هل تعتبرين أكثر عرضة لمشكلات الحمل مع التقدم في السن؟
يربط البعض بين ظروف الحمل والمصاعب التي تظهر فيه وبين سن الحامل باعتبار أن مشكلات الحمل قد تزداد مع تقدم الحامل في السن.
إلا أن هذا لا يعتبر صحيحاً دائماً فيمكن أن تعيش حامل في الاربعينات مراحل حمل سهلة وجميلة، كما يمكن أن تعاني الحامل في العشرينات من مصاعب كثيرة في حملها.
إذ لا ثوابت في هذا الموضوع لان الأمور تختلف بحسب ظروف الحياة وجسم المرأة وغيرها من الأمور التي لها تأثير على الحمل.
لكن مما لا شك فيه أن الحمل في سن متقدمة يستدعي إجراء بعض الفحوص الإضافية. الطبيبة الاختصاصية بالجراحة النسائية والتوليد رولا نخال تحدثت عن الحمل في مختلف مراحل العمر وما قد يختلف فيه بين مرحلة وأخرى سواء من حيث المشاكل التي قد تواجهها الحامل او الفحوص التي تحتاج إلى إجرائها.
كما تحدثت أمهات من مراحل عمرية مختلفة عن تجارب حملهن.
كيف تختلف ظروف الحمل بين مرحلة عمرية وأخرى؟
من الناحية الطبية لا يختلف الحمل بين مرحلة واخرى أي أنه لا يختلف في العشرينات عنه في الثلاثينات والأربعينات بل يختلف طبياً قبل سن 35 سنة وبعدها.
هل تجرى فحوص معينة في الحمل بحسب مراحل العمر؟
سابقاً كان فحص ماء الرأس يجرى لكل حامل بعد سن 35 سنة، ولا تزال هذه الطريقة متبعة أحياناً. لكن بشكل عام لم يعد هذا الفحص يجرى إلا بشروط معينة وبحسب كل حالة وعلى أساس معايير معينة.
وبالتالي تدرس كل حالة على حدة للتأكد من الحاجة إلى إجرائه. فبعد أن تجرى فحوص الدم الخاصة يتم تحديد الحاجة إلى إجراء المزيد، إلى جانب الصورة الصوتية المفصلة التي تظهر تفاصيل كثيرة مرتبطة بالجنين.
كما تؤخذ في الاعتبار عوامل كتاريخ العائلة وما إذا كانت الأم مدخنة. وبالتالي على أساس فحوص الدم وعوامل أخرى تجرى الحسابات اللازمة لتحديد الحاجة إلى إجراء مزيد من الفحوص كون السن لم تعد معياراً.
بشكل عام تجرى الفحوص بحسب كل حالة ولا تجرى فحوص إضافية مع تقدم الحامل في السن، خصوصاً ان الحمل عامةً يتطلب إجراء فحوص شاملة تعنى بكل التفاصيل من سكري وفحوص دم وفحص الجنين.
قد تكون هناك حاجة إلى فحوص إضافية إذا كانت الحامل في سن 38 سنة ولوحظ بطء في نمو الجنين، لكن إذا كانت في هذه السنة ولم تظهر أي مشكلة لا حاجة لأي فحوص إضافية.
ففي حال البطء في النمو لا بد من التأكد من سبب هذا التأخير وتجرى صورة صوتية مفصلة للتأكد ما إذا كان الدم يصل بالشكل المناسب إليه لتجنب ما قد يحصل على أثر ذلك من تشوهات ومضاعفات.
ما المشكلات التي قد تواجهها الحامل والجنين أكثر مع التقدم في السن؟
مما لا شك فيه أنه في سن 39 سنة وأكثر ثمة اهتمام أكبر بمشكلات الجنين، إلا أن مشاكل الحمل لا تقتصر على ما إذا كان الجنين يعاني تشوهاً أو لا، بل ثمة مشكلات كثيرة قد تواجهها الحامل كزيادة الوزن التي قد تحصل أكثر مع التقدم في السن مع ما ينتج عنها من مشكلات ويترافق معها كالسكري الذي يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في الحمل في حال عدم السيطرة عليه، وارتفاع ضغط الدم.
فحالة ارتفاع ضغط الدم لدى الحامل تظهر أكثر مع التقدم في السن أيضاً وتزيد في الوقت نفسه المخاطر التي قد تنتج عنها مع ارتفاع سن الحمل فهي قد تؤدي إلى تأخير في نمو الطفل فيولد صغير الحجم.
إضافةً إلى الطلق المبكر والتسمم في الحمل التي تعتبر من الحالات التي تحصل أكثر مع تقدم الحامل في السن.
أيضاً تزيد حالات الولادة القيصرية مع التقدم في السن مقارنةً بالولادة في العشرينات، إلى جانب زيادة احتمال النزف بعدى الولادة والإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. إلا أن زيادة احتمال حصول ذلك لا يعني حصوله حتماً.
لكن بشكل عام قد تكون تجربة الحمل في حالات معينة مختلفة عن الحمل في سن مبكرة. وأياً كانت سن الحامل ثمة حالات تستدعي التدخل الطبي اثناء الحمل وحالات أخرى تترك لتتحسن بشكل طبيعي.
هل تعتبر بالتالي المشكلات الناتجة عن الحمل أقل بكثير في سن مبكرة؟
مما لا شك فيه أن الحمل في سن صغرى يقلل فرص حصول المشكلات الناتجة عن الحمل. لكن لا بد من التوضيح أن الحمل في المراهقة أيضاً يحمل أخطاراً كبرى. وبالتالي قد تزيد المشكلات في سن صغرى كما مع التقدم في السن.
هل للحمل المتكرر تأثير بحيث تزيد صعوباته في كل مرة؟
ليس للحمل المتكرر أي تأثير إلا في حال حصوله في فترات متباعدة وإذا تمت الولادة بعملية قيصرية حيث قد تكون الولادة في كل مرة أكثر صعوبة. أما إذا كانت الولادة طبيعية فتكون أسهل عامةً.
منال شافعي (30 عاماً) الطفل الأول
خلال حمل منال بطفلها الأول تؤكد أنها لم تعانِ مشكلات جسدية تذكر، باستثناء التعب الذي كان يرافقها، خصوصاً في الاشهر الثلاثة الأخيرة التي ازداد فيها الثقل.
ففي المرحلة الأخيرة من الحمل زاد التعب الناتج عن الحمل فأصبح الثقل أكبر على الرغم من أن وزنها لم يزد كثيراً فلم تكتسب إلا 9 كيلوغرامات طوال الحمل فيما وزنها اصلاً دون المعدل الطبيعي، حتى أنها صارت تشعر بضيق في التنفس وصارت تتألم من حركة الطفلة الزائدة.
وتقول منال عن الحمل: «لم أكن أنام جيداً في المساء فكنت أعاني أرقاً والمزيد من التعب، خصوصاً أني أعمل.
كذلك في الاشهر الثلاثة الأولى لم أكن آكل جيداً وكنت أتقيأ قليلاً وأعاني غثياناً حاداً.» وفيما قارنت منال بين حملها وحمل رفيقاتها في الوقت نفسه، لاحظت أن الاختلاف في ظروف الحمل مرتبط أكثر بطبيعة الجسم وظروف الحياة منه في سن الحامل.
كما وجدت أن المشكلات التي عانتها تعتبر عادية في الحمل ولا تزيد عن مشكلات أي حامل أخرى. هي مسائل طبيعية تعيشها أي حامل.
منى راسي (27 عاماً) حمل سهل تقريباً...
عندما اكتشفت منى حملها أجرت الفحوص اللازمة كأي حامل ولم تظهر فيها أي مشكلة. وهي لم تنزعج في الحمل إلا من بعض الغثيان والرغبة في التقيؤ في الاشهر الأولى، فتناولت دواءً خاصاً للغثيان في الفترة الأولى إلى أن تخطت هذه المشكلة.
وعن مراحل حملها تقول منى: «كوني لا أعمل كانت الأمور اكثر سهولة لي فبعد أن مرت مرحلة الغثيان والتقيؤ في الأشهر الثلاثة الأولى، لم أعد أشعر بشيء وكان حملي سهلاً حتى أني سافرت في الشهر الخامس إلى باريس لكني واجهت آلاماً شديدة في الظهر بسبب الحمل وعانيت الكثير من العصب الوركي.
لكن باستثناء هذه المشاكل المرتبطة بالحمل كانت الأمور سهلة وكنت أنام بشكل طبيعي إلى أن بلغت الأشهر الثلاثة الأخيرة التي ازداد فيها الثقل فنصحتني الطبيبة بالتركيز على المشي لأرتاح خصوصاً أن الجنين كان في وضعية مرتفعة.
كما ظهرت تشققات كثيرة في بطني بسبب الحمل وبقيت بعد الولادة وهي تزعجني كثيراً. أما بالنسبة إلى الولادة، فعلى الرغم من أنه كان من المفترض أن تكون طبيعية، إلا أني بلغ حملي نهاية الشهر التاسع ولم أضع فدخلت إلى المستشفى حيث أجري لي الطلق الصناعي لتفعيل الولادة وبدأت آلام المخاض لكن بعد أن رأت الطبيبة تبدلات مقلقة في نبض الجنين، قررت أن الولادة يجب أن تتم مباشرةً بعملية قيصرية، وبالفعل كان حبل الخلاص قد التفّ على الجنين لكن أنقذ في الوقت المناسب.
واجهت بعد الولادة بعض المشكلات في القولون وانتفاحاً في البطن لكنها زالت لاحقاً وقد مر على الولادة شهران».
كريستين عون أماً للمرة الرابعة في سن 43 عاماً دون اي مشكلة في الحمل
«لم أخف من الحمل وأنا في الأربعينات بل لأني لم أعرف بحملي إلا في الشهر الخامس منه وكنت قد تناولت أدوية بعد أن مرضت وأنا أجهل تماماً أني حامل.
لذلك خفت على طفلي، كنت أخشى عليه إلى أن اطمأننت في الفحوص التي أجريناها الى أنه بخير وأن كل شيء طبيعي».
في سن 43 سنة حملت كريستين بطفلها الرابع ومرت اشهر الحمل الأولى ولم تعرف بحملها حتى الشهر الخامس فيما قصدت طبيبتها لتجري فحوصاً نسائية روتينية وصورة صوتية أكدت لها الطبيبة فيما كانت تجريها وجود نبض طفل.
لكريستين ابنة بسن 19 عاماً، ففيما فوجئت وبكت تحت وقع المفاجأة إلا أنها أحبت الفكرة لاحقاً ولم يبق لها إلا أن تطمئن على طفلها وعلى صحته.
عن المشكلات التي واجهتها في حملها تقول «لم أواجه مشكلات تذكر، خصوصاً أن الأشهر الخمسة الاولى من الحمل مرت دون أن أعرف بحملي.
كان حملي عادياً كما بالنسبة للمرات الثلاث السابقة ، لا بل كان أسهل بعد حتى أني لم اشعر بأي غثيان أو تقيؤ. أجريت فقط بعض الفحوص الإضافية مع فحص ماء الرأس لأني في الاربعينات لكن لم تكن هناك أي مشكلة .
وكنت أجري شهرياً فحصاً للدم لأني عانيت فقراً في الدم. كذلك حرصت طبيبتي على غجراء صورة صوتية للجنين كل 20 يوماً للتأكد من أن كل الأمور تجري بالشكل الصحيح.
لكن لم أواجه مشكلة. أما الولادة فكانت أيضاً سهلة جداً وجميلة. حتى أنها تمت بعملية قيصرية لكنها كانت في غاية السهولة وأجمل من الولادات السابقة التي خضعت فيها تخدير عام أما في الولادة الأخيرة فأجري لي تخدير موضعي فتمكنت من رؤية طفلي عند الولادة وعشت مشاعر جميلة. ولد طفلي بوزن 2,90 كلغ وهو يتمتع بصحة جيدة. ما تبدل فقط بينه وبين أخوته أنه يدلل بشكل مفرط كونه طفلاً بين أخوته الكبار ما قد يفسده لاحقاً».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024