محمد التركي الجنتلمان السعودي
حين كنا صغاراً، امتلكنا جميعاً أحلاماً وطموحات بشأن ما نريد فعله حين نكبر. حلم البعض بأن يصبح رائد فضاء، وأراد البعض الآخر أن يكون الملك أو الملكة، فيما أراد آخرون أن يصبحوا نجوم بوب. وبالنسبة إلى العديد منا، تتحوّل أحلام الطفولة إلى أحلام مغايرة تماماً، علماً أن عوامل من داخل حياتنا تحدد من سنكون بالضبط، وما سنفعله. بالنسبة إلى المنتج السينمائي السعودي محمد التركي، كانت رغبته الأقوى أن يدخل عالم السينما.
تطلّع محمد التركي إلى عالم الفن منذ سن صغيرة جداً. وعلى رغم امتلاكه الطلّة الجميلة، كان أسلوب أزيائه مناقضاً تماماً لما يعتمده اليوم. فحين كان في الجامعة، اعتمد أسلوب «نجم الروك». شعر طويل، جينز ممزق من دولتشي وغابانا، وقمصان قطنية مطبعة بنقوش غريبة. لكن كما هي حال كل الأحلام، تبدّل أسلوبه وأصبحت طلته مختلفة تماماً.
نتساءل غالباً لماذا يبدو جميع مخرجي السينما والممثلين ومصممي الأزياء ونجوم البوب في غاية الروعة؟ هل السبب في ذلك أنهم يملكون المال لشراء كل ما يجعلهم متلألئين؟ لا. فطلة الشخص ترتبط بأسلوبه الخاص. هل سمعت يوماً المثل القائل «الأقل أفضل؟». هذا هو بالضبط شعار محمد التركي. فعلى خطى الرجال أمثاله، قصّ شعره، وتخلّص من القمصان القطنية ذات التصاميم المجنونة واعتمد الطلة الأكثر بساطة ونقاوة. يقول محمد: «لطالما ارتدى والدي ملابس أنيقة فعلاً، ولاسيما البذلات الثلاثية القطع. وأريد أن أعترف بأمر ما... نملك أنا ووالدي مقاس الحذاء نفسه، ويملك والدي مجموعة مذهلة من الأحذية الجلدية الفاخرة التي تم صنعها خصيصاً له، من ماركة بيلوتشي وما شابه. استعرتها ولم أعدها له لغاية اليوم».
الشروع في العمل في سن مبكرة ألزم محمد التركي بحضور المؤتمرات والاجتماعات، وبالتالي ارتداء الملابس المناسبة لذلك. توجب عليه دوماً الظهور في غاية الأناقة. البذلات الرسمية ضرورية، لكنه حاول إضافة أسلوبه الخاص إلى ما يرتديه لمنحه لمسة شابة منعشة. ورغم أن الملابس نفسها هي التي تمنح الشخص طلة جميلة، يؤمن محمد التركي بشدة في أن الأكسسوار هو الذي يحدد الطلة، ولاسيما الساعة. «كنت أختار الساعات الكبيرة مثل Jacob & Co في السابق، وكان الجميع يضعونها. أما اليوم فأختار الموديلات الكلاسيكية مثل Rolex Daytona أو Vacheron Constantin. كما أختار ساعات أنيقة من Patek Philippe. لا أختار طبعاً الموديلات المبالغ فيها، وإنما فقط البسيطة.»
أدّى السفر، بالترافق مع ثقافة محمد التركي، دوراً كبيراً في أسلوب أزيائه. فباريس وأميركا والمملكة العربية السعودية تستلزم ملابس مختلفة. من المعاطف إلى الأثواب، تضيف كل الملابس شيئاً مميزاً إلى أسلوبه، لكنها كلها بسيطة. حتى الحقائب تحدد أسلوبه من خلال حقائب السفر التي يحملها معه حين يسافر.
تعاون محمد التركي قبلاً مع Burberry. أحبّ الطلة البريطانية الكلاسيكية، ولا شك في أن العمل مع ماركة بارزة كان أمراً مختلفاً تماماً. اشترت له أمه معطفاً من Burberry حين ارتاد الجامعة في لندن. لا يزال يحتفظ بهذا المعطف حتى اليوم في خزانته، ويطلق عليه اسم «القطعة السرمدية»، تماماً مثل العديد من التصاميم الأخرى التي تحمل توقيع Burberry.
بصفته فناناً ولأنه يعمل مع نجوم هوليوود الأكثر شهرة، تتضح جلياً أهمية الأناقة في حياة محمد التركي. فحين لا يكون منهمكاً في سيناريوهات الأفلام السينمائية، يكون تحت عدسات الصحافة، بحيث يجري تصويره في الشارع، أو وهو يشرب القهوة، أو يتعاطى مع نجوم من الدرجة الأولى. لهذا السبب، يفتخر بطلّاته. فالحكم على الأزياء في هذه الصناعة مهم جداً.
إذا كانت طلتك جميلة، يتم تعظيمك.
من أبرز القيم التي يؤمن بها محمد التركي هي أن الشخص يستطيع دوماً أن يكون أفضل، بأية طريقة كانت. في المهنة، أو التربية، أو أسلوب الموضة- هناك دوماً مجال لتحسين الذات.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024