بفضل جهود الأستاذ في شرح الدروس لتلميذاته، إلا أن إعجابها الشديد بالمدرس جعلها تقنع والدها المحاسب في أحد البنوك بأنها في حاجة ملحة إلى درس خصوصي في اللغة العربية، حتى تنجح في رؤية مدرسها وتظل بجواره أطول وقت ممكن.


الحيلة

استمرت نسمة تتردد على منزل الأستاذ عزت للحصول على الدروس الخصوصية، وحصلت على درجات شبه نهائية في نهاية العام لتثبت للجميع أنه على درجة عالية من الكفاءة، الأمر الذي يمنحها الفرصة في الحصول على دروس لديه في عامها الثالث في المرحلة الثانوية.
كانت نسمة ترى زوجة الأستاذ عزت بين الحين والآخر، وكذلك طفلته الوحيدة التي لم يرزق غيرها وكانت بالنسبة إليه الحياة بأكملها، ورغم ذلك فإن هذا لم يثنها عن التفكير فيه والحلم بأن يصبح زوجاً لها في يوم من الأيام.


الصدمة

شعرت نسمة أن الوقت يسرقها لاقتراب العام من الانتهاء دون أن يصرّح عزت بحبه لها كما كانت تتوهم، الأمر الذي جعلها تفكر مرة أخرى في طريقة لتظل بجواره وقبل أن ينتهي العام الدراسي قررت الانتقال من القسم العلمي إلى القسم الأدبي ليتسبب الأمر بتعطيل دخولها الامتحان في بعض المواد وتظل عاماً آخر في المدرسة، قبل أن تلتحق بالكلية وتبتعد عن عزت، محاولةً إيجاد أي حلول لتقنعه في هذا العام بالزواج منها، على أن يتولى هو أمر إقناع والدها بأن تصبح زوجة ثانية، أو بوضع الجميع أمام الأمر الواقع.
خيالات عاشت فيها نسمة، لكن سرعان ما استفاقت على واقع كان صادماً لها، عندما ذهبت لأستاذها تفاتحه بأمر حبهما، طالبةً منه أن يرسم النهاية السعيدة لهذا الحب، لتجد منه قسوة وجفاءً، عندما نهرها على ما تقول واصفاً إياها بالمراهقة التي تحتاج إلى كثير من التربية، طالباً منها أن تركز على دروسها لتتمكن من دخول الجامعة مثل زميلاتها اللواتي سبقنها بعامين.

 سيطرت على نسمة حالة من الجنون، إلا أنها لم تستسلم وبحثت عن حل آخر يحقق لها ما تريد بالزواج منه، مهما كان الثمن، فمن أجله أضاعت عامين من عمرها، ولن تقبل أن تَضيع أعوام أخرى دون أن يكون زوجاً لها.
أدركت أن سلمى، ابنة حبيبها، ستكون أداتها للوصول إلى قلبه عندما تشعل النار في هذا القلب عليها، فأخذت تراقب الصغيرة وهي تذهب إلى المدرسة وتعود منها، حتى تحينت الفرصة في إحدى المرات وقامت باستدراجها بمجموعة من الحلوى اشترتها لها.

في دورة مياه أحد مراكز الدروس الخصوصية الخاصة استطاعت نسمة حبس سلمى، بعد أن تركت لها مجموعة من الحلوى والعصائر كطعام لها حتى لا تلقى حتفها، خاصة أن المركز كان في إجازة يومي الجمعة والسبت، ولن يكتشف أحد أمرها.
عادت نسمة إلى منزلها في هدوء، فيما خاصم الهدوء عزت وزوجته وهما يبحثان عن صغيرتهما التي لم تعد بعد من مدرستها.
علي الجانب الآخر،  كانت السعادة تملأ قلب نسمة وهي ترى مدرّسها عاجزاً عن فعل أي شيء من أجل إعادة ابنته الوحيدة التي لا يعرف أين ذهبت وهل ستعود أم لا، فوجدت فرصتها للاتصال به لتساومه على الزواج منها مقابل إعادتها، ليتأكد الرجل أن تلك الفتاة المجنونة وراء اختفاء ابنته...
تظاهر عزت بالموافقة على طلب نسمة، بل حاول إقناعها بأنه يحبها بالفعل، لكنه أراد لها مستقبلاً أفضل مع رجل آخر، خاصة أنه متزوج ولديه طفلة.


فضيحة

 حالة من النشوة عاشت فيها نسمة إزاء تلك الكلمات التي كانت تتمنى سماعها منذ فترة طويلة، وعلى الفور أسرعت للقائه بعد أن طلب منها الحضور ليتوجها إلى المأذون والزواج ووضع الجميع أمام الأمر الواقع، بعد أن أبلغها أنه سيحضر اثنين من الشهود على العقد، لكن في حقيقة الأمر كان الشاهدان من رجال الشرطة الذين حضروا لإلقاء القبض عليها.
أنكرت نسمة أي صلة لها باختطاف ابنة عزت، إلا أنها عندما حصلت على وعد من رئيس المباحث بأنه سيحاول إنهاء الأمر بشكل ودي حال اعترافها بمكان إخفاء الطفلة، انهارت وأرشدت إلى مكانها على الفور.

أصيب والد نسمة بحالة من الذهول وهو يسمع تفاصيل ما حدث من رئيس المباحث، الذي قام باستدعائه، غير مصدق ما فعلته ابنته التي حاولت تبرير جريمتها بإلصاق تهمة جديدة بأستاذها، عندما أشارت  إلى  أنه يرتبط بها بعلاقة عاطفية ومنحها وعداً بالزواج، إلا أن التحريات أثبتت عدم صحة ما تقول، ليتم تحرير محضر بالواقعة وتتولى النيابة التحقيق معها في الجريمة التي وقعت فيها بسبب حبها المجنون لأستاذها.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077