أيّتها الأم كوني سعيدة لتسعد عائلتك
لا يختلف إثنان على أن تربية الأبناء تتطلب الكثير من الإهتمام والرعاية، ولكن مهما كانت الأم متفانية وتبذل جهدًا لتوفير راحة أبنائها، فإنها إن لم تكن سعيدة وتمتلك طاقة إيجابية تبثها في روح أبنائها، فإنها تتحوّل إلى أم متطلّبة تتوقع ما يفوق قدرات أبنائها الذين يتذمّرون من قوانينها التي لا تنتهي، وبالتالي يحصل بينها وبينهم الكثير من الشجارات، مما يجعلها متوترة طوال الوقت، وتشعر بالتعاسة، لأنها تجد نفسها تضحي في سبيلهم وبالتالي فإنها غير سعيدة. وكما تقول الأديبة الأميركية جيل تشرشل: «لا توجد وصفة لتكوني أمًا كاملة، ولكن هناك ألف طريقة وطريقة لتكوني أمًّا جيّدة».
والأم الجيّدة لا يعني أنها تلك التي يصبح أبناؤها محور حياتها، فلا تعد تكترث لإهتماماتها الخاصة وتهمل مظهرها ولا تدلّل نفسها، لأن الأبناء يأخذون كل وقتها. فكم مرة نسمع أمًا تعترض على إحدى الصديقات حين تنصحها بالذهاب إلى الكوافير، أو الإهتمام ببشرتها أو هندامها، فتقول «ليس لدي الوقت أبنائي يستهلكون كل طاقتي».
إذًا أيتها الأم لا تهملي نفسك بذريعة تربية أبنائك واستمتعي بأمومتك وكوني سعيدة، لأن الأبناء يفضلون الأم الباسمة على الأم المتطلبة المبالغة في رعايتهم Chicken Mom، التي تسعى إلى الكمال في تربيتهم فتتعثر خطواتها العاطفية تجاه الأبناء الذين يشعرون بأنها تضيّق الخناق عليهم، وبالتالي يشعرون بالنفور.
لتكوني أمًّا سعيدة هناك عادات للسعادة عليك اتباعها لتصبح جزءًا من حياتك
لا تترددّي في طلب المساعدة عندما ترغبين في الخروج مساء مع زوجك
الأم السعيدة لا تخشى طلب المساعدة من الأهل والأصدقاء. فيما الأم النكدة أو المبالغة في التضحية لأجل أبنائها، تفوّت عليها لحظات الترفيه. فمثلا قد ترفض دعوة زوجها للعشاء أو لمشاهدة فيلم سينما، لأنها لم تجد أحدًا يبقى مع أبنائها.
الأم السعيدة يكفي أن تطلب من والدتها أو شقيقتها: «أرجوك هل يمكنك المكوث مع أبنائي؟».
انطلقي في الطبيعة
لا تتردّدي في الخروج من المنزل، واستنشاق الهواء العليل والإستمتاع بالشمس فالطبيعة تساهم في شكل كبير في تعزيز المزاج الجيد عند المرأة.
لذا عليك أن تخرجي للنزهة مع أبنائك إلى متنزّه عام والإستمتاع بالطبيعة، ولا تترددّي في الحديث مع أم تبدو سعيدة وهي تدفع الأرجوحة التي تجلس عليها طفلتها. فالسعادة والروح المرحة مثل العدوى تنتقلان بسرعة.
خططّي لبعض النشاطات الترفيهية خلال العطلة الأسبوعية
تخلّصي من المنبّه، وانسي الواجبات المنزلية والإلتزامات، وتحضّري لنزهة إلى الشاطئ، ولبناء قصر الرمال، وأحضري ورق اللعب «الكوتشينة»، وتسلي على الشاطئ مع عائلتك.
عبّري عن شوقك بالفعل
تنادي زوجك «حبيبي» وهو يناديك « حياتي» ولكن هل لا تزالان تعيشان سعادة الحب بالفعل كما الصفتان اللتان تناديان بعضكما بهما أم أنهما مجرّد كلمتين تعوّدتما عليهما! الأم السعيدة هي التي تخصص وقتًا لنفسها وتهتم بمظهرها فترتسم الإشراقة على وجهها، وبالتالي تشعر زوجها بالسعادة. فمن الجميل أن تحاط المرأة بزوج مرح، ولكن عليها البدء بنفسها. فالنكد يولّد النكد.
كلي ونامي وكوني مرحة
أن تحرمي نفسك من النوم للسهر على طفلك الرضيع هو وسام شرف، ولكن بقدر ما تسرعين في اكتشاف كيفية إستعادة ثماني ساعات من النوم المتواصل، تكونين أكثر تفاعلاً مع المرح. وتبعًا للراحة التي تستحقينها استعيضي عن شرب القهوة بوجبة شوفان وموزة ولا تتردي في تناول كيك لذيذ.
مارسي التمارين الرياضية في شكل منتظم
في استطلاع للرأي سُئلت مجموعة من الأمهات السعيدات عن سرّ سعادتهن، لم تذكر واحدة منهن أنها تناولت المهدّئات، بل كانت الإجابة الموحّدة بينهن هي التمارين الرياضيّة.
وهن محقّات فممارسة الرياضة بشكل منتظم تُشعر الأم بالغبطة والتفاؤل والحرية، لأنها تقوم بأمر خاص بها، برفقة مجموعة من الراشدات، وهذا هو الجزء الطريف من ممارسة الرياضة.
خصصّي وقتًا لك وحدك
منح وقت خاص بك بعيدًا عن الأولاد أمر بالغ الأهمية، فهذا يعيد إليك الشعور بأن لك حياة خاصة ويعزّز علاقتك بأبنائك. اخرجي مع الصديقات لتناول العشاء، أو اكتفي بحمام من الرغوة وقراءة كتاب أو مجلة.
كوني لطيفة مع الجارات
يشكّل التعامل اللطيف مع الجارات جزءًا من حياة الأم السعيدة. فمساعدة الجارة التي وضعت مولودًا جديدًا من خلال تحضير طبق حلوى أو إيصال أحد أبنائها إلى مدرسته، سيعود عليك بالفائدة لأنك ستُبادلين بالتعامل اللطيف نفسه لاحقًا.
أحبي ما لديك
الأم السعيدة هي الأم التي لا تنظر في ما لدى الأخريات. فهي لا تقارن بين أبنائها وأبناء الأخريات، أو بين منزلها ومنزل الآخرين، ولا تحاول المنافسة لتكون الأفضل، فالتفكير في ما يملكه الآخرين والغيرة منهم يقضمان سعادة الكثير من الأمهات.
هناك فيلسوف يوناني اسمه أبيكتوتوس أعطى نصيحة لأم تريد أن تكون سعيدة جدًا: «أن تكوني قنوعة أروع من أن تكوني ثريّة، إذًا أحبي ما لديك».
التقي صديقات أمّهات
الأم السعيدة هي التي لديها صديقات أمهات. فهن مثلها يعشن في خندق الأمومة نفسه، وبالتالي يتبادلن الهموم نفسها ويتعاونّن على إيجاد الحلول من أبسط مشكلة إلى أعقدها ويتبادلن النصائح والتجارب.
لا تتردّدي في تدليل نفسك والإهتمام بمظهرك
لمَ لا تشتري باقة ورد لنفسك، أثناء تسوقك حاجيات البيت، إذا لم يفكر أحد في ذلك. ولمَ لا تذهبين إلى الكوافير في شكل دوري وتتصلي بزوجك لتناول الغداء في أحد المطاعم. إنها طريقة مثلى لتشعري بأنك وزوجك لا تزالان تستمتعان بحياتكما الخاصة بعيدًا عن الأبناء.
تلاعبي بالقوانين التي تضعينها
من أفضل الأمور هو أن تكوني الشخص الذي يضع القوانين المنزلية والتلاعب بها أحيانًا. فلا بأس أن تتجاهلي من حين إلى آخر بعض تصرّفات أبنائك المزعجة. مثلا تريد ابنتك حمام رغوة ورش الماء في الحمام لا بأس دعيها تنفّس عن بعض شعورها بالإنزعاج.
سامحي وانسي
جميع الأمهات يرغبن في إيصال أسرهن إلى الكمال طوال الوقت، فيتوترن ويصبن بالعصبية ويتصرفن بتناقض. ولسوء الحظ قد تمضين الوقت بلوم نفسك ومعاقبتها فيما لا تُرين أطفالك الوجه الجيد منك. الأمهات السعيدات يدركن تمامًا أنهن سيمررن بأيام عصيبة، فيخففن وطأتها عبر التمارين الرياضية أو التخطيط لإجازة.
لا تتردي في إطلاق العنان لضحكتك
يحب الأبناء أن يروا أمهم تضحك، فقد أثبتت الأبحاث مجرد رمش العينين ورسم ابتسامة عريضة على ثغرك والضحك بقوة يساعد الدماغ في إفراز مادة سيروتوناين المسؤولة عن السعادة. فالضحك يظهرك أمام أبنائك بأنك طريفة ما يجعلهم يضحكون.
والضحك بقوة مع أطفالك هو سر من أسرار الأم السعيدة جدًا.
عناق الأبناء في كل مرة تسنح لك الفرصة
الأمهات السعيدات يعانقن أطفالهن كلما سنحت لهن الفرصة. فعناق الأبناء يعزّز لديهم الشعور بالأمان ويخفّف التوتر وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأم. فلا تتردّدي في معانقة أطفالك صباحًا عند إيصالهم إلى المدرسة.
«ماما حدّثيني عن طفولتك»
يرى اختصاصيو علم نفس الطفل، أن الطفل الذي يهتم بالتعرف إلى طفولة أهله يريد أن يطمئن إلى أن والديه كانا طفلين أيضاً. ومن المستحسن أن يخبر الوالدان طفلهما أنهما هما أيضاً ارتكبا العديد من الحماقات خلال مرحلة طفولتهما. فهذا يبرهن للطفل أن في إمكانه أن يصبح كبيراً وقوياً من دون أن يكون طفلاً مثالياً.
وعندما يستنتج الطفل أن والديه ترعرعا في كنف أهلهما سوف يدرك معنى الجذور العائلية. ومن المهم أن يخبر الوالدان طفلهما أنه لم يكن يوجد أيام طفولتهما وسائل الراحة المتاحة في الحاضر كفرن المايكروويف أو العاب الفيديو أو الهاتف الخلوي... فهذا الأمر يسمح للطفل بأن يفهم معنى تطوّر المجتمع وتقدّمه.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024