تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

دينا محمد ابنة الـ19عاماً: أحارب التحرّش والعنف بـ'الكوميكس'!

تتمتع «قاهرة» بطلة لسلسلة من القصص المصورة التي ابتكرتها الرسامة المصرية الشابة دينا محمد، بقدرات قتالية ومهارات خارقة، وتسعى لحلّ مشكلات الفتيات في المجتمع المصري، خاصةً التحرّش الجنسي والتعرّض للعنف في الشارع.
ورغم عدم ارتداء دينا نفسها للحجاب، فقد اختارت أن تظهر بطلة قصتها محجبة لكي تعبّر عن الغالبية العظمى من فتيات المجتمع المصري.
واختارت دينا، البالغة من العمر 19 عاماً، التعبير عن قصة «قاهرة» من خلال الرسوم «الكوميكس»، ووضعتها على موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، وجعلتها متوافرة باللغتين العربية والإنكليزية.
ومن شدة حبها للكوميكس تعترض على نشر صور فوتوغرافية لنفسها وتفضل أن تعبر عن ذاتها بالكوميكس أيضاً.

- من أين جاءتك فكرة التعبير عما يحدث حولك برسوم الكوميكس؟
اعتدت دائماً منذ صغري أن أفرغ كل طاقتي في الرسم، وكنت أحب دائماً أن أرسم معظم ما يدور بداخلي من أفكار، وكنت أعتبر أن الرسم هو أفضل طريقة للتعبير عن رأيي، سواء في «الكوميكس» أو غيره.
لكن فكرة «قاهرة» أتت في البداية لعدة أسباب، أهمها إحساسي بمشكلات النساء والفتيات في المجتمع المصري، حتى أنني شعرت بالإحباط لعدم القدرة على حلها، ففكرت في تنفيذ عمل يعبر عن الفتاة المصرية، وتناولت كل مشكلاتها في «الكوميكس».

- لماذا اخترت اسم «قاهرة» بالتحديد لتكون بطلة لرسومك؟
كنت أبحث في البداية عن اسم يرمز إلى الهوية المصرية والقوة معاً، وأظن أن «قاهرة» ترمز إلى القوة وفي الوقت نفسه هي رمز للهوية المصرية.

- لماذا اخترت أن تكون الفتاة في القصة محجبة مع أنك لست كذلك؟
اخترت بطلة القصة محجبة لأكثر من سبب، أولاً: لأنها فتاة مصرية وغالبية الفتيات في مصر محجبات، كما أنه لا يوجد تمثيل للمحجبات في وسائل الإعلام ولا في الأفلام والمسلسلات، رغم أن الواقع يؤكد أن الغالبية العظمى من المصريات محجبات، والفن انعكاس للواقع.
والسبب الثاني يتلخص في أن «الكوميكس» موجّه أساساً إلى شبكة الإنترنت التي يراها الناس في كل أنحاء العالم وليس في مصر فقط، وفي الوقت نفسه النساء المسلمات، وخاصةً المحجبات، يواجهن عدة مشكلات في الدول الغربية لمجرد أنهن محجبات، وينظر الغرب دائماً إلى حجابهن كرمز لضعفهن وخضوعهن، فأردت أن أقول إن الفتاة المحجبة لديها قدرات خارقة أيضاً.

- ما أهم القضايا التي تتناولينها من خلال الكوميكس؟
الكوميكس يتناول كثيراً من المشكلات التي تواجه المرأة المصرية أو العربية، مثل التحرّش أو التمييز وما إلى ذلك، وأنا اخترت هذه الوسيلة للتعبير عن تلك المشكلات، لأن الكوميكس أصبح منتشراً بشكل كبير بين الشباب والفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن الطابع الفكاهي واللغة السهلة والبسيطة التي يتسم بها «الكوميكس» يجعلان الجميع يلتفتون إليه ويهتمون به.

- ما أهم المميزات الخارقة الموجودة في «قاهرة»؟
«قاهرة» لديها قدرات خارقة بالفعل، مع أنني أرى أن منطق القوة الخارقة غريب بعض الشيء على مجتمعنا المصري، لأننا اعتدنا دائماً أن نرى القدرات الخارقة في الأفلام الأجنبية وفي الثقافة الغربية فقط، وأنا مدركة لهذا الأمر. إلى الآن لم أحدد كل القوى التي تتمتع بها «قاهرة»، لكنها تتمتع ببعض القدرات الظاهرة وأهمها الطيران والقوة الجسدية، وهناك بعض القوى الأخرى ستظهر قريباً.

- ما أهم النجاحات التي حققتها بطلة قصصك؟
حققت نجاحات كبيرة والحمد لله، فهناك عدد كبير من الزوّار للموقع، ويزداد هذا العدد بشكل يومي. كما أنني أجريت عدداً من الحوارات والمقابلات في عدد من الصحف العالمية، والأهم من ذلك أنها ستسعى بأي شكل لفتح هذه الملفات وتنبيه الناس إليها.

- هل تمثل «قاهرة» شيئاً لك بشكل شخصي؟
«قاهرة» لا تمت إلي من الناحية الشخصية بأي صلة، لكن أعتقد أنها تعبّر عن كل الفتيات والنساء المصريات، فهي تعيش مشكلاتهن بشكل يومي ومتكرر، لكنها تختلف عنهن بأن لديها قدرات خارقة وتحل مشكلاتها بشكل فوري وبجدية تامة.

- هل عاونك أحد في تلك القصة أم أنه جهد فردي؟
لم يعاونني أحد في هذا العمل، فكلّه جهد فردي. الفكرة من البداية فكرتي، وكنت أرسم «الكوميكس» في البداية كوسيلة للمزاح مع صديقاتي، خاصةً أن تلك القصة بدأت معي كفكرة بسيطة ثم تطورت.

- هل تعالج «قاهرة» المشكلات التي تواجه المرأة في مصر فقط؟
أنا أفضل أن تركز القصة على مشكلات النساء في مصر، لأنني أرى أننا كمصريين لا بد أن نكون أول من يتحدث عن مشكلاتنا، فنحن من نعيشها بشكل يومي، ونحن من نعاني منها.
لكني في الوقت نفسه تطرقت إلى بعض المشكلات العامة التي تواجه النساء في كل أنحاء العالم، لأنني لا أريد أن أجعل «الكوميكس» مقيداً بالمصريات فقط. ولذلك جعلت الموقع باللغة الإنكليزية لتسهيل دخول غير العرب إليه.

- هل هناك انتقادات وجهت إليك؟
انتقادات بسيطة جداً، وأعتقد أنها أخطاء سهلة الحل، تتناول اللغة والصياغة وما إلى ذلك. فعاب عليّ الكثيرون استخدامي لبعض المصطلحات المصرية الخالصة التي يصعب على غير المصريين فهمها، لكني كنت أقصد أن تتناول القصة المرأة المصرية بكل تفاصيلها.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079