الهندوراس البلاد التي تختزل جمال أميركا الوسطى
في قلب أميركا الوسطى تقبع الهندوراس هذه البلاد المزنّرة بغواتيملا غربًا والسلفادور عند الجنوب الغربي، ونيكاراغوا عند الجنوب الشرقي، لترنو بجمالها من نافذة صغيرة نحو المحيط الهادئ عند خليج فونسيكا جنوبًا، وتفتح بوّابتها الطبيعية على مصراعيها لنسائم بحر الكارييبي شمالاً.
ورغم ارتباط اسم الهندوراس بحوادث المافيا، فإنّ هذا لا ينفي أنها بلاد تفيض جمالاً طبيعيًا يحتشد فيه التاريخ بكل صفحاته. فهي كانت موطن ثقافات سكّان أميركا الأصليين، وتحديدًا شعب المايا.
اجتاح الإسبان في القرن السادس عشر معظم أرجائها، لذا فاللغة الإسبانية هي الغالبة وكذلك العادات الإسبانيّة.
ومهما يكن من أحكام العصر، فمدن الهندوراس وبلداتها الساحلية تستحقّ أن تخرج من زنزانات الإتّهام لتعرض خصوصيّة جمالها على صفحات الحاضر.
تيغوسيغالبا Tegucigalpa العاصمة
في حضن وادٍ مقعّر تقع تيغوسيغالبا عاصمة الهندوراس، على ارتفاع 1000 متر وسط سلسلة جبال مغلّفة بالصنوبر تمنحها مناخًا منعشًا ورائعًا.
ويشير اسمها إلى «هضبة الفضّة» في اللغة المحلية، وقد أطلقه الإسبان عند تأسيسهم المدينة وجعلوا فيها مركزًا للتعدين عام 1578.
تحضن «تيغو» ، كما يختصر سكان المدينة اسم العاصمة، الكثير من المعالم الأثرية المتناثرة في أرجائها. وأضخم هذه المعالم كاتدرائية تعود إلى القرن الثامن عشر، تتوّجها قبّة فريدة من نوعها، فيما يضمّ داخلها الذي جاء على نمط الفن الباروكي مجموعة من الأعمال الفنيّة.
وأمام المحكمة يمتدّ المتنزّه المركزي مشكّلا نقطة الإلتقاء الرئيسية في المدينة. ومن المعالم الأثرية الفريدة جامعة أنتيغو بارنينفو التي تضمّ متحفًا للفنون، وقصر ليجسلاتيفو المشيّد على هضبة صغيرة، وقصر بريزدانسيال وكنيسة سان فرانسيسكو.
وعند شرق العاصمة وعلى مسافة 13 كيلومترًا تقع بلدة سانتا لوسيا الفريدة في هندستها الكولونيالية، فهي متاهة من الشوارع الضيّقة التي تتسرّب بينها كل أسرار الهندوراس القديمة. وعلى مسافة 11 كيلومترًا من سانتا لوسيا تقع فال دي أنجليس وهي بلدة قديمة كانت مركز التعدين في القرن السادس عشر أعيد ترميمها بشكل رائع، يقع عند شمال- شرقها متنزّه تيغرا الوطني الذي يعتبر أجمل موقع في الهندوراس، ويقع على ارتفاع 2270 مترًا يضم غابة محميّة مترفة بجمال الطبيعة العذري يسكنها الأوسلوت (حيوان أميركي يشبه الهر الوحشي) والبوماس( أسد أميركي يعرف بالكوغر) والقردة.
كوبان رويناس Copan Ruinas
تقع هذه القرية الجميلة المنفردة بشوارعها المرصوفة بالحجارة والتي تصطف على جنباتها معالم مطلية بالأبيض اللّبني ومتوّجة بالقرميد الأحمر على مسافة كيلومتر واحد من أطلال حضارة المايا. هنا في هذا الموقع الأثري يجول الزوار يوميًا بين مسلاّت غراند بلازا، وصور لملوك كوبان تعود إلى عام 613، وملعب الكرة.
وتزيّن السلالم المنقوش عليها الكتابات الهيروغليفية وكذلك الأكروبولية، مجسّمات تمثّل ملوك كوبان الستة عشر. كما توجد ينابيع ساخنة على بعد ساعة من القريّة.
تيلا
تعتبر تيلا المدينة الساحلية الأكثر استقطابًا للسيّاح، فهي صغيرة ووادعة وتملك أجمل شواطئ الساحل الشمالي للهندوراس.
هنا في هذا المكان ذروة الإسترخاء شاطئ لؤلؤي تذوب فيه المياه الفيروزية وهي تداعب جذعي شجرتي نخيل تتوسّطهما أرجوحة شبكية تهدهد صاحبتها، وهي تتشمس في فردوس أرضي. تشتهر تيلا بأطباق ثمار البحر الشهية.
أرخبيل بهية
يتكوّن أرخبيل بهيّة من ثلاث جزر هي رواتان وغواناج وأوتيلا وتقع على مسافة خمسين كيلومترًا من الساحل الشمالي للهندوراس.
توفر هذه الجزر الثلاث مواقع رائعة للغطس. ولهذه الجزر تاريخ مهم، فهي من تحتوي على أطلال تاريخية تشير إلى أن شعب المايا سكنها، كما أن كريستوف كولومبوس أرسى سفينته في غواناج عام 1502.
كايوس كوشينو
وتسمى أيضًا جزرهوغ، تقع هذه الجزر الصغيرة وأرصفتها الرملية اللؤلؤية المميزة،على مسافة 17 كيلومترًا قبالة سيبا. سكنها شعب المايا في الماضي، نالت اسمها من الفاتح كورتيس الذي حاول زراعتها.
تعتبر هذه الجزر ملاذ هواة الغطس نظرًا إلى كنوز عالم البحار الساكنة في بطن البحر. سوف يدهش الهواة بممالك المرجان الأسود الذي تتراقص بين أروقته قطعان السمك، حابسة الأنفاس رغم قارورة الأوكسيجين.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024