سومة: آمال ماهر أبكتني ولم أقلّد هيفاء وهبي
منذ سنوات لفتت الأنظار إليها، عندما وقفت لتغني على خشبة دار الأوبرا المصرية، لكن فجأة اختفت ولم نعد نسمع صوتها، حتى عادت لتشارك في الأغنية الأكثر شهرة في مصر الآن، «تسلم الأيادي»، فلماذا اختفت؟ ولماذا عادت في هذا التوقيت؟ وما الجديد الذي تحضّر له؟ سومة تجيب على كل هذه الأسئلة، وتتكلّم أيضاً عن اتهامها بتقليد هيفاء وهبي، وتبدي رأيها في تامر حسني وعمرو دياب وشيرين. وتتحدث عن تفكيرها في البيزنس، وحقيقة خلافها مع نصر محروس، وعلاقتها بزوجها وابنتها.
- كيف جاءت فكرة مشاركتك في أغنية «تسلم الأيادي»؟
بالصدفة تحدث زوجي مصطفى حلمي وهو عضو في نقابة الموسيقيين، مع الفنان مصطفى كامل نقيب الموسيقيين، عن رغبتي في تقديم أغنية وطنية بعد ثورة 30 يونيو، خاصةً بعد أن خرج علينا المشير عبد الفتاح السيسي وطلب من المصريين تفويضه القضاء على الإرهاب، وقتها شعرت بأنني يجب أن أقدم أغنية وطنية.
اتصل بي الفنان مصطفى كامل، وقال إنه سيقدم أغنية وطنية تحت إشراف إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة، وسألني: «هل تريدين المشاركة فيها؟»، فلم أتردد لحظة في الموافقة على طلبه دون أن أساله من هم المطربون المشاركون أو أطلب منه أجراً مادياً نظير مشاركتي فيها، وعندما غنيت «تسلم الأيادي» أحسست بسعادة لم أشعر بها من قبل في أي أغنية قدمتها، لأنني لاحظت أن جميع المطربين الذين شاركوا فيها معي كانت روحهم رائعة، إيهاب توفيق وحكيم وهشام عباس وبوسي وسمير الإسكندراني، فهي بحق كوكبة متميزة من المطربين لا يمكن أن تجتمع معاً في عمل فني واحد بهذه السهولة، وهو ما أضفى على الأغنية جواً من البهجة والتفاؤل بغد أفضل.
- هل توقعت هذا النجاح الكبير للأغنية؟
بعد طرح الأغنية على معظم الفضائيات، نزلت إلى ميدان «الاتحادية» للاحتفال مع المصريين بانتهاء حكم الإخوان، وفوجئت بأن «تسلم الأيادي» تذاع في كل شوارع مصر، فاكتشفت أن الأغنية حققت نجاحاً منقطع النظير وما زالت تحقق نجاحاً كبيراً.
- ألم تقلقي من الغناء مع المطربة الشعبية بوسي خاصةً أنها صاحبة أداء مختلف عنك؟
لم أقلق أبداً، لأن كل فنانة منا تغني من منطقة مختلفة تماماً عن الأخرى، بالإضافة إلى أنها فنانة وإنسانة جميلة، وسعدت بالغناء معها.
- من هنأك على «تسلم الأيادي» من الوسط الفني؟
لم يهنئني أحد، لأنني لست مختلطة نوعاً ما بالوسط الفني ومقلة في الظهور الإعلامي أو حتى حضور المناسبات العامة والخاصة، فمعظم وقتي مقسم بين فني وأسرتي.
- هل صحيح أن بعض زملائك الفنانين هاجموك بسبب تلك الأغنية؟
نعم، لأنهم كانوا يقولون لي إنه لا يصح أن أغني اللون الشعبي واكتشفت في النهاية أن كل الذين هاجموني قلّدوني في ما بعد، لكن لم يستطيعوا تحقيق مستوى نجاح «تسلم الأيادي» حتى لو اتهمونا بأننا سرقنا لحنها، فيكفي أنها حققت هذا النجاح الكبير.
- نجاح «تسلم الأيادي» هل فتح شهيتك لتقديم أغنيات وطنية أخرى مثل «عايزينك»؟
بالطبع نجاح «تسلم الأيادي» شجعني على تقديم أوبريت «عايزينك»، وشاركت فيه أيضاً مع مجموعة من المطربين الذين أحبهم كثيراً، مثل بهاء سلطان ودياب وتوبا ومحمد نبيل.
والفكرة جاءت عندما تحدث معي المنتج نصر محروس عن رغبته في تقديم أغنية وطنية من خلال مجموعة المطربين الذين ينتج لهم في شركته، فوافقت فوراً.
- تعرضتم لانتقادات عديدة بسبب هذه الأغنية حتى أن البعض اتهمكم بالنفاق، فما ردك؟
ليس النفاق فقط، لكنه تم اتهامنا أيضاً بأننا نصنع ديكتاتوراً جديداً، مثل أغنية «اخترناك» التي قدمت للرئيس الأسبق حسني مبارك. وما أود قوله أن ما فعله السيسي يستحق أن نقدم الأغنية له.
يكفي اتهامات لنا أننا تقاضينا أموالاً من أجل تقديم أغنية «عايزينك»، وأوجه رسالة لهؤلاء الأشخاص: «لو كنا تقاضينا أموالاً عن أغنية «تسلم الأيادي» كنا حصلنا أيضاً على مقابل في أغنية «عايزينك».
- لماذا لا تقدمين أغنية وطنية بمفردك؟
لست ضد أن أشارك في أي أغنية وطنية مع مجموعة من المطربين، لكي يتحقق لهذا اللون من الغناء النجاح، علماً أني أنوي تقديم أغنيات خاصة بي، وأنتظر الوقت المناسب.
- ما هي الأغنيات الوطنية التي أعجبتك أخيراً؟
أعجبتني جداً أغنية «يا مصريين» للمطربة آمال ماهر، فكانت بمثابة شرارة ثورة، وقد كانت رائعة جداً، حتى أنني كنت أذرف دموعاً عندما كنت أستمع إليها. وكذلك أغنية «يا بلادي» لعزيز الشافعي ورامي جمال، فقد تضايقت من عزيز الشافعي جداً وغرت من رامي جمال، لأنني كنت أريد تقديم هذه الأغنية بصوتي!
- قيل إنك حاولت تقليد هيفاء وهبي بصورتك مع الجيش، ما ردك؟
أقول لهؤلاء الأشخاص «حرام عليكم»، أنا لم أشاهد أصلاً صورة هيفاء وهبي مع الجيش سوى بعد صورتي أنا، فأنا لا أقلّد أحداً.
- إلى أين وصلت في ألبومك الجديد؟
سيصدر قريباً جداً، وسجلت أغنيات كثيرة مثل «أنا طبعي صعب» و»أنا في حياتك»، وتعاونت فيه مع مجموعة متميزة من الشعراء والملحنين والموزعين الموسيقيين، مثل أيمن بهجت قمر، محمد يحيى، عزيز الشافعي، حسين محمود، أمير محروس. وأستمع حالياً إلى أغنيات جديدة من الملحن الشاب مدين.
- ما سبب تأجيل الألبوم فترة طويلة رغم انتهائك من معظم أغنياته؟
للأسف ظروف البلاد منعتني فترات كثيرة من النزول من بيتي والذهاب إلى الاستوديو لتسجيل أغنيات جديدة.
- لكن تردد وجود خلافات بينك وبين المنتج نصر محروس كانت وراء تأخير ألبومك الجديد، فما ردك؟
لم يحدث ذلك إطلاقاً، وهذه كلّها شائعات لا أساس لها من الصحة ومبالغ فيها تماماً، لأن علاقتي بنصر محروس جيدة، فهو بمثابة أخي الأكبر، ولم تحدث بيننا أي مشاكل منذ دخولي شركته.
- ما الذي ستقدمينه في ألبومك الجديد بعد غياب ثلاث سنوات؟
أشعر بنضج فني كبير وأريد تقديم مفاجأة للناس في الألبوم الجديد، وأتمنى أن أستقر على أغنية معينة تحقق لي ذلك، حتى لو كان ذلك بتقديم لون موسيقي جديد عليّ.
- هل صحيح أنك تنوين تقديم ألبوم خليجي كامل؟
لا أتقن أساساً اللهجة الخليجية، فكيف أقدم ألبوماً كاملاً بها؟ لكن من الممكن أن أقدم أغنية واحدة مثلا باللهجة الخليجية.
- هل صحيح أن تامر حسني سيشارك في ألبومك الجديد بأغنية؟
حتى هذه اللحظة لم يحدث أي اتفاق بيننا على تقديم أي مشروع فني مشترك، لكن قد يحدث ذلك في الآتي من الأيام، وذلك سيسعدني بالطبع.
- هل استمعت إلى ألبومه الأخير «بحبك أنت»؟
بصدق شديد، لم أستمع إلى أي ألبومات أخيراً.
- شاركت في إحدى حلقات الموسم الأخير لبرنامج «ستار أكاديمي»، كيف ترين هذه التجربة؟
سعدت جداً بذلك، والحمد لله أشخاص كثيرون شاهدوا الحلقة وأعجبتهم كثيراً. لكن الأمر الذي ضايقني نوعاً ما هو أنه في توقيت عرض الحلقة وقع حادث في بيروت، واستشهد أشخاص كثيرون، مما أدى إلى عدم إذاعة البرايم في موعده المحدد، وهذا قلل نسبة مشاهدته لدى الجمهور، ورغم ذلك كان من الضروري تأجيله بسبب ذلك الحادث.
- اتجه بعض المطربين إلى الدراما التلفزيونية، ألا تفكرين في خوض التجربة؟
ليس لديَّ مانع أبداً، لكن إذا عرض عليَّ عمل درامي مميز، لأنه ليس من المعقول أن أقدم أي دور في مسلسل تلفزيوني حتى آظهر على الشاشات فقط، لأن دوري الذي قدمته قبل سنوات في فيلم «أعز أصحاب» ما زال يحظى بإعجاب الناس حتى الآن، لذلك أنا فخورة به جداً، وأنتظر عروضاً سينمائية أو تلفزيونية جيدة حتى أختار الأفضل منها.
- هل فكرت في إنشاء بيزنس خاص بك لتأمين حياتك؟
لا أملك الخبرة الكافية للبيزنس، ولا توجد لديَّ الإمكانات اللازمة لذلك، لكن قد يحدث هذا في المستقبل.
- ما سبب عدم اهتمامك بالحصول على جوائز في المهرجانات الفنية مثل بقية المطربين؟
لا يعنيني أبداً الحصول على جوائز مزيفة يتم دفع المال فيها، أما الجوائز الحقيقية التي يمنحني إياها الجمهور فأتمنى أن أحظى بها.
- وجهت لك انتقادات عديدة لأنك دعمت زوجك مصطفى حلمي في انتخابات الموسيقيين السابقة، ما ردك؟
لم أدعم زوجي بأموال لا سمح الله حتى يهاجمني البعض، لأن زوجي يزنني بالمال، فهو شخصية معروفة منذ فترة طويلة، خاصةً أنه مكافح بشكل كبير. دعمته معنوياً فقط، وهذا حقه عليَّ.
وعندما كنت معه في يوم الانتخابات ذهبت في اليوم التالي إلى المستشفى للخضوع لجراحة، ومع ذلك صممت على أن أقف بجانبه في الانتخابات، رغم شعوري بتعب شديد وقتها.
- ألا يوجد لديك أصدقاء من الوسط الفني؟
جميعهم زملائي وأحبهم وتربطني بهم علاقة جيدة، أما أصدقائي الحقيقيون في حياتي فهم أمي وشقيقتي وزوجي. ورغم ذلك هناك فنانات مقربات إلي جداً مثل غادة رجب، مي فاروق، جنات، ريهام عبد الحكيم، لكن لا تتطور علاقتنا إلى الظهور والخروج معاً بشكل يومي، فكل شخص مشغول بحياته.
- هل تهتمين بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«أنستغرام»؟
أملك حساباً خاصاً بي على «فيسبوك» فقط، أما «تويتر» و«أنستغرام» فليس لديَّ حسابات رسمية تتعلق بهما، وأتواصل مع الفانز من خلال «فيسبوك»، وأضع آرائي السياسية أيضاً.
- إلى من تحبّين الاستماع؟
بهاء سلطان، محمد حماقي، شيرين، فيروز وعبد الحليم.
- هل أثرت الأمومة عليك فنياً؟
بالتأكيد، فقد أصبحت أتولى مسؤوليات عديدة في حياتي، وأهمها ابنتي مريم، فهي أهم ما في حياتي الآن.
- هل يمكن أن تفكري في اعتزال الفن من أجل ابنتك وزوجك؟
لم أفكر أبداً في هذا الأمر، لكن أقولها ثانية إن ابنتي هي أهم ما في حياتي الآن، إلى درجة أنني عندما أذهب إلى الاستوديو لتسجيل أغنية معينة وأعود إلى منزلي وأعرف أنها كانت تبكي بسبب غيابي أشعر بألم وحزن شديدين.
- ماذا تتمنين لابنتك مريم؟
أحلم بأن تكبر وقد تغيرت مصر إلى الأفضل، وأن تجد حباً بين الناس. ولا أستطيع أن أصف مدى حبي وتعلقي بها، حتى أنني قلقة من أن أنجب طفلاً ثانياً.
- ما هو دور والدتك في نجاحك؟
ربنا يخلي أمي، فهي أغلى إنسانة في حياتي، فقد ربتني وتقوم الآن بمساعدتي في تربية ابنتي مريم. وهذه هي الأم المصرية العظيمة. وأتمنى أن يحفظها الله لي هي ووالدي الذي شجعني كثيراً ويلازمني دائماً في أي مكان.
- هل تنتقدك والدتك فنياً؟
هي ناقدة لاذعة لي، وقد أعجبتها «تسلم الأيادي» و«عايزينك» الحمد لله، وبصراحة تعجبها أي أغنية أقدمها، لكن إذا لم يعجبها شيء معين تنتقدني بشكل فظيع، كما تنصحني دائماً وتقول لي «يا بنتي شيلي قرش» لأنني مسرفة جداً.-
أنا وهؤلاء
آمال ماهر: من أفضل الأصوات الموجودة في الساحة الفنية، وتستحق مكانة أكبر مما حققته حتى الآن. وأعتقد أنها ظلمت كثيراً بسبب حصرها في منطقة «أم كلثوم»، وهي حالياً في مرحلة الخروج من هذه المنطقة، وتحتاج إلى بذل مجهود كبير في الفترة المقبلة، لكن الجمهور أصبح مدركاً أنها مطربة رائعة ولا غبار عليها.
أنغام: هي الإحساس الرائع.
شيرين: تلمس مشاعري جداً.
عمرو دياب: هو «الهضبة»، وأقول له «ما شاء الله، يا جبل ما يهزك ريح». ويكفي أن شكله لم يتغير مهما تقدمت السنوات. وهو من الفنانين القلائل الذين احترموا أنفسهم وفنهم.
إيهاب توفيق: فنان «شاطر» وصاحب شخصية رائعة، فهو في الحقيقة مجتهد، لا سيما في الفترة الحالية، وأتمنى أن يقدم أغنيات تحقق له نقلة فنية قوية.
تامر حسني: فنان ذكي جداً، وأتمنى أن يقدم أغنيات جميلة مثلما كنا نراه في بداياته الفنية، وأطلب منه ألا يتكاسل في الأيام الآتية، ففي داخله طاقة فنية هائلة وموهبة كبيرة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024