تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

عندما يتعاطف الفنان مع 'قطط الشوارع'

دائماً المبدع والفنان الحقيقي قادر على الإبهار، لأن عينيه تلتقطان ما تعجز العين العادية على الوصول إليه، وهو في النهاية ما يميز الفنان صاحب الموهبة.
من هذا المنطلق جاء معرض الفنان إبراهيم البريدي بعنوان «البريدي ينونو»، الذي أقيم بساقية الصاوي في القاهرة، وقدم فيه 157 لوحةً كلها عن قطط الشوارع التي رأى البريدي فيها جمالاً ومعاناة عبر عنهما في هذه اللوحات.


يقول: «شعرت بأن هذه القطط مظلومة، وأنها تعاني معاناة شديدة، فكثيراً ما كنت أجلس في المقهى لأجد القطة تجلس تحت قدمي أو تتمسح فيها، أو تموء بجواري طالبة أن تشاركني الطعام. ثم هناك تلك القطة التي كادت تموت جوعاً وبرداً بجوار منزلي فأطعمتها بعض اللبن، وشعرت وقتها بأني قمت بعمل عظيم.
كما أنني أستبشر بالقطط، منذ أن دخل قط من الشباك لحظة ميلاد ابني نادر، وأعتقد أن كثيراً منا لديه حكايات شبيهة مع القطط، ولذلك قررت أن أقدمها في لوحاتي.

بإحساسك الفني كيف عبرت عن هذه الحالة؟
أنا دائم التجول في الشوارع والمقاهي سواء في مدينتي طنطا، أو في محل إقامتي في 15 مايو بالقاهرة، ولم أشاهد في القطط البشاعة والخوف اللذين أراهما في عيون بعض الناس تجاهها، بل كنت أرى فيها جمالاً نادراً.
وذات لحظة سألت نفسي لماذا لا أعبر عن هذا الجمال؟ وبالفعل شرعت في الإعداد للمعرض، وتمكنت من رسم 157 لوحةً تعبر عن القطط في حالاتها المختلفة: السعادة، الخوف، الحزن، مقاومة الموت.
فكثيراً ما رأيت قططاً وهي تصارع الموت، بعد أن صدمتها سيارة، وأتذكر أنني وقفت ذات مرة أكثر من 20 دقيقة، وأنا أتابع قطة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد أن تعرضت لحادث سير، وكيف تجمعت حولها مجموعة من القطط تشمها للتأكد من رحيلها، وللحقيقة أن لكل قطة شخصية مختلفة، وجمالاً خاصاً، فللأنثى جمالها المختلف عن جمال الذكر.

ما الخامة الفنية التي استطعت أن تسيطر عليها لنقل هذا الإحساس؟
خامة القطن المصري، الذي يعطيني حالة مصرية خالصة، مكنتني من نجاح هذه التجربة، التي أستخدمت فيها الألوان المزركشة التي أوضحت جمال القطط، وعالمها الخاص بها.

وكيف استطعت توظيف هذه الألوان؟
بصراحة استخدمت الألوان كما يستخدمها الطفل، صاحب السنوات التسع، فهي ألوان مباشرة جداً: بني، فسفوري، أحمر، أزرق، فهذه الألوان تعجب الصغير، وتبهر الكبير، لأنها تخرج بشكل تلقائي يريح النظر.

من وجهة نظرك كيف استقبل جمهورك هذا المعرض؟
على فكرة، هو المعرض الفردي رقم 15، وقد استقبله الجمهور بالروح التي رسمتها، بدءاً من الدهشة لاختيار الفكرة، ونهايةً بالانبهار بالألوان، والتوقف عند ملامح القطط التي رسمتها. فجاء الاستقبال مشجعاً لي ولرؤيتي.

ما الفارق بين معرض القطط ومعرضك السابق عن الليلة الكبيرة؟
سبق أن أقمت أربعة معارض عن الليلة الكبيرة، في كل مرة أقدمها برؤية مختلفة. في أحيان اعتمدت على المساحات الكبيرة، ومرات أخرى كانت اللوحات بمقاييس صغيرة، تعبر عن جو البهجة المرتبط في الوجدان الشعبي بهذه الليلة.
وقد استخدمت في هذه المعارض أدوات بسيطة مثل الخيوط بألوانها الزاهية، المعبرة عن جو الفرحة.

ما أهم المواضيع التي تناولتها في معارضك السابقة؟
الحارة المصرية بكل ثرائها وتنوعها، خاصةً أنني أحد أبناء هذه الحارة، ولديَّ مخزون كبير منذ أن كنت طفلاً فيها، واختزنت حياتها وبشرها... مصر مليئة بالجمال الذي أبحث عنه سواء بين البشر أو القطط أو في قصص الخيال الشعبي.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077