طفلي يختار ملابسه إهتمام الطفل بمظهره يبدأ في السابعة
«لا أريد هذا السروال وهذه القميص بل هذه، ولكن هذه الألوان تناسبك أكثر» مشهد طريف بين الأم وطفلها عندما يرفض ما تمليه عليه أمه، ويصرّ على ارتداء ما يريد وإن كان لا يناسب الطقس أو غير منسجم في الألوان. تعتبر ملابس الطفل جزءًا لا يتجزأ من حياته اليومية، وأصبح الطفل يتبع الموضة كما الراشد ويعرف ما الذي يتماشى معها. فهل صحيح أن اختيار الأزياء يعبّر عن شخصية الطفل؟ وفي أي سن يبدأ الطفل بالتمييز بين الأزياء التي تليق به، والتي لا تليق؟
الأهل يسألون والإختصاصيون يجيبون.
متى يبدأ الطفل بتمييز مظهره الخارجي؟
عندما ينظر الطفل إلى صورته في المرآة، قبل سن الثلاث سنوات، لا يعرفها ويظن أنه شخص غريب عنه، ولكن بعد هذه السن يدرك أنها صورته. ويتعرف عليها وعلى مظاهرها باختلاف الملابس وتسريحة الشعر. ويبدأ في السبع سنوات تقويم مظهره، فيعرف ماذا إذا كان يريد أن يلبس على هذا النحو أم لا، وما إذا كان هذا الهندام يناسبه أم لا...
هل صحيح أن ألوان الملابس تؤثّر في شخصية الطفل؟
عموماً تؤثر الألوان في نفسية الطفل و مزاجه. مثلاً الألوان الداكنة تؤثر سلبًا على مزاجه والألوان الزاهية تشعره بالارتياح والفرح.
هل صحيح أن اختيار الطفل للألوان يعبّر عن شخصيته؟
يختار الطفل الألوان التي اعتادت والدته اختيارها له. فالطفل يكتسب ذوقه في الألوان من أهله، فإذا عوّدت الأم الطفل على ارتداء اللون الأزرق مثلاً فسوف يصبح مع الوقت لونه المفضّل.
أيهما أفضل أن تختار الأم ملابس الطفل عوضاً عنه أم تترك له حرية الاختيار؟
يعود هذا إلى المناسبات، ففي الأيام العادية يمكن الطفل أن يختار الملابس التي يريدها، شرط أن يكون اختياره مناسباً للمناخ، فمثلاً أحيانًا نجد طفلاً يرغب في ارتداء ثياب شتوية في عز الصيف، في هذه الحالة تدخل الأم ضروري، في شكل إيجابي وأن تناقشه في الأمر وتشرح له لماذا هذه الثياب غير مناسبة في هذا الوقت. عمومًا، عندما تترك الأم لطفلها حرية اختيار الملابس التي تشعره بالراحة فإنها تعزز عنده تكوين شخصية مستقلّة، ولكن في الوقت نفسه عليها مراقبة اختياراته وتنصحه دون يشعر بأنها تفرض عليه رأيها وذوقها.
هل صحيح أن الثياب الفضفاضة أي التي يكون مقاسها أكبر من حجم الطفل تؤثر سلباً في نفسيته؟
هناك بعض الأمهات يفضلن شراء ملابس أكبر بمقاس أو بمقاسين من مقاس الطفل لأنهن يرين أن الطفل ينمو بسرعة فيخلن أنهن في ذلك يقتصدن في المصروف، وهذا خطأ. لأن الطفل، في عمر الثلاث سنوات مثلاً، عندما يرتدي ثيابًا ذات مقاس كبير يؤثر ذلك على صورته. فهو حين ينظر إليها في المرآة لن يعرفها. لذا من المفضّل اختيار الملابس المناسبة لمقاسه.
هل يحدد اختيار الطفل للملابس معالم شخصيته في المستقبل؟
قد نعرف من خلال اختيار الطفل لملابسه ما إذا سيكون في المستقبل شابًا أنيقًا تهمه نظرة المجتمع إليه، فاللباس شأن متداخل في العادات الاجتماعية والتكيف الاجتماعي. ويشير اهتمام الطفل بمظهره إلى اهتمامه بنظرة المحيطين به إليه.
هل من الجائز أن تفرط الأم في تنبيه الطفل إلى ضرورة المحافظة على نظافة ثيابه؟
من غير الجائز أن تبالغ الأم في ذلك، لأن الطفل سيشعر بأن الملابس تحدّ من حركته والتمتع بطفولته. المهم بالنسبة إليه أن يلعب ويكتشف العالم من حوله، ونظافة ثيابه لا تعني له شيئاً. المهم أن يلعب. لذا فإذا كانت الأم تهتم كثيراً لنظافة الثياب يمكنها أن تجعله يرتدي ملابس خاصة باللعب كي لا تتشاجر معه طوال الوقت.
لماذا تفضل بعض الفتيات الصغيرات ارتداء ملابس الأولاد؟
قد يشير هذا إلى ميل البنت إلى تقليد الأولاد، أو أنها تشعر بالراحة في اللعب إذا ارتدت سروالاً أو أن أمها عوّدتها على ذلك. فإذا مثلاً اعتادت الفتاة اللعب مع أولاد من الطبيعي أن تميل إلى ارتداء سروال وإذا كانت تلعب مع الفتيات فإنها ستفضل الفستان.
من الملاحظ أن أزياء الفتيات الصغيرات شبيهة بأزياء الراشدات. هل يؤثر ذلك في شخصية الفتاة الصغيرة؟
عمومًا الفتاة الصغيرة تحب أن تقلّد أمها في كل شيء والثياب مظهر من مظاهر تماهي البنت بأمها. فمثلاً كثيرًا ما نرى البنت الصغيرة تنتعل حذاء أمها ذا الكعب العالي ومحاولة تقليدها في طريقة المشي ... لذا لا أظن موضة الفتيات الصغيرات التي تعتبر نسخة عن أزياء الراشدات تؤثر سلبًا على شخصية البنت. والأمر السلبي الوحيد هو أنها تسرّع في تخطي مراحل السن التي ينبغي أن تمر بها الطفلة.
إلى أي مدى يجب على الأهل أن يتقبّلوا ذوق طفلهم في اختيار الملابس؟
لا ننسى أن الطفل يتأثر بأترابه في كل شيء والموضة واحدة من الأمور التي يحب أن يقلّدهم بها لأنه يحب أن يتماشى مع أسلوبهم في اللباس ، تماماً كالراشد، لذا على الأم أن تتركه يجرّب الزي الذي يرغب فيه وإن كان لا يعجبها، فحرمان الطفل من هذا الأمر قد يسبب له عقدة في المستقبل. فكثيرًا ما نسمع راشدين يلومون، ولو بحس فكاهي، أمهاتهم لأنهن لم يسمحن لهم بارتداء نوع من الملابس أحبّوها حين كانوا صغاراً، حتى ولو أدركوا في ما بعد أنها لم تكن جميلة.
لماذا يميل بعض الأطفال إلى ارتداء ملابس رثة أو ممزقة رغم أن لديهم مجموعة كبيرة من الملابس الجميلة؟
قد يكون السبب أن الأم تفرض عليه ارتداء نوع من الملابس لا يحبّها فيعبر عن معارضته بهذه الطريقة. أو أن هذا الثوب أو السروال يحمل له ذكرى جميلة فيستحضرها، ومن دون أن يعي، بارتدائه. لذا على الأم ألا تتشاجر معه بل عليها أن تتقرب منه وتعرف السبب بهدوء.
ماذا ينتج عن انتقاد ذوق الطفل في اختيار ملابسه؟
انتقاد الطفل على ذوقه هو أمر سلبي يؤثر في شخصيته ويزعزع ثقته بنفسه. على الأم أن تقوّم اختياره في شكل إيجابي سواء أعجبت باختياره أو لا.
مجموعة ربيع وصيف من Baby Dior
هذا الموسم، يعيد بوتيك «بايبي ديور» Baby Dior إحياء العديد من الذكريات الساحرة من خلال ثلاث مجموعات ألبسة، حيث لكل قصّة ولكل لون رواية خاصة. في «وايلد غاردن» Wild Garden، الألوان التي تتراوح بين الوردي النابض بالحياة والأصفر الزاهي تعيد إلى الأذهان الفساتين بنقشة الأزهار السرمدية التي تتفتح بسعادة في حديقة الفيلا.
وتستعيد مجموعة «غرانفيل بور دو مير» بروح مرحة زي البحار الذي ارتداه «كريستيان ديور» في طفولته، وتبرز بألوان الأبيض والأزرق والأحمر، تقترح «غرانفيل شامبيتر» مجموعة ملابس بألوان حقول الأقحوان والزنبق مع رسوم مرهفة بألوان رقيقة وطبيعية كأنها نزهة في الريف. ثلاثة مواضيع مترفة من ناحية الألوان تروي حكاياتها الشاعرية للأطفال ولأهلهم.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024