بحمدون اللبنانية العابقة بالأصالة في كنفها فيلّا تضجّ بالعراقة
هو قيمة تاريخية في ربوع منطقة عريقة . بحمدون اللبنانية التي ضمّت على مدى عصور قصوراً فخمة لشخصيات مرموقة من لبنان وخارجه، ها هي اليوم بعد مرور سنين تستعيد رونقها بفضل إبداع المهندس غسان حاتم.
هذه الفيلا المشيّدة في العام 1940، قطنتها على مرّ السنين عائلات مرموقة، من شقيقة شاه إيران وصولاً إلى عائلة كويتية عريقة.
وقد أعاد إليها المهندس حاتم ألقها، فشعّت جمالاً إيطالياً بعدما أعاد بناءها بالطراز نفسه الذي كانت عليه قبل أن تدمّرها الحرب اللبنانية.
كلّ شيء مميزّ على امتداد هذه الفيلا، خصوصاً المزيج المتقن بين الفخامة الأصيلة والعصرية المفعمة بالتكنولوجيا الخفيّة.
الرخام يجسّد عراقة الطراز الإيطالي، خصوصاً في قاعة الإستقبال. مزيج من أنواع وألوان عدة متداخلة بطريقة منسّقة بعضها مع بعض تشكلّ لوحة فريدة.
هذا الركن عبّر بوضوح عن مكوّنات الداخل الفسيح، حيث تدلّت فوق الرخام في وسط قاعة الإستقبال ثريا لافتة بتصميمها من الأسود والذهبي، انحدرت من وسط الجفصين المطلي بالذهبي المعتّق.
هذا المزيج أرخى جواً لافتاً من الفخامة والرومنسية والأناقة والفرادة في التصاميم انسحب على الداخل.
الأجواء الهندسية التي كانت سائدة في العام 1940 طاغية على جناح قاعات الإستقبال التي لم تفصل بينها حواجز.
بداية، الألوان جامعة بين الصالونات المفتوحة بعضها على بعض، من البيج وصولاً إلى البني الزاهي بأقمشة عديدة من المخمل إلى الحرير فالغروغران. إلى جانب هذه الألوان، الرخام في هذا الجناح متماوج بمشتقات البيج من نوع «كالاكاتا».
والبارز في تصميمها هو الطراز النيو كلاسيكي و«تشيسترفيلد» المصمّم بعصرية ليتماشى مع الجوّ العام.
في الصالون الأوّل، تستوقفنا الستائر المصمّمة على النسق الإيطالي من القماش الشفاف، امتزج فيها البيج مع نفحة برتقالية، خصوصاً في السجادة الحرير التي استلقت عليها طاولة خشب مستديرة .
هذا الركن يميل إلى الصفاء والنفحة الصيفية أكثر من بقية الصالونات. فبالدخول إلى بقية الجلسات، تصبح الألوان داكنة أكثر والقماش يميل إلى المخمل. توسّطت الصالونين هنا طاولتان من الخشب بالتصميم نفسه، استلقتا على ركائز من الخشب المستدير.
ولعبت الستائر في هذه الجلسات دوراً تجميلياً إلى جانب اللوحات الزيتية التي صمّمتها ريشة الرسامة كارول طربيه خصيصاً لهذا المنزل.
وقد تناثر في كلّ الجلسات وطغى على معظمها اللون الناري الذي أدخل علامة فارقة إلى هدوء الألوان الموحّدة.
وبين الصالونين مدفأة انغرست في وسط الحائط، ازدانت بالرخام البيج. وليزداد المكان دفئاً، وضع الباركية في وسط الرخام ليشكلّ هذا الأخير إطاره التجميلي.
وبالإنتقال إلى الصالون المغلق، نبقى في الجوّ نفسه، ولكن بنكهة جديدة أدخلتها اللوحات الزيتية إلى هذا الركن، لتصبح الجلسة معها أكثر نضارة. فاللوحات الثلاث التي توّزعت على الجدران جمّلتها الورود البيضاء والزهرية.
غرفة الطعام التي اتّسمت بكبر حجمها لها قيمة خاصة لدى المالكين، إذ إن المالك استقدمها من واشنطن، مركز إقامته السابق حيث كان يشغل مركزاً ديبلوماسياً. طاولتها من الزجاج استلقت على ركيزة من الخشب ومقاعدها من الخشب الأسود اللمّاع.
أما قمّة الذوق والإبداع فتجلّت في الثريا المميّزة الشكل من توقيع المصمّم إيلي جورج الذي صمّم ثريات المنزل كلّها.
قاعدة مستطيلة مثبّتة في السقف انسدلت منها مجموعة متفاوتة الطول من المصابيح المصنوعة من الحجارة التي تميل بلونها إلى البرونزي.
الجدران البيض عكست جمالية العمل الحرفي للجفصين الجميل التصميم، على أناقته وبساطته، فقط اللوحات الزيتية الصغيرة الحجم زيّنت بعضاً من هذه الجدران خصوصاً على درفتي الباب الفاصل بين غرفة الطعام وأحد الصالونات.
قبل الإنتقال إلى الطبقة العلوية حيث غرف النوم، تبقى في طبقة الإستقبال جلسة خارجية على الشرفة المغلقة بالزجاج ، أثاثها مزيج من العصرية في المقاعد البامبو.
أما الطاولات والفيترين فيعود تصميمها إلى القرن السادس عشر. وتناثرت الشتول الكبيرة المطعّمة بالورود على إمتداد الشرفة لتزيد المكان جمالاً.
غرف النوم مزيج من الطرازين الكلاسيكي والعصري. ألوانها أيضاً مزيج من الناري والترابي. غرفتا الماستر طغى عليهما اللون الناري الممزوج بالبيج وبينهما صالون عصري وثير.
الطبقة العلوية والأخيرة مخصّصة للراحة والاسترخاء حيث يمضي المالكون أوقات التسلية. فيها طاولة بيليار ومكتبة كبيرة على امتداد الجدران تقابلها مقاعد وثيرة ومدفأة كبيرة تزيد الجلسة حلاوة في ربوع هذه المنطقة الجبلية النائية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024