هيثم شاكر: أشاعوا إدماني المخدرات!
يؤكد أن إصابته بمرض في معدته وراء سفره إلى لندن لمدة ثلاثة أعوام لتلقي العلاج، ويندهش من الشائعات التي رددها البعض حول إدمانه المخدرات ودخوله مصحّاً للعلاج، ويعترف بنجاح فناني جيله في التفوق عليه بسبب الصعوبات الكثيرة التي واجهته والتي يكشفها في حوارنا معه.
الفنان هيثم شاكر الذي عاد إلى الساحة الغنائية من خلال ألبوم «أحلى قرار»، يتحدث عن ردود الفعل التي تلقاها بعد صدور الألبوم، ويردّ على اتهامه بتقليد عمرو دياب، ويكشف سبب خوضه تجربة الإنتاج من خلال هذا الألبوم، وسر تراجعه عن التمثيل.
- ما سر غيابك عن الساحة الفنية طوال الفترة الماضية؟
بعد صدور ألبوم «جديد عليا» عام 2008 نشبت العديد من الخلافات بيني وبين شركة «فري ميوزيك» المنتجة للألبوم، لأنها لم تهتم بالدعاية ورفضت تصوير أي أغانٍ منه، ولذلك شعرت بإخلال من المسؤولين بالشركة ببنود العقد المُبرم بيننا.
ووصلت الخلافات إلى فسخ العقد عام 2010، وخلال هذه الفترة رفضت فكرة الظهور الإعلامي، وبعدها قررت السفر إلى لندن لأسباب صحية وابتعدت قليلاً عن الساحة الفنية وبدأت التخطيط لألبومي المقبل وترتيب أولوياتي.
- ماذا تقصد بالأسباب الصحية؟
كنت أعاني من مشاكل كثيرة في القولون والمعدة نتجت عنها صعوبة تناول الأطعمة بشكل طبيعي، ففقدت الكثير من وزني.
ولم أتحدث كثيراً عن هذا الأمر وقررت السفر إلى لندن للعلاج، لكني فوجئت بانتشار شائعات غريبة تؤكد أن سبب نحافتي إدماني للمخدرات، بل إن مروجي هذه الشائعات لم يكتفوا بنشر هذا الكلام الفارغ لكن رددوا كلاماً عن سفري إلى لندن لدخولي مصحاً لعلاج الإدمان.
- وهل أزعجتك هذه الشائعات؟
لا، قررت تجاهلها تماماً وعدم الرد عليها حتى لا أعطي مروجيها حجماً أكبر من حجمهم، وفضلت التركيز على خطواتي الفنية، وبالفعل بدأت التحضير للألبوم والحمد لله نجحت في إصداره رغم الصعوبات التي واجهتني.
- وهل تحسنت حالتك الصحية؟
الحمد لله، نجحت في استعادة وزني الطبيعي بعدما تلقيت العلاج المناسب.
- تخوض من خلال ألبوم «أحلى قرار» تجربة الإنتاج لنفسك فما الذي دفعك إلى ذلك؟
بعد المشاكل التي نشبت مع شركة «فري ميوزيك »، قررت عدم التعاقد مع أي شركة إنتاج أخرى وتحمّل التكلفة الإنتاجية لألبوماتي والتخطيط لحياتي ولمشواري الفني بنفسي دون التقيّد بشروط شركات الإنتاج.
وقررت خوض أولى تجارب الإنتاج من خلال ألبوم «أحلى قرار». هي خطوة غير سهلة على الإطلاق، إلا أنني استمتعت للغاية بها واكتسبت منها العديد من الخبرات.
- وكيف وجدت ردود الفعل على الألبوم؟
فاقت كل توقعاتي، فالألبوم حقق نجاحاً كبيراً رغم الأحداث السياسية المتوترة التي وقعت خلال طرحه. فرغم أن معيار المبيعات لم يعد موجوداً بعد انتشار ظاهرة القرصنة، حقق الألبوم إيرادات جيدة، بالإضافة إلى تصدره المركز الأول على اليوتيوب لفترة طويلة.
كما تلقّيت تعليقات رائعة من جمهوري على فيسبوك. وأؤكد أن النجاح الذي حققته من خلال هذا الألبوم كان بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل دعوات والدتي رحمها الله. وكنت أتمنى أن تشاركني لحظات شعوري بالنجاح والسعادة بعد طرح الألبوم، لكن الحمد لله على كل شيء.
- ما النصيحة التي كانت تحرص على تقديمها لك؟
والدتي كانت تحذرني دائماً من الغرور، وتؤكد لي أن الإنسان الذي يُصاب بهذا المرض يكون مصيره الفشل.
- البعض يرى أن توقيت إطلاق الألبوم غير مناسب بسبب الأحداث السياسية المتوترة التي تشهدها مصر، فما ردك؟
الألبوم أُرجئ مراراً بسبب الأحداث السياسية، بالإضافة إلى الإجراءات الخاصة بجهاز المصنفات الفنية، والتي أدت إلى تأخر طرحه، لكن بمجرد حصولي على الموافقة قررت إصداره دون تردد وعدم الإستسلام للأحداث أو للظروف التي يمر بها الإنتاج الغنائي عموماً، لأنني كنت واثقاً أن الألبوم الجيد قادر على مواجهة أي ظروف والوصول إلى ملايين المستمعين.
- أثارت تصريحاتك الأخيرة أنك تعتبر هذا الألبوم أول خطوة لك في مشوارك الغنائي حالة من الدهشة خاصةً انك دخلت مجال الفن منذ سنوات طويلة، فما الذي تقصده؟
أشعر بأن هذا الألبوم بداية جديدة لي في الغناء بسبب شعوري بالرضا الكامل عن كل الأغاني التي يضمها، وهو يختلف تماماً عن خطواتي السابقة، لأنه ببساطة ابتعد عن شروط شركات الإنتاج وقيودها، فالأغاني التي يحتوي عليها تشبهني وتشبه شخصيتي الغنائية، وقدمت من خلاله ما كنت أتمنى تقديمه منذ سنوات.
- هل هناك أحد من الفنانين هنأك على عودتك؟
لا أريد ذكر أسماء حتى لا أنسى أحداً، خاصةً أنني تلقيت العديد من المكالمات الهاتفية من زملاء عبروا لي عن سعادتهم بعودتي إلى الساحة الغنائية، وزاد من سعادتي أنني فوجئت باتصال فنانين لم ألتقهم من قبل ولا تجمعني بهم أي صداقة، لكنهم كانوا حريصين على تهنئتي.
- ما أفضل قرار اتخذته؟
خوضي تجربة الإنتاج.
- وما أسوأ قرار؟
الحمد لله، لم أتخذ أي قرارات سيئة ولا أشعر بالندم على أي خطوة قمت بها، فأنا حريص على التعلّم من أخطائي وتجنّب تكرارها.
- هل استشرت أحداً في اختيار أغاني الألبوم؟
كنت حريصاً على معرفة رأي والدتي وأيضاً أصدقائي، فأنا أحب معرفة آراء الآخرين ومن المستحيل أن أتخذ القرار بمفردي عند اختيار الأغاني.
- البعض اتهمك بمحاولة تقليد عمرو دياب بسبب البوستر الخاص بالألبوم. فما ردك؟
أرفض هذه الإتهامات، فأنا لم أحاول تقليد أحد ولم أشاهد الصورة الخاصة بالفنان الكبير عمرو دياب التي تشبه صورة ألبومي كما يقول البعض.
لكني أؤكد لمروجي هذه الاتهامات أن تقليد النجم عمرو دياب أمر يشرّفني لأنه فنان كبير، فأنا واحد من جمهوره، لكني لا أسعى لتقليده وكل ما حدث غير مقصود.
- ما أقرب أغنية إلى قلبك في الألبوم؟
«لسة فاضي مكانك» التي أهديتها لوالدتي، وأيضاً أغنية «يوم ما أقول» لأنها تشبه شخصيتي الموسيقية، كما أن كلماتها قريبة إلى قلبي.
- هل استقررت على الأغنية التي تنوي تصويرها؟
لن أكتفي بتصوير أغنية واحدة، فأنا أريد أن تكون عودتي إلى الجمهور قوية لذلك قررت تصوير ثلاث أغنيات هي «يوم ما أقول» و»حياتي» و»يوم معاك».
- إلى أين وصلت التحضيرات في فيلم «حب في حب» الذي تخوض من خلاله أولى تجاربك في مجال التمثيل؟
إعتذرت عن المشاركة في هذا الفيلم الذي كان من المفترض أن يجمعني بالفنانة نيللي كريم والمخرج عثمان أبو لبن، وذلك لشعوري بأنه لن يضيف إلى مشواري الفني.
- هل هذا يعني أنك تراجعت عن فكرة التمثيل؟
بالطبع لا، لكني أبحث عن فيلم يقدمني كممثل وليس كمطرب فقط. ففي فيلم «حب في حب» كان من المفترض أن أجسد شخصية مطرب يسعى لتحقيق الشهرة، وبالتالي شعرت بأن الدور تقليدي ولا يناسبني، فأنا أرفض استغلال مشواري الغنائي لدخول مجال التمثيل.
- مع من تتمنى التمثيل؟
هناك عشرات الفنانين الذين أحلم بالوقوف معهم أمام الكاميرا، لكني ما زلت أنتظر تلقّي العروض التي تناسبني وتضيف إلى رصيدي الفني.
- تجمعك علاقة صداقة قوية بالفنان تامر حسني، فلماذا لا نرى مشروعاً غنائياً بينكما؟
أتمنى العمل مع صديقي تامر حسني بلا شك، لكننا لم نعثر على الفكرة المناسبة التي يمكن أن تجمعنا.
- ما أجمل شيء في النجومية؟
حب الناس، وأن يكون لديك جمهور مخلص ينتظر أعمالك الفنية بفارغ الصبر.
- وأسوأ ما فيها؟
في بعض الأحيان يُصاب الفنان بمرض الغرور، خاصةً بعد تحقيقه الشهرة والنجاح، وأعتقد أن هذا هو أسوأ ما في النجومية.
- من مثلك الأعلى؟
محمد عبد الوهاب ومحمد فوزي، فأنا تعلمت منهما الكثير وما زلت أتعلم كلما استمعت إلى أغانيهما.
- هل يزعجك النقد؟
بالعكس، أحب قراءة كل ما يكتب عني في الصحف والمجلات وأسعى للاستفادة من كل نقد، لكن هناك نوع من النقد يزعجني مثلما حدث بعد طرح الألبوم، فالبعض لم يستمع إلى الأغاني وانشغلوا بالبوستر وقرروا توجيه الاتهامات لي بمحاولة تقليد الفنان عمرو دياب.
- كيف ترى ترتيبك بين نجوم جيلك؟
الحمد لله على كل شيء، فرغم أن مطربي جيلي سبقوني وحققوا منجزات فنية كثيرة، فإن هذا الأمر لا يضايقني، وأتمنى للجميع النجاح والتوفيق. أرفض أن يوجه البعض اللوم أو العتاب لي، لأنني واجهت صعوبات ومشاكل كثيرة، لكني متفائل وواثق بأنني سأتمكن من العودة بقوة.
- من هم المطربين الذين تحب الاستماع إلى أصواتهم؟
أعشق أغاني عمرو دياب، فهو واحد من أهم الفنانين في الساحة الفنية، كما أحب الإستماع إلى أغاني شيرين عبد الوهاب وحسين الجسمي وفضل شاكر.
- في رأيك من أكثر النجوم وصولاً إلى العالمية؟
العالمية ليست في تقديم دويتوهات مع مطربين من أميركا وأوروبا، وإنما من خلال ألبومات محلية ناجحة، فهذا هو المعنى الحقيقي للعالمية وهذا ما نجح في فعله كل من عمرو دياب ومحمد منير.
- ما رأيك في انتشار برامج اكتشاف المواهب؟
سعيد للغاية بظهور الكثير من البرامج المتميزة التي نجحت في تحقيق أهدافها باكتشاف العديد من المواهب المتميزة والأصوات الجميلة، لكن للأسف المتسابقون الذين تخرجوا من هذه البرامج لم يتمكنوا من تحقيق النجاح المتوقع لهم، ولذلك أطالب المسؤولين عن هذه البرامج بأن يقدموا لهم المساعدة والرعاية لكي يتمكنوا من إكمال مشوار النجومية.
- كيف تتواصل مع جمهورك؟
عن طريق صفحتي على فيسبوك التي تمكنت من خلالها في الفترة الأخيرة من التأكد من نجاح ألبومي، فعشرات التعليقات والرسائل كانت تصلني بشكل يومي وتثبت لي أنني بدأت أتخذ أول خطوة حقيقية في طريق النجومية. فأنا حريص على معرفة آراء جمهوري في كل خطوة أتخذها، كما أخبرهم دائماً بأهم أخباري الفنية وأحدثها، فالتواصل مع جمهوري بشكل مباشر شيء أكثر من رائع.
- لماذا لا يعرف الكثيرون شيئاً عن حياتك الخاصة؟
حياتي الخاصة خط أحمر، فأنا أرفض التحدّث عنها وأرى أن الجمهور لا يهمه سوى معرفة أخباري الفنية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024