رانيا فريد شوقي: انكسرتُ عاطفياً ولا أخشى الحياة بدون رجل
تقول إن خبر رحيل فريد المرشدي، ابن شقيقتها ناهد، نزل عليها كالصاعقة، لكنها رغم أحزانها تعود إلى المسرح وتتكلّم معنا عن أسباب حماستها لمسرحية «لما الشعب يفلسع»،.
كما تتحدث عن سر غيابها عن شاشة رمضان المقبل، وحقيقة اعتذارها عن «سرايا عابدين» بسبب الأجر، ورأيها في تجربة أنغام كممثلة واتجاه هيفاء وهبي إلى الدراما، وعلاقتها بالأخوين مصطفى وحسين فهمي، وموقفها من الزواج مرة أخرى.
- كيف شعرت بعد فقدان فريد المرشدي ابن شقيقتك ناهد؟
وقع الخبر عليَّ كالصاعقة، فلم أكن أتخيل أبداً أنه يمكن أن يحدث ذلك، لكن هذه هي إرادة الله سبحانه وتعالى.
وربما زاد من صدمتنا أنه توفي نتيجة حادث سيارة، وهو أمر لم يكن متوقعاً لنا جميعاً، إلى درجة أنني لم أصدق ما حدث حتى بعد حضور عزائه. وليس بوسعنا الآن إلا أن ندعو له بالمغفرة والرحمة، وأن يسكنه الله فسيح جناته.
- بعيداً عن أحزانك هذه، ما الذي جذبك للعودة إلى المسرح بمسرحية «لما الشعب يفلسع»؟
طوال الأعوام الماضية كنت أتمنى العودة للوقوف على خشبة المسرح ولقاء الجمهور بشكل مباشر، لكنني لم أجد العمل الجيد الذي يسمح لي بذلك، لذا اعتذرت عن الأعمال المسرحية التي عرضت عليّ.
وعندما قرأت مسرحية «لما الشعب يفلسع» تحمست لها كثيراً وأعجبت بالعمل ككل وليس بدوري فقط، لأنه يناقش قضايا المجتمع بطريقة ساخرة ويعكس الهموم التي يشعر بها المواطن في المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن، ويشاركني البطولة أحمد بدير وسامي مغاوري.
- لكن غالبية النجوم الآن تبتعد عن المسرح بسبب عدم إقبال الجمهور عليه.
أعترف بأن المسرح يمرّ بأزمة حقيقية منذ أكثر من خمس سنوات، لكن هذا لا يعني على الإطلاق أن يتخلّى عنه الفنانون ويتجهوا إلى السينما أو التلفزيون، لأن ذلك يزيد أزمته، بل أتمنى أن يعود إليه النجوم الشباب أمثال محمد هنيدي وأحمد السقا ومنى زكي وياسمين عبد العزيز، والكبار أيضاً مثل الزعيم عادل إمام ويحيى الفخراني، مثلما كان يحدث من قبل وحققوا نجاحات عديدة من خلال أعمالهم المسرحية.
وهناك تجارب جيدة قدمت أخيراً، مثل مسرحية «تياترو مصر» بطولة أشرف عبد الباقي وحققت جماهيرية كبيرة بمجرد عرضها. وأعتقد أن جميع الفنانين يتمنون الوقوف على خشبة المسرح، لكنهم ينتظرون العمل المناسب لهم.
- هل انشغالك بأعمالك الدرامية الفترة الماضية هو السبب وراء غيابك عن السينما؟
انشغالي بالدراما ليس له أي علاقة بغيابي عن السينما، لكن مشكلة السينما لا تختلف كثيراً عن المسرح، فكلاهما يمرّ بأزمة كبيرة وهذا أثر بالسلب على الكثيرين.
حتى نجوم السينما الشباب أمثال أحمد السقا وكريم عبد العزيز وأحمد حلمي وأحمد عز قلّت أعمالهم، إلى درجة أن كلاً منهم أصبح يقدم فيلماً واحداً فقط في العام، وأغلبهم اتجه إلى الدراما ليعوض جمهوره عن ابتعاده لفترات طويلة، ومعظم الأفلام التي تظهر حالياً تعتمد على الربح المادي ولا تهتم بمضمون العمل أو جودته، لذلك أرفض المشاركة فيها لأنها لا تليق بمشواري الفني.
ويجب على المنتجين أن يبحثوا عن حلول لأزمة السينما من خلال إنتاج أفلام تحمل بطولة جماعية، وفي الوقت نفسه تناقش قضية مهمة، وهذا حدث بالفعل لكن في تجارب نادرة لم تستطع بمفردها استرداد مكانة السينما.
- هل هناك مسلسلات جديدة تحضرين لها؟
فضلت الابتعاد عن تقديم أي مسلسلات تلفزيونية في رمضان المقبل لأن معظم الأعمال التي عرضت عليَّ لم تنل إعجابي، ولا أحب تقديم أي مسلسل لمجرد حجز مكاني في الدراما، خصوصاً بعد أن قدمت العامين الماضيين مسلسلات نالت إعجاب الجمهور، وأضافت إلى مشواري الفني مثل «نقطة ضعف» مع جمال سليمان، و«خاتم سليمان» مع خالد الصاوي، و«الصقر شاهين» مع تيم الحسن.
- ما حقيقة رفضك المشاركة في مسلسل «سرايا عابدين» بسبب اشتراطك لأجر باهظ؟
هذا الكلام غير صحيح، فلم تُعرض عليَّ المشاركة في العمل حتى أرفضه، بل كنت أتمنى المشاركة في مسلسل رائع بهذا الشكل يضم مجموعة كبيرة من النجوم المصريين والعرب، وأرى أنه يستطيع المنافسة بقوة في موسم رمضان وأتوقع أنه سيكون السبب في العودة إلى المسلسلات التاريخية.
أما بالنسبة إلى اشتراطي لأجر محدد، فاعتدت ألا أفعل ذلك في أي عمل فني لي، ولا أتحدث في تلك الأمور لأن أجري معروف لدى شركات الإنتاج، ولا أبالغ فيه.
- ومن تحلمين بالعمل معهم؟
أتمنى التعاون مع الجميع بدون استثناءات، ولا يوجد أي خلافات بيني وبين أحد، بل أكنُّ لكل زملائي بالوسط الفني الاحترام والتقدير، لكن هناك مجموعة من العمالقة الذين يضيفون لمن يعمل معهم الخبرة التي اكتسبوها على مدار تاريخهم الفني، ومنهم العملاق يحيى الفخراني والزعيم عادل إمام والساحر محمود عبد العزيز والفنان الكبير نور الشريف.
كما أن هناك عدداً من الفنانين تعاونت معهم من قبل، وأتمنى تكرار التجربة مثل خالد الصاوي وجمال سليمان الذي يعتبر من أروع الشخصيات التي قابلتها في حياتي، لأنه فنان مخلص لعمله على المستوى المهني وإنسان خلوق ومتواضع إلى أقصى الحدود على المستوى الشخصي، والعمل معه له متعة مختلفة لم أشعر بها سوى معه.
وأتمنى له التوفيق في مسلسله الجديد «صديق العمر» الذي يجسد فيه شخصية الزعيم جمال عبد الناصر، وأتوقع له النجاح كعادته في كل أعماله الفنية التي قدمها.
- ما رأيك في اتجاه معظم المطربين إلى الدراما أمثال هيفاء وهبي وتامر حسني وخالد سليم؟
وجود المطربين عامل إيجابي للدراما بشكل عام، لأنهم يمتلكون شعبية عريضة ولديهم جمهورهم الذي ينتظر منهم كل جديد، خصوصاً لو كان المطرب يمتلك موهبة التمثيل مثل المطربة أنغام التي أعجبتني كثيراً بأدائها الرائع في مسلسل «في غمضة عين»، وأطالبها بتكرار التجربة لأنها حققت نجاحاً كبيراً في أول أعمالها الدرامية.
ولا أرى أن دخول المطربين مجال التمثيل يؤثر على الممثلين أنفسهم، بل يزيد المنافسة. وربما يكون أحد أسباب اتجاه المطربين إلى الدراما هو الأزمة التي تواجه السينما، وعدم قدرتهم على تقديم أفلام خلال تلك الفترة، وهذا جعلهم يبحثون عن منفذ جديد يطلون به على جمهورهم إلى جانب ألبوماتهم الغنائية.
- هل تتمنين وجود مسلسل يجمع بينك وبين أنغام؟
أعتبر نفسي من العاشقين لصوت أنغام، وإذا عرض عليَّ التعاون معها في أي عمل درامي لن أتردد أبداً.
- من المطرب المفضل عندك؟
بطبيعتي أحب سماع الموسيقى في أغلب الوقت، وأشعر بأنها تخرجني من حالات الحزن أو الملل التي تنتابني أحياناً.
ومن أقرب المطربين إلى قلبي الهضبة عمرو دياب، وكنت أنتظر مشاهدة تجربته الأولى في مجال الدراما، لكنني علمت أنه قرر تأجيلها هذا العام. كما أحب سماع محمد فؤاد وتامر حسني.
- تردد أنك تحضرين لبرنامج فني جديد فما صحة ذلك؟
لا يوجد مشروع قائم حتى الآن، لكن تراودني فكرة تقديم برنامج فني، وأريد تجربة نفسي كمذيعة ومدى تأثير ذلك على جمهوري.
العديد من الفنانات اتجهن إلى تقديم البرامج وحققن نجاحاً، لكن فكرة البرنامج لم تكن تشترط فنانة لتقديمها، وكان يمكن الاستعانة بمذيعة بدلاً منها، وهذا لا أقبله على الإطلاق لأنه يقلل من قيمة الممثل ولا يضيف إليه شيئاً.
- هل تفكرين في تكرار تجربة الزواج؟
لا أفكر في الارتباط والزواج حالياً، وكل ما يشغل تفكيري هو عملي ومستقبل ابنتيَّ فريدة وملك، فأنا لا أبحث عن الزواج ولا أنتظره وأوقن تماماً أنه قسمة ونصيب يأتي في الوقت المحدد له، سواء رغبت أو لم أرغب في ذلك.
وأرى نفسي مختلفة عن الكثيرات في مسألة البحث عن متطلبات الزواج، بمعنى أن معظم النساء يبحثن عن الارتباط خوفاً من استمرار حياتهن بمفردهن، لكنني لا أخاف من أن أعيش وحيدة أو بدون رجل، ولم أشعر في أي وقت من الأوقات بأزمة أو مشكلة بحياتي الشخصية في هذا الأمر.
- هل تعرضت للخيانة من قبل؟
لم أتعرّض للخيانة، ولا يمكن أن أقبلها من رجل لأنني كامرأة أثق بنفسي وأهتم بجمالي ومظهري، لكنني تعرضت للانكسار في حياتي العاطفية وهذا جعلني أشعر بالضعف وقتها.
ورغم ذلك لا أندم على أي مرحلة مرت بحياتي، لأنني استفدت الكثير من تجاربي على المستويين الشخصي والمهني. ولو عاد بي الزمن إلى الوراء سأفعل كل ما قمت به ولا أغير أي شيء.
- ما هو شكل العلاقة الآن بينك وبين طليقك مصطفى فهمي؟
لم تصل إلى مرحلة الصداقة لكنها ليست سيئة، فهي علاقة طيبة ويمكن أن أصفها بالزمالة وتجمعنا مهنة واحدة وكل طرف منا يكنّ الاحترام للآخر.
- هل يمكن أن تعود الحياة الزوجية بينكما؟
من المستحيل أن نعود لأسباب عديدة، أولها وأهمها أن الطلاق بيننا حدث ثلاث مرات، والعودة تحتاج إلى زواجي من رجل آخر قبله، بالإضافة إلى عدم توافر التفاهم بيننا، ولهذا فشكل العلاقة لم يكن على ما يرام. كما أنني أعتبر تلك المرحلة من حياتي مضت ولا يمكن أن تعود.
- هل يمكن أن يجمعكما عمل فني واحد؟
إذا أعجبت بالدور ووجدت أنه عمل مميز سأوافق عليه، حتى لو كان بطله مصطفى فهمي، لأنني أفرّق تماماً بين العمل والأمور الشخصية.
- ما سبب عدم حضورك احتفال حسين فهمي بزواجه مؤخراً؟
لم أعلم أن حسين فهمي تزوج إلا عن طريق وسائل الإعلام، ولو دُعيت للبيت الدعوة، لأنه لا يوجد أي مشاكل أو خلافات بيني وبين حسين فهمي وعلاقتنا جيدة.
- وبماذا تفسرين فشل معظم زيجات الوسط الفني؟
من خلال تجربتي أنصح بعدم زواج أي فنان بفنانة، لأن الممثل يحتاج إلى حياة مستقرة حتى يستطيع أن يركز على عمله، وزيجات الفنانين فيها الكثير من المشاكل بسبب انشغال كل منهم بعمله أكثر من اهتمامه بالطرف الآخر، وهذا يؤدي إلى الفتور في العلاقة الزوجية ويشعر كل منهم بأن الثاني لا يحبه حتى تصل العلاقة إلى المستحيل، بينما لو أن كلاً منهم في مهنة مختلفة عن الآخر تكون المسألة مختلفة.
- هل ترين أن اهتمامك بعملك أثر على حياتك الخاصة؟
عملي هو أهم شيء بالنسبة إلي، وسأظل أحافظ عليه لأنه يمثل مستقبلي، فلا يمكن أن أعتزل إلا من أجل ابنتيَّ فقط، وحتى الآن لا أرى أن ابنتيَّ تأثرتا بسبب عملي، ولم تطلبا مني في أي وقت من الأوقات فعل ذلك.
- كيف تربّين ابنتيك فريدة وملك؟
أربيهما على الثقة بالنفس والقناعة وحب الخير للجميع، وهي الصفات التي تجعلهما جريئتين وقادرتين على اتخاذ القرارات، وفي الوقت نفسه تتعلّمان من أخطائهما.
ولن أتدخل في تحديد مستقبلهما وأترك لهما تلك المسألة، فأحياناً أداعبهما برفضي دخولهما الوسط الفني، لكن الحقيقة أنني لن أمنعهما من ذلك إذا كانت لديهما الرغبة في دخول الفن، علماً أني لا أجد فيهما موهبة التمثيل حتى الآن.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024