تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

هل الغيرة من شاب لبناني دفعت البطل مبتور الساقين لقتل صديقته؟

احتدمت محاكمة العّداء الجنوب أفريقي، أوسكار بيستوريوس، بعدما حشره المدعي العام جيري نيل في زاوية ضيقة لم يستطع الهروب منها.

فقد زعم بيستوريوس أنه قتل صديقته عارضة الأزياء ريفا ستينكامب، عن طريق الخطأ، لظنه أنها لص تسلل فجر 14 فبراير 2013 واختبأ في حمام منزله الفخم بمدينة بريتوريا، وعلى بابه المغلق أطلق الرصاص فأرداها جثة هامدة. لكن اتضح خلال مجريات التحقيق أن ريفا قابلت قبل يومين من مقتلها شاباً لبنانياً كانت على علاقة حميمة به طوال 5 سنوات، السبب الذي رجحته الأوساط المتابعة لإشعال نار الغيرة في قلب أوسكار وبالتالي قتل صديقته.

ويعيش بيستوريوس، المعروف باسم "عدّاء الشفرات" لاستخدامه بالمسابقات شفرتين موصولتين بركبتيه، بساقين اصطناعيتين قام الأطباء بتركيبهما له لأنه ولد منذ 27 سنة مفتقرا لعظم رئيسي على طول الجزء الخارجي من أسفل الركبة وصولا للكاحل في كل ساق، ولم يجدوا حلا للحد من احتدام الإعاقة حين كان عمره 11 شهرا إلا ببتر ساقيه وزرع أطراف اصطناعية مكانهما من ألياف الكربون. وكان بيستوريوس قد تعرّف إلى ريفا، عارضة الأزياء المتخرجة في الحقوق، والتي كانت على صداقة قبله مع لبناني من جنوب أفريقيا، يملك ويدير شركة تصدير للخضار والفاكهة، اسمه وارن لحود.

وفي تفاصيل الجريمة بحسب أوسكار أن ريفا كانت نائمة عند أوسكار، ومعه على سرير واحد ليلة 13 فبراير حتى مقتلها بعد ساعات فجر اليوم التالي، حين زعم أنه استيقظ على صوت مصدره الحمام، فظنه من لص تسلل من نافذته، لذلك سحب مسدسه 9 ملم ومضى إليه بعد أن همس إلى ريفا التي ظنها على السرير بأن تتصل بالشرطة، من دون أن يدري (وفق زعمه) بأنها هي من كانت بالحمام، وفيه أرداها ظنا منه أنه قتل المتسلل الدخيل.

في روايته زعم "مبتور الساقين" أنه يعاني من سرساب دائم من تسلل أحدهم إلى بيته، وهو ما فضح كذبه فيه ممثل الادعاء بسرعة مذهلة، بإثباته أنه لم يقم بإصلاح زجاج مكسور في منزله إلا بعد وقت طويل، كما أن جهاز الإنذار كان معطلا يوم مقتل صديقته، وإلا لكانت إشارات الإنذار انطلقت عند دخول اللص المزعوم إلى البيت عبر نافذة الحمام، ولم يجد بيستوريوس ما يرد به عندها سوى التزام الصمت.

ذكر أيضا أنه سحب مسدسه حين استيقظ عند الفجر لسماعه حركة بالحمام، فمضى من غرفة النوم من دون أن يلاحظ وسط العتمة، وفق زعمه، أن صديقته لم تكن فيها على السرير، وتوجه إليه واقفا بعيدا عن بابه 3 أمتار، ومن هناك ناداها وهو ما زال يعتقد أنها بالغرفة، لتتصل بالشرطة، ثم أطلق الرصاص على باب الحمام حين سمع حركة خلفه، لظنه أن اللص سيخرج ويهاجمه، طبقا لروايته المزعومة أيضا.

هنا بدأ جيرّي نيل يستجوبه فسأله "ألم تحدثك من داخل الحمام عندما ناديتها لتتصل بالشرطة حين كنت تظن أنها في غرفة النوم؟ كنت بعيدا عنها 3 أمتار فقط. لا بد أنها صرخت أو قالت شيئا، لأنه من غير المعقول أن تبقى صامتة". فأجابه أنها لم تفعل "لأنها كانت خائفة، وخوفها هو الذي يشرح صمتها" كما قال.

ورد جيرّي أنه "لا سبيل أمامك لإقناع المحكمة بأنها بقيت هناك من دون أن تلفظ كلمة. كانت تتحدث إليك. كنت تعرف أنها خلف الباب، لذلك أصبتها برأسها". فرد بيستوريوس: "هذا غير صحيح". وأجابه: "إنه الشرح الوحيد الذي له معنى. لم تكن خائفة من دخيل تسلل للبيت كما تقول. كانت خائفة منك أنت".

 ثم سأله: "ألم تصرخ بين رصاصة وأخرى من التي أطلقتها على الباب"؟ هنا لاذ بيستوريوس بالصمت لأكثر من 20 ثانية، وفق ما يظهر من فيديو تعرضه "العربية.نت" الآن، إضافة إلى أنه رجع بظهره إلى مسند كرسيّه، ثم قال: "لا، لم تصرخ" لخشيته أن يسأله فيما لو ذكر أنها صرخت، عما دفعه للاستمرار بإطلاق الرصاص وقد علم من صرختها أنها هي من كان في الحمام، وليس أي متسلل، لكنه سأله: "هل أنت متأكد أن ريفا لم تصرخ عند إطلاقك أول رصاصة"؟

وارتبك "المبتور ساقاه" مجددا لثوان معدودات بقي أثناءها صامتا يحدق بالقاضية ثوكوزيل ماسيبا، إلى درجة أن من كان بقربه سمع صوت زفيره، وفق ما نقلت الوكالات، ثم قال: "لست متأكدا من أنها صرخت، لأن صوت الرصاصة سبب لي طنينا في أذني" على حد تعبيره.

سأله جيرّي: "إذا، كيف تقول إنها لم تصرخ"؟ فرد بيستوريوس مرتبكا: "كنت أود لو أعلمتني أنها كانت هناك". عندها تبرم ممثل الادعاء، في إشارة إيضاح منه بأن العدّاء يحاول تغطية روايته بالأكاذيب، ثم انتهى ذلك الاستجواب بتدخل من القاضية.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079