'نوح' يشعل معركة بين علماء الدين والمبدعين!
معركة ساخنة بين علماء الدين والمبدعين، أثارها ما تردد عن عرض الفيلم الأميركي «نوح» في مصر.
علماء الدين اعترضوا بشدة، إلى درجة أن الأزهر الشريف ودار الإفتاء أعلنا بكل وضوح رفضهما عرض فيلم يتناول حياة أحد الأنبياء. بينما أصدرت جبهة الإ بداع بياناً اعترضت فيه على التدخل الديني في الأعمال الفنية. فما هي تفاصيل تلك المعركة؟ وماذا يقول طرفاها؟ وما هو مصير عرض الفيلم في مصر؟
أصدر الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، بياناً له أكد فيه أن تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية حرام شرعًا، وذلك انطلاقاً من الموقف الثابت لدار الإفتاء بحرمة تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية، وبالتالي حرمة ما تقوم به بعض شركات الإنتاج السينمائي من إخراج أفلام ومسلسلات تُجسد فيها شخصيات الأنبياء في أي فترة من عمرهم المبارك، مراعاة لعصمتهم ومكانتهم، فهم أفضل البشر على الإطلاق، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يمثل أو يتمثل به إنسان، بل إن الشرع نزه صورهم أن يتمثل بها حتى الشيطان في المنام.
وأضاف البيان أنه مما يؤكد حرمة هذا العمل أنه ينطوي على مجموعة من المفاسد، مثل كونه ليس مطابقًا لواقع حياة الأنبياء من أن أفعالهم تشريع، وأن التمثيل يعتمد على الحبكة الدرامية مما يدخل في سيرتهم ما ليس منها، والمقرر أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
واستشهدت دار الإفتاء بمواقف كل المؤسسات الدينية في الداخل والخارج على حرمة تجسيد الأنبياء قائلةً: «هذا التحريم هو ما ذهبت إليه المجامع والهيئات العلمية المعتبرة، كمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ومجمع الفقه الإسلامي الدولى التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، والمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي، وهذا كله يتسق مع كوننا نربأ بالشخصيات الدينية التي لها من الإجلال والاحترام، أن تقع أسيرة رؤية فنية لكاتب أو مخرج يفرضها فرضًا على المتلقي لها، بما يغير حتمًا من تخيل المتلقي لهذه الشخصيات والصورة الذهنية القائمة عنده حولها، ويستبدلها بالصورة الفنية المقدمة».
مشكلات شرعية
اللافت أن دار الإفتاء المصرية شاركت قبل أسابيع قليلة في مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الذي يعقد دورته الحادية والعشرين بمشاركة المجامع الفقهية ودور الإفتاء العربية والإسلامية، وذلك بمقر جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، ببحث للدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، عن «حكم تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية»، مؤكداً قناعة دار الإفتاء بأن فن التمثيل في العصر الحاضر صار ملامساً لحياتنا اليومية على قدر كبير، مما جعل له قدرة كبيرة على التأثير على قناعات المشاهدين العامة والخاصة واهتماماتهم، وبالتالي فلا بد من وضع أطر وضوابط لكل ما يعترض طريقه من مشكلات شرعية ترشيداً لمسيرته.
وأوضح عاشور أن حكم التمثيل من الأساس مختلف فيه بين الفقهاء المعاصرين، حيث حرمه البعض على إطلاقه، كالعلامة المحدث أحمد بن الصديق الغماري، وهو ما ذهبت إليه اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، وبين مبيح له بضوابط يجب مراعاتها شكلاً وموضوعاً، كالعلامة الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية سابقاً، والإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، والإمام الأكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق، والشيخ عطية صقر، وهو ما ذهبت إليه دار الإفتاء المصرية، ولجنة الفتوى في الأزهر.
وأكد عاشور، أن هيئات ومجامع أخرى أفتت بإباحة تجسيد الصحابة رضي الله عنهم بضوابط، ومن هذه الهيئات والمجامع مجمع البحوث الإسلامية مستثنياً من إباحته العشرة المبشرين بالجنة، وأمهات المؤمنين وبنات النبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت الكرام، كالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وولديها الحسن والحسين، وابنتها السيدة زينب، فلا يجوز تمثيلهم بحال، لما لهم من مكانة عظيمة وسابقة في الإسلام، ولهذا يوافق على هذا الرأي لتضافر الأدلة على عظيم فضل هؤلاء الصحابة، لأن تمثيل أدوار بقية الصحابة جائز بضوابط.
إجراءات
ويعلن الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر والأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن تجسيد الأنبياء في الأعمال السينمائية، أمر محرم شرعاً، وسيكون للأزهر موقف حازم إذا عُرض هذا الفيلم في دور السينما بمصر».
ولم يوضح شومان نوعية هذه الإجراءات الحازمة التي يمكن أن يتخذها الأزهر، لكنه أشار إلى أن هناك كثيراً من الفتاوى في العالم الإسلامي ترفض تجسيد الصحابة والأنبياء، وأن الحكمة من هذا المنع في تجسيد الأنبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة وآل البيت، هي أن الممثل مهما أتقن دوره ومهما كان العمل الفني يتميز بأعلى درجة من الجودة والإتقان، فلا يستطيع أن يظهر بالصورة نفسها التي كان عليها أحد الأنبياء أو العشرة المبشرون بالجنة أو أي شخصية من آل البيت، وبالتالي فإن تجسيد الأنبياء حرام شرعاً، وقد حرم العلماء من قبل هذا العمل التشخيصي سواء من الممثلين أو المنتجين للفيلم أو المصورين.
وأضاف وكيل الأزهر: «الترويج والدعاية لهذه الأفلام معصية لا يرضى الله عنها، وأيضاً سيقع هذا الإثم على كل من يشاهد مثل هذه الأفلام ومن سيعرضها».
تحقيق وعقوبات
يطالب الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، كل المسؤولين في الدولة بالتصدي وبكل قوة لمثل هذه الأعمال المحرمة تمثيلاً وإنتاجاً وترويجاً ومشاهدةً، حتى ولو وصل الأمر إلى تحويل القائمين على تلك الدور السينمائية للتحقيق وإنزال أشد العقوبات القانونية الرادعة عليهم، لأنهم يروِّجون لأمر محرم شرعاً في دولة إسلامية.
وأوضح أنه من المتفق عليه بين مختلف المؤسسات الإسلامية في الداخل والخارج أن الأنبياء لا يمثلون ولا تحاكى أصواتهم ولا ترى خيالاتهم، لأنهم عند المسلمين من أفضل خير الله والمعصومون، وبالتالي لا يجوز لأي ممثل كان أن يقوم بتجسيد شخصياتهم.
وأنهى هاشم كلامه بدعوة كل المصريين للتحرك الشعبي الإيجابي، إذا لم يردع القانون القائمين بهذا العبث الفكري، ولهذا لا بد من مواجهة مثل هذه الأعمال الفنية.
دور الأزهر
أما الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر، فيؤكد أنه سبق لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر إعلان موقفه الرافض لتجسيد الرسل والأنبياء وآل البيت في الأعمال الفنية، وأنه سيطالب الجهات المسؤولة بمنع عرض أي مسلسل ديني يتم فيه تجسيد وعرض آل البيت أو الصحابة، وذلك بعد أن أعلنت بعض القنوات والشبكات التلفزيونية عرضها مسلسل «الحسن والحسين» شهر رمضان الماضي، وهو يجسّد شخصيتَي الحسن والحسين، كما سبق أن اعترض المجمع على عرض مسلسل عن الصديق يوسف عليه السلام، إلا أن المجمع ليس له سلطة قضائية.
وحضّ عثمان على تفعيل دور الأزهر في الرقابة على الأعمال الفنية المخالفة للدين، وما استقرت عليه المجامع الفقهية العالمية، بإعطاء علماء مجمع البحوث الإسلامية حق الضبطية القضائية لمنع هذا العبث الذي يطعن في الدين.
اعتداء
وتؤكد مفتية النساء الدكتورة سعاد صالح، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية، أن تجسيد شخصية أي نبي هو بمثابة اعتداء صارخ على مبادئ الشريعة والدستور المصري، الذي ينص على أنه يجب الالتزام بالشريعة الإسلامية.
وطالبت باحترام المؤسسات التنفيذية لرأي الأزهر الشرعي، والذي يتفق فيه مع المجامع الفقهية الدولية، باعتبارها أن لها القول الفصل والمرجعيَّة الأساسيَّة في الشؤون الإسلاميَّة، وذلك تنفيذاً لقوله تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» آية 43 سورة النحل.
وطالبت الدكتورة مهجة غالب، عميدة كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، وزراء الإعلام والثقافة والمسؤولين عن السينما، والجهات الأمنية ليس في مصر فقط، وإنما في كل الدول العربية والإسلامية بمنع عرض فيلم «نوح»، والذى يجسد فيه شخصية سيدنا نوح عليه السلام، لما فيه من مخالفة لأحكام الشرع الإسلامي الذي يحترم شخصيات الأنبياء ويجعل لهم عصمة وقداسة غير بقية البشر.
وقالت الدكتورة مهجة: «لا شك أن الإعلان عن اعتزام العديد من دور السينما المصرية والعربية عرض فيلم عن سيدنا نوح عليه السلام، يعد استهانة وإهانة لمشاعر المسلمين وتعاليم الدين الحنيف، لأن تشخيص الأنبياء لا يجوز شرعاً».
تحدٍ
رغم هذا الإجماع من المؤسسات الدينية على حرمة تمثيل الأنبياء، نجد الباحث الإسلامي محمد شبل قد أعدّ دراسة يرفض فيها فتاوى العلماء، مؤكداً أنه لا يوجد نص ديني في القرآن الكريم والسنة النبوية يحرّم تمثيل شخصيات الأنبياء، وإنما هو اجتهاد متوارث من الفقهاء عبر العصور.
وأكد أنه يتحدى أي مؤسسة دينية أن تأتي بنص صريح بحرمة تمثيل أو تجسيد شخصيات الأنبياء، إلا أن الفتاوى الصادرة مجرد هاجس لدى المجامع الفقهية في الدول العربية والإسلامية ذات المذاهب السنية، على عكس الدول التي توجد فيها أغلبية شيعية، مثل إيران التي يبيح فيها العلماء هذا التجسيد طالما أنه ملتزم بالنصوص الدينية والتاريخية السليمة، ولا يسيء إلى شخصية النبي.
واستشهد محمد شبل على خطأ فتاوى التحريم، بأن الملايين من العرب والمسلمين شاهدوا مسلسل «يوسف الصديق» ولم تتأثر عقيدتهم، بل إنهم ازدادوا معرفة بتلك الشخصية العظيمة.
وأنهى كلامه بالتأكيد أنه شخصياً شاهد مسلسل «يوسف» واستفاد منه كثيراً، ولم يتأثر سلباً، ولهذا لا بد أن يراجع علماء الدين الإسلامي مواقفهم بمزيد من الاستنارة والاستناد إلى النصوص الدينية الصريحة، التي لا تحرم صراحة تجسيد شخصيات الأنبياء.
تدخل مرفوض
يقول الناقد طارق الشناوي: «أرفض كل ما تضمنه البيان الذي أصدره الأزهر الشريف، فرغم أنني أكنُّ له ولجميع المؤسسات الدينية في مصر كل الاحترام والتقدير، إلا أنني أرفض تدخلهم في اختصاصات جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وفي كل شيء يتعلق بالفن والا بداع في مصر، ولذلك أطالبهم بإعادة النظر في هذا البيان والتراجع عن كل كلمة وردت به، فللأسف القرار المأخوذ تجاه فيلم «نوح» جاء نتيجة مجموعة من الشروط والقيود التي فرضها الأزهر الشريف منذ أكثر من سبعين عاماً، فقد بدأ الجدل حول منع تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية منذ عام 1926، عندما حاول الفنان الراحل يوسف وهبي تقديم عمل فني عن شخصية سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم، حيث واجه العديد من الانتقادات من المؤسسات الدينية في مصر وتوقف هذا المشروع، وصدر بعد ذلك مجموعة من القرارات التي تقيد من حرية الفن والا بداع».
ويضيف: «الغريب أن المسؤولين عن هذه القرارات لم يشاهدوا الفيلم ولم يشاهدوا الأعمال التي قُدمت من قبل، مثل مسلسل «الفاروق»، الذي تناول قصة حياة الخليفة عمر بن الخطاب، وأيضاً مسلسل «الحسن والحسين»، فمثل هذه الأعمال الفنية لم تقلل من شأن الإسلام، بالعكس، فهي لها دور إيجابي للغاية وحملت العديد من الرسائل الفنية الرائعة، كما أن هذه المسلسلات عُرضت على شاشات القنوات السعودية، والتي بها العديد من الأجهزة الرقابية، ورغم ذلك لم نستمع لأي اعتراض منهم بل وافق عليها المسؤولون ورجال الدين، وأشادوا بها وحثوا المشاهد على رؤيتها، لذلك أطالب الأزهر الشريف بالتراجع عن هذه القرارات الرجعية التي لا تتعلق بأي ثوابت ولا يوجد لها نص قرآني واحد، فهي مجرد اجتهادات من الشيوخ والفقهاء».
المنع مستحيل
المؤلف مدحت العدل، أحد مؤسسي جبهة الإبداع المصرية، التي أصدرت بياناً يؤكد أن تحريم تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية لا يتعدى اجتهادات من الشيوخ والفقهاء، وأنه لا يوجد نص قرآني واحد أو حديث شريف مثبت بشكل واضح ينهى عن ذلك، يقول: «ليس من حق الأزهر الشريف منع عرض الفيلم، لكن من حقه الإعلان عن رأيه بكل وضوح، سواء بالتأييد أو الاعتراض فقط، فهو ليس سلطة رقابية من حقها المنع أو الحذف».
ويضيف: «أشعر بالدهشة من موقف رجال الدين، لأن مفهوم منع العرض لم يعد له وجود الآن، ففي ظل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبحت رؤية ومشاهدة كل شيء مُباحة، فمنع عرض فيلم «نوح» في السينما لا يعني منع الجمهور من مشاهدته، لأن هناك وسائل أخرى كاليوتيوب تتيح للجمهور مشاهدة كل شيء، ولذلك هذا البيان به تقليل من قيمة الأزهر، لأن فكرة المنع مستحيل تطبيقها، بصراحة أنا لا يمكن أن أصف مدى حزني عندما استمعت لتصريحات الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، الغريبة وهجومه الشديد على المبدعين والمثقفين، فهو قال إننا مبتدعون ولسنا مبدعين، ووجه لنا اتهامات كثيرة لأننا ندافع عن الفن، فهناك محاولة دائمة للتقليل من شأن المبدعين والمثقفين في مصر، وإصرار غريب لفرض القيود على الفن».
سؤال
ويقول الفنان عزت العلايلي: «أريد أن أوجه في البداية سؤالاً للمسؤولين عن بيان الأزهر الشريف، الذي صدر مؤخراً ويعترض على عرض فيلم «نوح» بمصر، ما سر الإصرار الغريب على عدم الرغبة في التقدم والتواصل مع الدول المُتقدمة؟ ولماذا هناك إصرار على عدم احترام عقلية المُشاهد؟ فجميع الدول تسعى لتحقيق النهضة والارتقاء بشعوبها، لكن في مصر نجد العكس، فنحن ليس لدينا أي رغبة في تغيير المفاهيم القديمة».
ويضيف: «عرض فيلم نوح في مصر لن يقلل من شأن الإسلام، بل أرى أن عرض هذه الأعمال الفنية، التي تتناول السير الذاتية للأنبياء والصحابة، أمر ضروري للغاية لتوعية الأجيال القادمة التي أصبحت محاصرة بالتكنولوجيا الحديثة».
موقف الرقابة
أما عبد الستار فتحي، مسؤول الأفلام الأجنبية بالرقابة، فأكد أنه في البداية كان غاضباً لتجسيد وإهانة النبي نوح عندما سمح الفيلم بتناوله، لكنه وبعد مشاهدته للفيلم تأكد أنه لا يجسد حياة النبي «نوح» عليه السلام.
وأضاف: «التشابه الوحيد بين الفيلم وقصة النبي في الاسم فقط، واستعماله لسفينة للهروب من البلدة التي كان يعيش فيها بالإضافة لكونه رجلاً صالحاً».
أما أحمد عواض، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، فأكد عدم اتخاذ الرقابة أي قرار حتى الآن قائلاً: «لن نتحدث عن موقفنا تجاه فيلم «نوح» إلا بعد مشاهدته وتقويمه بشكل نهائي».
بيان الأزهر
أصدر الأزهر الشريف بياناً استنكر فيه ما نُسِب إلى أحد أعضاء هيئة كبار العلماء، من الدعوة إلى هدم دور السينما التي ستعرض الفيلم الذي يجسد شخصية سيدنا نوح عليه السلام، مؤكداً رفضه استخدام العنف أو إقراره فضلاً عن الدعوة إليه، وأن هيئة كبار العلماء بكامل أعضائها تؤكد حرمة تجسيد الأنبياء والصحابة وأمهات المؤمنين في الأعمال الفنية، وتأثيم من يشاهد تلك الأعمال، كما يؤكد الأزهر أن مسؤولية منع عرض هذه الأعمال ليست من اختصاصه، وإنما من اختصاص وزارتي الإعلام والثقافة، وقد قام الأزهر بمخاطبة الوزارتين رسمياً.
من وحي الخيال
قال مصدر مسؤول من شركة فور سيزونز الموزعة للفيلم داخل مصر: «لن نتظلم على القرار في حالة الرفض، لأن همنا الأساسي المجتمع المصري والحفاظ على ترابطه. والفيلم محدد له منذ عام أن يعرض يوم 26 آذار/مارس الجاري. هذا لا يعني موعداً نهائياً، لأنه لن يعرض إلا بعد موافقة الرقابة.»
من جانبها، أعلنت شركة بارامونت المنتجة للفيلم، أن كل نسخه المعروضة عالمياً ستتضمن وضع لوحة في بداية العرض تؤكد أنه غير مستمد من أي قصص دينية، وأن الشخصية الرئيسية من وحي الخيال.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024