'بما يناسب حالتك': محمد سعد شحاتة يوثّق الثورة شعراً
الديوان: «بما يناسب حالتك»
الشاعر: محمد سعد شحاتة
الناشر: الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة
هل يصلح الشعر لتوثيق حدث مثل ثورة 25 يناير وامتداداته؟
هذا سؤال يتبادر الى الذهن عند قراءة ديوان «بما يناسب حالتك» للشاعر محمد سعد شحاتة والصادر أخيراً عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة «حروف».
ويبدو أن الإجابة هي «نعم» في ظل استماتة متضررين من تلك الثورة من أجل طمس معالمها، بل وحتى إنكارها، بما يجعل كل شهادة لمن شارك في تلك الثورة شيئاً مهماً حتى لو كانت مجرد قصيدة، أو لوحة، أو صورة فوتوغرافية للشاعر يحمل طفلاً ويرفع علماً وسط أحد ميادين ذلك الحدث الاستثنائي، وهي الصورة التي اختارها محمد سعد شحاتة لتزين غلاف ديوانه.
وشهادة محمد سعد شحاتة التي جاءت في صورة قصائد تصلح لأن تكون من وثائق الثورة التي نادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، مع أن صاحبها الذي يعمل صحافياً لم يتعمد أن تكون كذلك، على الأرجح، وإلا كان سجل تجربته في مقالات وجمعها في كتاب، كما فعل كثيرون حتى الآن.
قصائد ديوان «بما يناسب حالتك»، والتي تزيد على 40 قصيدة، ليست كلها عن الثورة، لكن معظمها يرتبط بعلاقات «عاطفية» ترتبط في بعض محطاتها بالفضاء الإلكتروني الذي لعب على أي حال دوراً محورياً في إطلاق شرارة 25 يناير.
وبحسب ما جاء على الغلاف الخلفي، فإن هذا الديوان «يعكس قدرة الشاعر على إحداث نوع من التوازن الخلاق، الذي يجعل من النص أفقا منفتحاً، كما يتيح للنص إمكانية قبول مجمل الرؤى والتصورات المتنوعة المختلفة».
وفي كلمة ظهر الغلاف أيضاً: «... ويثير الديوان مجموعة من الإشكاليات المتنوعة التي تطرحها القصيدة الجديدة في شعر الفصحى بشكل خاص، وهذه الإشكالية ربما تعود إلى الرغبة العارمة في التجريب واختبار الأدوات الفنية؛ بما لا يؤدي في النهاية إلى إعادة إنتاج مجمل الرؤى القديمة التي قدمها شعراء الحداثة في الشعر العربي، فالشاعر اعتمد على تقديم معنى شعري مغاير، محاولاً ابتكار بلاغته الخاصة وإيقاعه المختلف». يهدي شحاتة ديوانه «إلى صاحبة أجمل فناجين القهوة»، ومن جوّه: «لن تعرفي يوماً/ كما أنك ستشاهدين هذا الاستاتوس/ ولن تتمكني يوماً من أن تقرئيه/ لذا سأتمكن بكل راحة/ من أن أصرخ بأعلى صوتي/ في مكان يراه العالم كله/ وأثق في أنك تتابعين أخباره كي أقول: أحبك/ وأعرف أن الفضائيات ستنقل صوتي/ في خلفية من حناجر مليونين خلفي/ يرددون في صوت واحد/ الشعب يريد إسقاط الرئيس».
ومحمد سعد شحاتة شاعر وباحث أكاديمي، حاصل على دكتوراه الفلسفة في اللغة العربية وآدابها من جامعة عين شمس، وصدر له من قبل ديوانان هما «هوامش خارج متن»، وأيام عادية»، كما أصدر كتابين هما «العلاقات النحوية وتشكيل الصورة الشعرية عند محمد عفيفي مطر»، و«النظم والتأويل في الفكر البلاغي العربي»
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024