نيللي كريم: لست امرأة خارقة!
تخوض النجمة نيللي كريم تجربة تقديم عمل تاريخي للمرة الأولى، و تشارك عدداً كبيراً من النجوم بطولة مسلسل «سرايا عابدين»، وتجسد دور زوجة الخديوي إسماعيل.
نيللي تكشف لنا أسباب حماستها لهذا العمل، وتتكلّم عن علاقتها بيسرا وغادة عادل في الكواليس، وسبب دخولها «سجن النسا» ومفاجآتها فيه، ومشاركتها في «يوم للستات».
وتتحدث أيضاً عن تجربتها مع كريم عبد العزيز وخالد الصاوي، وعرض قناة «النهار» الذي تنتظر حسمه. وعندما سألناها كيف توفق بين بيتها وزوجها وأبنائها من جانب وأعمالها الفنية من جانب آخر أجابت: «لست امرأة خارقة»!
- تشاركين مع عدد كبير من النجوم في مسلسل «سرايا عابدين»، فما الذي جذبك له؟
منذ قراءتي للسيناريو وأنا معجبة به جداً، فهو من أروع الأعمال التاريخية التي قرأتها ووجدت في أسلوب كتابته حبكة درامية وأحداثاً شيّقة لم يقدمها أحد من قبل.
ومن حسن حظي أن هذا التعاون هو الثاني بيني وبين مخرج العمل عمرو عرفة، فكان لي شرف التعاون معه من قبل في فيلم «زهايمر» مع الزعيم عادل إمام، ويسعدني التعاون معه لأن لديه أسلوباً خاصاً في الإخراج وترتيب المشاهد.
- لماذا لم تقدمي أعمالاً تاريخية من قبل؟
لم تعرض عليَّ طوال الفترة الماضية أعمال تاريخية بالشكل الذي أريده، خاصةً أن هذه الأعمال تحتاج مجهوداً وتركيزاً مختلفاً واهتماماً بالتفاصيل عكس أي أعمال أخرى. كما أن الشخصية التي أقدمها مختلفة.
- هل وجود يسرا طمأنك أكثر تجاه العمل؟
بالتأكيد، وسعدت للغاية بوجودي معها في عمل واحد، خاصةً أنه التعاون الأول بيننا، فأنا أحبها كثيراً على المستوى الشخصي، وهي معروفة بتاريخها الفني الطويل سواء في السينما أو الدراما.
- المسلسل يضم أكثر من نجمة مثل يسرا وغادة عادل وغيرهما، فكيف كانت كواليس التصوير؟
كانت رائعة، وأعتقد أن الروح الجميلة التي كانت بين فريق العمل أثناء التصوير ستنعكس على المسلسل أثناء عرضه.
- ما هو دورك في المسلسل؟
أجسد دور الأميرة جلنار زوجة الخديوي إسماعيل، وسنرى علاقتها بالقصر والجواري وزوجها.
- هل تطلب منك الدور مجهوداً إضافياً؟
بالتأكيد، فالعمل التاريخي متعب ومجهد في التفاصيل، فنحن نتحدث عن زمن نسمع عنه لكننا لا نراه، وهنا تكمن الصعوبة، لأنه مطلوب أن نوصل الأحداث بما يتناسب مع هذا الزمن، وكذلك الاستعداد للملابس والإكسسوارات والديكورات. والتحضير للمسلسل أخذ وقتاً طويلاً.
- اتهم البعض المسلسل قبل عرضه بأنه شبيه بالمسلسل التركي «حريم السلطان»ـ فما ردك؟
هذا العمل يختلف تماماً عن «حريم السلطان» ولا يوجد أي وجه شبه بينهما، ففي «سرايا عابدين» نتحدث عن فترة مهمة في تاريخ مصر، تختلف تماماً عن تاريخ الدولة العثمانية التي يتحدث عنها «حريم السلطان».
وكذلك هناك اختلاف كبير في عناصر المسلسل من ملابس وديكورات، لكن من الممكن أن يشعر المشاهد بذلك بسبب الإطار الخارجي، وهو وجود الخدم والجواري والأميرات، فهذا هو فقط الإطار الذي يجعل البعض يظن للوهلة الأولى أن ثمة شبهاً بينه وبين «حريم السلطان».
- هل تتحدثين في المسلسل باللغة التركية؟
لا أتحدث بهذه اللغة، لأن أصولي ليست تركية، لكن بسبب حديث يسرا في جزء من البرومو بالتركية ظن البعض أن العمل سيكون بأكمله بهذه الطريقة.
- تردد أن المسلسل قد يعرض خارج رمضان، فهل يقلقك ذلك؟
لا يهمّني توقيت عرض المسلسل وأترك ذلك لرؤية شركة الإنتاج المسؤولة عن العمل. مسؤوليتي محدودة في الدور الذي أقدمه ثم أنتهي من تصويره، ودائماً العمل الجيد يفرض نفسه ويحقق نجاحاً ونسبة مشاهدة عالية، لأن مستواه جيد وليس لأي سبب آخر.
- كيف ستوفقين بين تصوير «سرايا عابدين» ومسلسلك الآخر «سجن النسا» في وقت واحد؟
قاربت الانتهاء من تصوير أحداث الجزء الأول من «سرايا عابدين»، لأبدأ بعدها على الفور تصوير «سجن النسا» تمهيداً لعرضه في رمضان المقبل، وبالتالي لن يكون هناك أي تعارض في التصوير بينهما.
- تتعاونين في «سجن النسا» مع المؤلفة مريم ناعوم والمخرجة كاملة أبو ذكري، فهل نجاح «ذات» دفعكن إلى إعادة التعاون؟
بالتأكيد، فالنجاح الكبير الذي حققه «ذات» كان أكبر دافع لنتعاون مرة أخرى، ومنذ بداية تعاوني أيضاً مع كاملة أبو ذكري في فيلم «واحد صفر» اكتشفت تقاربي معها في الفكر وفي أسلوب طرحها للقضايا، وهو ما شجعنا على التعاون في أكثر من عمل.
وكاملة دائماً تختار فريق العمل من الممثلين المناسبين تماماً للأدوار، وترهق نفسها حتى يخرج العمل كما تريد. وفي النهاية تحقيقنا للنجاح يأتي نتيجة مجهود كبير من بداية العمل إلى نهايته.
- ما الجديد الذي تقدمينه في «سجن النسا»؟
فكرة الموضوع لم تقدم من قبل، ودائماً ما أسعى نحو أعمال مختلفة ولا أكرر نفسي، فدوري في «واحد صفر» يختلف» عن «678»، والاثنان يختلفان عن «ذات»، فقصة المسلسل في حد ذاتها جذبتني، وتتحدث عن فتيات يختلفن في طبقاتهن الاجتماعية ومشاكلهن لكن مصيرهن واحد وهو سجن النساء.
والعمل يضمّ العديد من الشخصيات مثل السجانة والمدمنة وفتاة الليل ونماذج كثيرة أخرى تواجه مشاكل في المجتمع تؤدي إلى السجن.
- هل يتناول العمل قصصاً حقيقية؟
العمل ينتمي إلى الواقع بنسبة تتجاوز 90 في المئة، فهو رصد لأحداث وقعت وما زالت تقع في المجتمع، ويجب التحدّث عنها ليتعرف المشاهد على العديد من القضايا التي تواجه نماذج في المجتمع لا يعلم عنها شيئاً.
والمسلسل يكشف هذا العالم الخفي لسجن النساء وما يحدث داخل أسواره من قصص واقعية.
- ما هو دورك في المسلسل؟
أجسد دور «السجانة»، والجمهور سيفاجأ بشكلي وطريقة الكلام والأفعال.
- كثيراً ما نسمع أن لكل فنان طقوساً معينة في استعداده للدور، فهل لديك هذه الطقوس؟
ليس لدي أي طقوس، فقط أذاكر الشخصية بشكل جيد، وأتعرف على كل تفاصيلها. وفي هذا الدور على وجه التحديد جلست كثيراً مع كاملة أبو ذكري ومريم ناعوم قبل بدء التصوير بوقت كافٍ للإلمام بوجهة نظرهما في الشخصية، خاصةً أنها مليئة بالتغيرات والتطورات التي تزداد مع تصاعد حدة الأحداث الدرامية.
- هل زرت سجن النساء؟
لا، لكن كاملة أبو ذكري ومريم ناعوم زارتاه أكثر من مرة لمعرفة تفاصيل أكثر عنه، وفوجئتا في الزيارة الأولى حين شاهدتا فتيات بمستوى عادي وراقٍ داخل السجن.
- ماذا عن التعاون مع درة وروبي للمرة الأولى في المسلسل؟
سعيدة بالتعاون معهما وأتمنى أن نقدم عملاً جيداً يعجب الجمهور.
- ماذا عن فيلم «يوم للستات» ومشاركتك إلهام شاهين وأحمد الفيشاوى في بطولته بعد تعاونكم في «واحد صفر»؟
الفيلم يتحدث عن نساء من حارة شعبية ومركز شباب يقيم يوماً واحداً للسيدات، وهو اليوم الوحيد الذي تأخذ فيه سيدات المنطقة حريتهن. وسنرى العديد من المواقف والمشاكل التي تحدث بين الأبطال.
أما تعاوني مجدداً مع إلهام شاهين وأحمد الفيشاوي فهو نتيجة لنجاحنا معاً في «واحد صفر».
- «يوم للستات»، «ذات»، سجن النسا»، كلّها أعمال تتحدث عن المرأة والمشاكل التي تواجهها باختلاف مضمون كل عمل، فهل تهتمين بقضايا المرأة؟
هذه الأعمال تناقش مشاكل المجتمع لا المرأة فحسب، لكن المشاهد يشعر بأنها نسوية لأن فريق العمل المشارك في هذه الأعمال يغلب عليه العنصر النسائي، حتى أن باسم السمرة في «ذات» كان الممثل المدلل بسبب كثرة الممثلات المشاركات في العمل.
- ماذا عن مشاركتك في فيلم «الفيل الأزرق» إلى جانب كريم عبد العزيز وخالد الصاوي؟
«الفيل الأزرق» رواية لأحمد مراد لاقت رواجاً كبيراً، وكثيراً ما يسألني كل من أقابله عن موعد إطلاق الفيلم من شدة إعجابهم بالرواية. وأجسد فيه شخصية «لبنى» وهي شقيقة خالد الصاوي، تواجه العديد من المتاعب والمشاكل في حياتها، خاصة بعد رفض شقيقها زواجها من الفتى الذي أحبته.
- هل تفضلين الأعمال المأخوذة من روايات؟
بالفعل أفضل هذه النوعية من الأعمال، فكثيراً ما تكتب روايات بشكل جيد وتحمل أفكاراً جديدة يحب أن ننفذها في عمل سينمائي أو درامي، لكن الأهم هو النتيجة النهائية التي يخرج بها العمل.
- تعاونت مع كريم عبد العزيز للمرة الأولى فكيف كانت كواليس العمل؟
رائعة وأتمنى أن نعمل معاً مرة أخرى في أقرب وقت، وكذلك خالد الصاوي هو الممثل المفضل لديّ وأتابع كل أعماله.
- أرجئ الفيلم أكثر من مرة، فهل أزعجك ذلك؟
لا أنكر أنني أريد مشاهدة الفيلم، لكن المنتج هو أكثر شخص يمكنه تحديد الموعد المناسب لطرحه بشكل يتناسب مع ظروف السينما والبلد.
- يرى البعض أن السينما المصرية في مرحلة انهيار، فما رأيك؟
هناك أفلام جيدة ما زالت تقدم رغم الظروف الصعبة التي نمر بها، فعلى سبيل المثال يعرض حالياً فيلم رائع هو «لا مؤاخذة» للمؤلف والمخرج عمرو سلامة، فرغم الظروف السياسية التي تواجهها مصر أخرج فيلماً عالي المستوى.
وأتمنى أن تصبح كل الأفلام التي ستقدم في الفترة المقبلة رفيعة المستوى. ويجب أن نعترف بشكل واضح بأن السينما ليست على حالها منذ فترة، لكن ما دام هناك محاولات لمحاربة هذا الانهيار، يبقى الأمل في تحسن السينما قائماً.
- وما رأيك في سينما المنتج محمد السبكي التي هاجمها كثيرون؟
أرى أن السبكي من الشخصيات التي تسعى إلى إنقاذ السينما، رغم الانتقادات اللاذعة التي يواجهها، لكنه يحاول أن ينتج أفلاماً وإذا لم يكن هناك طلب على أفلامه فكان سيتوقف عن الإنتاج تماماً، لكن أفلامه عليها إقبال وتحقق إيرادات.
- هل تراجع الاعتماد على نظرية النجم وأصبح الاعتماد أكثر على البطولات الجماعية؟
النجم يظل هو النجم، مثل عادل إمام ويسرا، فالنجم له مكانة ورصيد عند الجمهور، والنجم أكثر شخص يبذل مجهوداً للحفاظ على هذه النجومية والتاريخ الذي صنعه على مدار سنوات طويلة، وعندما يصل إلى مكانة معينة دائماً ما يفكر في الخطوة التالية، ويحسبها جيداً حتى لا يخطئ ويفقد الكثير من جمهوره.
- لماذا اتجه أغلب المطربين مثل عمرو دياب وتامر حسني وأنغام إلى الدراما؟
لا أعلم، من الممكن أن يكون السبب قلّة الحفلات والنشاط الغنائي.
- عرضت عليك قناة «النهار» الفضائية المشاركة في لجنة تحكيم برنامج اكتشاف المواهب So you think you can dance بنسخته المصرية، فهل ستوافقين؟
كان مجرد اتفاق شفهي، ولم يتحدث أحد معي في التفاصيل حول البرنامج، ولا أعلم هل سينفذ أم لا.
- انتشرت في الفترة الأخيرة برامج اكتشاف المواهب، فما رأيك فيها؟
أؤيد هذه البرامج، وأرى أنها تعطي فرصة للمواهب الشابة التي تريد أن تعبر عن موهبتها ولا تجد من يأخذ بيدها، لكن الموهبة وحدها لا تكفي، فيجب أن يكون هناك أيضاً من يأخذ بيدها بعد البرامج، ولا بد من صانع النجوم مثل جيجي لامارا ونصر محروس.
في التمثيل توجد مؤسسات تدعم المواهب الشابة، لكن من خلال الأعمال وليس برامج اكتشاف المواهب، وأرى أن الصعوبة الحقيقية تكمن في الاستمرار بعد هذه البرامج، وأيضاً يجب أن تتوافر روح المغامرة عند المنتجين وصانعي المواهب لتقديمهم والمغامرة بهم، مثلما قام عمرو سلامة الذي غامر في فيلمه بأطفال، وجدنا بداخلهم موهبة كبيرة في التمثيل.
وفي النهاية أرى أن التوفيق من عند الله والحظ يلعبان دوراً كبيراً في حياة أي فنان.
- ما هو البرنامج الذي جذبك؟
the Voice مختلف ويخرّج مواهب حقيقية تستحق الاهتمام، بالإضافة إلى أن طريقة عرض البرنامج تجذب الجمهور.
- من أعجبك أداؤه من نجوم لجان تحكيم تلك البرامج؟
كاظم الساهر، صابر الرباعي، وراغب علامة.
- من الممثل أو الممثلة المفضلة لديك؟
أحب العمل بأكمله، فليس لديَّ ممثل أحبه أكثر من آخر، والعمل الجيد يكون بمجمله وليس شخصاً واحداً، لذلك دائماً أبحث عن الأعمال الجيدة وأتابعها بعيداً عن نظرية النجم. وقد أعجبني بحق مسلسل «موجة حارة» الذي عرض في رمضان الماضي وأعجبني أداء إياد نصار ورانيا يوسف ودرة.
- لمن تستمعين من المطربين والمطربات؟
عمرو دياب ومحمد منير وحسين الجسمي وشيرين وأنغام، لكن حالتي المزاجية هي التي تحكم لمن أستمع في النهاية.
- ما هي هوايتك المفضلة بعيداً عن الفن؟
عندي هواية لا يعرفها كثيرون عني، وهي تصميم الأكسسوارات.
- كيف توفقين بين كونك أمًّا وفنانة؟
مهمة صعبة، لكن أهلي وزوجي يساعدونني، وأنا لست المرأة الخارقة التي تستطيع فعل كل شيء في وقت واحد، فلدي المشاكل التي تواجه أي سيدة مصرية تعمل وتريد أن توفق بين العمل وبيتها وأطفالها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024