الوعي لم يتحقق إلا بفضل فيلم استقصائي... 'الفوسفين' يقتل 26 طفلاً في جدة
فكرة هذا التحقيق اختلفت بكل مقاييسها، ففي البداية كان الأمر يتعلق بفيلم انتشر على يوتيوب، تحت عنوان «فوسفين»، ورسائل عن طريق واتس أب تحمل مقدمة تقول «من كان يتخيل أنهم فقدوا أغلى ما يملكون، لمجرد أنهم مارسوا حقهم في التنفس؟». «فوسفين» فيلم وثائقي يتقصى الحقيقة حول العشرات من الموتى في السعودية، وتحديداً في مدينة جدة. شاهد الفيلم، وانشره للتوعية، فقد تنقذ نفساً. ولم أكن أعلم أن أهالي الضحايا يحاولون بكل ما أوتوا من قوة الوصول إلى قاتل أبنائهم، أو كما أطلق عليه أحد آباء الضحايا مروان الحربي لقب «السفـاح». في هذا التحقيق تفتح «لها» ملف الفوسفين.
من قتل مسرّة وميسرة؟
في 25 أيلول/سبتمبر 2008، لفظ الطفلان مسرّة (سبع سنوات) وميسرة (ثلاث سنوات) أنفاسهما الأخيرة في المركز الطبي الدولي في جدة. دُفن الطفلان، في شهر رمضان، ودُفنت معهما أحلام أبٍ مكلوم، وأم ما زالت تُضمد جراحها إلى يومنا هذا، وهي التي نجت من هذا السم القاتل،واستعادت عافيتها. وتبين أن سبب الوفاة وهو استنشاق الطفلين لغاز مبيد فوسفيد الألومنيوم، وهو مبيد حشري فعّال، يُستخدم في تبخير صوامع الغلال والمخازن، لقتل سوس الحبوب والدقيق، وكذلك لقتل الفئران والجرذان، وهو غاز قابل للاشتعال.
وما عرفناه أثناء إعداد التحقيق، أن هناك أكثر من 25 حالة وفاة على مدى عام واحد، ومعظمها من الأطفال، من جراء غياب الرقابة على بيع هذا المبيد الحشري الذي لا يدخل السعودية إلا بإذن وتصريح من وزارة الزراعة. كما أن أمانة جدة امتنعت عن استخدامه لمكافحة آفات المدينة لأنها تعلم بمدى خطورته، وهي تستخدم فقط المبيدات التي أقرت بها الجهات المتخصصة، وتقع ضمن ما توصي به منظمة الصحة العالمية. ويبقى سؤال والد الطفلين المتوفيين الدكتور عمر عطية حاضراً إلى يومنا هذا: «من وضع هذا السم القاتل بهذه الكمية بين يدي من استخدمه؟ وأين رقابة وزارة الزراعة من هذه المنتجات؟ وإن لم تكن وزارة الزراعة هي المسؤولة، فمن المسؤول عن قتل طفليّ؟ هل قتلهما الجار الذي وضع هذا المبيد في منزله ليقتل الحشرات، وأطفالي معها، أم الجهل، أم الجشع، أم تقصير المجتمع، أم هذه كلهاً؟!».
مأساة متكررة
رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمركز الطبي الدولي في جدة، الدكتور وليد أحمد حسن فتيحي قال إنه رغم الجهود التي تلت وفاة الطفلين «عاودت المشكلة الظهور في تشرين الأول/أكتوبر 2011، وتكررت المأساة وراح ضحيتها هذه المرة رزان وريان».
وصل والد الطفلة المتوفاة رزان، مروان الحربي إلى مكتب «لها» وكانت ملامحه تبعث على الهدوء، وما أن بدأ بسرد القصة، حتى صمت قليلاً، ورسمت الدموع في عينيه، حُزناً عميقاً... ففي تشرين الأول2011، دخل مروان الحربي وزوجته إلى المنزل مع طفليهما رزان (سنتان) وريان (أربع سنوات ليشتموا رائحة غريبة. وماهي إلا ساعات قليلة حتى بدأت الأعراض تظهر على الطفلين من غثيان وتقيؤ، فحملهما الوالدان إلى الطوارئ، ولم يخطر للأطباء في بادئ الأمر خطورة الحالة، فأرسلوا الولدين إلى البيت مع طلب مراقبتهما وإحضارهما مرة أخرى في حالة استمرار الأعراض. استمر الحال قرابة يوم كامل، وعندما بدأت الأعراض تظهر على الأم أيضاً، تذكرت قصة الطفلين مسرّة وميسرة التي قرأتها قبل أعوام، وتذكرت أنها رأت الجيران يخرجون أثاث منزلهم قبل أيام، ففهمت واتصلت بزوجها وطلبت منه أن يسأل الجار هل استخدم أي مبيد حشري في منزله.
يقول الحربي: «أخبرني الجار بأنه وضع مبيداً حشرياً يحتوي على مادة فوسفيد الألمونيوم، في منزله، للقضاء على الحشرات. فنبّهته إلى ضرورة التوجه إلى مستشفى لأنه أخبرني بأن ابنته تعاني الأعراض ذاتها، مثل رزان وريان، من غثيان، وتقيؤ، ليكن هو الآخر ضحية من باعه هذا المنتج الممنوع».
وخلال ساعة كانت عائلة الحربي، الأم وطفلاها، في العناية المركزة، تحت مراقبة دقيقة. «وبما أنه لا يوجد عقار خاص لمعالجة التسمم بهذا المبيد، وإنما يعتمد التعافي من آثاره على قدرة الجسم على طرده، تأثر طفلاي بشكل أكبر لكون أجهزتهما الحيوية غير مكتملة النضج. فعندما وصلت إلى المستشفى أخبرني الأطباء بأن ريان يعاني من ارتفاع حاد للسكر في الدم، وكذلك الأمر حصل مع رزان في لحظات. وبدأ ابني ريان يعاني من فشل كلوي، نتيجة انتشار هذا السم في جسده الصغير، ومع إصراره وبكائه وشدة تعلقه بأخته رزان طلب مني أن يكون معها في الغرفة ذاتها. وكان الأمر قوياً على جسد ابنتي الصغيرة التي لم تستطع مقاومة آثار السموم في جسدها، ففارقت الحياة. وتلطف المولى عزوجل في ابني ريان وزوجتي، وتعافيا بشكل كامل، بفضلٍ من الله الذي لا يُنزل البلاء إلا ومعه اللُطف سبحانه».
وفي تحقيق الشرطة، تبيّن أن الجار هو من وضع هذا المبيد في منزله، إلا أن الحربي لم يتهمه بشيء، فالمتسبب من وجهة نظره ليس الجار «بل البائع والتاجر الجشع الذي تهمه الأموال، غير آبه بأرواح الناس».
أثناء بحث الحربي، أنكرت وزارة الزراعة السعودية وجود هذه المادة، وأكدت أن هذا المبيد لا يُباع إلا بشكل مُقيد. يقول الحربي:»حتى أثبت لهم العكس، اضطررت لأن أشتري هذه المادة، وللأسف من محل للحلويات ليساً مصرحاً له ببيع أي مبيد حشري. اتصلت بالدفاع المدني، ووصلوا إلى المكان بعد ما يقارب الأربع إلى خمس ساعات، وحينها بدأت بشرح كيفية استخدام المادة والغرض منها لرجال الدفاع المدني، فأخذوا المادة وأخبروني بأنهم سيحولونها إلى المختبر الجنائي. وتم تشكيل لجنة، وفي النهاية أُغلق المحل نحو التاسعة مساءً. وفي الصباح الباكر، وأثناء توجهي إلى مركز الشرطة لمعرفة ما حدث في أمر البائع، وجدت أن المحل يعمل وكأن شيئاً لم يكن».
الحربي قطع عهدا على نفسه: «إما أنا أو هذا السفاح القائل (فوسفيد الألمونيوم)، لأني أخشى أن يأتي يوم أُلاقي فيه ربي، وأقف أمام ابنتي خجلا بأني لم أستطع أن أحصل لها على حقها، أو أن أُوقف النزف الذي يفتك بالأطفال وبأرواحهم في ما بعد». وسيحاول جاهداً أن يعمل على إنشاء جمعية تحمل اسم ابنته رزان للتوعية بخطر السموم والمبيدات الحشرية على الإنسان، وبشكل خاص على الأطفال. ويضيف: «من اغتال فرحة رزان لا يغتال فرحة الآخرين، سأستمر في البحث والتواصل مع أي طرف يساعدني على توعية المجتمع، وسأعمل على ضرورة التعاون مع المدارس لنصل إلى توعية أكبر عدد من الناس».
عبد الله تمراز ضحية أخرى
لم تعلم شقيقة عبد الله وزوجها أيمن خلاوي أن طلبهما لشركة مكافحة الحشرات، سيكون سبباً في موت عبد الله. يبدأ خلاوي الحديث باقتضاب قائلاً: « في الثاني من أيار (يونيو) 2013، اتصلت زوجتي بشركة لمكافحة الحشرات، وجدت رقمها في جريدة إعلانية. وبدورها وصل رجال الشركة إلى المنزل، ورشوا المواد، وأخبرونا بأن علينا مغادرة المنزل لمدة 24 ساعة، فقمنا بذلك، وسافرنا، ليشاء القدر أن يدخل شقيق زوجتي عبد الله (42 سنة) إلى المنزل بعد ما يقارب 36 ساعة، وبعد لحظات بدأ يشعر بمغص وألم وضيق في التنفس. اتصل بوالدته طالباً منها المساعدة فطلبت له الإسعاف، أملاً في أن يصل إليه بصورة أسرع».
سمع حارس العمارة أصواتاً تصدر من شقة عبد الله، فذهب إليه مسرعاً ليجده على الأرض، فحمله. عندما وصلت سيارة الإسعاف خرج حارس العمارة برفقة عبد الله ليصل إلى المستشفى، ويقوم الأطباء هناك بوضع الأوكسيجين له.
ويضيف خلاوي: «بعد أن أخذ عبد الله الأوكسجين، بدأ يحدث معه ضمور في عضلة القلب، فأجرى له الأطباء إنعاشاً رئوياً لمدة ساعة ونصف، دون معرفة سبب ضيق التنفس، ليفارق عبدالله الحياة في تمام الثانية فجراً. بعد وفاة عبد الله، حضرت الشرطة إلى المستشفى، وأخذت أقوال أفراد العائلة. وتوجهنا من بعدها إلى المنزل وبقينا في انتظار الدفاع المدني. وبعد نحو ساعتين ونصف وصلوا أخيراً، وكانت تنقصهم بعض المعدات، فذهبوا مجددا لإحضارها، وعاودوا الكرّة مرات عديدة ذهاباً وإياباً، لنقص المعدات، ولإحضار أوكسجين. وبعد مرور الساعات الطوال، أخذ الدفاع المدني عينة من هذه المادة، ورشوا المياه عليها بغية تنظيفها. وما فهمته لاحقاً أن المياه تسبب الكثير من المشاكل، وتعمل على زيادة تفاعل هذه المادة. وتم إغلاق الشقة، وإبلاغ الجيران بضرورة إخلاء العمارة بسبب انتشار الرائحة في كل مكان، وبقيت الشقة مغلقة لمدة أسبوعين كاملين إلى حين انتهاء التحقيقات». اتصلت الشرطة بالشركة التي رشت المواد في المنزل، وعند إخبارهم بأنهم تسببوا بموت شخص، أغلق صاحب الشركة الهاتف في وجه الشرطي، ولم يُعرف حتى الآن أي شيء عن هذه الشركة.
دانه ووالدتها
لم تعرف دانه مصطفى قرموطه (23 سنة) أن يوم الثلاثاء الموافق 11 أيلول/سبتمبر 2013، هو اليوم الأخير لها في الدنيا مع عائلتها، وهي التي كانت تستعد فيه لمغادرة السعودية متجهة إلى بيروت لتنال شهادتها الجامعية. ولم تكن دانه الوحيدة، فوالدتها منى (51 سنة) ووالدها مصطفى (59 سنة) وشقيقاها وسام (20 سنة) ووسيم (15 سنة)، هم أيضاً ضحايا لجسم غريب، أو رائحة إن أصح التعبير، أو أعراض لتسمم في بداية الأمر، شخصه الأطباء في قسم الطوارئ بأنه تسمم غذائي.
«أطباء لا يعرفون الفرق بين التسمم الغذائي وسواه»، بهذه العبارة بدأ عم دانه وليد قرموطه، الحديث عن الحادثة التي حصلت مع عائلة شقيقه مصطفى وأودت بحياة ابنته دانه وزوجته منى، ويضيف: «في الصباح وجدوا دانه تعاني من زُرقة في أطرافها، ووجها يميل إلى البياض. فاتصل بي شقيقي مصطفى، طالباً مني أخذ ابنته إلى المستشفى لعدم قدرته على ذلك لإحساسه بالتعب الشديد، وبالفعل عندما وصلت مع دانه إلى المستشفى نقلت إلى غرفة الإنعاش، وخلال دقائق قليلة كانت أجهزة جسمها تتوقف الواحد تلو الآخر. وفي خلال ساعتين ونصف كانت قد وصلت عائلة أخي إلى المستشفى، لتلحق زوجة أخي بابنتها وتتوفى أيضاً».
يروي العمّ: «سئلت في المستشفى عن تسمم كيميائي، هل قامت بصبغ شعرها؟ هل استخدمت مواد كيميائية؟ هل حاولت الانتحار؟ فأجبتهم بأن العائلة سعيدة، وليس هناك أي مشاكل قد تؤدي بالفتاة إلى الانتحار. وعند دخولي غرفة الإنعاش، وجدت أن الطبيب يسأل عن أدوية، وأطباء غير موجودين، وبعد ثماني مرات من توقف القلب توفيت دانه، دون أن يعلم الأطباء السبب... ذهبت مسرعاً لأرى ماذا يحدث مع الأم التي تعاني من الأعراض نفسها، لأجد أن ما حدث مع الفتاة حدث مع الأم. عندها طلبت من الأطباء عدم لمس الابن الصغير وسيم».
وصل مسؤولون من وزارة الصحة إلى المستشفى برفقة الشرطة والمباحث العامة التي «وعلى الفور أمرت وزارة الصحة بنقل الأب وولديه إلى مستشفى الملك فهد حيث تلقوا أفضل علاج. بدأت الشرطة تشك في أن هناك جسماً أو مواد غريبة في أجسام أفراد العائلة، فطلبوا مني الكشف على المنزل، فذهبت إلى المنزل مع الشرطة ومسؤولين من وزارة الصحة والدفاع المدني. العمارة التي يقطنها أخي مصطفى فيها 30 شقة، وكل الشقق تعيش فيها عائلات بشكل طبيعي ما عدا شقة واحدة وهي أسفل شقة أخي، يقطنها رجل من الجنسية الهندية، منذ ما يقارب 20 سنة. وهذا الرجل مسافر، ووجدوا المادة نفسها في شقته، وكان من المفترض أن يعود من السفر الليلة ذاتها، إلى منزلها، لكنه لم يصل، وحتى الآن لا نعرف عنه أي خبر، وشقته أقفلتها وزارة الدفاع المدني».
ويستطرد قرموطه في حديثه: «المادة الموجودة ممنوعة في السعودية منذ عام 1999، كيف ولماذا ومن أين تم إدخال هذه المادة شقة هذا الرجل الهندي، وبأي غرض؟ وللأسف الشديد، لم أجد أي تحرك من أي جهة، وجُلّ ما أطلبه هو أن يشرح لي أحد ما حصل، لأنه أمر غير منطقي».
الفيلم الوثائقي الاستقصائي
قال مؤسس فيزيون كرييتف ميديا، ومخرج فيلم «فوسفين» عبد الرحمن صندقجي «إن فكرة الفيلم بدأت من والد أحد ضحايا الفوسفين، وهو مروان الحربي، والد الطفلة رزان. فقد جمع العائلات المتضررة من هذا المبيد الحشري، وذهبوا جميعاً إلى مؤسس المركز الطبي الدولي في جدة، والمدير التنفيذي الدكتور وليد فتيحي، طالبين منه استشارة بإخراج مادة إعلامية قوية، تصل إلى الناس، حتى لا يقتل هذا المبيد ضحية أخرى من الأطفال، ولا تتكرر المأساة. وبحكم عملنا في الفيديوهات الطبية والهادفة، تحدث إلينا الدكتور فتيحي، وطلب منا صنع عمل فيلم توعوي عن هذه الحالات».
بدأت التحضيرات من فريق عمل صندقجي، ففي اليوم الأول «قابلنا عائلات الضحايا، وفي كل مقابلة، ومع كل عائلة، كنا نسمع الكثير من المعلومات المخيفة، ونقوم بالبحث والقراءة عن هذا المبيد. ومن عائلة إلى عائلة وقصة إلى أخرى كانت المعلومات تزداد، ليتدخل الرأي الطبي في الفيلم، وهو رأي الدكتور وليد، ورأي الدكتورة ميرفت قطب، وكذلك تم إدخال رأي علمي في مادة الفيلم، ورأي عملي، ورأي حكومي، ورأي إعلامي,. اتصلت بالجهات المعنية في المركز الطبي الدولي، وأخبرتهم بأن هذا الفيلم لن يكون فيلماً توعوياً بل هو فيلم استقصائي طويل مدته نصف ساعة، ولم يكن يخطر في البال أنه سينتشر كل هذا الانتشار، فقد استطاع الفيلم أن يحقق نسبة مشاهدات عالية وصلت في اليوم الخامس إلى 306 ملايين مشاهدة. زوجتي مريم حجازي ساعدتني كثيراً في إعداد هذا الفيلم، وأشكرها جداً على كل ما بذلته».
يضيف صانع الفيلم: «فوسفين فيلم وثائقي استقصائي يتقصى الحقيقة حول العشرات من الموتى في السعودية، وتحديداً مدينة جدة. شاهد الفيلم، وانشره للتوعية، فقد تنقذ نفساً، (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)، الأمر الذي زاد اهتمام الناس بمشاهدة الفيلم».
بعد عرض الفيلم بيومين فقط، وصلت «ست حالات أو أكثر إلى المستشفى، وأظهرت نتائج فحصهم أنهم استنشقوا هذه المادة، فأجري اللازم لهم، كما أخبرنا الدكتور وليد فتيحي».
د. كاتب : الفوسفين قاتل يدخل بيتك بلا استئذان !
سأل أستاذ الإعلام الدكتور سعود كاتب لماذا ما زالت المادة موجودة؟ «ولا أذكر أنه منذ عام 2008 أن هناك أحداً عوقب بعقاب صارم، بأن يدخل للسجن أو بغرامة كبيرة، ليتعظ الباقون من التُجار الجشعين والبائعين أصحاب النفوس الضعيفة، قبل أن يُقدموا على بيع هذه المادة القاتلة بطريقة غير مشروعة. لكن هذا الأمر لم يحصل للأسف الشديد، إلى أن خرج الفيلم الاستقصائي فوسفين إلى العلن، وكنت أحد الأشخاص المشاركين فيه، ليصل إلى أربعة ملايين مشاهد في ثلاثة أيام، وهو إنجاز كبير جداً». وحول الرسالة قال كاتب: «أنت في بيتك وأطفالك في أمان، فجأة تجد نفسك ضحية قاتل يدخل بيتك بلا استئذان، ولا تستطيع أن تمنعه، فالجار الذي يسكن بجواري في العمارة يضع مبيداً لقتل الحشرات، وتستطيع هذه المادة أن تصل إليّ في بيتي وتقتلني وتقتل أطفالي، وتسبب لي ّ الكثير من الضرر، لذلك يستحق الموضوع الاهتمام، مع وجود أكثر من 26 طفل ماتوا بسبب هذه المادة».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024