متى تسبّب عملية 'الديسك' شللاً؟
تنتشر بكثرة في أيامنا هذه حالات «الديسك» في سن مبكرة بين الشباب، فيما كانت تعتبر من المشكلات التي تصيب الأكبر سناً.
وهنا أيضاً، تظهر مسالة نمط الركود الذي ينعكس بكل سلبياته على حياتنا لتضاف إلى اللائحة الطويلة ظهور مشكلة «الديسك» مع ما يرافقه من ألم، إلى جانب العامل الجيني الذي يولّد استعداداً للإصابة.
لذلك، أفضل ما يمكن فعله للحد من الخطر هو العمل على تقوية عضلات المعدة والظهر. الطبيب اللبناني الاختصاصي في جراحة العظام والمفاصل زياد طنوس تحدث عن مشكلة «الديسك» التي تنتشر أكثر فأكثر ويزداد في اللجوء إلى العملية بتسرع، دون قياس الفوائد التي يمكن الحصول عليها في مقابل كل المضاعفات التي قد تنتج عنها.
ما المقصود بالقول إن شخصاً يعاني مشكلة «الديسك»؟
يتم الحديث عامةً عن الإصابة بال»ديسك» لكن في الواقع «الديسك» موجود لدى كل منا، وهو أشبه بالوسادة للخرزات فيخفف الضغط عليها وفي وسطه مادة أشبه بالجيلاتين ومن حولها أنسجة مترابطة.
ويعمل «الديسك» كوسادة بين الخرزات ويساعد على تسهيل حركتها وتلطيفها . وتحصل المشكلة فيه مع التقدم في السن فيما تخف هذه المادة التي فيه بشكل تدريجي مما يعرض «الديسك» لمشكلات أبرزها حالة الفتق في «الديسك» Disk Herniation حيث يخرج قسم من «الديسك» نتيجة تمزق في الأنسجة التي تكونه على أثر حركة معينة مفاجئة.
إلا أن هذا يحصل فقط في حال وجود مشكلة اصلاً في «الديسك». أما حالة ضمور «الديسك»degeneration Disk فتنتج عن النقص التدريجي في نسبة الماء فيه.
ففيما نجد في «الديسك» نسبة 90 في المئة من الماء لدى شاب، تتراجع هذه النسبة شيئاً فشيئاً مع التقدم بالسن.
ما أول الأعراض التي يمكن أن يشعر بها المريض وتنذر باحتمال الإصابة؟
قد تختلف الأعراض كثيراً بين شخص وآخر بعكس الاعتقاد السائد. فليس صحيحاً أن كل مريض يعاني مشكلة «ديسك» يعاني حتماً ألماً في الظهر يمتد إلى الساق، حتى أن المشكلة قد لا تظهر حتماً من خلال ألم في الظهر.
مع الإشارة أيضاً إلى أن ألم الظهر لا يعتبر دائماً مؤشراً لوجود مشكلة في «الديسك». إذ يمكن التعرض لإصابة معينة أو حمل شيء ثقيل يؤدي إلى ألم في الظهر.
لكن بشكل عام يمكن وصف المشكلة في»الديسك» بكونها تأتي بشكل ألم أشبه إلى الحريق أو يصفه المريض وكأنه «كهرباء» أو سكاكين تشكه في الظهر.
عدا عن ذلك تختلف الأعراض الباقية بحسب الحالة، وما إذا كان «الديسك» قد خرج من مكانه مثلاً فيسبب ألماً في الساق اليمنى أو اليسرى. كما تختلف بحسب الأعصاب المصابة وتوزيعها فيتأثر الموضع المعني على هذا الاساس. ويتم تحديد هذه التفاصيل بالاستناد إلى صورة الاشعة بالرنين المغناطيسي.
كيف تتطور الأعراض وتزداد سوءاً؟
يختلف تقدم الأعراض بحسب حجم «الديسك» المصاب. لكن يمكن الحد من تطور الأعراض وتحسين وضعها بالادوية التي يصفها الطبيب فيكون التحسن خلال 4 أيام أو 5. لكن يمكن ألا يظهر اي تحسن وفي هذه الحالة، يكون الشخص أكثر عرضة للخضوع للعملية.
هل الحركة تساعد في تحسن الحالة أم بالعكس تزيدها سوءاً؟
في السابق، كان ينصح المريض الذي يعاني مشكلة «الديسك» بالنوم على ظهره ليشعر بتحسن. أما اليوم، فلا ينصح إلا بالحد من الحركة لأنها تسبب له الالم. كما ينصح بتفادي الانحناء إلى الامام لأن هذا يؤذيه كونه يسبب ضغطاً على العمود الفقري.
ما الذي يمكن فعله عند ظهور الأعراض للشعور بتحسن؟
عند ظهور الاعراض من الضروري استشارة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة والحصول على وصفة الأدوية المناسبة التي تساعد على الحد من الألم وعلى إراحة العضلات التي تكون متشنجة.
هل من طرق علاجية يمكن اعتمادها في المنزل للحد من الأعراض، خصوصاً الالم؟
ينصح في هذه الحالة بحمام ساخن وضمادات ساخنة لترتاح العضلات. ومن المهم جداً الابتعاد عن البرد.
هل من اشخاص هم أكثر عرضة للإصابة؟
تبرز مشكلة «الديسك» الأساسية مع العمر. وثمة أشخاص يعتبرون عرضة بغض النظر عن سنهم كأولئك الذين يعملون في وظائف أو يقومون بأعمال تسبب ضغوطاً على العمود الفقري كسائق الشاحنة والعامل الذي يحمل أشياء ثقيلة والأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة وأولئك الذين يجلسون لساعات طويلة. كما تعتبر النساء الأكثر وزناً أكثر عرضة لمشكلة «الديسك» بسبب الثقل الكبير على خرزات العمود الفقري.
ماذا عن العامل الوراثي، وإلى أي مدى يزيد خطر مواجهة مشكلات في «الديسك»؟
وجود العامل الوراثي يزيد احتمال مواجهة مشكلة ضمور «الديسك» وقد تظهر المشكلة في سن مبكرة في بدايتها فينصح بالعلاج الفيزيائي لتصحيح مسارها.
في السابق كانت مشكلات الديسك محصورة بالسن المتقدمة أما اليوم فنصادف حالات كثيرة بين الشباب، ما السبب؟
مما لا شك فيه أن مشكلات «الديسك» التي تظهر حالياً لدى الشباب تزيد أكثر فأكثر والسبب يعود إلى الميل الزائد إلى الركود في ايامنا هذه، حتى في ما يتعلق بالشباب حيث نرى أن قلائل يحرصون على ممارسة الرياضة، فيما تلجأ الاكثرية إلى الركود واتباع نمط حياة تقل فيه الحركة والنشاط الجسدي المنتظم فيؤدي ذلك إلى ضعف زائد في عضلات الظهر التي تعتبر تقويتها ضرورية بهدف دعم العمود الفقري وحمايته. وتبرز المشكلة أكثر في حال اجتماع الركود مع العامل الجيني الذي يولّد استعداداً للإصابة بالمشكلة.
فإذا كانت عضلات الظهر والمعدة والبطن قوية يخف الضغط على العمود الفقري.
في أي سن تظهر أكثر أعراض «الديسك»؟
في سن 25 إلى 30 سنة.
هل تعتبر المرأة أكثر عرضة للإصابة ب»الديسك» من الرجل؟
قد يكون الرجل أكثر عرضة، بحسب الإحصاءات، للإصابة بمشكلات كالنشاف في «الديسك» أو الفتق فيه. وقد أظهرت الإحصاءات أن نسبة 5 في المئة من الرجال في العالم و2،5 في المئة من النساء ستصاب بمشكلة معينة في «الديسك» خلال الحياة.
ما طبيعة العلاجات المعتمدة وما هدفها؟
تبدأ معالجة مختلف حالات «الديسك» بالأدوية من حقن ومسكنات وغيرها من الأدوية التي تعمل على استرخاء العضلات، إلى جانب الراحة المطلوبة للمريض فيطلب منه أن يتحرك بحسب قدرته إلى أن يزول الألم. كما ينصح بضمادات الماء الساخن.
وبعد أن يزول الألم، يتم اللجوء إلى العلاج الفيزيائي المخصص للحالة بهدف تقوية عضلات الظهر، إلى جانب تمارين رياضية خاصة ترتكز على المط بهدف تخفيف الضغط على خرزات العمود الفقري. وأحياناً يتم وصف المشد الطبي الذي يرتديه المريض خصيصاً لحالته.
لكنه غير محبذ كون المريض يرتاح بشكل مؤقت، إلا أنه يساهم في إضعاف العضلات فعندما ينزعه يعاني ألماً من جديد فيشعر بالحاجة إليه مجدداً.
وبالتالي يصبح معتمداً عليه وعاجزاً عن التخلي عنه. أما الهدف العلاجي الاساسي فهو تقوية العضلات لا إضعافها أكثر في حالة «الديسك».
ومتى تصبح الجراحة إلزامية؟
عندما توصف التمارين الخاصة لتقوية عضلات الظهر بعد العلاج، يتم تقدير الحالات لمعرفة نسبة التحسن. فإذا كان المريض يشعر بتحسن فهو يتجاوب مع العلاج الفيزيائي والأدوية والتمارين.
أما إذا كانت حالته لم تتحسن فتبرز الحاجة إلى رفع درجة العلاج من خلال حقنة كورتيزون يجريها طبيب التخدير. مع الإشارة إلى أن هذه الحقنة تجرى فقط لمن لا يزال يعاني ألماً على الرغم من العلاج الأولي وفي الوقت نفسه لن يجري العملية.
إذ تساعد الحقنة على تخفيف الالتهابات. ويستفيد البعض من هذه الحقنة ويشفى لكن البعض لا يستفيد فتكون العملية هي الحل الأخير الذي لا بد من اللجوء إليه، خصوصاً أن ثمة حالات يبرز فيها خطر الشلل والضعف بسبب الضغط على الأعصاب. فيشعر المريض بعجز عن المشي.
حتى انه يعاني تبولاً لا إرادياً وألماً شديداً رغم اللجوء إلى بقية العلاجات. وحده الطبيب يقوّم عندها الحاجة إلى إجراء العملية أو تأجيلها، فإذا كان المريض قادراً على الوقوف على أصابع قدميه رغم ضعف يعانيه في العضلات، يمكن الانتظار قليلاً ويوصف له العلاج الطبي مع مراقبة لبضعة أيام.
لكن إذا تطورت الحالة وأصبح عاجزاً عن الوقوف بعد أيام، فهذا يعني أن حالته تسوء تدريجاً ولا بد من إجراء العملية في أسرع ما يمكن لحماية المريض من الشلل.
هل ثمة حالات تستدعي اللجوء إلى العملية من البداية دون المرور بالمراحل العلاجية تدريجاً؟
قدر الإمكان، يجب اللجوء تدريجاً إلى الوسائل العلاجية التمهيدية قبل العملية. وفي أيامنا هذه، تكمن المشكلة في أنه أصبح هناك إفراط في اللجوء إلى العملية في حالات «الديسك».
لا بد من قياس الفوائد في مقابل الآثار الجانبية قبل اتخاذ قرار من هذا النوع. ولكن في حالات معينة يصل المريض إلى الطبيب وهو حالته في مرحلة نهائية أو أن «الديسك» قد سبق أن اندفع إلى الخارج.
عندها لا بد من اللجوء إلى العملية. كذلك إذا كان «الديسك» المصاب كبيراً وثمة ضغط كبير على العصب، لا يمكن إلا أن تجرى العملية.
ما الذي قد يؤدي إلى فشل العملية؟
من أسباب فشل العملية التسرع في إجرائها دون توافر الشروط المطلوبة لإجرائها. من هنا أهمية الاستناد إلى الفحوص وصور الأشعة ليكون التشخيص دقيقاً، وليس فقط إلى الأعراض التي يتحدث عنها المريض.
قد يعود فشل العملية إلى التهاب فيروسي أو بسبب سوء تلاحم الأنسجة والعصب أو حتى بسبب إجراء العملية في غير المكان المناسب المعني أو بسبب تضرر العصب أثناء العملية. فهذه العملية تعتبر في غاية الدقة.
لكن لا بد من التوضيح أنه في بعض الحالات، قد تنجح العملية ويرتاح المريض لفترة لكن يمكن أن تظهر مشكلة ديسك أخرى لا علاقة لها بالأولى.
هل من إجراءات معينة يجب اتخاذها بعد العملية؟
يجب أن يرتاح المريض لمدة شهر بعد العملية أو أكثر بحسب الحالة. كما أنه يجب أن يتفادى الحمل الثقيل أو الانحناء. وبعد فترة من العملية يخضع المريض للعلاج الفيزيائي لدعم فقرات العمود الفقري وتقوية العضلات.
هل تعتبر الرياضة مفيدة للمريض بعد العملية أم أنها على العكس تشكل خطراً في حالته؟
يمكن أن يمارس المريض الرياضة بعد العملية شرط أن يتجنب التمارين التي تسبب ضغطاً على العمود الفقري كحمل الاوزان. أما الرياضات المثلى له فهي المشي والسباحة وركوب الدراجة. مع أهمية القيام بتمارين خاصة لتقوية عضلات الظهر والمعدة.
هل يمكن أن يصاب المريض بالشلل بسبب «الديسك» أو العملية، كما هو شائع؟
قد ينتج الشلل على أثر عملية «الديسك» عن خطأ طبي، إذ يجب أن يجريها بكل تأنٍّ جراح متمرس. فيحصل ذلك نتيجة المس بالعصب فيلتهب ويتضرر وهذا خطأ طبي كبير .
إلا أن الشلل هنا يكون موقتاً وتعود الأمور إلى طبيعتها خلال فترة تمتد من شهر إلى ستة.
تمارين تقوية عضلات الظهر على موقع «لها» www.lahamag.com
كيف أعرف بوجود مشكلة «الديسك»؟
- هل تشعر بألم في الساق؟
- هل يمتد الألم إلى الركبة أو تحتها؟
- هل تستطيع رفع ساقك وهي مستقيمة ؟
- هل تعشر بألم حاد عند رفع ساقك مستقيمة وأنت مستلقٍ؟
- هل تستطيع الوقوف على رؤوس أصابع قدميك؟
فإذا أجبت بالإيجاب على أسئلة عدة، لا بد من استشارة الطبيب بسرعة لتشخيص الحالة ومعرفة مدى تطورها والبدء بالعلاجات المناسبة لتصحيح مسارها.
شاركالأكثر قراءة
أخبار النجوم
ياسمين عبد العزيز تضع حدّاً لتعليقات منسوبة إلى...
أخبار النجوم
خبيرة أبراج تثير الجدل بعد تنبؤاتها لمصير ثلاث...
أخبار النجوم
أمل كلوني تثير الجدل بنحافتها بالشورت القصير
أخبار النجوم
فاتن موسى تتذكر لحظات ممتعة مع الراحل مصطفى...
أخبار النجوم
بعد حديثها عن ارتداء الحجاب... صور جديدة لحلا...
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024