تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

انتخابات مجلس إدارة غرفة الشرقية... خيبة للآمال وتعيين من الوزير

لم تغب المرأة عن المشهد الإنتخابي في الغرفة التجارية الصناعية في شرق السعودية، حيث ترشحت اثنتان من سيدات الأعمال لتمثيل طموحات المرأة في مجلس الغرفة، إلا أن أعداد الناخبين هذه المرة حالت دون هذه الطموحات، وبقي أمل تمثيل النساء في المجلس الحالي مربوطاً بتعيين مباشر من وزير التجارة والصناعة.
 

بعد منح السيدات يوماً انتخابيا كاملاً، لم تُصوِّت فيه أكثر من 80 سيدة من أصل أربعة آلاف سجل نسائي في غرفة الشرقية،  تم السماح للسيدات بالتصويت في بعض الفروع، وأُنهيت إجراءات الإقتراع في اليوم المخصص للنساء في أقل من 30 دقيقة. ورغم التوقعات بأن يكون الحضور أكثر من ذلك بكثير، وتجهيز اللجنة طاقم نسائي لاستقبال السيدات، إلا أن الحضور كان غير متوقع. وتقول المشرفات على العملية الانتخابية إن «الاستعدادات التي قامت بها اللجان ومركز سيدات الأعمال التابع لغرفة الشرقية، كانت أشبه بالاسعدادت لانتخابات رئاسية، فالعديد من التجهيزات توافرت في الموقع، إلا أن غياب الدعم النسوي أطفأ حماسة المرشحات فسادت حال من الإحباط آنذاك».

أكثر من 700 سيدة يحق لهن التصويت في انتخابات مجلس إدارة غرفة الشرقية، ولم يحالف قرابة الـ400 سيدة الحظ في منح أصواتهن، لعدم انطباق شروط التصويت عليهن، في حين لم يحضر ممن يحق لهن التصويت سوى 350 سيدة. كما انتهى اليوم الأول والوحيد المخصص للنساء في عملية الاقتراع بحصاد 80 صوتاً نسائياً تم استبعاد سبعة أصوات منها بسبب عدم اكتمال الشروط.

وتقول سيدة الأعمال فايزة البنعلي: «لا يزال دعم المرأة للمرأة ضعيفاً، فخلال الدورات الثلاث لم تفز امرأة وإنما عيّن وزير التجارة والصناعة سيدات، سواء في غرفة جدة أو غرفة الشرقية، وهذا الأمر يتطلب نشر ثقافة واسعة من أجل التمكين».

في النتائج النهائية للانتخابات حصلت المرشحتان منى الباعود وفوزية الكـري على نسبة أصوات متدنية مقارنة مع المرشحين من الرجال الذين فازوا بنسب أصوات عالية، إذ حصلت الأولى على 70 صوتاً فيما حصلت الثانية على 25 صوتاً فقط.

منى الباعود تقول «إن عدم فوز المرأة لا يعني عدم الثقة بها»، عازية خسارة المرأة إجمالاً إلى أسباب عدة، منها «عدم تعود المرأة على دعم المرأة ومناصرتها في الانتخابات، خصوصاً أن ثقافة الانتخاب حديثة العهد على المجتمع السعودي». فيما بررت تعيين المرأة بقرار وزاري بـ «أهمية وجود المرأة في مجالس إدارة الغرف».

بدورها، قالت فوزية الكري التي خاضت التجربة الانتخابية في دورتين متتالين ولم يحالفها الحظ: «رصدت لكل دورة شاركت فيها مبلغاً لا يقل عن 500 ألف ريال، بين دعاية وإعلان وإيجار فريق حملة. وبعضهم كان يتقاضى في اليوم الواحد أجراً يصل إلى ألف ريال، لاسيما في يوم الانتخاب نفسه»، مستدركة أنه «في الدورة الماضية العام 2010، كانت الكلفة أقل بشيء بسيط». وأضافت «لا يتعلق الأمر بخسائر مادية، بمقدار ما يتعلق بالخسارة المعنوية، عندما تخذل المرأة بنت جنسها، وتتجه لدعم الرجال من خلال التصويت لهم، وهذا ما كشفته الأرقام».

وعزت الكري ذلك إلى «عدم ثقة المرأة بالمرأة، وهذا أدى إلى رسم صورة غير محددة الملامح عن المشاركة النسائية في الانتخابات»، مضيفة: «رفضت الكوتا النسائية في الدورات الماضية. إلا أنني الآن أفضلها، على رغم أننا لسنا أقلية في المجتمع. فنحن نصفه، والكوتا تخصص عادة للأقليات».

وأوضحت عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية التي تم تعيينها للمرة الثانية بقرار وزير التجارة والصناعة، سميرة الصويغ أن «التعيين جاء لمساندة المرأة في مختلف القطاعات، إذ نتطلع إلى رسم رؤية ورسالة وأهداف لتحقيقهما، ولأجل تطوير مختلف الأصعدة التي تتعلق بمجالات الإستثمار».

وقالت: «عملنا في الدورة الماضية على رسم خريطة طريق لعمل المرأة وتوظيفها في مختلف المجالات، وكسر جمود العمل، إضافة إلى التخلص من البطالة، إذ تمكنت المرأة خلال الأعوام لماضية من العمل وأثبتت قدرتها وكفاءتها. وحالياً أتطلع إلى دعم المرأة في القطاع الصناعي، ودعم التدريب لتكون قادرة على ممارسة عملها بأكمل صورة».

فيما أكدت العضو المعيّنة مناهل الحمدان أنها ستسعى بكل ما لديها من قدرات إلى تحقيق المهمات التي تتبناها، والمشاركة في صنع القرار لصناعة مستقبل مثمر للمرأة. وقالت: «المرأة دخلت مجالات عدة، وتطلعاتي هي تنمية قدراتها وزيادة كفاءتها في موقع عملها، إضافة إلى حفظ حقوقها، لأن المرأة في الأعوام الأخيرة أثبتت قدرتها على العمل والاستمرارية، ولا بد من تحفيزها عبر الدعم والإرشاد والتدريب».

وأضافت: «أتطلع إلى تشجيع المرأة وتهيئة البيئة المناسبة إليها للدخول في مجالات جديدة كالقطاع العقاري وتقنية المعلومات الذي يحتاج إلى أيدٍ نسائية سعودية، وسنتطلع إلى منحها فرصاً عدة لتهيئة مستقبل برؤية اقتصادية بناءة».
 

دعم منتدى سيدات الأعمال للمرشحات

الدكتورة عائشة المانع، عضو مجلس إدارة منتدى سيدات الأعمال في الشرقية قالت  إن المنتدى يضم أكثر من 40 عضوا، جميعهن تعهدن بتجديد اشتراكات الغرفة، من أجل دعم المرشحتين المتبقيتين وهما منى الباعود وفوزية الكري في الانتخابات، إلا أن النتائج جاءت مخيبة للآمال.

وأضافت أن انتخابات الدورة الماضية  لمجلس إدارة غرفة الشرقية، شهدت منافسة كبيرة بين المرشحين، و«توقعنا أن يكون لإحدى المرشحات نصيب في مقاعد المجلس، خاصة أن 60 في المئة من المرشحين من الشباب أصحاب الحظوظ المتقاربة، خاصة من فئة التجار». وتابعت أن المنتدى عقد اجتماعات من أجل دعم مرشحة المنتدى، وتوفير أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات، مبيّنةً أن عدم الفوز يعود لأسباب عدة منها عدم ثقة المرأة في المرأة.

سامية الإدريسي عضو مجلس إدارة منتدى سيدات الأعمال للتنمية والتطوير، إن المجلس حاول عدة مرات وعقد اجتماعات متعددة على فترات متفاوتة بهدف البحث عن أسماء مؤهلة لخوض الإنتخابات، وقد اختار عدة أسماء مؤهلة تعليمياً وإدارياً ومن البيوت التجارية والصناعية، إلا أن هاجس الخوف من الفشل وتكرار عدم فوز المرأة الشرقاوية في الدورات الماضية، كان وراء عدم تكرار التجربة.

وأوضحت الإدريسي أن سيدات أعمال جدة ومكة المكرمة تفوقن على الشرقاويات بمراحل، نظرا للدعم الكبير لهن من رجال أعمال مكة المكرمة، خاصة من المقربين لهن، إضافة إلى انفتاح رجال الأعمال ومساواة المرأة بالرجل في الأمور التجارية المتنوعة وحضورهن كثيرا من المنتديات والمؤتمرات كمتحدثات قادرات على التطوير والمواجهة، وذلك عبر الخطط والبرامج التطويرية التي حصلن عليها سواء داخل المملكة أو خارجها. كما أن إدارة الغرف التجارية في مكة المكرمة وجدة ترجع إلى المرأة وتأخذ برأيها وصوتها في كثير من المواضيع، وفي المقابل لم تجد سيدة الأعمال الشرقاوية أي دعم من رجال الأعمال، وذلك خوفاً من اللوم والحرج بحكم العادات والتقاليد والمصالح التجارية المتبادلة بين الرجال.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078