الأميرة شارلين والقرار الأصعب
كشفت أميرة موناكو شارلين أن القرار الأصعب الذي اتخذته في حياتها هو انسحابها من الحياة الرياضية. عبرت بكلمات حزينة : "وحده من اختبر الشعور نفسه يعرف كم هو مؤلم هذا القرار حين تكون كل حياتنا مكرّسة للمباريات. الأمير (زوجها الأمير ألبير الثاني) يعلم ذلك. ووجدت لديه المساندة الأفضل". تحدثت شارلين المولودة في Rhodésie (زمبابواي حالياً) عن طفولتها قائلة : "عشت طفولة سعيدة وحرّة. كبرتُ بقدمين حافيتين وسط طبيعة برّية وساحرة. كان عمري 12 عاماً حين أرغمتنا الحرب الأهلية على ترك كل شيء، منزلنا وأرضنا. ذهبنا إلى أفريقيا الجنوبية. أتذكر كم وجدتُ فصلي عن باقي الأطفال ذوي البشرة السمراء غريباً : لم نكن نرتاد المسابح نفسها أو نذهب إلى المدارس نفسها ... مع نظام الفصل العنصري هذا، كانت البلاد مستثناة من المشاركة في الأحداث العالمية". لفتت إلى أن والدتها التي تعتبر رياضية بارزة، "عانت كثيراً من هذا العزل العالمي. بكت يوم افتتاح الألعاب الأولمبية في برشلونة عام 1992. شاهدنا معاً المباريات". قالت لها شارلين: "أمي أعدك بأنني سأشارك يوماً في هذه المباريات لأجلك". وفت شارلين بوعدها لوالدها لاحقاً. عام 2000، في سيدني حصدت الجنوب أفريقية الشقراء المركز الخامس. فتعرّف إليها العالم. وفي العام نفسه شاركت في مباراة Mare Nostrum في موناكو وتسلمت الميدالية الذهبية من الأمير ألبير، زوجها الحالي.
ماذا علمتها الرياضة ؟ ماذا علمّها نيلسون مانديلا ؟
إصابة في كتفها وأخرى في ركبتها حالتا دون مشاركتها في ألعاب بكين عام 2008 التي حلمت بها. وسط هذا الموقف قررت التنازل عن حياتها الرياضية. تقول بأن الرياضة علمتها هذه القيم : "الانضباط والسّعي والتضامن والتضحية"، وأنه بالإمكان كسر الحواجز وبالتحدي تظهر فرص عديدة وأهداف جديدة. أما الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا، فتقول بأنه أسدى إليها العديد من النصائح : "علمني أن أقاوم للدفاع عن معتقداتي. هذا المبدأ اتبعه في كل يوم من حياته رغم كثرة أعدائه. أثبت بأنه يجب التحلي بالصفح عمن تسبب لنا بالأذى".
ما الذي جعلها تغرم بالأمير ألبير ؟
تحصي شارلين الصفات التي جذبتها في شخصية الأمير ألبير : "شغفه في الحياة وتجاه الناس، وقيمه الإنسانية وتواضعه وتعاطفه. هو متسامح وحنون. نتشاطر حسّ الفكاهة نفسه". من جهة أخرى، تطرقت شارلين للشائعات التي طاولت علاقتها بالأمير. وصفتها بالرهيبة وسردت موقفاً : "حين كنت مخطوبة، رافقت والدتي للتسوق وعلمت عبر رسائل نصية وصلتني من أصدقائي أن شائعات انتشرت عن نيتي في إلغاء زواجي. هذا جنون ! كان لدي الكثير لانجازه في الأيام القليلة المتبقية قبل الزفاف. طلبت مني والدتي أن أرافقها إلى باريس في اللحظة الأخيرة لتشتري حذاء خصيصاً للاحتفال. في تلك اللحظة نُسجت كل الحكاية. أوضحت لأصدقائي القلقين : "هل هربت ؟ كيف ذلك ؟ إلى أين ؟". كيف تتفاعل مع الشائعات التي لم تهدأ حتى بعد الزواج ومن يساندها ؟ "زوجي. الأمير ألبير هو أكثر شخص أثق به، وأكثر من يعرفني".
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024