إبراهيم عبد المجيد يحاكم الماضي في 'هنا القاهرة'
الكتاب: «هنا القاهرة»
الكاتب: إبراهيم عبد المجيد
الناشر: الدار المصرية اللبنانية
يعود الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد، في روايته «هنا القاهرة» - الدار المصرية اللبنانية، إلى حقبة السبعينات التي يرى أنها أحدثت تحولاً كبيراً في حياة المصريين، إذ شهدت بداية التخلص من إنجازات فترة حكم جمال عبد الناصر، وما سبقها في عهد الملكية الذي اتسم بالليبرالية.
فعبد المجيد يذهب إلى أن نظام السادات دفع إلى الواجهة بالجماعات التي تسمي نفسها دينية، «التي أوصلتنا خلال سنوات حكم السادات ومبارك إلى ما نحن فيه».
لكن الرواية –الصادرة في 504 صفحات من القطع الوسط- تغوص مع ذلك في الحياة الخاصة لأبطالها، جنونهم وصبواتهم وقصص حبهم التي امتدت من الشوارع إلى السجون. والتخييل هنا هو الملمح الجميل الذي يجعل القارئ لا يترك الرواية من يده مندهشاً مما يرى أمامه من غرائب تتجاوز ما هو واقعي إلى ما هو إنساني عابر للأزمان.
تمتد أحداث الرواية إلى أماكن أثيرة في القاهرة، مثل روكسي وحدائق القبة ودير الملاك ووسط البلد والقاهرة القديمة، وكذلك تمتد إلى الجيزة حين كانت الأراضي الزراعية على جانبي شارع الهرم، وكيف حدث التحول في هذا كله إلى العشوائيات والضوضاء.
ووسط ذلك كله كيف كان أبطال الرواية متفائلين، يصل تفاؤلهم إلى درجة المرح واغتنام فرص البهجة.
بطلا الرواية الرئيسيان، «صابر سعيد»، و»سعيد صابر»، وكذلك أصدقاؤهما «إبراهيم عمر»، و»عمر إبراهيم». أما بطلتا الرواية فتحملان اسم صفاء: صفاء الأولى وصفاء الثانية.
وغيرهما هناك نساء محاصرات بالقيم المتخلفة أو الأفعال غير الإنسانية للآخرين. مساحة الضحك والبهجة في الرواية متسعة ومساحة الألم أيضاً، فبحسب صاحب رواية «لا أحد ينام في الإسكندرية»، تلك كانت سنوات الخروج الكبير للمصريين من بلادهم، برغم ما حققوه في حرب 1973!
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024