تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

هاني عادل: منى زكي ساعدتني وتجربتي مع نيللي كريم كانت أصعب

شارك في مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الأخيرة بفيلمين، الأول «فتاة المصنع» الذي حصل على جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقّاد السينما كأفضل فيلم عربي، والثاني «المعدية» الذي عرض على هامش المهرجان ضمن قسم «الليالي العربية».
الفنان هاني عادل يعيش حالة من النشاط الفني، فعلى الصعيد الغنائي ينتظر طرح ألبوم فريقه «وسط البلد» الذي يحمل اسم «كراكيب»، فيما يشارك في وضع الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام.
ويستعد لرمضان المقبل بقراءة عدد من السيناريوهات التي لم يختر أياً منها بعد، لرغبته في أن يقدم أعمالاً في مستوى ما قدمه العام الماضي في مسلسلي «آسيا» و «ذات».
التقيناه فتكلم عن تجربته مع منى زكي، والتجربة الأصعب مع نيللي كريم، والمسؤولية التي شعر بها مع محمد خان، وثقة كاملة أبو ذكري وحقيقة غضبه من جائزة ART، وموقف الألبوم المؤجل لفريقه «وسط البلد»، كما تكلم عن غنائه لزياد الرحباني ورغبته في تكرار التجربة مع أصالة.


- في البداية حدثنا عن مشاركتك في فيلم «فتاة المصنع» وجائزة مهرجان دبي؟
المشاركة في مهرجان دبي السينمائي كان لها وقع خاص، لا سيما أنها تأتي مع مخرج كبير مثل الأستاذ محمد خان، الغائب عن شاشة السينما منذ فترة، وهو ما جعل الجمهور متعطشاً لأفلامه.
كما أن منظّمي المهرجان كانوا مقدرين جيدًا تاريخه، لذا قوبلنا جميعاً كفريق عمل الفيلم بشكل جيد، وفي ما يخص الجائزة فهي لكل من بذل جهداً لإخراج الفيلم بهذه الصورة. كما أن حصول ياسمين رئيس بطلة الفيلم على جائزة أفضل ممثلة يجسد الجهد الذي بذله محمد خان.
وعلى المستوى الشخصي أنا سعيد جدًا بالمشاركة في الفيلم بغض النظر عن كوني بطله، لأن ما يهمني هو تقديم عمل جيد ومختلف مع مخرج كبير مثل محمد خان.

- شاركت في فيلم آخر في مهرجان دبي هو «المعدية»، حدثنا عنه؟
الفيلم بطولة جماعية لي مع عدد كبير من النجوم، منهم درة ومي سليم وإنجي المقدم وأحمد صفوت وعزت أبو عوف، ومن تأليف محمد رفعت وإخراج عطية أمين، وعُرض ضمن قسم «الليالي العربية»، وحصل على إشادة من مشاهديه، وكان هذا هو العرض الأول له، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي رومانسي، حول شخصيتي «أحلام» و»فارس»، كل أملهما في الدنيا أن يكونا مع بعضهما ويتزوجا، لكن تقابلهما مشاكل يحاولان حلها.
وينتمي الاثنان إلى طبقة اجتماعية تحت المتوسطة، حيث يعيشان في منطقة شعبية، ويعرض الفيلم الحياة في ذلك المجتمع بالأحلام البسيطة، وكيف تتولد الطبقية داخل المجتمع، حيث يسعى الأقوى أن يتحكم في أحلام من هم أقل منه.

- هل يتناول الفيلم الحارة الشعبية بشكلها الذي اعتدناه أخيراً؟
بالطبع لا، فأنا أقدم دور «فارس» الذي يعيش في حي شعبي في جزيرة الدهب، وهو شخص عادي جدًا، وليس بالضرورة لأنه من حي شعبي أن يسير في الشارع وبيده مطواة ويسب ويشتم طوال الوقت.
هناك أشخاص جيدون يعيشون في المناطق الشعبية، وليس كما يصورون في بعض الأفلام، لأن هذا ليس صحيحاً في المطلق، فكل المناطق فيها الجيد والسيِّئ.

- ما الذي لا يعجبك في الأفلام التي تبرز الحارة الشعبية بشكل سيِّئ دائماً؟
لن أحكم عليها، لكن تلك النوعية جعلت البطل المصري إما لصاً أو بلطجياً أو قاتلاً، والفتاة الشعبية إما راقصة أو سيئة السمعة، بينما هناك الفتاة الشعبية الجميلة. أنا أصلاً من حي مصر القديمة الشعبي وتربيت هناك، ولم أجد الحارة الشعبية بالسوء الذي تصوره تلك الأفلام.

- هل هناك أعمال قدمت الحارة الشعبية بشكل جيد؟
هناك أفلام تناولت الحارة الشعبية بأسلوب جيد وبشكل مقبول، مثل «الفرح» و»كباريه»، والغريب أن منتجي تلك الأفلام الجيدة، هم أنفسهم منتجو الأفلام التي تسيء إلى شكل الحارة الشعبية.

- بماذا تنصح صانعي تلك الأفلام؟
أتمنى أن يضعوا في اعتبارهم أن تلك الأفلام تُعرض خارج مصر، وأحيانًا تكون وسيلة ليعرف منها العرب مصر، لذا يجب أن تكون مصر في صورة أفضل من ذلك.

- تشارك في «فتاة المصنع» و«المعدية» والعملان بطولة، هل كنت تخطط للبطولة في هذا الوقت؟
لم أخطط لهذه الخطوة، فمثلا في فيلم «فتاة المصنع» كلمني محمد خان وأخبرني أنه اختارني من أوائل الممثلين المشاركين في الفيلم، وهو ما جعل العمل أصعب بالنسبة إلي بسبب الإحساس بمسؤولية كبيرة أمامه.
أما فيلم «المعدية» فكنت في البداية مرشحًا لدور ثانٍ فيه، وبعدها تم اختياري لدور البطولة دون أن أسعى لذلك.

- تقديم دورَي بطولة في وقت واحد هل ترى أنه في مصلحتك أم ضدك؟
في مصلحتي بالتأكيد، لأن المشاهد سيكون أمامه فرصة أن يحكم عليَّ في أكثر من دور. ورغم وجود شيء مشترك بين الدورين وهو الطبيعة الرومانسية للشخصية، إلا أن مضمونَي الفيلمين مختلفان، وأرى أن ظهوري في أكثر من عمل يجعلني أتعلم أكثر.

- هل هناك أعمال سينمائية أخرى تجهزها؟
هناك فيلم «لا مؤاخذة» للمخرج عمرو سلامة الذي تقوم ببطولته كندة علوش، وأظهر فيه كضيف شرف، لكني أضع الموسيقى التصويرية له، كما أفعل في كل أعمال المخرج عمرو سلامة الذي وضعت موسيقى أفلامه منذ بدايته.

- وضعت الموسيقى التصويرية لأكثر من فيلم، هل يستهويك هذا العمل؟
بالتأكيد حتى أنني أنشأت شركة اسمها «اسمع شوف» لإنتاج الموسيقى الخاصة بأي صورة، في فكرة تُقدم للمرة الأولى في مصر والعالم العربي، ومن خلال الشركة وضعت موسيقى فيلم «المعدية» الذي أقوم ببطولته، وهو ثاني فيلم تضع الشركة موسيقاه، بعد فيلم «عشم» للمخرجة ماغي مورغان.

- حصول عدد من الأفلام المصرية على جوائز في المهرجانات أخيراً، هل يؤثر في نجاحها تجاريًا؟
السينما بشكل عام الهدف منها الاستمتاع، ومن خلال الاستمتاع أقدم لك فكرة، ومن الفكرة أوصل إليك رسالة معينة، لذا أرفض تسمية «أفلام مهرجانات» أو غيرها من المسميات. هناك فقط أفلام جيدة وأفلام سيئة، كما هناك موسيقى جيدة وأخرى سيئة.

- أفلام جيدة مثل ماذا؟
في الفترة الأخيرة شاهدنا عدداً كبيراً من الأفلام الجيدة، مثل «فيلا 69»، «عشم»، «ميكروفون»، «678»، «زي النهاردة»، «فتاة المصنع»، وغيرها من الأفلام التي لم تأخذ حقها.

- ولماذا ترفض مسمى «أفلام مهرجانات»؟
لأنني أرى أن تلك التسميات هي التي تبعد الجمهور عن الأفلام، لذا من الأفضل أن نطلق عليها أفلاماً سيئة أو أفلاماً جيدة تستحق المشاهدة.

- لماذا لا تحظى تلك الأفلام بالرواج الجماهيري مثل غيرها؟
لأن الذوق العام في الفترة الأخيرة يميل إلى الأفلام التي لا تحمل أي رسالة، وإنما يذهب الناس إلى صالات السينما ليشاهدوا أناساً يرقصون، فالجمهور يشعر بأنه ذاهب إلى حفلة.

- ما هو الحل المناسب للترويج للأفلام الجيدة؟
أتمنى بناء دُور عرض في المحافظات الكبيرة للأفلام المختلفة، وترك الجمهور يختار، وأنا على يقين أن تلك النوعية من الأفلام سوف تحظى بقبول وحضور، كما أنها غير مكلفة للمنتجين.

- لماذا تضع أملًا كبيرًا على تلك النوعية من الأفلام؟
أولاً من السهل إنتاج تلك النوعية لأننا في مصر لدينا مواد كثيرة تصلح لصنع مئات الأفلام في العام، من مواد تاريخية واجتماعية وعلمية، بالإضافة إلى أنه من خلال الأفلام يمكن اكتشاف ممثلين ومخرجين، لكننا للأسف نمطيون جداً.

- بماذا خرجت من النجاح الذي حققته من خلال مشاركاتك الدرامية العام الماضي؟
شاركت في تجربتين مختلفتين تماماً، في «آسيا» مع الفنانة الرائعة منى زكي، وقدمت دور الزوج الضعيف الفاشل، بينما في «ذات» قدمت دور الشاب الثوري، وهما دوران مختلفان، والحمد لله حقق العملان نجاحًا كبيرًا.

- ماذا عن التجربة مع منى زكي في «آسيا»؟
كانت رائعة ومفيدة جدًا على كل المستويات، ومنى زكي من الفنانات التي تساعد من يقف أمامها ليظهر بأفضل أداء، من أجل خروج العمل في النهاية في مجمله كأحسن ما يكون. وقد تعلمت منها كثيرًا، لأنها تملك خبرة كبيرة وتؤدي دورها بشكل رائع، وبالطبع المخرج محمد بكير وضع ثقة كبيرة بي في تقديمي للدور، وهو ما دفعني إلى أن أبذل قصارى جهدي لأكون عند حسن ظنه بي.

- وماذا عن «ذات»؟
قدمت في «ذات» دوراً مختلفاً عن «آسيا» وأصعب، فظهرت في مراحل عمرية مختلفة لشخصية «عزيز». ويعود نجاحي أيضاً إلى ثقة مخرجة العمل كاملة أبو ذكري بي، والحمد لله خرج العمل بشكل جيد وحصد العديد من الجوائز، آخرها حصول بطلة المسلسل نيللي كريم على جائزة من مونديال الإذاعة والتلفزيون، وباسم سمرة على جائزة أفضل ممثل.

- هل بدأت التجهيز للسباق الدرامي في رمضان؟
أعكف على قراءة عدد من السيناريوهات، ولم أقرر بعد خوض أي منها، ولا أحبذ الإعلان عن تفاصيل شيء إلا بعد الموافقة عليه.

- هل من الممكن تكرار تجربة المشاركة في مسلسلين في موسم واحد؟
لا أحبّذ ذلك.

- هل ترى أن السينما تأثرت باتجاه النجوم إلى الدراما؟
أعتقد أن الدراما هي التي تأثرت إيجاباً باتجاه مخرجي المسلسلات للاستعانة بنجوم وتقنيات ومعدات السينما.

- ما سبب تأجيل ألبوم «وسط البلد» كل هذه الفترة؟
أرجئ ألبوم «كراكيب» بسبب التصاريح الخاصة به، والتي انتهينا منها أخيراً، ويتم التخطيط حاليًا لتوزيع الألبوم في أقرب وقت.

- ما سبب تسمية الألبوم «كراكيب»؟
الألبوم يحتوي على عشر أغانٍ، تحمل كلها موضوعات مختلفة جداً عن بعضها، لذلك أطلقنا عليه «كراكيب»، فهناك أغنية باللهجة الصعيدية وأخرى بالنوبية، وأخرى رومانسية، وهناك أغنية تتحدث عن حالنا في الشارع، وأخرى تتناول قصة شخص يصحو من نومه يحلم بشيء وفي نهاية اليوم يجد أن أحلامه طارت.

- ما الجديد الذي تقدمونه في هذا الألبوم؟
كعادة «وسط البلد» نحاول أن نقدم أنواع موسيقى جديدة، ودائمًا نلعب الموسيقى التي نحبها ونرى أنها مناسبة للون الذي بدأنا عليه، ولكن في النهاية تكون الموسيقى عربية، لكن خاصة بنا، فترى في الألبوم الجديد أنواعاً مختلفة من الموسيقى مثل روك وجاز وريغي، كما يضم موسيقى غربية.

- هل تلجأون إلى تعريب الموسيقى الغربية؟
لا، نحن نؤلف موسيقى مصرية مختلفة ونحاول أن نوصلها إلى العالمية، لذا نستخدم الآلات الغربية ونعمل بها موسيقى مصرية، في محاولة للوصول إلى الشباب الذين يستمعون إلى أغانٍ أجنبية، وأوصل إليهم التراث والفولكلور المصريين بالطريقة التي تتماشى مع أذواقهم.

- هل صحيح أنك تحضّر ألبوماً خاصاً بك؟
بالفعل لكنني أنتظر الانتهاء من طرح ألبوم «وسط البلد» أولاً، ثم أبدأ التجهيز للألبوم الذي سيتضمن أغاني قدمتها من قبل، بالإضافة إلى أغانٍ جديدة سأبدأ تحضيرها بمجرد الاطمئنان على ألبوم «كراكيب».

- ماذا عن تجربتك في الدويتو مع المطربة أمينة؟
قدمت مع أمينة دويتو «مين بيكمل مين» واستمتعت به، واكتشفت من خلاله أن أمينة تملك طبقات صوتية جيدة جداً، وأحبذ تلك النوعية من الدويتوهات لرغبتي في تقديم أعمال ترقى بالذوق العام.

- من تتمنى مشاركته دويتو؟
أكون سعيداً جدًا عندما أغني للفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني، وأتمنى تكرار ذلك معه كثيرًا، بالإضافة إلى رغبتي في أن أجهز لأغنية جديدة بالاشتراك معه.

- هل هناك أحد من مصر؟
الأستاذ محمد منير، أتمنى أن أقدم أي أغنية معه.

- ومن المطربات؟
غنيت من قبل مع أصالة واستمتعت جداً، وأتمنى تكرار التجربة معها، ومن مصر أتمنى مشاركة أنغام أو شيرين.

- في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة، ما هو مصير حفلاتك؟
عدد الحفلات قليل، إلا أنه عند إقامة أي حفلة يحضر عدد كبير من الجمهور، وهذا مؤشر طيب.

- ماذا عن فكرة «الحفلات البيتي» التي كنت طرحتها مع فريق «وسط البلد»؟
الفكرة عُرضت بعد ثورة «25 يناير»، كنا كفريق «وسط البلد» متشوقين للغناء بأي شكل، لكن لم يكن يصلح الغناء في ظل سقوط شهداء، فقررنا أن نجتمع في بيت صديق لنا، وقدّمنا عدداً من الأغاني ولهذا أُطلق اسم «حفلات بيتي» على تلك الفكرة.

- كيف كانت دراستك الجامعية؟
درست الحقوق، ولم أعمل بها منذ تخرجي، لأنني بعدها اتجهت إلى دراسة الموسيقى التي أعشقها منذ صغري.

- ولماذا لم تتجه إلى دراسة الموسيقى من البداية؟
هذه قصة طريفة، فوقتها لم أكن أعرف مواعيد اختبارات كلية التربية الموسيقية، ثم كتبت في التنسيق كلية حقوق، التي كانت من نصيبي.

- ماذا تفعل بعيدًا عن الفن؟
معظم الوقت أعمل في الاستوديو، لكن بدأت أخيراً تلقي دروس رسم، بالإضافة إلى شغفي بالتكنولوجيا، المتمثلة في هندسة الصوت. كما أجالس أصدقائي في فريق «وسط البلد»، وهم الأقرب إلي، ونحن أصدقاء منذ 15 عاماً تقريباً.

- ماذا عن حياتك الشخصية؟
حياتي الشخصية تتمثل في ابنتيَّ اللتين تقيمان في فرنسا، وأذهب إليهما كلما كان هناك وقت.

- هل من الممكن أن تشجعهما على الاتجاه إلى الفن؟
ما زالتا صغيرتين، إحداهما تبلغ من العمر تسع سنوات، والأخرى خمس سنوات. وإذا ظهرت لدى إحداهما الموهبة سوف أشجّعها.


- هل صحيح أنك غضبت من جائزة قنوات ART عن هذا الدويتو لأنها كانت ميدالية صغيرة لك ولأمينة في الوقت نفسه؟
بالعكس، كنت سعيداً وشكرت الحضور ومن كرّموني. ضحكنا أنا وأمينة، لأن الميدالية صغيرة ومهداة لنا نحن الاثنين، وانصرفت سريعًا لأني كنت على عجلة من أمري.
وما حدث بالضبط هو أنه أثناء خروجي استوقفتني الصحافية التي أبلغتني بالحضور وأبدت انزعاجها من كون الميدالية صغيرة وكانت لنا أنا وأمينة، ولكني أوضحت لها أن الأمور طبيعية ولم يحدث شيء، ثم انصرفت ورفضت التصوير أو التسجيل مع أي وسيلة إعلامية بسبب ارتباطي بمواعيد أخرى.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078