تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

أوجاع صغيرة أم مشكلات خطيرة

هل تعلمين أن تشخيص الأعراض بطريقة صحيحة كفيل بالحؤول دون نوبات ذعر غير ضرورية أو، على العكس، الشروع في العلاج بأسرع ما يمكن؟ إليك لمحة عن بعض المشكلات الطبية الشائعة وأعراضها، بحيث تدركين متى يجدر بك الإسراع إلى عيادة الطبيب...
هناك بعض الأشخاص الذين يزورون الطبيب فور ظهور بثرة صغيرة على بشرتهم أو معاناتهم من صداع خفيف لأنهم يتخيلون الأسوأ ويظنون أنهم مصابون بأخطر أنواع الأمراض.
في المقابل، هناك أشخاص آخرون يعتقدون أنهم بمنأى عن الأمراض حتى لو عانوا من أعراض مزعجة.
فهم يملكون، برأيهم، حصانة ضد الأمراض ويؤكدون أن الأعراض ستزول من تلقائها من دون أي شك.
في كل الأحوال، لا يجدر بأي منا تأدية دور الطبيب، ولا بد من زيارة عيادة الطبيب عند ملاحظة أي أعراض غريبة أو المعاناة من أي أوجاع. فالأعراض هي دليل على خلل في وظائف الجسم.
قد يكون هذا الخلل بسيطاً وتختفي الأعراض وحدها، وقد يكون خطيراً وتبرز الحاجة إلى علاج فوري. في النهاية، وحده الطبيب يقرر طبيعة العلاج. وفي انتظار استشارة الطبيب، إليك لمحة سريعة عن الأعراض والأمراض.


أوجاع متكررة في الرأس

تقول منظمة الصحة العالمية إن 70 في المئة من الأشخاص تقريباً يعانون من صداع التوتر، ومنهم 3 في المئة تقريباً بصورة مزمنة، فيما يعاني 12 في المئة تقريباً من الأشخاص من صداع الشقيقة.
قد تكون أوجاع الرأس هذه مزعجة جداً، لكنها لحسن الحظ غير خطيرة، حتى لو استمرت أياماً عدة وعادت بشكل منتظم. لم تتضح بعد للأطباء آلية ظهور أوجاع الرأس، لكنها قد تكون مرتبطة باستعداد وراثي، أو بالتوتر، أو بمشاكل دماغية (وضعية سيئة أمام شاشة الكمبيوتر مثلاً).
وفي أغلب الأحيان، تستطيع الأدوية (المسكنة)، وأسلوب العيش الصحي، والتكيف الجيد مع العمل أن تساعد في القضاء على أوجاع الرأس. لا حاجة إذاً للقلق مبدئياً.

لكن عليك الانتباه ومراجعة الطبيب فوراً إذا كانت أوجاع الرأس قوية وحادة بشكل غير طبيعي، ومتموضعة في ناحية محددة، ومتكررة وفق إيقاع معين.
في هذه الحالة، يجب استشارة الطبيب خصوصاً إذا ازدادت أوجاع الرأس من ساعة إلى أخرى، أو من يوم إلى آخر، على رغم تناول مسكنات الألم، أو إذا كانت تتفاقم ليلاً، أو نهاراً.
لا بد أيضاً من استشارة الطبيب إذا كان الألم متمركزاً في الفك العلوي أو الجفنين أو الجبين، أو إذا ترافق وجع الرأس مع تصلب في العنق، أو غثيان، أو اضطراب أو تعب كبير، أو مشكلات في الرؤية أو التوازن أو الكلام... فهذه الأوجاع قد تكون نتيجة خلل حميد في وظائف الجسم، أو ربما خلل خبيث. لذا، يجب استشارة الطبيب بسرعة.


ظهور بقع أمام العينين

البقع، تلك الأجسام الطافية وخطوط الوميض التي تظهر أحياناً في حقلنا البصري، هي جزء من عملية طبيعية.
وفي أغلب الأحيان، يمكن أن تظهر تلك البقع في أي عمر، لكنها أكثر تواتراً عند الذين يعانون قصراً في البصر وتجاوزوا الأربعين.
إلا أن هذه البقع غير خطيرة وتختفي مع الوقت. قد يكون هذا عبارة عن جزيئات أصباغ، أو خلايا جسم زجاجي، أو جزيئات عالقة في الغشاء الدمعي، أو تشنجات صغيرة في الأوعية الدموية...

لكن إذا ظهرت هذه البقع بعد صدمة، أو ازداد عددها فجأة، أو ترافقت مع انخفاض دائم في الرؤية، أو ظهر الوميض في مكان محدد واستمر حتى مع إغماض العينين، أو إذا ثبتت بقعة سوداء في الحقل البصري، ولم تتحرك مع حركة العينين.
وعند المصابين بداء السكر، يجب توخي الحذر ومراجعة الطبيب فوراً إذا ظهرت بقع حمراء أو بيضاء، حتى من دون انزعاج بصري.
فقد يكون هناك مرض أو إصابة في الشبكية، أو دليل على تصلب الشرايين، أو الضمور البقعي المرتبط بالتقدم في العمر. ولا بد إذاً من زيارة طبيب العيون.


سعال مستمر

لا داعي للهلع إذا بدأ السعال بعد التهاب موسمي. فهو دليل على استمرار الالتهاب في مخاطية الأنف، وهو بالتالي ردة فعل آلية.
لمعالجة هذا السعال، يمكن غسل الأنف بالمصل الفيزيولوجي، واستعمال الأدوية المزيلة للاحتقان، وربما الخضوع لعلاج كورتيزون موضعي. ثمة سبب آخر للسعال الذي يستمر طويلاً وهو ارتداد حمض المعدة في المريء.
وتنطوي معالجة هذه المشكلة على تبديل وضعية الجلوس والنوم وإجراء تعديلات في الغذاء، وحتى تناول أدوية. هناك أيضاً بعض الأشخاص الذين يبدأ السعال عندهم فور الإحساس بالتوتر أو الخجل المفرط.

لكن إذا استمر السعال لأكثر من شهر كامل، وكان ليلياً أو صباحياً مع إفرازات نخامية، وترافق مع صفير عند بذل أي جهد، أو مع تنفس مصحوب بصفير، أو ألم في الصدر، لا بد من مراجعة الطبيب فوراً للتأكد من أن هذا السعال لا يخفي مرضاً آخر.
فقد يكون مصدره داء ربو، أو التهاب مزمن في الشعيبات الهوائية، أو سرطان (لاسيما عند المدخنين)، أو التهاب في الرئتين، أو قصور قلبي...


نزف من الشرج

باستثناء الإمساك الشديد، تعتبر البواسير السبب الرئيسي للنزف من الشرج، علماً أن البواسير تصيب شخصاً واحداً تقريباً من كل ثلاثة أشخاص. والواقع أن هذا التوسع الموضعي للأوعية الدموية يمكن أن يسبب آلاماً ونزفاً غزيراً نوعاً ما.
إنها مشكلة مزعجة جداً وإنما غير خطرة البتة. تستمر نوبة البواسير عشرة أيام تقريباً، لكن العلاجات الموضعية (مثل مضادات الالتهاب ومسكنات الآلام) يمكن أن توفر بعض الراحة. وفي بعض الحالات، تبرز الحاجة إلى عملية جراحية بسيطة.

لكن في بعض الأحيان النادرة جداً، يمكن أن يكون نزف الشرج ناجماً عن أمراض في الجهاز الهضمي (داء كروهن، التهاب في المستقيم...). قد يكون النزف غزيراً أو خفيفاً، وإنما متواتراً، ويترافق مع ألم في أعلى البطن.
في هذه الحالة، يجب استشارة الطبيب فوراً. وإذا ترافق النزف من الشرج مع شحوب، أو عرق بارد، أو عطش كبير، أو انزعاج، يجب التوجه إلى قسم الطوارئ في أقرب مستشفى.
وأخيراً، تجدر الإشارة إلى أن أي نزف مستمر بعد عمر الأربعين يستلزم مراجعة الطبيب بسرعة. لكن في حال سرطان القولون أو المستقيم، يكون النزف في البراز غير مرئي عادة للعين المجردة، ولذلك يجب إجراء فحوص طبية دورية.


هفوات الذاكرة

نعاني جميعاً من هفوات في الذاكرة بين الحين والآخر، بحيث ننسى اسماً، أو ننسى أين وضعنا المفاتيح، أو ننسى موعداً... ليس هذا خطيراً. ومع التقدم في العمر، تتضاءل قدرتنا على التركيز بحيث يكون طبيعياً أن تتمرد الذاكرة قليلاً.

لكن إذا بدأنا ننسى أموراً أساسية في حياتنا اليومية، بحيث نضع مفاتيح السيارة في الثلاجة، مثلاً، أو ننسى كلمات شائعة، أو لا نعرف الوقت، أو ننطق بعبارات غير مفهومة البتة ولا معنى لها، أو لا ننجح في تذكر معلومة أساسية، أو لا نعرف طريق المنزل... يكون هذا دليلاً خطيراً على داء ألزهايمر.
والخطير أكثر إذا كنا غير مدركين لتلك الهفوات في الذاكرة. في هذه الحالة، يجب التحدث إلى الطبيب المعالج الذي يشخص المشكلة ويصف العلاج المناسب.

الشامات

يملك كل شخص قرابة 30 شامة في جسمه. إذا كانت هذه الشامات ثابتة لناحية اللون والشكل والمظهر، وإذا كنت غير مدمنة على التعرض لأشعة الشمس المباشرة، ولا توجد أية سوابق عائلية لسرطان البشرة، لا داعي للهلع وتعتبر هذه الشامات طبيعية.
ولا تخافي إذا تعرضت شامة معينة لصدمة أو كشط. فهذا لن يؤدي إلى السرطان. لكن لا ضير في فحص كل شامات الجسم، مرتين سنوياً، عند طبيب الجلد.

لكن إذا ظهرت الشامات فجأة وبسرعة في البشرة، أو كانت شامة معينة مختلفة عن بقية الشامات، أو ثمة شامة غريبة لناحية المظهر أو الشكل أو الحجم، يجب مراجعة طبيب الجلد فوراً.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078