انتكاسة المتعافين تصل إلى 70 في المئة... والنساء أقل عرضة
تعاني مجمعات الصحة النفسية والادمان في السعودية عجزاً نتيجة تكرار دخول بعض المرضى المتعافين، بحسب ما أوضح المدير العام للصحة النفسية والاجتماعية في وزارة الصحة الدكتور عبد الحميد الحبيب معللاً ذلك بـ "عدم وجود برامج داعمة مقدمة للمتعافين من الإدمان خارج مستشفى الأمل، الأمر الذي يساهم في عودة المتعافي إلى الإدمان، وبالتالي يدخل مجدداً للمستشفى، بنسبة للانتكاسة تراوح بين 60 و70 في المئة".
فيما بيّن استشاري علم النفس العلاجي الدكتور محمد أيمن عرقسوسي أن برامج الوقاية المقدمة للمتعافي من مرض الإدمان، أهم من الاجراءات العلاجية التي يخضع لها المريض خلال فترة إزالة السموم، مضيفاً: "يحتاج المتعافي من الادمان إلى المتابعة العلاجية طيلة حياته، خاصة للأشخاص الذي استغرقت فترة إدمانهم وقتاً طويلاً. فشخص كهذا عليه تغيير نمط حياته بالكامل، الأمر الذي يُحتم عليه متابعة العلاج وتنشيطه بين فترة وأخرى لئلا يعود إلى الإدمان من جديد".
وأشار إلى أن نسبة إدمان النساء في المجتمع السعودي أقل من نسبة إدمان الرجال، قائلاً: "النساء أقل عرضة للإدمان نتيجة بعض العادات والتقاليد، لكن هذا الأمر لا يعني أن المرأة لا تُصاب بالإدمان، ولذلك أُنشئت أقسام نسائية لعلاج الإدمان".
ولفت إلى أن أول معوقات علاج الإدمان هو عدم اعتراف المريض، وبالتالي تتطوّر الحالة لتصل إلى المستشفى في وضع متأخر، "وهذا من الأمور القاتلة إن صح التعبير في مسألة الادمان. لكن التوجه العام الذي فتح العلاج للمدمني، والمدمنات، وكان لهم برنامج على أحدث مستوى، ساعد في التخفيف من هذه العقبات، سواءً بين الرجال والنساء". وأكد أن النسب العالمية في الإدمان أعلى بكثير من النسب في السعودية، بين الجنسين، مشدداً أن هذا "لا يعني أن السعودية تخلو من الإدمان. والادمان مرض، كأي مرض آخر، يحتاج إلى علاج. عندما يصل إدمان الشخص إلى مرحلة المرض، يكون غير محاسَب عليه، وهنا يكمن المفهوم المهم في علاج الإدمان، لأن مريض الإدمان قد يكون بدأ بإرادته، لكن استمراره فيه وبالتالي تورطه في الإدمان ومراحله المختلفة، ليسا بإرادته. ووفقاً للنظرية الحديثة، الادمان مرض قهري، كغيره من الأمراض الواجب علاجها والاهتمام بها بشكل كبير".
مؤتمر عالمي
جاء هذا الكلام في المؤتمر العالمي الثالث لمستشفى الأمل الذي عقد في جدة تحت شعار "تطبيقات متقدمة في علاج الاضطرابات النفسية، والادمان"، بحضور مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي بادواد الذي لفت إلى أن "الطاقة السريرية لمستشفى الأمل لا تتجاوز في الوقت الحالي 200 سرير"، مما يعني وجود "عجز في استقبال المرضى الجدد، نتيجة رفض بعض الأهالي استكمال علاج ذوويهم من المتعافين في منازلهم ليبقوا في المستشفى".
وكشف أن وزارة الصحة تعمل على إنشاء مستشفى الصحة النفسية، المزمع إنجازه خلال ثلاث سنوات، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 500 سرير، الأمر الذي يساعد في زيادة عدد الأسرّة المخصصة لمرضى الإدمان. إضافة إلى مشروع إنشاء مستشفى آخر في مكة، سيساهم بدوره في تخفيف الضغط على مستشفى الأمل في جدة الذي يستقبل مرضى من كل مدن المنطقة الغربية.
وقد ناقش المؤتمر 38 ورقة عمل علمية، وعقد 22 ورشة عمل تدريبية، بإدارة نخبة من أشهر العلماء والاختصاصيين في علاج الأمراض النفسية والإدمان. وهدف بشكل أساسي إلى إطلاع الأطباء والعاملين في مجال الطب النفسي والإدمان، من كوادر فنية وتمريضية، على المستجدات العالمية في هذا المجال، بالإضافة إلى تدريب العاملين على التعامل مع المرضى والمراجعين الذين يعانون أمراضاً نفسية، أو مدمني المخدرات بمختلف أنواعها.
وأوضح رئيس المؤتمر المشرف العام على برنامج مستشفى الأمل في جدة الدكتور أسامة آل إبراهيم أن المؤتمر عزز الجهود المبذولة في علاج الإدمان، واستعرض الطرق والأساليب الحديثة في علاج الإدمان والاضطرابات النفسية، ما يزيد تبادل الخبرات على المستويات المحلي والعربي والدولي.
ومن جانبه، أكد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر سليمان الزايدي أن فترة الإعداد للمؤتمر استغرقت ما يزيد على 18 شهراً، شارك فيه ما يقرب من 120 مشاركاً ومشاركة من موظفي المستشفى والمتطوعين. واستضاف 54 محاضراً ومحاضرة، من بينهم 18 محاضراً ومحاضرة من خارج السعودية، ممن يملكون بصمات واضحة في علاج الإدمان والأمراض النفسية، بالإضافة لمشاركة 36 محاضراً من مستشفى الأمل.
يذكر أن من بين الأسماء التي شاركت في المؤتمر العالم النمسوي ليتش أوتو مايكل الذي يعد من أهم العلماء الذين لهم إسهامات بارزة على مستوى العالم، وله نظرية شهيرة ومعروفة باسمه في علاج إدمان التبغ والكحول.
توصيات المؤتمر الثالث للطب النفسي والادمان:
1- توحيد أدوات التقويم في الصحة النفسية في السعودية وفق نظام منظمة الصحة العلمية.
2- إنشاء مراكز بحثية في مجال الصحة النفسية وعلاج الإدمان ودعمها بالاختصاصيين.
3- طلب اعتماد مركز منتصف الطريق بمستشفيات الأمل في السعودية، لتكون ضمن البرامج العلاجية المدعومة، من البنود المالية في وزارة الصحة.
4- دعم الكوادر العاملة في مجال الصحة النفسية، والخدمة (C) بتهيئة الفرص التعليمية، والاجتماعية، والتمريض التدريبية المناسبة وفق التخصصات التي تتيح العمل بهذا المجال داخلياً وخارجياً.
5- العمل على إقامة المؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة في الصحة النفسية والاجتماعية وعلاج الإدمان بشكل مستمر لتأهيل العاملين وتدريبهم، والاطلاع على كل جديد في العالم.
شاركالأكثر قراءة
إطلالات النجوم
فُتحة فستان ليلى علوي تثير الجدل... والفساتين...
إطلالات النجوم
مَن الأجمل في معرض "مصمّم الأحلام" من Dior:...
أخبار النجوم
يسرا توضح حقيقة خلافاتها مع حسين فهمي
أكسسوارات
تألّقي بحقيبة الملكة رانيا من Chloé... هذا سعرها
إطلالات النجوم
الـ"أوف شولدر" يغلب على فساتين نجمات الـ"غولدن...
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024