توائم هديّتها في يوم الأم!
عندما خاضت سيدة بربر تجربة الأمومة للمرة الأولى مع طفلة حملت بها بعد 3 أشهر من الزواج، كانت سعادتها لا توصف كونها تعشق الاطفال وتتمتع بكثير من الصبر والتفاني الذي تحتاجه كأم. إلا أنها لم تكن تتوقّع أن تسير الأمور في حياتها بهذه الطريقة.
فهي أم عاملة وبعد أن رزقت بطفلتها البكر أرادت الانتظار بضع سنوات قبل أن تنجب من جديد كونها تعمل مدرّسة، فرزقت بعدها طفلتها الثانية.
عندها كثُرت الأقاويل من حولها وشجعوها على ضرورة إنجاب ولد يحمل اسم العائلة، كما يحصل غالباً في مجتمعنا. أنجبت عندها سيدة ولداً واعتبرت أن حلم الأمومة قد اكتمل بذلك وأنها قد اكتفت بانجاب ابنتين وولد يزينون حياتها وحياة زوجها.
عن هذه المرحلة تقول: «كنت قد اكتفيت بإنجاب ثلاثة اطفال، خصوصاً أن ظروف العمل والحياة تزيد صعوبة إنجاب مزيد من الأطفال. لكن ما أن مرت سنتان على إنجاب طفلي بدأ من حولي يشددون على ضرورة إنجاب أخ لابني عبدالله، حملت مجدداً لكن هذه المرة لم أتوجه مباشرةً إلى الطبيب بل قلت لنفسي إنه يمكن الانتظار لبعض الوقت بعد أن اكتشفت أني حامل، خصوصاً ان ظروف حياتي والضغوط ازدادت وقد صرت أماً لثلاثة أطفال وأعمل في الوقت نفسه وأساعد زوجي في المقهى الذي يملكه.
لذلك انتظرت لبعض الوقت إلى أن عانيت نزفاً وتوجهت مباشرةً إلى الطبيب لمعرفة السبب، فأجرى لي صورة صوتية أكد لي فيها أني حامل بثلاثة توائم.
اضطر عندها لتكرار الخبر لي مرات عدة قبل أن أصدق ما اسمع. كان وقع الصدمة شديداً علي، فقد استقبلتها بالبكاء والخوف إذ أن الخبر نفسه ليس سهلاً كوني كنت مترددة في إنجاب طفل إضافي، فها أني وجدت نفسي حاملاً بثلاثة توائم.
أكدت للطبيب أني لم أتناول أي هرمونات وأنه ليس هناك من توائم في عائلتنا، بعد أن طرح علي هذه الاسئلة ثم غادرت لأتصل بزوجي وأطلعه على المفاجأة، فكان وقع الصدمة مماثلاً لما حصل معي.
راح يطرح السؤال نفسه علي مرات عدة. لكن مما لا شك فيه أنه بعدما زال أثر الصدمة، كانت سعادتي لا توصف كوني أنتظر ثلاثة أطفال ورحت أتخيل جمالهم معاً وبدت لي تجربة جميلة، وإن كانت متعبة جدا وقلقة حول طريقة التوفيق بين ستة أطفال في وقت واحد.
كنت أفكر أنه لا بد من أن تكون رعاية أحد الأطفال على حساب الآخرين. أما حملي فكان في غاية الصعوبة وعانيت كثيراً، لكني تحليت بكثير من الصبر بانتظار ولادة أطفالي، خصوصاً بوجود متطلبات عائلة وأطفال أيضاً يحتاجون إلى الكثير من الرعاية والاهتمام والتدريس، علماً أني بطبعي صبورة جداً ولي قدرة على التحمل وبشكل خاص مع الأطفال.
وفي الشهر الثامن عانيت من تورم حاد وصرت عاجزة عن المشي، وكان الطبيب مصراً على أن ألد حتى لا يزيد الوضع خطورة عليّ وعلى الأطفال.
لكني رفضت الفكرة تماماً رغم إصراره، لأن ابنتيّ كانتا تقدّمان امتحانات في المدرسة ولم اشأ أن أهملهما في هذه الفترة الدقيقة، فشاء القدر أن تكون هديتي في يوم الأم ولادة أولادي الثلاثة الذين انتظرت قدومهم بفارغ الصبر.
ولد أطفالي وأخوهم يكبرهم بثلاث سنوات ويحتاج هو أيضاً إلى الكثير من الرعاية والاهتمام. ورغم صعوبة الوضع لم أفرّق يوماً بين أي من أطفالي وكنت أقدم كل الاهتمام الذي يحتاجه كل منهم من كل النواحي بحيث لا أظلم اي منهم في لحظة من اللحظات.
كانت عاطفتي كأم تدفعني إلى تقديم كل حاجات أطفالي كلهم أياً كانت على حساب صحتي وحالتي النفسية وحياتي ككل. أعتقد أن عاطفة الأم هي الأساس لتتخطى كل الصعاب التي تواجهها في تربية أطفالها وتمدها بالقوة اللازمة والصبر.
لا أنكر أن حالتي النفسية كانت سيئة في المرحلة الأولى مع ثلاثة أطفال رضّع صغار جداً يحتاجون إلى رعاية خاصة بعد خروجهم من الحاضنة في المستشفى، وعائلة وأولاد كبار.
حتى أني كنت أحرص على الاستيقاظ ليلاً وحدي للعناية بهم وكنت أرفض أن يساعدني أحد. أردت أن يعتاد أطفالي الثلاثة على أن أكون أنا من أهتم بهم رغم التعب الشديد وعدم النوم.
كنت أضع الثلاثة إلى جانبي على السرير وأطعمهم في الوقت نفسه فأضع الوسادات بشكل مناسب لوضعيتهم أو أضع أحدهم في حضني لأرضعه.
حاولت أن أرضعهم في الشهر الأول لكني بعدها وصلت إلى حد الانهيار لشدة صعوبة الوضع مع ثلاثة أطفال يريدون أحياناً أن يرضعوا في الوقت نفسه.
عانيت الكثير من التوتر لشدة التعب وصعوبة ما كنت أمر به. فلا علاقة للمحبة بذلك إنما الحالة النفسية مرتبطة بالتعب الذي كنت أشعر به، خصوصاً في الصباح عندما يحين موعد النهوض من السرير فكنت أبكي من شدة التعب.
وكنت أطلب من الله أن يعطيني الصبر والقدرة على التحمل لأتابع العناية بأطفالي على أكمل وجه ولا أقصّر بحق اي منهم.
كنت أتساءل متى سيكبرون ليخف العذاب والتعب، أما اليوم فصارت الأمور أسهل بقليل وإن كان التعب موجوداً كالعادة مع متطلبات العائلة كلها».
رغم كل الصعاب التي تواجهها، تحرص سيدة على القيام بدورها كأم وربة منزل بالكامل حتى لا تقصر بحق أي من اطفالها او زوجها الذي تساعده أيضاً في عمله فتشعر بغيابها أن المنزل سينهار.
لذلك تبدو مثال الأم المتفانية التي تقوم بكامل واجباتها كأم مع ستة أطفال على حساب نفسها فيما قد تعجز كثيرات عن الاستمرار في وضع مماثل فيه هذا المعدل من الضغوط.
وتساعدها في كل ذلك والدتها وحماتها فتحرص على معايدتهما في يوم الأم، وقد عرفت معنى الأمومة وما فيها من تضحية بعد إنجابها ستة أطفال تعشقهم وتقول عنهم: «هناك الكثير من التعب لكنهم رائعون».
أصعب اللحظات
- عندما يستيقظ الأطفال الثلاثة في الوقت نفسه ويريدون أن يأكلوا فيبكون دون توقف.
- عندما يمرض إيليا وجورج وادريان في الوقت نفسه وهذا ما يحصل غالباً، فمن المستغرب انهم يمرضون دائماً معاً في الوقت نفسه.
- فترة الظهيرة حيث يستيقظ التوائم من قيلولتهم ويصل كل من غابرييلا وغرازييلا وعبدالله من المدرسة فتبدأ الرحلة مع الأكل والتدريس والعناية بالأطفال وترتيب المنزل في الوقت نفسه.
- في ساعات الصباح الأولى حين لا أكون قد نمت ليلاً وأكون مضطرة للنهوض صباحاً لتحضير غرازييللا وغابرييلا وعبدالله للذهاب إلى المدرسة.
- ليلاً عندما كانوا يستيقظ كل منهم على صوت الآخر ويجب إطعام الثلاثة وتغيير حفاضاتهم معاً قبل ان يعودوا إلى النوم.
أجمل اللحظات
- عندما يبتسم لي اي من أطفالي او يحضنني أنسى كل تعبي وأجدها أجمل اللحظات في حياتي وكأني لم أتعب يوماً.
- عندما أنظر إلى أطفالي وهم نائمون معاً أشعر بسعادة لا توصف.
لحظات مرحة
- عندما يتدافع التوائم الثلاثة للجلوس في حضني في الوقت نفسه فيحاول كل منهم أن يدفع الآخر ليكون بمفرده في حضني وأكون له وحده.
- عندما يتفق التوائم على أخيهم عبدالله الأكبر ويقومون بمخططات ضده أما هو فيتميز بحنان كبير وعاطفة لا مثيل لها ولا ينزعج منهم أبداً.
- عندما يتبعني التوائم الآن وقد بلغوا سن السنتين، من غرفة إلى غرفة فيما أرتّب المنزل بعد ذهاب إخوتهم إلى المدرسة.
برنامج «سيدة» اليومي
- النهوض في الساعة السادسة والنصف لتحضير الأولاد وحاجتهم إلى المدرسة
- تغيير حفاضات التوائم وإرضاعهم
- ترتيب المنزل فيما التوائم يتنقلون معها من غرفة إلى أخرى
- شرب القهوة فيما يلعب التوائم معاً
- التحضير للغداء قبل حضور الأولاد من المدرسة
- قيلولة التوائم في الساعة 12 ونصف والنزول عندها إلى مقهى زوجها لمساعدته فيما تمكث والدتها مع التوائم
- وصول الأولاد من المدرسة مع استيقاظ التوائم من قيلولتهم وإطعام الكل في وجبة الغداء ثم ترتيب المطبخ
- تدريس غرازييلا وغابرييلا وعبدالله فيما التوائم يلعبون في الغرفة مما يضطرها للاستعانة ببناتها للمساعدة اثناء الدرس
- ينام التوائم في الساعة السابعة والنصف
- بعد نوم التوائم تستحم غرازييلا وغابرييلا وتتولى سيدة حمام عبدالله
- عشاء الأولاد ثم دخولهم إلى النوم
- البدء بترتيب المنزل مجدداً وتنظيفه
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024