لوحات جمالية في أجواء بورجوازية
إنه منزل نموذجي بهندسته وألوانه الجدرانية. صاخب برحابته وبمساحاته الفريدة. تكلّلت كل غرفة من غرفه بجمال برجوازي حالم.
هكذا أراده مالكوه الذين انتقلوا اليه بعد ترميمه ليحقّقوا فيه اجواء تنال اعجاب كل من يدخل إليه!
الرفاهية هي الهالة الفنية التي تعكس الصورة لهندسة هذا المنزل واستعادة أجواء من الارستقراطية في ألوانه وأكسسواراته.
من الخارج ازدان بالحجر الأصفر وتكلل بالقرميد الأحمر الفرنسي. ومن امام المنزل تتوزع اضاءات قديمة تبرز عراقة المكان.
يبرز الباب الرئيسي بالزجاج والخشب والحديد المطروق. وتتميز الردهة بمساحة رحبة فيشعر الداخل بأنه في أجواء مخملية أرستقراطية قلما تزخر بها المنازل العصرية.
الصور والألوان في الأسقف والجدران تعكس أساليب زينة طبيعية وهي مماثلة للخشب وتبرز معها مهارة فائقة في الفن، خصوصاً الجدراية في السقف. في الردهة الرئيسية ركن فرنسي يدفعنا للدخول اليه، هنا يأخذنا جمال لوحة من الغوبلان الرائع ينير جانبيها أبليكان فرنسيان من البرونز والكريستال يتناغمان والثريا النمسوية المصنوعة من البرونز والكريستال وسط السقف برسومه.
افترشت الارض سجادة عجمية رائعة بمساحتها الكبيرة والفريدة وبلونها الزهري الطاغي، وبرز الى جانبها البلاط بجماله ولونه الأحمر الناري.
ومن هذه الردهة تتوزع عبر أبواب خشبية مزركشة بطابع قديم غرف المنزل التي تتسم بطراز لبناني قديم بعيد عن الأروقة الحديثة.
في أحد الصالونات الرئيسة يبرز الطابع الانكليزي. وفي وسطه طاولة كبيرة تجمع من حولها الجلسات مع طاقم إنكليزي منجد بالمخمل الحريري.
وفي زواياه تتوزع جلسات تتضمن كل منها كرسيين. وفي إحدى زوايا هذه الغرفة آلة بيانو فرنسية رائعة، تكاد تستمع الى موسيقاها بمجرد النظر إلى جمالها!
تحولت الشرفات مساحات داخلية اتسعت لتضم صالوناً جلدياً بطراز تشسترفيلد تتوسطه طاولة تزخر بصور قديمة، إضافة الى كرسيين فرنسيين تقابلهما مدفأة مزخرفة يعلوها ساعة وشمعدان قديمان. وقد علقت لوحة ونادرة على الجدار المشغول بالجلد الليلكي المموه.
والى الجهة المقابلة للغرفة جلسة تتضمن كرسيين. وتنتهي الجلسات بطاقم فرنسي فريد بتصميمه يجمع الروح الانكليزية والتصميم الفرنسي.
وتتلاحق اجواء فنية واحدة في الصالونات تعكسها الجدران والسقوف من ألوان وجداريات وابليكات. ويتوزع طاقم رائع فرنسي بطراز لويس الخامس عشر يتغنى بزخرفات لامعة في القماش المنجد بألوان البوردو والفضي.
غرفة الطعام فرنسية النموذج مخمليّة الجلسات تتّسع لنحو 16 شخصاً وقد صنعت خصيصاً ونفذت لهذا المنزل. وفيها مرآة كبيرة تتوسط خزانة العرض وفي داخلها كل أطقم المآدب. وتتدلى ثريا فرنسية من السقف المزدان بالرسوم.
وفيما غابت الستائر عن الصالونات حضرت في غرفة الطعام مع الفوال.
أما السجاد العجمي فافترش الارض في كل غرف المنزل ليحولها الى لوحات أرضية تسحر الزائر كيفما أجال نظره!
نوم بورجوازي
لم تبتعد غرف النوم عن الأجواء البروجوازية التي احتلت اجواء المنزل. ففي غرفة المالكين طغى الطراز الباروكي وبرز اللون الأحمر الملكي مع الخشب الابيض المزخرف بطراز لويس الخامس عشر ليؤلف سمفونية رائعة من الجمال الهندسي.
وتحققت الإنارة من خلال الابليكات وثريا تتدلى من وسط السقف مع رسوم مزخرفة في أجواء تعيدنا إلى غرف نوم قصور لممالك غابرة.
اما الغرف الاخرى فاتخذت احداها اللون الازرق المخطط الذي برز غطاء رائعاً للسرير الكبير الذي تم تنجيد رأسه بالمخمل الراقي باللون الازرق الداكن مع ستائر من حرير معرّقة وفوال.
واكتست غرفة النوم الضيوف بألوان ترابية عكست الأجواء ذاتها في سائر الغرف من حيث الفخامة والراحة. واكتمل جمال الأعمال في غرف النوم عند الواجهات الزجاجية حيث انسدلت الستائر الكبيرة والسميكة مع الفوال المميز.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024