تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

واقع فيروس 'كورونا' في السعودية...

وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة

وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة

د. علي محمد زكي

د. علي محمد زكي

بدأت حالة من الهلع تنتشر في المنطقة الشرقية السعودية، خصوصاً في محافظة الإحساء التي شهدت معظم الإصابات بفيروس «كورونا» القاتل الشبيه بفيروس سارس.
ومضى عام على اكتشاف فيروس «كورونا»، ولم يتوصّل الطب إلى علاجٍ شافٍ له أو حتى تحديد طريقة انتقاله.
فبعد ظهور أول حالة في أيلول/سبتمبر الماضي في غرب السعودية وتحديداً في جدة، لم تتوقع الكوادر الطبية أن تصل حالاته إلى 31 حالة، ووصلت حالات الوفاة إلى 15 حالة، وشهدت محافظة الإحساء وحدها تسجيل 21 حالة، توفي منها 9 حالات، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة وجميعهم في محافظة الإحساء.
وتكون أعراض الإصابة ارتفاع الحرارة، والسعال الذي يتبعه التهاب رئوي حاد يصيب الرئتين.
أما الطريقة الحالية لتشخيص الإصابة فتكون عبر عيّنة من سوائل مجرى الجهاز التنفسي تبيّن أن المريض لديه مرض مزمن يؤدي إلى ضعف المناعة بفعل الفيروس.


أكد وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة أن الوضع في السعودية مستقر بشكل عام والحالات في انخفاض، وأن هناك إجراء استقصائياً وبائياً مستمراً حول الفيروس.
وأوضح أن فحوص تأكيد المرض لا تتجاوز 6 ساعات، وأن وزارة الصحة تؤكد حرصها على اكتساب الخبرة في كشف مثل هذه الفيروسات في جميع المناطق.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن عاملين اثنين في قطاع الصحة السعودي أصيبا بعدوى فيروس «كورونا» الشبيه بالسارس من مرضى مصابين به.
وقالت: «أحد هذين العاملين في قطاع الصحة الذي شخّصت إصابته بالفيروس عبر تحاليل مخبرية هو رجل يبلغ من العمر 45 عاماً وأصيب بالمرض في الثاني من أيار/مايو وهو حاليا بحالة حرجة.
أما الإصابة الثانية فقد شخصت لدى سيدة تبلغ من العمر 43 عاماً ومرضت في الثامن من مايو وحالتها مستقرة».

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنه رغم تشخيص وجود الفيروس لدى عاملين في جهاز الصحة في الأردن فإنه لم يثبت حتى الآن أنهم أصيبوا به عبر مرضى.
وأكدت المنظمة أنها «المرة الأولى التي يكون فيها لدينا دليل متين نسبياً وسريع على حدوث مثل هذه الإصابة»، منبّهة أجهزة الصحة التي تقدم علاجا لمصابين مفترضين يحملون فيروس «كورونا» إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الملائمة للحد من خطر انتقال الفيروس إلى مرضى آخرين أو عاملين في قطاع الصحة.

وسجل نصف الحالات، البالغ عددها نحو 30 نصفها مميت، في السعودية، بينما سُجّلت البقية في الأردن وقطر وألمانيا وبريطانيا وفرنسا.


معلومات عن «كورونا»

كيف ظهر الفيروس التاجي الجديد «كورونا»؟
تم تأكيد الإصابة الأولى العام الماضي، وكان المصاب رجلا يبلغ من العمر 60 عاماً وتوفي في السعودية. أما المصاب الثاني فكان قطرياً، يبلغ من العمر 49 عاماً، وقد ظهرت عليه أعراض الإصابة في أيلول/سبتمبر، وأكدت إصابته مختبرات وكالة الوقاية الصحية في كولندايل شمال لندن.
سمي الفيروس الجديد «متلازمة الالتهاب الرئوي التاجي الشرق أوسطي» واختصاره العلمي «MERS-CoV».
وقالت الدكتورة سوزي وايلز، عالمة الأحياء الدقيقة واختصاصية الأمراض المعدية في جامعة أوكلاند في نيوزيلندا، إن غالبية حالات انتقال العدوى بفيروس «كورونا» حصلت في مستشفيات أو عيادات طبية لأشخاص كانوا هناك لأن لديهم مشاكل صحية، «مما يشير إلى أن إصابة أشخاص بأمراض مسبقة يجعل هؤلاء أكثر تعرضاً لاستقبال العدوى».

ما هي الفيروسات التاجية؟
عرفت هذه الفيروسات للمرة الأولى عام 1960، وسميت بهذا الاسم بسبب اتخاذها شكلا يشبه الإكليل (التاج). ويسبب هذا النوع من الفيروسات أمراضا رئوية تصيب البشر والحيوانات على حد سواء.

ما الأعراض الرئيسية للإصابة؟
لا تزال المعلومات المتوافرة عن الإصابة وانتقالها قليلة في هذه المرحلة. ولكن في حالات الإصابة المؤكدة عانى المصابون من ارتفاع الحرارة والسعال وصعوبات في التنفس. ومن غير المعروف إلى الآن ما إذا كانت الأعراض التي تسببها الإصابة متطابقة لدى جميع المصابين، أم أنها تختلف بحسب حالة المصاب.

ما العلاج؟
لا يملك العلماء معلومات كافية عن الفيروس لإنتاج علاج محدد أو إجراءات يستحسن اتخاذها، بخلاف معالجة الصعوبات التنفسية في المستشفيات وفقا لما ذكرت وكالة الوقاية الصحية في بريطانيا.

كيف تنتقل العدوى؟
ينتقل هذا النوع من الفيروسات عادة بشكل شبيه لانتقال فيروسات الإنفلونزا العادية. لذا فمن المرجح أن يكون انتقال الفيروس من شخص إلى آخر عبر السعال والعَطس.

إلى أي درجة يعتبر فيروس «كورونا» معدياً؟
تؤكد وكالة الحماية الصحية البريطانية أن انتقال الفيروس يبدو محدوداً، ولو كان معدياً إلى حد بعيد لكان عدد حالات الإصابة حالياً أكبر من 30، ولكانت منتشرة في عدد أكبر من الدول خصوصا أن حالات الإصابة ظهرت منذ حوالي ثلاثة أشهر، وفترة الحضانة للفيروس لا تتجاوز السبعة أيام.
لكن الوكالة تضيف، أن من الأفضل التزام الحذر، وأن المصاب الموجود في لندن يعالج بأقصى حالات العزل، ويرتدي المعالجون المعدات والملابس اللازمة لحمايتهم بما في ذلك أجهزة التنفس الخاصة والقفازات والأغطية العازلة.
وما يخفف أخطار انتقال الفيروس على نحو كبير أنه من النوع الذي يموت بعد 24 ساعة من خروجه من الجسم، ويمكن بسهولة القضاء عليه عبر المنظفات والمعقمات، لذا تجد وكالة الوقاية الصحية البريطانية أن احتمالات انتقاله بين البشر على نحو كبير لا تزال ضئيلة.

من أين أتى الفيروس؟
لا أحد يدري إلى الآن أين ظهر الفيروس للمرة الأولى. وقد يكون «كورونا» نتيجة تحوّل فيروس آخر. وبعض حالات العدوى أتت من فيروسات كانت تنتقل بين الطيور والحيوانات، وتعرف علميا بالأمراض الحيوانية المنشأ.
وهذا قد يؤدي إلى إصابات بشرية طفيفة أحياناً وخطيرة في حالات أخرى. ولكن لا دليل حالياً على كون فيروس «كورونا» الجديد من الفيروسات التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر.

هل هناك لقاح ضد «كورونا»؟
لا يتوافر أي لقاح يقي من الإصابة بفيروس «كورونا» إلى الآن.

هل هناك فحوص مخبرية؟
نعم يتوافر فحص ولكنه معقد، ويعتمد على نظام يعرف باسم PCR أو «التفاعل المتسلسل للبوليميراز»، ويتضمّن تضخيم عينات صغيرة من الحمض النووي DNA لاكتشاف أي أثر للفيروس فيها.

إن ظهرت لديّ أعراض برد وحمّى، ما الذي أقوم به؟
إن كانت الأعراض طفيفة، فعلى الأرجح أنك أصبت بفيروس إنفلونزا عادي، ولكن إن ساءت الأمور وشعرت بصعوبات في التنفس عليك استشارة الطبيب مباشرة ذاكرا الأماكن التي زرتها أخيراً. وقد يكون الأمر مرتبطاً بأمراض تنفسية أخرى ولا علاقة له بفيروس «كورونا».

هل هو شبيه بمرض «سارس»؟
سارس هو الحالة الأخطر من الفيروسات التاجية إلى الآن، ولكن هذا النوع من الفيروسات قد يسبب أعراضاً خفيفة إلى حالات مرضية صعبة. حالات الإصابة المؤكدة تسبب أمراضا تنفسية مما يجعل منه شبيها إلى حد بعيد بفيروس «سارس».


الطبيب الذي اكتشف فيروس «كورونا»

اكتشف فيروس «كورونا» في السعودية عالم الفيروسات المصري علي محمد زكي، في حزيران/يونيو 2012، عندما كان يعمل في مستشفى بمدينة جدة.
يقول الطبيب الذي يعمل حالياً في جامعة عين شمس: «إن فيروس «كورونا» سيتسبب بوباء على الأرجح في مرحلة ما لكن ليس بالضرورة أن يكون في صورته الحالية»، مشيراً إلى أنه «رغم اكتشاف أول حالة في مستشفى بجدة، فإن أحداً في المستشفى لم يصب بعدوى».
ويضيف أن الأطباء والسلطات في وضع أفضل للتعامل مع التفشي عما كانوا عليه عند تفشي «سارس» لأن الفيروس الجديد جرى التعرف عليه في مرحلة مبكرة نسبيا.
ويشدد عالم الفيروسات على ضرورة أخذ الحيطة والحذر بشكل كبير، ويؤكد أن «على السلطات أن تستعد للأسوأ وتطبّق المعايير القياسية للسيطرة على العدوى مثل العزل، كما حصل بالضبط مع سارس».
ويرى أن هناك «احتمالاً لانتقال الفيروس خارج السعودية لأن «كثراً يعملون في السعودية وكثراً يزورونها للسياحة الدينية».

إجراءات وإرشادات
واجتمعت اللجنة الوطنية السعودية العلمية للأمراض المعدية واللجنة العلمية الوطنية لمكافحة العدوى التي تضم ممثلين لوزارات الدفاع، التربية والتعليم، الداخلية، التعليم العالي، الصحة والحرس الوطني والمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وشركة أرامكو السعودية لمناقشة آخر مستجدات مرض «كورونا» النمطي الجديد، واطلعت على تقرير زيارة وزير الصحة والمختصين لمحافظة الإحساء، وزيارة خبراء منظمة الصحة العالمية.
وأكدت اللجنتان أن هذا الفيروس لم تُعرف حتى الآن طريقة انتشاره ومصدره ولا يوجد علاج نوعي أو لقاح خاص به، والعمل جار للوصول إلى معلومات أكثر عن هذا الفيروس على كل المستويات العلمية داخل المملكة وعلى مستوى العالم.
وطلبتا من المواطنين عدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار التي تصدر عن جهات غير رسمية، مع التشديد على أن المعلومات والتوصيات والإرشادات المعتمدة حسب الأنظمة تصدر من وزارة الصحة.
وأوضحتا أنه لا نية لفرض أي قيود على المدارس لعدم أدلة دلائل علمية تؤيد ذلك.
وأبدت هيئة حقوق الإنسان ارتياحها للإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة حيال ظهور عدد من حالات فيروس «كورونا»، واصفة هذه الإجراءات بأنها مطمئنة.


الأعراض بدأت بارتفاع درجة الحرارة

يقول شقيق أحد المصابين بالمرض أن شقيقه يعمل موظفاً في إحدى مدارس التعليم العام في الإحساء، وأن علامات المرض بدأت تظهر عليه مثل ارتفاع درجة الحرارة، والكحة المستمرة، والإسهال.
فنقل إلى مستشفى الملك فهد في مدينة الهفوف، «وقرر الأطباء تنويمه على الفور، فخضع للعزل ثلاثة أيام ولم نتمكن من زيارته، وبعدها تأكدت إصابته بالمرض».

توفي زكي المعيبد (48 سنة)، جراء إصابته بفيروس «كورونا». وبدأت حكاية المرض مع زكي، حين شعر بآلام، مما اضطره لمراجعة مستشفى الملك فهد، فطلب الطبيب تنويمه، وبقي في المستشفى أربعة أيام، قبل أن يخرج منه على مسؤوليته.
وعاد المعيبد، إلى منزله، لكن الآلام أجبرته بعد نحو أسبوع على العودة إلى مستشفى الملك فهد. وكان يشتبه حينها في إصابته بـ «كورونا»، ولكن المستشفى وضعه مع مريض آخر، إصابته بالفيروس مؤكدة، وتوفي هذا المريض.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077