تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

12 ملاحظة حول المهرجان الفنّي الكويتي الأشهر

انتهى مهرجان «هلا فبرير» الذي امتزجت فيه أصوات الأصالة وعبق التراث مع روح الشباب والعصرية، على خشبة توافد إليها عمالقة الفن الخليجي والعربي أمثال فنان العرب محمد عبده، أخطبوط العود عبادي الجوهر، القيثارة نوال، فنانة العرب أحلام، ملكة الإحساس إليسا، الهضبة عمرو دياب، البرنسيسة ديانا حداد، شذى الاغنية الخليجية شذى حسون، القدير رابح صقر، برنس الاغنية الخليجية ماجد المهندس، بلبل الخليج نبيل شعيل، سفير الأغنية الخليجية عبدالله الرويشد، الصوت الواعد جابر الكاسر، الفنانة الشابة جنّات، شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم، والنجم الكويتي القادم مطرف المطرف.

الجمهور الكويتي استمتع بوجبة فنية دسمة، ولا نغفل توافد الجمهور الخليجي الذي حضر خصيصاً، فجنّات أثبتت في أول اطلالة على الجمهور الكويتي قدرات فنية واعدة وكسبت قلوب الجمهور الذي كان يحفظ أغنياتها ويردّدها معها، ولم يشبْ وصلتها إلا سقوطها أثناء خروجها من المسرح. وكانت إليسا على موعد مع جمهورها بعد فترة غياب وقدّمت باقة من أغنياتها الجميلة. وختام السهرة الأولى كان مع عمرو دياب الذي هزّ الصالة بأغنياته وأدائه الرائع الذي يليق بنجوميته. أما ثانية الحفلات فكانت لأصحاب الذوق الخاص خصوصاً وتصحّ تسميتها ليلة طرب من نوع خاص قدّمها فنان العرب محمد عبده الذي أنشد باقة متنوعة من أغنياته القديمة والجديدة في ختام سهرة بدأتها قيثارة الخليج نوال التي أطربت جمهورها حتى الثمالة، وكان حضور الفنانة بلقيس لافتاً بعد تأكيد مكانتها التي باتت كبيرة في قلوب الكويتيين.


انقطاع الكهرباء

«أخطبوط العود» عبادي الجوهر عاند انقطاع الكهرباء وانطفاء الاضواء عن الصالة في وصلته الغنائية ومازح الجمهور قائلا: «أنا قطعت الكهربا مسويلكم مفاجأة»، فضحك الجمهور وصفّق له وغنّى لهم وسط العتمة أجمل أغنياته «سكة طويلة» التي طلبها الجمهور، وغنّى من قديمه وجديده بكل تفاعل ومحبة.

وكعادتها، أشعلت شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم مسرح «هلا فبراير» منذ اللحظة الأولى لاعتلائها المسرح وحتى مغادرتها. المسرح الذي اكتظ بالجمهور الكويتي والعربي، شارك نجوى في ترديد أجمل أغنيات أرشيفها الكبير في الليلة التي جمعتها مع الجوهر.


ذكاء شذى حسون

وعلينا هنا التوقف قليلاً عند ذكاء شذى حسون التي كانت من أكثر المشاركين دراسة لوضعها ولمشاركتها في المهرجان، وردت على بعض الانتقادات التي قد تطالها من البعض، بتجهيزها مجموعة من الأغنيات الوطنية الكويتية، ومغازلة جمهور الصالة بأغنيات قديمة من التراث.

أما جنّات التي التقت جمهورها الكويتي للمرة الاولى فلم تخفِ سعادتها بهذا اللقاء فأجادت في اختيار أغنياتها ومزجت قديمها بجديدها بأعمال مثل «حبيبي على نياتو، ميسا الجمال...»، كما غنت «حلوة يا بلدي» للفنانة داليدا، و«المحبة» للفنانة ذكرى، وختمت فقرتها بأغنية «طاير من الفرحة» للفنان راشد الماجد

 إليسا التي بدأت وصلتها بأغنية «راجعين يا هوا» تحدّثت إلى الجمهور فقالت: «سعيدة بأن أعاود اللقاء بكم مجدداً بعد ست سنوات». وقدّمت مجموعة من الأغنيات التي اشتهرت بها وهي تتمايل بكل حماسة على خشبة المسرح وأعفت جمهورها من اختيار الأغنيات قائلة «خلّوها على ذوقي».

النجم المصري عمرو دياب دخل الصالة وعلى الفور حيا الجمهور ومازحه: «أمّال قالولي برد، ومش برد والبلد زي الفل». ثم خلع جاكيته وانطلق يغنّي وهو يرسم ابتسامة دائمة على وجهه.
واستطاع أن يرضي جمهوره فمزج بين قديمه وجديدة مثل «الليلة، قمرين، تخيل، العالم الله، لو عشقاني، ليلي نهاري». 

 

بين نوال وأحلام

أثبت شباك التذاكر أن «قيثارة الخليج» نوال والفنانة أحلام هما الصوتان النسائيان القادران في الخليج على الاستمرار والنجاح والتألق بشكل تصاعدي، ومشاركتهما معاً في مهرجان واحد بعد انقطاع سنوات لا بد أن تضعهما في قوائم مقارنة، فصاحبة الاحساس العذب جاء حضورها في ثانية الحفلات مبهراً ببساطتها وجمال طلّتها الأنيقة. صوتها واختياراتها الذكية لا تحتاج إلى إشادة. أما هديتها للجمهور المتلهّف لرؤيتها فكانت عبارة عن كيس أنيق يحمل صورتها ونسخة من قرص مدمج يحمل أغنيتها المنفردة الأخيرة «لا تكلمني» مرفقة بصورتها وعلم الكويت.

أما أحلام التي تجاوزت المذيعات الكويتيات اللواتي يقدّمن الحفلة، فجاءت بصديقها الإعلامي اللبناني نيشان خصيصاً لتقديمها على المسرح، وتألقت كالعادة بستايلها اللافت ومجوهراتها الثمينة وأغنياتها التي يعشقها الجمهور، ووزّعت أعلاماً تحمل صورتها ومكتوباً عليها «فنانة العرب مسك الختام».


«
القحط» الكويتي

حالة الجدب الفني التي تعيشها الكويت في السنوات الأخيرة، والتي لم تخرّج خلالها أصوات شبابية تصل إلى النجومية، حصرت المشاركة في المهرجان في ثلاثة فنانين كويتيين كبار: نوال، عبدالله الرويشد، ونبيل شعيل، ومطرب شاب واحد هو مطرف المطرف، مما جعل حصة الكويتيين أقل من الفنانين السعوديين وهم محمد عبده، رابح صقر، عبادي الجوهر،  جابر الكاسر، وماجد المهندس المتجنّس سعودياً. وتساءل الجمهور عن غياب أسماء مثل «الصوت الجريح» عبدالكريم عبدالقادر، والقدير محمد المسباح.

 

الرويشد للكورال: «إنتوا أسكتوا»

«سفير الاغنية الخليجية» عبدالله الرويشد هو أحد المنظمين للمهرجان، وكان صاحب قرار في الكثير من الشؤون الخاصة بالتنظيم ومن بينها وساطته لمشاركة أحلام، واختياره الحفلة الأنسب. أما أداؤه الخيالي وعذوبة صوته وإحساسه فتلك أمور نعجز عن وصفها وخاصة غناءه لذوي الاحتياجات الخاصة ونزوله بنفسه عن الخشبة لملاقاتهم، والغناء بقربهم ومصافحتهم، ليثبت أنه النجم المتواضع الذي لا تفارق الابتسامة محياه طوال الحفلة، بل إنه أوقف الكورال عن الغناء معه قائلا «إنتوا أسكتوا»، وترك للجمهور بصوته العالي الذي هزّ الصالة أن يردد معه الغناء كأفضل كورال. كما أبدع  في تقديم «ديو» مع النجم العراقي ماجد المهندس في أغنية «متى بنساك وبنسى إني نسيتك» وسط تصفيق الجمهور. وختم المهندس الأغنية بقبلة طبعها على رأس الرويشد. وهذه ثاني مرة يجتمع فيها النجمان بعدما قدما «ديو» في أحد البرنامج التلفزيونية قبل بضع سنوات.

 

الوسيم ماجد المهندس ...

لبناني أيضاً

سجّل الفنان العراقي ماجد المهندس نجاحاً مذهلاً في المهرجان بوصلته الغنائية وإطلالته الراقية. بدا أكثر وسامة وأناقة من أي وقت مضى ببذلة كلاسيكية سوداء رفع ربطة عنقها خلال الحفل. أشعل «برنس الغناء العربي» جوانب صالة التزلج في الكويت في حفلته وإطلالته الثانية على مسرح «هلا فبراير» الغنائي، مقدّماً مجموعة من أهم أغنياته، من ضمنها أغنيتان يؤديهما لأول مرة كهدية منه الى جمهور المهرجان في الكويت. حملت الأولى عنوان «خالي مكانك» والثانية «مليت أحبك». ومن بين الأغنيات التي أطلقها خلال الحفلة الذي إفتتحها على أنغام أغنية «بين غلاي»، أدّى المهندس موالاً جديداً أطلقه بإحساس كبير ووجّهه إلى جميع أقطار الوطن العربي من كلمات الشاعر فائق حسن، ويقول مطلعها:

أنا كويتي وسعودي وابن بغداد  ولبناني والي بعمان اخوه

وبعد أن أنهى المهندس وصلته الغنائية التي قدمها في الحفلة على أنغام أغنيته المهداة إلى أهل الكويت «روعة يا الكويت»، عاد وظهر بشكل مفاجىء على المسرح في الوصلة الغنائية الثالثة إلى جانب الفنان الكويتي عبدالله الرويشد وقدّم معه «دويتو» أغنية «متى بنساك» التي كانت عنوان ألبوم الرويشد 2014 (ألحان ماجد المهندس).

 

ديانا حداد ترفع  سبابتها مجدداً ...

أحيت الفنانة اللبنانية ديانا حداد الليلة الخامسة من المهرجان وقدّمت على المسرح وصلة غنائية متميزة بكل المقاييس من أداء واختيار للأغنيات وتفاعل الجمهور الكويتي الذي لم يتوقّف عن المطالبة بأغنياتها، حاملة «رسالة» محبة ورسالة أخوة من الامارات ولبنان وجميع أنحاء العالم، مهنئة الكويت وشعبها بالأعياد الوطنية، مؤكدة أنها ما إن تطأ قدميها أرض الكويت حتى تعود بذاكرتها إلى أيام الطفولة التي أمضتها في ديرة السلوى. أدّت ديانا أغنية جديدة حملت عنوان «هلا وأهلين» وهي أغنية منفردة من كلمات الشاعر فيصل بن تركي وألحان الملحن «طلال»، وموّال خصّصته للكويت بعنوان «حنيت لكويت العرب»، إضافة إلى تأديتهاأغنية وطنية بعنوان «يا حبي يا كويت».

«برنسيسة» دون تاج

أطلت ديانا على المسرح، وكما فعلت في الدوحة حيث أحيت أنجح ليالي مهرجان «ربيع سوق واقف الغنائي 2014»، رفعت سبّابتها مجدداً متفاعلة مع جمهورها الحركة التي تؤرخها أشهر لوحات الرسامين، قد تستخدم للتحذير أو التعبير عن تسديد هدف في عالم رياضة كرة القدم أيضاً. لكن ديانا بهذه الحركة عبّرت عن فرحتها العفوية وهي تصغي لأغنياتها التي ردّدها الحضور موجّهة الميكروفون نحوهم. في الكواليس، صرّحت ديانا أنها لا تكترث إلى الألقاب كثيراً بل تعتبرها ثانوية: «أنظر إليها كمحطة تقدير من الجمهور والصحافة. وقد لقّبني جمهوري بـ»برنسيسة الغناء العربي» وأعتبرها محبة من الجمهور ولا يشغلني الأمر كثيراً، لأن قناعتي أن الفنان يحدّد مكانته بما يقدم لجمهوره».

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080