مالطا الجزيرة التي تحضن كل سحر التاريخ
بين أفريقيا وأوروبا وفي حضن البحر الأبيض المتوسط، تسبح مالطا جامعة هوى القارتين وحضارات البحر الأبيض المتوسط القديمة.
فهذه الجزيرة العائمة تشكّل الخاصرة الجنوبية للقارة الأوروبية. تبعد 80 كيلومترًا جنوب جزيرة صقيلية، و284 كيلومترًا شرق تونس و333 كيلومترًا شمال ليبيا.
كانت مالطا التي تبلغ مساحتها 316 كيلومترًا مربعًا، مركز جذب الشعوب القاطنة حولها. فقد استعمرها الفينيقيون في القرن التاسع قبل الميلاد، واتخذوها مرفأً لسفنهم التجارية، ثم استولى عليها القرطاجيون في القرن السابع قبل الميلاد، وبقوا فيها أربعة قرون، واستولى عليها لاحقاً الرومان فالبيزنطيون ثم المسلمون، واحتلها الفرنسيون واستعمرها الإنكليز.
هذا المزيج من الحضارات ساهم مع المناخ المعتدل في جعل جزيرة مالطا مركز جذب للسياحة.
لافاليتا العاصمة
تمتد لافاليتا، عاصمة مالطا، على شكل مستطيل معانقةً البحر الأبيض المتوسط الذي يزنّرها شمالاً وشرقًا وجنوبًا. «مدينة بناها النبلاء لأجل النبلاء» ،هكذا قال عنها الأديب الإسكوتلندي السير والتر سكوت.
بناها جان باريسوت دو لا فاليت الذي دافع عن الجزيرة بمواجهة هجمات الأتراك المتكرّرة عليها. ها هي اليوم مدينة جميلة تتيح لزائرها معرفة خباياها خلال ساعات، فيجول وسط قلاع القرن السادس عشر التي لا تزال تقف ببهاء سيرتها الأولى.
الولوج إلى لافاليتا يكون عبر بوّابتها الرئيسية فتأخذه الساحات المحاطة بالقصور والكاتدرائيات الرائعة إلى وسط المدينة حيث يقف أبهى المباني أوبيرج دو كاستيل de castile Auberge قصر اللغتين الإسبانية والبرتغالية الذي يضم مكتب أول رئيس وزراء لمالطا.
قلعة ريكاسوللي
شيد هذه القلعة فرسان مالطا بين عامي 1670 و1693. وقد صممها المهندس العسكري الإيطالي أنطونيو موريتسيو كجزء من حصون المعلم الكبير نيكولاس كوتونرز التي تحيط المرفأ، والتي توفر التدريبات العسكرية للبحرية.
شكّلت القلعة خط دفاع بحرياً خلال الحرب العالمية الثانية. تشهد التعديلات الهيكيلية ومرابض المدفعية إضافة إلى القلعة البحرية على قيام هذه القلعة بدورها البحري بشكل متواصل ومتقدّم.
غير أن قلعة ريكاسوللي تعرّضت للخراب خلال الحرب العالمية الثانية لا سيما أجنحتها الداخلية، إلا أنه أعيد ترميم بوابتها الرئيسية فيما منزل الحاكم دمّر تماماً.
واللافت في هذه القلعة أنها جذبت الكاميرا الهوليوودية لا سيما الأفلام التاريخية، ففيها صور فيلم تروي Troy، غلادياتور Gladiator وهيلين أوف تروي Helen of Troy ويوليوس قيصر Julius Cesar
جزيرة كومينو وبلو لاغون
كومينو هي إحدى جزر الأرخبيل المالطي تقع بين مالطا وغوزو تبلغ مساحتها 3,5 كيلومتر مربع، وسُمّيت كذلك بعدما ازدهرت زراعة بذرة الكمون في جزيرة مالطا. لذا فإن اسمها باللغة المالطية كومينيت ،kemmunent. وتميزت بهدوئها وعزلتها.
يبلغ عدد سكانها الدائمين أربعة هم الكاهن ومساعداه والشرطي الذي يقدّم خدمات لهم وللسياح خلال الصيف. وكومينو هي مأوى الطيور ومحمية طبيعية.
تتبع إداريًا لبلدية غاجنسيليم جنوب غوزو. وبين كومينو وجزيرة كومينوتو المجاورة تقع بحيرة بلو لاغون أي البحيرة الزرقاء.
تجذب البحيرة والجزيرة التي تحضنها آلاف السيّاح الذين يبحرون إليها ليستمتعوا بزرقتها الفيروزية ومياهها البلورية فيمارسون الغطس أو السنوركيليغ والسباحة، ليستريحوا على الشاطئ ذي الرمل اللؤلؤي. هنا في هذه الجزيرة قمّة الإسترخاء وذروة الجمال الطبيعي.
جذبت جزيرة كومينو وبحيرتها كاميرا هولييود فصوّرت فيها الأفلام الملحمية، مثل «تروي» Troy و«ذا كونت أوف مونتي كريستو» The Count Monte Cristo of الذي صور الكثير من مشاهده في برج سانت ماري.
غوزو Gozo
هنا في جزيرة غوزو لا تزال أسطورة كاليبسو تهمس في الأرجاء، فبحسب الأسطورة أن عوليس بطل طروادة وجدته كاليبسو على الشاطئ بعدما نجا من الغرق، ووقعت في غرامه وأبقته في الجزيرة سبع سنوات علّها تفوز بقلبه الذي كان مشغولاً بزوجته بينولوبيه، إلى أن رضخت كاليبسو وساعدته للعودة إلى زوجته وكلها أمل أن يعود إليها.
في غوزو يجد محبو ملحمة الأوديسة أنفسهم يتبعون خطى عوليس إلى أن يصلوا إلى مغارة كاليبسو المحفورة في جرف صخري يبدو كأنه يطفو فوق خليج راملا، على الشاطئ الشمالي الشرقي للجزيرة.
ولعلّ سحر الأسطورة جعل غوزو جزيرة هادئة، تترك نسائم البحر تصل إلى ريفها الأخضر الوادع الكثير الأودية، فيكاد الزمن فيها يخشى الإنزلاق في إيقاع الحياة السريع ليجد زائر الجزيرة نفسه خاضعًا لبطء الساعات وهو يجول وسط كنوز الفن المعماري ما قبل التاريخ والعصور الوسطى.
وتعتبر فيكتوريا المدينة الرئيسية في الجزيرة ومع ذلك فهي مدينة لم يجتاحها صخب المدن العصرية، بل لا تزال تعيش زمن القرن السابع عشر المتجسد في أبنية تاريخية متناثرة هنا وهناك. وتوفر قلعة غوزو مشهدًا عزّ نظيره لجزيرة لم تتخلَ عن أساطيرها وروايات العاشقين فيها.
الأكثر قراءة
إطلالات النجوم
فُتحة فستان ليلى علوي تثير الجدل... والفساتين...
إطلالات النجوم
مَن الأجمل في معرض "مصمّم الأحلام" من Dior:...
أخبار النجوم
يسرا توضح حقيقة خلافاتها مع حسين فهمي
أكسسوارات
تألّقي بحقيبة الملكة رانيا من Chloé... هذا سعرها
إطلالات النجوم
الـ"أوف شولدر" يغلب على فساتين نجمات الـ"غولدن...
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024