تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

غادة عادل: خمسة أبناء يكفون

يتميز منزلهما بالبساطة والجمال، لم يستعينا بمهندس ديكور، بل اعتمدا ترتيبه واختيار كل قطعة فيه بنفسيهما، غادة عادل والمخرج مجدي الهواري استقبلا «لها» بمنزلهما، لنتحدث معهما عن سر العلاقة الناجحة بينهما، وطريقة تربيتهما لأبنائهما الخمسة، ولماذا يتعمدان إبعادهم عن الأضواء.
كما تحدثا عن أعمالهما الفنية الجديدة، كما كشفت غادة علاقتها بأحمد حلمي وأحمد السقا، وسر رغبتها في زيارة منى زكي، وحقيقة رفضها العمل مع محمود عبد العزيز، ورأيها في يسرا ونيللي كريم ونور اللبنانية.

                                                                                                      
- بدأنا حديثنا مع غادة عادل وسألناها: ما سر حماستك للمشاركة في مسلسل «سرايا عابدين»؟
عرض عليَّ العمل عن طريق المخرج عمرو عرفة، وبمجرد أن تناقشنا حول الفكرة وقبل أن أقرأ السيناريو انجذبت كثيراً إلى المسلسل لما يتضمنه من أحداث ومفاجآت عديدة، كما أنني سعدت بوجود عدد كبير من النجوم المصريين والعرب الذين كنت أتمنى التعاون معهم جميعاً، وهم يمثلون إضافة وثقلاً للعمل، وشعرت معهم بالمعنى الحقيقي للبطولة الجماعية.
ويرجع الفضل في ذلك إلى شركة الإنتاج وقناة mbc التي استطاعت أن تجمع كل هؤلاء النجوم في عمل درامي واحد، بالإضافة إلى الميزانية الضخمة التي وضعت للمسلسل لتقديم كل الإمكانات من ديكور وإضاءة وملابس وماكياج تتناسب مع هذا العصر.
ورغم أن العمل يصنّف ضمن المسلسلات التاريخية، إلا أنه يمتاز بالدراما المشوقة، بمعنى أنه يتناول قصصاً مختلفة بين الشخصيات ويظهر المشاعر بكافة أشكالها، سواء الحب والرومانسية أو الكراهية والخيانة، بجانب الأحداث السياسية التي وقعت بتلك المرحلة، وأعجبني التركيز على دور المرأة داخل القصر، وهي من الأشياء التي تميّز المسلسل وتجذب الجمهور إلى متابعته.

- هل وجدت صعوبة في التحضير للشخصية؟
لم أجد صعوبة كبيرة، لكنني أصررت على دراسة الشخصية من كافة جوانبها وتحليل مواقفها المختلفة حتى أقدر على إظهارها بالشكل المطلوب، فأجسد شخصية جارية استطاعت أن تصل إلى قلب الخديوي، بل إنها أصبحت نقطة ضعفه لأنه لا يستطيع الاستغناء عنها، ولا يتخيّل حياته بدونها، ورغم أنه متزوج من أخريات، إلا أنها الوحيدة المسيطرة على مشاعره وتحاول دائماً أن تفوز به بمفردها، وهذا يجعلها تدخل في العديد من المشاكل طوال أحداث المسلسل، واختلاف الدور عن باقي الأعمال الفنية التي قدمتها طوال مشواري الفني هو الذي شجعني على الاشتراك بالمسلسل، لأنني أبحث دائماً عن الجديد الذي أستطيع من خلاله منافسة نفسي والظهور للجمهور بأداء لم يشاهده مني قبل ذلك.

- العمل يضمّ مجموعة كبيرة من النجمات أمثال يسرا ونيللي كريم ونور اللبنانية ألم تحدث خلافات بينكن حول ترتيب الأسماء؟
لم أتحدث في هذا الموضوع، لأنني أثق تماماً في المخرج عمرو عرفة، وأعلم أنه لن يظلم أي شخص بفريق العمل، وسيعطي كلاً منا حقه كما ينبغي، وبالنسبة لمسألة ترتيب الأسماء فهي لا تشغلني في أي عمل فني أقدمه، وأعتبرها شيئاً ثانوياً، لأنها لا تقلل أو تزيد من قيمة الفنان، بل الدور هو الذي يلاحظه الجمهور ويهتم به، كما أنها ليست وظيفة الممثل أن يشترط مكاناً محدداً لأسمه بمقدمة المسلسل، لأنه يمكن أن يقيم نفسه، لكن ليس من حقه أن يقيم الآخرين، وسعادتي باشتراكي في عمل درامي تتوافر فيه المواصفات كلها التي كنت أتمناها تجعلني لا أعلق على تلك الأشياء الصغيرة، ويظن البعض أن وجود عدد من النجمات في عمل واحد يشعل المنافسة بينهن وينشئ بعض التوترات، لكنني لم أشعر بذلك على الإطلاق، بل لمست حالة من الحب والألفة بين كل فريق العمل، والجميع يتمنى أن يظهر الآخرون بأفضل شكل وأداء، لأن النجاح سيعود علينا جميعاً.

- وما شكل علاقتك مع بطلات المسلسل؟
العلاقة بيننا أكثر من رائعة، فجميعهن صديقاتي ومقربات إلى قلبي، فمثلاً يسرا من الفنانات اللاتي كنت أحلم بالتعاون معهن، لأنني أعشقها على المستوى المهني والشخصي، وأطلق عليها دائماً «الحب الكبير»، لأن لديها مخزوناً من العاطفة والحنان لا ينتهي، وتتعامل مع الجميع بروح صافية، وهذا ما لمسته فيها بتعاملي معها، أيضاً نور اللبنانية تربطني بها علاقة صداقة واحترام منذ أن عملنا معاً من قبل بفيلم «ملاكي إسكندرية»، وهي من الشخصيات الرقيقة والمحببة لقلبي، وكذلك نيللي كريم التي كنت أنتظر العمل معها مرة ثانية منذ آخر مسلسل جمع بيننا «وجه القمر» مع الفنانة القديرة فاتن حمامة، ومعظم مشاهدي بالمسلسل تجمع بيني وبين أنوشكا، التي تمتاز بالطيبة والأخلاق العالية، ودائماً بأوقات الراحة نجلس معاً وأشعر معها بالراحة النفسية.

- ما سبب تأجيل عرض المسلسل إلى شهر رمضان القادم رغم أنه كان محدداً له توقيت آخر؟
بالفعل كان من المفترض عرض المسلسل على شاشة قناة mbc مع بداية شهر آذار/مارس، لكن تم تأجيله إلى شهر رمضان لأسباب لا أعلمها، وربما جاء ذلك لضخامة المسلسل وتميّزه، ووجد القائمون عليه أن عرضه بموسم رمضان سيضيف إليه نسب مشاهدة أعلى، أو ربما لأننا حتى الآن لم ننته من التصوير، وعلى المستوى الشخصي كنت أتمنى أن يعرض في أي وقت آخر بعيداً عن الموسم الرمضاني، الذي يتكدس بكم هائل من الأعمال الدرامية، خصوصاً أن جودة العمل قادرة على جذب المشاهد لمتابعته في أي وقت، لكن بالتأكيد شركة الإنتاج تبحث عن مصلحة العمل وهي المسؤولة عن تحديد توقيت عرضه.

- كيف استقبلت ردود الأفعال حول مسلسلك الجديد «مكان في القصر»؟
رغم أن العمل مؤجل عرضه من العام الماضي، إلا أنني تذوقت نجاحه مرتين، أولاهما عندما عرض لأول مرة على قناة أبو ظبي وحقق نجاحاً كبيراً على مستوى العالم العربي، لكنه لم يحقق صدى داخل مصر، والمرة الثانية عند عرضه بقناة cbc two، وجاءتني العديد من ردود الأفعال الإيجابية حوله عن طريق فيس بوك وتويتر، ولاحظت أن الجمهور تفاعل مع الشخصية منذ عرض الحلقة الأولى، لكن المسلسل لم يحظ بنسب المشاهدة الضخمة التي كنت أتمناها، وهذا بسبب تأخر طرح الدعاية الخاصة به حتى قبل عرض العمل بأيام قليلة، فهناك كثيرون لم يعلموا بوجود عمل درامي جديد، وآخرون بدأوا متابعته بعد عرض الحلقات الأولى له، لكنني أشعر بالفرحة وأتمنى أن يكون خطوة نحو فتح مواسم أخرى للدراما بعيداً عن شهر رمضان.

- ما سبب تأجيل مسلسلك الجديد «كهربا زيادة» مع محمد هنيدي للعام القادم؟
بعد عرض مسلسل «مكان في القصر» وقبل أن يتم تأجيل «سرايا عابدين» لشهر رمضان، كنت أفضل أن أشترك في عمل درامي آخر لرمضان، وبدأنا التحضير لمسلسل «كهربا زيادة»، لكنني تراجعت في قراري لأنني لا أفضل أن أظهر بعملين في وقت واحد، خصوصاً أن تجاربي السابقة لم تشجعني على فعل ذلك، وحدث بالعام قبل الماضي هذا الموقف عن طريق الصدفة، وعرض لي عملان بشهر رمضان، وهما «سر علني» و«فرح العمدة»، ولمست تفوق الأول على الثاني لأن من الصعب جداً أن يتابع الجمهور عملين لنفس الممثل أو الممثلة في نفس الوقت، فقررت ألا أكرر التجربة مرة أخرى حتى لا أظلم أحد أعمالي لحساب الآخر.

- وهل وافقت على فيلم «فرصة سعيدة» مع هنيدي أيضاً تعويضاً منك على تأجيل المسلسل؟
موافقتي على الفيلم جاءت نتيجة إعجابي بالدور واشتياقي الشديد إلى السينما، لأنني ابتعدت عنها منذ آخر أفلامي «على جثتي» مع أحمد حلمي، وهو من الأعمال التي تناقش عدداً من القضايا في إطار كوميدي، ولا أريد الخوض في تفاصيل الدور، لكنها شخصية مختلفة تماماً عما قدمته من قبل، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور، كما أنني سعيدة بالتعاون مع محمد هنيدي لأنه شخصية رائعة ويملأ أوقات التصوير بالفكاهة والضحك، وأتذكر حتى الآن الأوقات الجميلة التي قضيناها معاً أثناء تصوير فيلمي «صعيدي في الجامعة الأمريكية» و«بلية ودماغه العالية»، وهما من أقرب الأعمال الفنية لقلبي، كما أن هناك صداقة عائلية تجمع بيني وبين هنيدي وزوجي مجدي الهواري منذ أعوام طويلة.
** هنا تدخل مجدي الهواري بالحديث قائلاً: «نحتاج جميعاً تقديم أفلام سينمائية في محاولة لعودة الإنتاج والصناعة من جديد، بعد الأزمة التي تمر بها السينما والتي خفضت من عدد الأفلام التي تقدم إلى النصف تقريباً، ولذلك أعطينا الأولوية للبدء في تصوير الفيلم وتأجيل المسلسل لعام 2015، خصوصاً أنه كان يجب علينا الاختيار بين العملين لأنهما من بطولة محمد هنيدي وغادة عادل، ولم يسعفنا الوقت لتصوير العملين معاً، وخرجت العديد من الشائعات بعدها تؤكد اعتذار هنيدي عن المسلسل ووجود بعض الخلافات بيننا، لكن كل ذلك ليس له أي أساس من الصحة وأقوى رد على تلك الأكاذيب هو اشتراكنا معاً في فيلم سينمائي جديد أتمنى أن يكون سبباً في انتعاش السينما، مثلما كان «صعيدي في الجامعة الأميركية» سبباً لنجاح السينما الشبابية وانتشارها.

- عدنا بالسؤال إلى غادة عادل: لماذا ابتعدت عن السينما لمدة سنتين تقريباً؟
قلة الإنتاج من الأسباب الرئيسية التي أجبرتني على الابتعاد عن السينما خلال تلك الفترة، والظروف السياسية التي تمر بها مصر أيضاً أثرت بالسلب على الأفلام وقل عدد السيناريوهات المعروضة، وليس أنا فقط من تأثرت بهذا وإنما معظم الممثلين والممثلات من جيلي، لكنني متفائلة بالفترة المقبلة وأرى أن هناك انتعاشة ستجعلنا جميعاً نعود إلى السينما ونظهر في أفلام كل عام، لأن السينما هي التي تصنع تاريخ الفنان وتجعل أجيالاً عديدة تتذكر اسمه وتتابع أعماله.

- ما سبب اعتذارك عن عدم المشاركة في مسلسل «جبل الحلال» مع محمود عبد العزيز؟
لم أعتذر عن العمل ولا أستطيع أن أرفض الوقوف أمام العملاق محمود عبد العزيز، حتى لو في مشهد واحد فقط. وما حدث هو أن المخرج عادل أديب عرض عليَّ الظهور كضيفة شرف في إحدى الحلقات ورحبت بالفكرة، لكن لم يتصل بي أحد بعدها ولا أعرف السبب وراء ذلك.
كنت أتمنى التعاون مع محمود عبد العزيز، لأنني من معجبيه وأتابع كل أعماله الفنية، واستمتعت كثيراً بمسلسله الأخير «باب الخلق»، وهناك عدد آخر من الفنانين أحلم بالعمل معهم، مثل عادل إمام ونور الشريف ويحيي الفخراني ويسرا، لأنهم قيمة فنية كبيرة ولديهم تاريخ فني وخبرة ضخمة يكتسب منها كل من يقف أمامهم.

- من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
أكن كل الحب والاحترام لكل أبناء جيلي من الممثلين والممثلات وأنا على علاقة جيدة بهم جميعاً، لكن البعض منهم تربطني به علاقة صداقة قوية، مثل أحمد السقا الذي يسكن بجواري، وأحمد حلمي وزوجته منى زكي وهما جاران لي أيضاً، وهذا جعلنا على تواصل دائم. وكان من المفترض أن أتعاون مع حلمي في فيلم سينمائي جديد بعد «على جثتي» لكن لم تشأ الظروف استكمال المشروع.

- وهل اطمأننت على منى زكي بعد الوعكة الصحية التي تعرضت لها ونقلت على أثرها إلى المستشفى؟
بمجرد أن علمت بالخبر اتصلت بها على الفور واطمأننت إلى تحسن حالتها الصحية، وكنت أرغب في زيارتها، لكنها خرجت من المستشفى إلى منزل أحد أقاربها وأنتظر أن تعود إلى منزلها لأطمئن عليها بنفسي.
وحتى الآن أتصل بشكل دائم بها وبأحمد حلمي، وأتمنى لها الشفاء وعدم التعرض لهذا الموقف مرة أخرى.

- ما هي هواياتك؟
للأسف ليس لديَّ وقت فراغ كي أفعل فيه شيء، فأنا إما مشغولة بالتحضير لعمل فني جديد أو التصوير، وفي الإجازة أنشغل بدوري كأمّ لخمسة أبناء، كما أنني أشعر بأن الوقت أصبح يمر سريعاً لدرجة أنني أستيقظ بالصباح وأحدد أكثر من شيء أعمله، لكنني أفاجأ بانتهاء اليوم دون أن أنفذ كل برنامجي. فمثلاً أتمنى مشاهدة مسلسلات رمضان العام الماضي، وبالتحديد مسلسل «نيران صديقة» لمنة شلبي الذي تابعت منه بعض الحلقات واستمتعت به كثيراً، لكن لم أجد الوقت الذي أستكمل فيه متابعة بقية الحلقات. والحال نفسه مع مسلسل «آسيا» لمنى زكي، فأصبح من الصعب الآن التفرغ لممارسة هواية معينة بحكم ظروف الحياة ومشاغل العمل.

- هل أثر انشغالك بعملك على رعايتك لأبنائك بعض الشيء؟
لا، لأن اهتمامي بأولادي لا يمكن أن يؤثر عليه أي شيء، فأنا متابعة لكل تفاصيل حياتهم، كما أهتم بمتابعة دراستهم ومعرفة الدرجات التي يحصلون عليها بامتحاناتهم، وأحرص على أن أكون قريبة منهم جميعاً ليحكوا لي كل المواقف التي تحدث لهم على مدار اليوم، ويأخذون رأيي في الأمور التي تشغل بالهم. وأرى أن هذا دوري تجاههم، وأرفض أن أكون مقصرة فيه لأي سبب من الأسباب.

- هل تفكرين في إنجاب أطفال آخرين؟
رغم أنني أعشق الأطفال، من المستحيل أن أنجب للمرة السادسة، وأكتفي بأولادي الذين رزقني الله إياهم وأحاول الاعتناء بهم وتربيتهم بطريقة سليمة، فأنا لم أخطط أبداً أن أنجب خمسة أبناء، بل هو شيء ناتج عن النصيب والصدفة.
وأتمنى لهم الصحة والسعادة وأحلم بأن أراهم في زفافهم وأطمئن على مستقبلهم، وأن يحقق كل منهم النجاح في المجال الذي يختاره بنفسه، لأنني لا أحب التدخل في أمورهم الشخصية.

- من منهم يشبهك؟
حمزة، وهو أصغر أبنائي، يشبهني كثيراً في الصفات الشخصية، وعندما أتذكر بعض المواقف التي كان يحكيها لي والدي عن طفولتي أجدها كلها في حمزة.

- أي الأماكن في منزلك تفضلين؟
أحب الجلوس مع ابنتي مريم داخل غرفتها وأمضي معظم وقتي في المنزل معها، وهي من أقرب أبنائي لي وهذا لأنها فتاة وحيدة.

- هل تجيدين الطبخ وتحضير الطعام لأسرتك؟
أحب الوقوف في المطبخ وتحضير الطعام، لكن انشغالي الدائم بالعمل يمنعني من ممارسة ذلك بشكل متواصل. وأحاول استغلال وقت فراغي في تحضير بعض الوجبات التي أعشقها، مثل المعكرونة وصينية الفراخ بالبطاطا.
وهناك بعض الأكلات التي يحب مجدي تناولها مني فقط مثل الرقاق، فأنا مثل أي امرأة تشعر بنفسها داخل المطبخ وهي تحضر الطعام لأسرتها وتنتظر ردود فعل زوجها وأولادها.

- لاحظنا أن منزلك يتمتع بالبساطة والجمال، فهل استعنت بمهندس ديكور؟
لم أستعن بمهندس ديكور، فزوجي مجدي الهواري هو من تولى تصميم الديكور وتنفيذه، واشترى بنفسه الأثاث ونسّقه بشكل منظم وجمالي.
فهو يملك الموهبة في تنسيق الألوان وترتيبها بشكل جذاب للنظر، ودائماً يضيف بعض اللمسات الجمالية من خلال شراء اللوحات وقطع مختلفة، مثل الساعة التي يضعها في غرفة مكتبه وهي على شكل كلاكيت السينما. وأعجب كثيراً بلمساته البسيطة التي تضفي على المنزل شكلاً رائعاً.

- ما هو سر العلاقة الناجحة بينكما؟
العلاقة الزوجية الناجحة تعتمد على التفاهم والانسجام بين الطرفين، ويحاول كل منهما أن يفعل ما يسعد الطرف الآخر ويبتعد عن ما يضايقه أو يغضبه. وأرى أن ذلك يتحقق في علاقتنا أنا وزوجي مجدي الهواري، وحتى عندما نعمل معاً في عمل واحد نجد هذا التفاهم يهيئ لنا المناخ المناسب لخروج العمل بأفضل صورة، بل أشعر بأن مجدي يكتشف فيَّ أشياء جديدة كممثلة لم يلاحظها أحد غيره بحكم أننا زوجان، فكلما طالت فترة الزواج يتعرف كل منا على أشياء جديدة في الآخر، ويرى إيجابيات كثيرة تظهر مع الزمن، أما السلبيات فلا أتوقف عندها خصوصاً أنها غير مؤثرة.


يعلق مجدي الهواري

«أؤكد ما قالته غادة في مسألة التفاهم بين الطرفين، إلى جانب مراعاة كل منهما لظروف ومتطلبات الآخر، فعلاقتنا الزوجية تعدت الخمسة عشر عاماً، وهذا النجاح يأتي بالأساس لتقدير كل منا لظروف عمل الآخر وطبيعته، بمعنى أنني أحياناً أعود إلى المنزل وغادة في التصوير أو العكس، لكن ذلك لا يغضبني أو يضايقها على الإطلاق لأنني أحترم عملها وأحاول أن أشجعها على تحقيق مزيد من النجاحات فيه وهي أيضاً كذلك، وأعتقد أن هذا سر النجاح بين الزوجين.

- وهل تتدخل في اختيارات غادة الفنية؟
لا يتدخل أحد منا في عمل الآخر، فنحن منفصلان في تلك المسألة، وإذا أراد أي منا أخذ رأي الآخر في عمل فني معروض عليه نتناقش ونتبادل النصح، لكن لا يجبر أي طرف منا الآخر على تنفيذ وجهة نظره.
ربما في بداية ارتباطي بغادة كنت أتدخل كثيراً في عملها وأحاول فرض رأيي، لكن الآن الوضع اختلف، خصوصاً أنها اكتسبت خبرات عديدة خلال السنوات الماضية وأصبحت قادرة على اختيار الأنسب لها.

- وما هو أكثر ما يجذبك في شخصيتها؟
أكثر ما يعجبني في غادة الطيبة المفرطة، وأعتقد أن الكل يعلم ذلك عنها، فهي إنسانة شفافة ونقية إلى أبعد الحدود، وتتعامل مع الجميع بقلب طفل. وهذا أحياناً يسقطها في العديد من المشاكل، لكن هذه هي طبيعتها التي لا تستطيع تغييرها.

- وماذا عن أعمالك الفنية الجديدة؟
بدأت التحضير لفيلمي الجديد «فرصة سعيدة»، وهو اسم موقت للعمل يمكن أن يتغير. وفضلت ألا أشارك في رمضان هذا العام بأي أعمال درامية حتى أستطيع التركيز على الفيلم ليخرج بالشكل الذي أتمناه، على أن أعود إلى التلفزيون العام المقبل بمسلسل يجمع بيني وبين محمد هنيدي وزوجتي غادة عادل.

- هل عدم تحقيق مسلسلك «مزاج الخير» النجاح المرجو منه العام الماضي هو سبب عدم إخراجك لمسلسل مصطفى شعبان الجديد «أمراض نسا»؟
مسلسل «مزاج الخير» حقق نسب مشاهدة جيدة خلال عرضه الأول في شهر رمضان الماضي، وأضاف إلى نجاحه في العرض الثاني له، وهو ليس له علاقة بعدم تعاوني مع مصطفى هذا العام، لكنني شعرت بأن تقديمنا لعملين على التوالي وهما مسلسلا «الزوجة الرابعة» و«مزاج الخير» كافٍ جداً، وعلينا أن نتوقف ونتعاون مع آخرين لفترة ثم نجتمع مرة أخرى إذا أتيحت لنا الفرصة لذلك.
وأتمنى لمصطفى شعبان النجاح في مسلسله الجديد ليضيف إلى نجاحاته في عالم الدراما.

- أيهما الأقرب إليك كونك منتجاً أم مخرجاً؟
أعشق العملين وأعتز بهما كثيراً، وأعمل وفق المتاح لي، فمثلاً خلال الفترة الماضية لم تعرض على سيناريوهات تستهويني لأتحمس لإنتاجها، وهذا سبب ابتعادي عن الإنتاج لفترة طويلة، لكن بمجرد أن أجد العمل الجيد والفكرة الجديدة سأنفّذها على الفور، كما أنني ابتعدت عن السينما كمنتج ومخرج منذ آخر أفلامي «الوتر» قبل حوالي ثلاثة أعوام تقريباً بسبب الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها مصر، والتي أثرت كثيراً على الصناعة وأبعدت الكثيرين عنها، وأتمنى أن تستقر الأمور لتتحسن السينما.

- من هم الفنانون الذين تتمنى التعاون معهم؟
معظم من تعاونت معهم أتمنى أن أكرر التجربة معهم، كما أتمنى أن أقدم فيلماً سينمائياً من بطولة الزعيم عادل إمام يليق بتاريخه الفني العظيم ويُكتب باسمي.

- ما الذي جذبك لتقديم أوبريت «مصر بلدنا»؟
شعرت بأنني أرغب في تقديم عمل فني للوطن خصوصاً في المرحلة الحرجة التي نمر بها، وطوال الثلاثة أعوام الماضية كنت متردداً في الإقدام على تلك الخطوة، وكنت أفكر في العمل الذي يمكن أن يقدم بطريقة جيدة وبدون تسرع، وبالفعل استطعت أن أجمع مجموعة من النجوم في هذا العمل، أمثال حسين فهمي ويسرا وأحمد السقا ومحمد هنيدي وهاني رمزي وغادة عادل. وأرى أنهم أضافوا إلى الأوبريت وقدمنا عملاً قيماً ومحترماً يعبر عن اللحظة التي نعيشها.

- لاحظنا اهتمامك البالغ بالعزف على البيانو، فهل هذه هوايتك المفضلة؟
أنا عاشق للموسيقى، وثقافتي السمعية جعلتني أصر على شراء بيانو لأعزف عليه في أوقات فراغي، فأنا لم آخذ دورساً في عزف الموسيقى، بل بدأت التدريب على الوصول إلى النغمات الصوتية حتى أصبحت محترف عزف على البيانو.

- ما هي أكثر الأماكن التي تجلس فيها داخل منزلك؟
أعشق الجلوس في مكتبي، وأحياناً كثيرة أنسى الوقت وأجلس بساعات فيه، ولا أشعر بذلك إلا عندما يدخل عليَّ أحد أبنائي أو زوجتي ليبحثوا عني. وقررت منذ ثلاث سنوات تقريباً نقل مكتبي داخل منزلي بعد أن كنت أخصص له شقة في القاهرة.

- كيف تربي أبناءك؟
أربي أبنائي على القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد الإيجابية التي اكتسبتها من مجتمعنا الشرقي، كما أتعامل مع أولادي على أنني صديق لهم ولست أباهم، حتى يعتادوا على الصراحة والوضوح معي، ولا يخافوا مني إذا أخطأوا، بل يواجهون أنفسهم ويتعلمون من سلبياتهم ويحاولون تصحيحها وتفاديها.

- ولماذا ترفض ظهورهم في وسائل الإعلام المختلفة؟
أرفض وضعهم تحت الأضواء حتى لا يرتبطوا بذلك ويتعلقوا به ويختاروا هذا المجال لمجرد الشهرة، وربما يكون ليس الأنسب لهم، فتركت لهم حرية الاختيار عندما يكبرون في العمر ويبدأون تحديد مستقبلهم بأنفسهم، ويكتشف كل منهم موهبته ويقرر على أساسها المجال الذي سيعمل فيه، فلا أريد أن يصيبهم وهم الشهرة في مقتبل أعمارهم.
** وهنا تقول غادة: بدأنا بالفعل نبعدهم عن الأضواء حتى لا يعتادوا عليها، لأن جزءاً كبيراً من التعلق بالأضواء يحدث في الصغر، ولذلك نريدهم أن يحددوا مستقبلهم دون أي تعلق بشيء منذ الصغر.

- نعود إلى مجدي ونسأله: هل يمتلك أحد منهم الموهبة التي تؤهله أن يدخل مجال التمثيل؟
أعتقد أن ابني الأكبر محمد هو الوحيد بين إخوته الذي يمتلك الموهبة وقادر على دخول الوسط الفني، وأتوقع له أن يكون ممثلاً مشهوراً أو مخرجاً متميزاً، لكنني لا أريد إقحامه في الوسط حالياً حتى تكتمل الموهبة لديه وتظهر بشكل واضح ويبدأ هو بنفسه الاختيار، وإذا أراد أن يلتحق بالفن سأساعده في ذلك في البداية ثم أتركه يعتمد على نفسه، أما إذا رفض فله مطلق الحرية ولن أحزن من ذلك على الإطلاق.
أما مريم فتعشق الموسيقى مثلي تماماً وتتعلم العزف على البيانو، وعبد الله يعشق لعب كرة القدم.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077