أحمد مكي: أحترم ذكاء أحمد حلمي لكنني لا أغار من أحد
نجح في أن يكون أحد نجوم الشباك في سنوات قليلة، لتحقق أفلامه إيرادات ضخمة يراهن عليها صناع السينما المصرية لإنعاش الأحوال السينمائية الراكدة. الفنان أحمد مكي طرح أخيراً فيلمه الجديد «سمير أبو النيل» الذي شاركته بطولته نيكول سابا. التقيناه فتحدث إلينا عن كواليس الفيلم، وما تردد عن خلافه مع المخرج عمرو عرفة، وحقيقة ترشيح دنيا سمير غانم قبل نيكول سابا. كما تكلم عن أحمد حلمي والتنافس بينهما، والنجم الكبير الذي يتمنى العمل معه مرة أخرى، وعن تجربته في الغناء، وارتباطه العاطفي الوحيد الذي لم يكتمل.
- أعلنت أن شخصية «سمير أبو النيل» مختلفة تماماً عن شخصيتك الحقيقية، لكنها جذبتك كثيراً لاختلافها. فماذا تقصد من ذلك؟
معظم الشخصيات التي قدمتها لم تكن مشابهة لي، لكن شخصية «سمير أبو النيل» مختلفة تماماً عن طبيعة شخصيتي، فهو شاب يتصف بالبخل الشديد، وتدور أحداث العمل حول تلك الصفة حتى تتغير حياته ليصبح شخصاً آخر. وأكثر ما جذبني في الفيلم أثناء قراءتي للسيناريو هو الفكرة التي يتناولها، لأنه يناقش العديد من المشاكل والعادات الموجودة داخل مجتمعنا، ومنها سلبيات الإعلام. وهناك رسائل أخرى أوجهها من خلال هذا العمل، ولن أتحدث عنها ليدركها الجمهور وهو يشاهد الفيلم. كما أنني لم أقدم شخصية البخيل من قبل على الشاشة، رغم أنني أرى أن الشخصيات البخيلة تقدم مواقف كوميدية كثيرة غير مصطنعة، وإنما تعتمد على كوميديا الموقف، وهذا سر انجذابي إلى «سمير أبو النيل».
- هل أضفت بعض التعديلات على الشخصية قبل بدء التصوير؟
عرض عليَّ العمل عن طريق المؤلف أيمن بهجت قمر والمخرج عمرو عرفة، وأعجبتني الشخصية كثيراً بكل جوانبها، وبعدها جلسنا معاً أكثر من مرة لعرض جميع وجهات النظر، والاتفاق على بعض التفاصيل الخاصة بالعمل، وهذا يحدث في كل الأعمال الفنية. لكنني لم أضف تعديلات على الشخصية، وإنما النقاش قد يولّد بعض الأفكار الأخرى التي تنال إعجاب المؤلف، فيضعها بالشكل الذي يتماشى مع العمل.
- تردد أثناء تصوير الفيلم أنه حدثت بعض الخلافات بينك وبين المخرج عمرو عرفة بسبب تدخلك في إخراج بعض المشاهد، فما حقيقة ذلك؟
هذه مجرد شائعات ليس لها أساس، وعلاقتي بالمخرج عمرو عرفة جيدة جداً، وهو مخرج على مستوى عالٍ من الخبرة والكفاءة وسعيد جداً بالتعاون الأول بيننا، وأعتبره إضافة لي والعمل ككل، لأنه صاحب رصيد فني مبهر، وقدّم العديد من الأفلام الكوميدية التي حققت نجاحاً كبيراً وصدى واسعاً مع الجمهور على مستوى العالم العربي. وكنت أتمنى التعاون معه منذ فترة طويلة، لكن لم يحالفني الحظ سوى في فيلم «سمير أبو النيل». كما أنني لم أحاول التدخل أبداً في طريقة الإخراج، سواء في هذا العمل أو في أعمالي الفنية الأخرى لأنني مقتنع تماماً بأن لكل فرد عمله الخاص والمسؤول عنه، والذي سيظهر باسمه في النهاية.
- ما سبب ترشيح نيكول سابا للبطولة النسائية أمامك في «سمير أبو النيل»، رغم أن الكثيرين كانوا يتوقعون وجود دنيا سمير غانم التي شاركتك بطولة أنجح أفلامك، مثل «طير أنت» و«لا تراجع ولا استسلام»؟
اختيارات الممثلين تأتي وفقاً للأدوار، وترشيح نيكول سابا جاء نتيجة تناسبها مع الشخصية التي تقدمها، ولذلك كان ترشيحها للدور من البداية ولم يتم ترشيح أي فنانات أخريات. وأيضاً دنيا لم يتم ترشيحها للدور من الأساس حتى يتوقع البعض وجودها في الفيلم، لأن الشخصية لا تتناسب معها، ورأى فريق العمل أنها قريبة أكثر لنيكول سابا التي استطاعت أن تقدم الشخصية بالشكل المطلوب، وبذلت مجهوداً كبيراً جداً في العمل، علماً أنها فنانة جيدة وخلال مشوارها الفني أثبتت نفسها كمطربة وممثلة.
- لكنك كونت ثنائياً جيداً مع دنيا سمير غانم الأعوام الماضية فلماذا لم تفكر في استغلال هذا النجاح بتقديم سلسلة من الأفلام السينمائية معها؟
لم أفكر في ذلك أبداً ولا أرحب به، لأنني أرغب في تقديم أشكال مختلفة من الأعمال الفنية. وتعاوني مع دنيا سمير غانم في أفلام سابقة كان ناتجاً عن أنها أنسب فنانة تستطيع أن تقدم تلك الأدوار، ولذلك حققنا النجاح الضخم وجعلنا الجمهور يرتبط بنا كثيراً. والمسألة ليست لها علاقة بالراحة النفسية التي نشعر بها عندما نعمل معاً، لأن الاحتراف بعيد عن هذا الاعتبار. المسألة مرتبطة بالشخصيات التي نلعبها، وأرحب جداً بالتعاون مع دنيا إذا تطلب العمل ذلك، وهذا ما حدث في مسلسل «الكبير قوي»، ومشاركتها معي في أجزائه الثلاثة.
- معنى ذلك أنك قد تقبل تقديم عمل فني مع ممثلة لا تشعر بالراحة النفسية معها؟
بالتأكيد إذا كان العمل يحتاج إلى ذلك، لأن كل ما يهمني هو متطلبات العمل. قد يرى البعض أنني أبالغ في الحديث عن الاهتمام بقيمة ما أقدمه، لكن هذا هو الواقع، فأنا أهتم كثيراً بكل التفاصيل.
- ما حقيقة أنك رفعت أجرك؟
لم أرفع أجري، ولا أفكر في ذلك خلال الفترة الحالية، بل تقاضيت أجري المتعارف عليه داخل الوسط الفني، كما أنني لا أهتم بتلك التفاصيل، ولا أتحدث فيها خلال اتفاقي على أي عمل فني جديد، بل يمكن أن أخفض أجري في مقابل أن تزيد الميزانية الخاصة بالعمل، ونرتقي بشكل الصورة والديكورات والتفاصيل الخاصة بالشخصيات. وأرى أن صناعة السينما تحتاج إلى أن نقف بجانبها ونساعدها، بتقديم أفلام دون التركيز على زيادة الأجور أو إضافة أعباء على جهات الإنتاج.
- ألم تقلق من التعاون مع محمد السبكي كمنتج للفيلم خصوصاً أن معظم أعماله تهدف إلى الربح أكثر من النظر إلى مضمون العمل؟
لم أقلق على الإطلاق، بل شعرت بالاختلاف في هذا التعاون، ووجدت كل الإمكانات المادية لخروج العمل كما ينبغي، وأحياناً كان يعرض محمد السبكي بعض الاقتراحات الخاصة بالإنتاج على المخرج عمرو عرفة، وكنا نجدها في مصلحة العمل وتضيف إليه، ولذلك كان يتم تنفيذها. أما بالنسبة إلى مسألة البحث عن الربح فهذا من حقه كمنتج، خصوصاً أن نجاح العمل يظهر من إيراداته المرتفعة، لكن مضمون الفيلم والقضايا التي يناقشها تتعلق بالسيناريو وليس بشركة الإنتاج.
- كيف ترى شكل المنافسة بينك وبين باقي الأفلام المعروضة في التوقيت نفسه، مثل فيلم «الحرامي والعبيط» لخالد صالح وخالد الصاوي و«تتح» لمحمد سعد؟
لا أفكر في المنافسة ولا أهتم بمعرفة الأفلام التي تطرح في توقيت فيلمي، لأنه من الطبيعي وجود أفلام طوال العام، وإذا فكرت بهذا المنظور الضيق لن أستطيع تقديم أي أعمال فنية في أي وقت من الأوقات. ودائماً ما أنشغل بأشياء تفيدني، ولذلك لا أهتم سوى بخروج العمل بأقصى حد من الجودة والتركيز على الشخصية التي أقدمها فقط، كما أن تحديد موعد عرض الفيلم يرتبط أكثر بجهة الإنتاج وشركات التوزيع.
- البعض يرى أن هناك تنافساً شرساً يدور الآن بينك وبين أحمد حلمي حتى على مستوى إيرادات الأفلام، فما تعليقك؟
لا ألتفت إلى تلك الآراء، ولم أشعر بأي يوم من الأيام بما يسمونه بالغيرة الفنية أو الحقد على شخص ما بسبب نجاحه، لأنني أنشغل طوال الوقت بنفسي وتحقيق أحلامي وطموحاتي التي أعمل من أجلها. ودائماً ما أحرص على مشاهدة أفلام أحمد حلمي، وأحترمه كثيراً في اختياراته الفنية، وأرى أنه يملك الموهبة والذكاء، واستطاع الوصول إلى مستوى معين بأعماله الفنية، ويحاول دائماً عدم الهبوط عن هذا المستوى بل الارتفاع عنه، لكنني لم أستطع مشاهدة فيلمه الأخير «على جثتي» بسبب انشغالي بتصوير فيلمي «سمير أبو النيل».
- وهل تجمعك علاقة صداقة بأحمد حلمي؟
لا تجمعني به علاقة صداقة، ولم تأت الفرصة لكي نلتقي، خصوصاً أنني لا أحضر المناسبات والاحتفالات الفنية، ولذلك صداقاتي من داخل الوسط الفني محدودة للغاية، بل إن معظم أصدقائي من خارج الوسط، وهم أصدقاء طفولتي ومراحل عمري المختلفة، ولا أستطيع الاستغناء عنهم أبداً أو تغييرهم، وآخذ رأيهم في جميع الأعمال الفنية التي أقدمها.
- من هو نجم الكوميديا الأول؟
هناك أسماء عديدة تُحترم ولها قاعدة جماهيرية كبيرة، لكن نجم الكوميديا من وجهة نظري هو الزعيم عادل إمام، لأنه هو الوحيد الذي صنع تاريخاً ضخماً وحافلاً بالأعمال الفنية، وما زال يقدم الكثير من خبراته حتى الآن. فنحن جميعاً تربينا على أعماله الفنية القيمة والكوميديا التي تجعلك تضحك من القلب.
- شاركت من قبل مع عادل إمام في فيلم «مرجان أحمد مرجان» وحققت من خلاله نجاحاً وشهرة كبيرين، فلماذا لم تتكرر مشاركتك معه؟
يشرفني أنني شاركت الزعيم أحد أفلامه، وأعتبرها خطوة مهمة في حياتي الفنية، وأعطتني الفرصة الحقيقية لإظهار موهبتي، لكن للأسف لم تعرض عليَّ أعمال تجمعني مع عادل إمام بعد «مرجان أحمد مرجان»، وإذا عرض عليَّ سيناريو فيلم أو مسلسل يجمعني به سأوافق عليه على الفور، حتى لو كان دوري عبارة عن مشهد واحد، لأن الوقوف أمام الزعيم والتمثيل معه يكسبان أي ممثل خبرات جديدة.
- من تعجبك من الفنانات الشابات؟
أحب تمثيل ياسمين عبد العزيز، ودائماً ما أتابع أعمالها لأنها تعجبني كثيراً في تقديم الأدوار النسائية الكوميدية، فهي تملك الموهبة والحضور والاختيارات الفنية الصحيحة، وقادرة على التنوع والاختلاف وتقديم كل الشخصيات بجودة عالية، وأتمنى لها تحقيق مزيد من النجاحات بأفلامها السينمائية المقبلة.
- لكن البعض يرى أن فترات الغياب الطويلة لفنانات مثل ياسمين عبد العزيز ومنى زكي ومنة شلبي تؤثر بشكل كبير على نجوميتهن، فما تعليقك؟
أختلف تماماً مع هذا الرأي، لأن الاختفاء لا يؤثر على قيمة الفنان أو الفنانة لدى الجمهور، بل أحياناً يتحول إلى اشتياق وانتظار المشاهد للأعمال الفنية لهذا الفنان. وهذا الغياب الطويل يأتي نتيجة بحث الممثل عن العمل الجيد الذي يظهر به من جديد، وهذا يحدث معي شخصياً، ويمكن أن أتغيب بعض الوقت عن السينما أو التلفزيون لعدم وجود سيناريو متميز أقدمه، وأرى أن الأهم من الانشغال بالحضور كل عام، هو البحث عن تقديم عمل ينال إعجاب الجمهور، حتى لو تطلب ذلك الغياب لفترة طويلة.
- ما سبب إصرارك على تقديم جزء ثالث من مسلسل «الكبير قوي» رغم أن معظم مسلسلات الأجزاء لا تحقق النجاح؟
أجد أن العمل فيه المساحة التي تسمح لي بتقديم أجزاء أخرى منه، كما أنني لا أستطيع قياس نجاح العمل قبل عرضه على الشاشة، لكنني أتوقع تحقيقه لنسب مشاهدة عالية، لأنه يحتوي على أفكار جديدة ومختلفة عما قدمت في أجزائه الماضية.
- قدمت ألبوماً غنائياً بعنوان «أصله عربي» لكنك لم تعلن بعدها نيتك تقديم ألبومات غنائية أخرى، فكيف تقوّم تلك التجربة؟
أعتز جداً بتجربتي في غناء «الراب»، وأفكر في تقديم ألبوم آخر، لكن لن يحدث ذلك إلا بعد انتهائي من تصوير مسلسلي الجديد «الكبير قوي». والغناء هو أحد طموحاتي، واهتمامي به لا يقل عن التمثيل، وقد يندهش البعض عندما أعلن أن التمثيل هو آخر أولوياتي، بل أشتاق إلى أشياء أخرى أكثر منه، وأولها الإخراج الذي أتمنى أن أعود إليه بعد آخر تجاربي في الإخراج بفيلم «الحاسة السابعة»، وهي الهواية التي أجد فيها نفسي وأشعر من خلالها بسعادة بالغة. وأيضاً أعشق التأليف وكتابة السيناريوهات، وأمضي وقت فراغي في التأليف.
- رغم تقديمك أغنية «فيس بوكي» التي انتقدت فيها انتحال شخصيتك على مواقع التواصل الاجتماعي، ما زالت الصفحات التي تحمل اسمك موجودة حتى الآن!
أندهش كثيراً من الذين يحاولون انتحال شخصيتي وخداع الملايين بما هو غير حقيقي، لكنني أرى أن أغنية «فيس بوكي» قطعت الطريق بشكل كبير على كثير من هؤلاء المحتالين، وكانت ضربة قاضية لهم. وحتى الذين ما زالوا محتفظين بالصفحات التي تحمل اسمي لا يقبل عليهم الجمهور، لأن الجميع أصبحوا على معرفة كاملة بأنني لا أمتلك صفحات على الفيسبوك، خصوصاً أن الأغنية حققت نجاحاً كبيراً وارتبط بها الجمهور.
- هل يؤثر انشغالك الدائم بالعمل على حياتك الشخصية؟
نعم في كثير من الأحيان، لأن هناك نوعاً من المتعة في العمل، وقد تمر أيام دون أن أهتم بحياتي الشخصية، حتى أنني أحياناً أفقد هاتفي المحمول بسبب عدم اهتمامي به.
- ما سبب عدم ارتباطك حتى الآن؟
لا أحب الخوض في تفاصيل حياتي الشخصية، فهي من الخطوط الحمراء التي أرفض الحديث عنها، لأنها لا تخص الجمهور، بل تخصني أنا فقط، وليس من حق أحد التدخل فيها. وعدم زواجي حتى الآن أمر مرتبط بالقسمة والنصيب، وهي أشياء لا تحسب بالوقت وإنما تأتي صدفة ودون سابق إنذار، وعندما يحدث ذلك سوف أعلنه للجميع.
- لكن تخرج العديد من الأقاويل كل فترة عن ارتباطك بفتاة!
لم أرتبط سوى مرة واحدة، لكن لم يحدث توافق بيننا وانتهت المسألة. أما كل ما يخرج من أقاويل فهي مجرد شائعات، ولذلك سرعان ما تختفي ويظهر غيرها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات