معرض No 5 Culture Chanel
اكتشفي عالم ثقافة العطر No 5 من Chanel ضمن معرض جميل يبرز المبادئ الأساسية للآنسة غابرييل شانيل في الإرث الثقافي لماركة Chanel. كيف أثر إعجابها بالشاعر جان كوكتو، والرسام بابلو بيكاسو والمؤلف الموسيقي إيغور سترافينسكي وآخرين بتحديد مصير شانيل؟
يعيدنا معرض Chanel No 5 Culture إلى حقبة العشرينيات من القرن الماضي لاستكشاف الإلهامات الفنية التي صاغت الرؤية الإبداعية للآنسة شانيل، وأثرت في ولادة رمز القرن العشرين، أي العطر Chanel No 5. تحت رعاية جان لوي فرومان في قصر طوكيو في باريس، يسعى المعرض لأن يضع العطر Chanel No 5 في سياقه الثقافي الصحيح كرمز للعصرية عبر الكشف بدقة عن روابطه بالحركات الطليعية التكعيبية، والدادايية والسوريالية. «بالنسبة إليّ، No 5 ليس عطراً، بل هو شيء ثقافي. إنه أيضاً ابتكار عصري يعتمد تماماً على مغامرة فنية تاريخية»، يقول جان لوي فرومان.
كان إيرنست بو أول من ابتكر عطر أزهار تجريدياً من Chanel، باستعمال ألديهيدات كيميائية (مركبات اصطناعية تضيف الحجم) للدار تحت تعليمات الآنسة شانيل التي أرادت المزيد من العمق في روائح الأزهار المستخدمة في العطور التقليدية. والواقع أن الجهد الخامس لبو، الذي ابتكره عام 1921، هو الذي أسر خيالها، وهكذا ولد العطر No 5. ولتحاشي التفاهة التي كانت نموذجية في تصميم التوضيب، اختارت شانيل قارورة زجاجية بسيطة مع سدادة وجرى طبع شعار C المزدوج، الذي بات شهيراً الآن، في الأعلى بحيث بدت القارورة نضرة وطموحة تماماً مثل العطر الذي استمتعت به ملايين النساء على مرّ الأعوام.
الاسم الغامض، مثل الفن المعاصر آنذاك، حاول أن يكون جريئاً ويتفادى الوصف في مرحلة كان فيها التعبير التجريدي الموضوع السائد في الفن، والأدب، والشعر والموسيقى. والواقع أن الأغراض الـ220 المعروضة تساعد على تعزيز المفهوم بأن شانيل شعرت بأن هذا المبدأ التجريدي يمكن تطبيقه أيضاً بنجاح في تصميم العطور. هكذا، تناغمت مخطوطات أبولينير مع رسوم بيكاسو ودفتر يوميات دادا لإثبات تلك النقطة.
الرحلة إلى عالم No 5 Culture Chanel تبدأ عبر حديقة أزهار عطرة نسقها مصمم الحدائق، بيات أودولف، لإثبات الرابط بين العطور والحدائق. في الداخل، يمكن القول إن المعرض هو تحفة فنية حقيقية: صور فوتوغرافية وأغراض موضوعة في علب زجاجية رقيقة توفر سرداً بصرياً للعلاقة بين شانيل، وأفكارها الباطنية، والأشخاص المبدعين الذين أحاطت نفسها بهم، جسدياً وثقافياً، من كوكتو وسترافينسكي إلى بيكاسو. فتلك الروابط الاجتماعية المميزة هي التي أغنت إبداع شانيل وسمحت لها بالبقاء في الطليعة.
أكثر من مجرد فحص لتركيبة العطر، إنها دعوة إلى عالم شانيل الشخصي مع عرض لرسائل، وقصائد، وكتب، ورسوم وصور فوتوغرافية لأصدقائها وعشاقها، بمن فيهم أرثر «باي» كابل، أولغا وبابلو بيكاسو، ورسوم مان راي وفرانسوا كولار لشانيل، والتي تم استعمالها في الحملة الإعلانية الأولى للعطر Chanel No 5، والتي تعكس صورتها الشخصية والمهنية. والواقع أن كابل هو من شجع اهتمامات شانيل الفنية وقيل إن العطر No 5 كان محاولة شانيل لتجسيد ذكرى علاقتهما الغرامية بعد موته المأساوي عام 1919. التوضيب الأساسي للعطر باللون البيج وقارورة العطر No 5 يبرزان قرب طباعة ماكس إرنست وفنّ فرانسيس بيكابيا اللذين يعرضان عطر No 5 غامضاً مما يوحي بأن الآنسة شانيل أرادت الإشارة ربما إلى تلك الأعمال من خلال اسم العطر الأسطوري.
المعرض مليء بالتجارب الحسية الممتعة أيضاً. يستطيع الزوار قراءة الكتب الفنية والجرائد، فيما تطفو سحابة العطر حولهم، وتفوح من الجوارير المعطرة رائحة الورد والياسمين والأيلنغ التي تنبعث من العطر عند فتحه.
ثمة محترفات تتيح للكبار والصغار تصميم قارورة عطر خاصة بهم تحمل توقيعهم أو مراقبة تقني يأخذهم في رحلة ضمن الروائح المكوّنة للعطر.
ثمة أيضاً غرفة مطالعة ليتمكن الزائر من الغوص أكثر في عالم Chanel، وغرفة شاشات تلفزيونية تعرض كل الحملات الإعلانية للعطر Chanel No 5. لا شك في أن روابط شانيل بثقافة البوب جلية أيضاً من خلال إدراج صورة لماريلين مونرو وهي تستعمل العطر في العرض الأول لفيلم ورسوم آندي وارهول للقارورة في العام 1985. قال فرومان في مقابلة صحافية إن العطر No 5 ليس تحفة فنية فقط وإنما هو بمثابة مفهوم كامل، مما يشرح إدراج أغراض تصوّر الإنتاج الثقافي الواسع لشانيل والتأثير الناجم عن ذلك.
يستطيع زوار المعرض أن يأخذوا معهم قطعة من إرث Chanel عبر كتاب «ثقافة شانيل» Culture Chanel لمصممة الغرافيك الشهيرة إيرما بوم، المليء بالصور التي تعرض العطر Chanel No 5 إضافة إلى عبارات من شانيل ومؤلفين آخرين.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024
قصة نجاح
المصممة الإماراتية سارة التميمي تجمع بين الإبداع والأناقة
أخبار الموضة
نوف الراشد.. براعة الجمع بين الأصالة الثقافية والطابع العصري
أخبار الموضة