الحوار مع أطفالك فن!
هل يشعر أطفالك بالضيق عندما ترغبين في التحدث إليهم؟ هل تشعرين أن التحدث إلى أطفالك كمن يتحدث إلى نفسه؟ إذا كانت هذه الأمور تبدو لك مألوفة إلى درجة الملل من محاولة إجراء أي حوار مع أطفالك، عليك أن تحاولي أسلوباً جديداً في التعامل.
فالتحدث إلى الأبناء ليس أمراً فطرياً عند الأهل بل هو فن وقدرة عليهم اكتسابهما. فالحوار يعني النظر والاستماع والإصغاء والتكلم ومنح الآخر فرصة التعبير عن رأيه، فهو تعاون بين شخصين. وقد تبدو هذه الأمور منطقية ولكن قد تسألين كيف يمكن تطبيقها والعمل بها؟
تذكري محادثة قمت بها منذ فترة وجيزة. ما الذي تتذكرينه أولاً؟ من الأرجح أنك تتذكرين حواراً وليس حديثاً مع نفسك. وهذا يعني أنك تجرين حواراً مع شخص آخر تتبادلين معه الآراء والمعلومات وتشاركينه همومه.
وعندما تصحبين طفلك بعد نهار مدرسي طويل، كل ما عليك أن تقولي «عمت مساء» امنحي طفلك ونفسك وقتاً من الصمت يشعره بالراحة بعيداً عن الضغط الذي عاشه خلال نهاره المدرسي.
يتضمن الحوار الاستماع، فإذا أردت أن يحدثك طفلك عن كل الأمور التي تشغله عليك أن تصبحي مستمعة جيدة. ويستوجب الإصغاء التركيز بين المتكلم والمستمع.
لذا عندما يتحدث طفلك إليك عليك أن توقفي كل ما يشغلك عنه كأن تطفئي المذياع أو التلفزيون أو تتوقفي عن كل ما يلهيك عنه.
أنظري إلى عيني طفلك مباشرة، واستخدمي الحوار الجسدي كأن تومئي برأسك أو تميلي نحوه لتؤكدي له أنك تصغين إلى ما يقوله، ولا تقاطيعه بل اسمحي له أن ينهي كلامه، وإذا لم يكن لديك الوقت لتُجيبي، لا تحاولي أن تطرحي عليه أي سؤال.
إسألي طفلك أسئلة مفتوحة تكون أجوبتها محددة، فأنت بذلك تبرهنين له أنك مهتمة بأن تشاركيه أفكاره ومشاعره في مواضيع محددة.
لذا عليك تجنب الأسئلة التي تكون إجابتها كلمة واحدة «نعم» أو «لا»، فعوضاُ عن أن تسأليه مثلاً « هل في إمكان فريقك الفوز في المباريات التي سيلعبها هذا الأسبوع؟» يمكن أن تسأليه « يظهر فريق كرة السلة الذي تلعب معه تقدماً ملحوظاً، كيف تظن سوف تكون المباراة هذا الأسبوع خصوصاً أن هاني لن يلعب؟»
تجنبي الأسئلة التي تبدأ بكلمة «لماذا» لأنها تُشعر الطفل أنه من واجبه تقديم مبررات لكل فعل يقوم به، كما تجعله في موقف الدفاع عن نفسه، ما يقضي على رغبته في مشاركته في الأمور التي تشغله. فمثلاً عوضاً عن أن تسأليه « لماذا ضربت أختك»، «اسأليه» ماذا حدث؟».
وكل أم تعرف أن الحوار المهم غالباً ما يحدث في وقت قصير خلال وقت النوم مثلاً أو أثناء انشغالها في أمر ما.
فإذا أراد طفلك التكلم إليك توقفي عن العمل الذي تقومين به، وشاركيه الحديث وتعرفي إلى اهتماماته واعرفي المواضيع التي تهمه، كما اسمحي له بمشاركتك بعضاً من أمورك وشجعيه على أن يثق بك مهما كانت أسئلته وآراؤه ومشاعره واسمحي له بالتعبير عنها مهما كانت دون أن تستهزئي بها أو تعاقبيه عليها. فمن خلال ذلك سوف تتمكنين من إيجاد جو من الثقة بينك وبين طفلك.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024