إيساف: أتمنى الاعتزال والسير على خطى فضل شاكر
بعد فترة غياب عن الساحة الغنائية، يعود المطرب إيساف بألبوم ينتجه لنفسه لأسباب يكشفها لنا، كما يتحدث عن تفاصيل الألبوم وغنائه فيه باللهجة الخليجية للمرة الأولى.
ويبدي رأيه في ألبومات آمال ماهر وأصالة وحماقي الأخيرة، ودويتوهات تامر حسني مع المطربين الأجانب، وإعجابه بعبد الله الرويشد ووائل جسار، واحترامه لاختيارات بهاء سلطان الغنائية.
كما يتحدث عن برنامجَي «the Voice» و«أراب آيدول»، والفيلم الذي لا يشعر بالرضا عنه، وحقيقة خلافه مع خطيبته.
وعندما سألناه عن أمنياته فاجأنا بأنه يعيش صراعاً بين أمنيتين، إما صنع تاريخ غنائي ضخم أو الاعتزال والسير على خطى فضل شاكر!
- ما سبب غيابك عن الساحة الفنية طوال الفترة الماضية؟
للأسف الأحداث السياسية هي السبب الرئيسي لابتعادي عن الساحة الغنائية والسينمائية لأكثر من عامين، فبعد اندلاع الثورة المصرية أصيب الفن بحالة من الركود وتوقفت معظم الأنشطة الغنائية والسينمائية، وبدأت شركات الإنتاج تمر بأزمات اقتصادية.
ولذلك غيابي عن الساحة الغنائية وتأخّر طرح ألبومي الجديد لم يكونا لأسباب شخصية، بل جاءا نتيجة للأحداث المتوترة التي يشهدها الشارع المصري، والتي تسبّبت بإلحاق الخسائر بنجوم الغناء والتمثيل.
فهذه الأحداث لم تؤثّر عليَّ وحدي، بل تسببت بتأخر جميع النجوم فنياً وفي تعرضهم لأزمات مالية.
- وهل بدأت التحضير لألبومك الجديد؟
انتهيت من تسجيل ست أغنيات، أتعاون فيها مع عدد كبير من الشعراء والملحنين، ومنهم محمد عبد السلام وشريف بدر ومحمد يحيى ونادر عبد الله ومحمد أنيس، وما زلت في مرحلة اختيار بقية الأغاني لضمّها إلى الألبوم.
- ما الجديد الذي يحمله الألبوم؟
الألبوم يحتوي على العديد من الأشكال الغنائية، منها الرومانسي والدراما والمقسوم والهاوس، كما أخوض من خلاله أولى تجاربي في مجال الإنتاج، فقد تحملت كل نفقات هذا الألبوم، بعدما شعرت بأن شركات الإنتاج الغنائية لا تسعى إلا لتحقيق مصالحها الخاصة، وتتدخل في كل شؤون الفنان وتفرض شروطها عليه بشكل غير منطقي، فكرهت التعامل مع المنتجين الذين لا يفكرون سوى في أنفسهم.
وأجد أن اتجاه الفنانين إلى الإنتاج لأنفسهم خطوة إيجابية وبإمكانها النهوض بالغناء العربي.
- هل هناك صعاب واجهتك بعد خوضك تجربة الإنتاج؟
بالعكس، التجربة كانت ممتعة جداً ولم أواجه أي صعوبة، بل عرفت المعنى الحقيقي للحرية، فاختياري للأغاني التي سيتضمنها الألبوم جاء بكامل إرادتي ودون تدخل من أحد، وهو الأمر الذي جعلني أشعر بالمسؤولية الحقيقية وبأهمية التركيز قبل اتخاذ أي قرار.
- لماذا لم تتجه إلى الميني ألبوم رغم أن كلفته الإنتاجية منخفضة؟
لأن هذه الفكرة لا تناسبني على الإطلاق، فما زلت في بداية مشواري الفني، كما أن ألبومي الجديد سيمثل عودة لي إلى الغناء بعد غياب طويل، ولذلك لا بد أن تكون هذه العودة من خلال ألبوم متميز يضم أشكالاً وألواناً غنائية متنوعة، حتى ينجح في إرضاء كل الأذواق.
- هل يتضمن الألبوم لهجات أخرى إلى جانب اللهجة المصرية؟
الألبوم يضم أغنية باللهجة الخليجية، وأتمنى النجاح في هذه التجربة الجديدة وأن تنال إعجاب جمهوري الخليجي.
- ألا تخشى اتهامك بالبحث عن مزيد من الشهرة والمكاسب المالية بعد اتجاهك إلى الخليجي؟
أعلم جيداً أن هناك عدداً كبيراً من الفنانين لاحقتهم الانتقادات بعد إصدارهم ألبومات خليجية، واتهموا بالبحث عن مزيد من الشهرة والمال.
وبصراحة عندما سمعت هذا الكلام شعرت بالدهشة، فهذه الاتهامات باطلة وغير منطقية، واتجاه الفنانين إلى تقديم أغانٍ خليجية جاء من أجل إرضاء جمهورهم في دول الخليج، ولشعورهم بأنها تجربة مختلفة ستضيف إلى تاريخهم الفني.
كما أن اللهجة الخليجية التي أقدمها في الألبوم بسيطة ومفهومة وتبتعد عن المصطلحات المعقدة.
- من الفنان الخليجي الذي يعجبك غناؤه؟
أنا من أشد المعجبين بصوت الفنان عبدالله الرويشد، وأحرص على الاستماع إلى كل ألبوماته، فهو يملك صوتاً قوياً وإحساساً جميلاً، وأرى أنه من أفضل الفنانين الخليجيين.
- هل تتفق مع الرأى الذي يؤكد أن المبيعات هي المعيار الرئيسي لقياس نجاح الفنان؟
بالطبع لا، ففي ظل القرصنة الإلكترونية وبعد انشغال المجتمع المصري والعربي بالأحداث السياسية لم يعد هناك وجود للمبيعات، فكل الألبومات التي طرحت خلال السنوات الأخيرة لاحقتها الخسائر المادية بسبب طرحها بجودة عالية على كل المواقع الإلكترونية، ولذلك ظهرت معايير أخرى يمكن للفنان من خلالها قياس نجاح الألبوم، ومنها عدد مرات تحميل الألبوم على هذه المواقع، وردود الفعل التي يتلقّاها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى ترشيحه للمشاركة في إحياء الحفلات الغنائية الكبرى.
- هل تحرص على استشارة أحد قبل اختيار أغانيك؟
القرار النهائي يرجع لي، إلا أنني أحرص على أخذ آراء أصدقائي المقربين في كل أغنية ومعرفة وجهة نظرهم في الألحان والكلمات التي أختارها.
- ما هي الألبومات التي نالت إعجابك في الفترة الأخيرة؟
رغم مرور أكثر من سنة على طرح ألبوم «أعرف منين» لآمال ماهر، إلا انني ما زلت أستمع إلى أغانيه وأعتبره الألبوم المتميّز الوحيد الذي طُرح على الساحة الغنائية أخيراً.
أما بقية الألبومات التي طرحت، سواء ألبوم محمد حماقي أو ألبوم أصالة أو غيرهما، فلم تعجبني على الإطلاق، وشعرت بأنه كان من الممكن تقديم أغنيات أفضل مما قُدمت.
- هل توافق على الرأي الذي يقول إن أنغام وشيرين وآمال ماهر هن أفضل الموجودات على الساحة الغنائية في مصر؟
لا يمكن عقد مقارنة بينهن، لأن كل فنانة منهن تملك مدرسة غنائية خاصة بها وتاريخاً فنياً متميزاً، لكني أتفق مع الآراء التي تؤكد أنهن أفضل ثلاث نجمات في مصر، إلا أنني أرى في الوقت نفسه ظهور مواهب جديدة إلى النور، وأبرزها ريهام عبد الحكيم، فهي تملك صوتاً متميزاً جداً.
- من هو مطرب إيساف المفضل؟
أحب الاستماع إلى صوت بهاء سلطان، فرغم عدم وجوده بكثافة، إلا أنني أحترم اختياراته الفنية، وأرى أنه من الفنانين القلائل الذين يقدّمون موسيقى مختلفة وأفكاراً غنائية جديدة. وبصراحة أتمنى أن يجمعني دويتو غنائي معه.
- وماذا عن الأصوات اللبنانية؟
أعشق صوت وائل جسار وأحرص على الاستماع إلى كل ألبوماته الغنائية، وأعتبره من أفضل الفنانين في الساحة الفنية، كما أحب الاستماع إلى أغاني فضل شاكر.
- وما رأيك في قرار الاعتزال الذي اتخذه فضل شاكر؟
لا يمكن أن أصف لك مدى سعادتي بهذا القرار، وأتمنى أن يتمسّك بهذه الخطوة ولا يتراجع عنها.
والحقيقة أني أحلم باتخاذ هذا القرار واعتزال الغناء بشكل نهائي، خاصة أن علماء الدين اختلفوا حول الفن، فالبعض أكّد أنه حلال والبعض الآخر حرّمه.
لا يمكنني أن أنكر صعوبة اتخاذ قرار الاعتزال، فهو خطوة جريئة، لكني أحلم باتخاذها خلال الفترة المقبلة.
- أكّدت من قبل رغبتك في الوصول إلى العالمية، فكيف تفكر في الاعتزال؟
العالمية لا تهمني ولا تشغلني على الإطلاق، لكن هدفي الوحيد في الوقت الحالي تحقيق النجاح على مستوى الوطن العربي بأكمله، ووصول ألبوماتي إلى ملايين المستمعين، وأنا واثق أن النجاح على المستوى العربي بإمكانه أن يوصلني إلى العالمية.
وهذا ما حدث بالفعل مع النجم عمرو دياب، فهو الفنان الوحيد الذي نجح في تحقيق حلم العالمية من خلال تقديمه أغاني عربية بتوزيع يجمع الموسيقى الشرقية والغربية.
- هناك من يؤكد أن نجومية عمرو دياب في تراجع، فما رأيك؟
كلام فارغ، فنجومية عمرو في تقدم مستمر، والفضل في ذلك يرجع إلى تعامل هذا الفنان الرائع مع تاريخه الفني بذكاء شديد، فرغم أنه يعلم جيداً امتلاكه جماهيرية كبيرة وتاريخاً غنائياً كبيراً، يظلّ حريصاً على تقديم أغنيات متميزة.
- وما رأيك في اتجاه الفنان تامر حسني إلى العالمية من خلال تقديم دويتوهات مع مطربين أمثال شاغي وسنوب دوغ؟
ما فعله تامر حسني ليس له علاقة بالعالمية على الإطلاق، فهي مجرد دويتوهات غنائية جمعت بين الموسيقى الغربية والشرقية، وخطوة غنائية عادية جداً اتخذها العديد من الفنانين العرب من قبل.
- بعد مرور أكثر من ثماني سنوات على فوزك بلقب نجم «ستار ميكر» كيف تصف هذه التجربة؟
مشاركتي في برنامج «ستار ميكر» قلبت حياتي رأساً على عقب، ونجحت في إيصال موهبتي إلى ملايين المستمعين، فلولا نجاحي في هذا البرنامج لكانت موهبتي مخبأة لا يعرف أحد عنها شيئاً، فهذا البرنامج أخرج موهبتي إلى النور.
ورغم مرور سنوات طويلة على مشاركتي فيه، مازلت أتذكر كل لحظة مرت عليَّ أثناء وقوفي على المسرح لتقديم أغنية «عاشق بحب».
- هل أنت متابع جيد لبرامج اكتشاف المواهب؟
بالتأكيد، وللأسف لم يعجبني سوى برنامجَي «the Voice» و«آراب أيدول»، فبقية البرامج التي عرضت أخيراً اعتمدت على أفكار ضعيفة، ولجان تحكيمها ابتعدت عن المصداقية والموضوعية وأعضاؤها لم يتمكنوا من الخروج من ثوب النجومية، على عكس «the Voice» و«آراب أيدول»، فكل عناصر النجاح كانت متوافرة فيهما، وتمكنا من تحقيق نسبة مشاهدة عالية والوصول إلى ملايين المشاهدين، وإخراج مواهب متميزة أتمنى لها الاستمرار وعدم الوقوع في الأخطاء التي وقع فيها الطلاب الذين شاركوا من قبل في هذه النوعية من البرامج، واعتمدوا فقط على الشهرة التي حققوها من خلالها.
- إذا عُرضت عليك المشاركة في لجان تحكيم هذه البرامج هل توافق؟
نعم، فهذه البرامج لا تضيف الى الطلاب المشاركين بها والذين يحلمون بالنجومية والشهرة فقط، بل تضيف أيضاً الى الفنان المشارك في لجان التحكيم، وتكسبه مزيداً من الخبرات.
- هناك من اتهم الفنانين المشاركين في لجان التحكيم بالبحث عن المال وبالإفلاس الفني؟
وما المانع إذا كان الأجر من الأسباب التي تدفع الفنان للمشاركة في عمل فني، فكل شخص يعمل من أجل المال ومن أجل تأمين مستقبله ومستقبل أبنائه، فلا أعرف لماذا يصر البعض على التعامل مع الفنانين وكأنهم بلا حاجة إلى مال أو مستقبل آمن ومستقر.
لذا أرفض الاتهامات التي وجهت إلى الفنانين المشاركين في لجان التحكيم.
- هل تزعجك الشائعات؟
في بداية مشواري الفني كنت أشعر بالضيق والانزعاج عندما أجد أخباراً كاذبة وشائعات سخيفة تكتب عني وتدخل في تفاصيل حياتي الخاصة، أما الآن فلا أهتم بما يقال، لأنني أدركت أن الشائعات ضريبة يدفعها كل فنان، والتجاهل أفضل الحلول للتخلص من هذه الشائعات.
- ما حقيقة الأخبار التي أكدت وجود خلافات بينك وبين الفنان تامر حسني؟
كلام فارغ، ولا يوجد له أي أساس من الصحة، فعلاقتي بجميع النجوم داخل الوسط الفني جيدة، ولا خلافات بيني وبين أحد، فأنا بعيد عن أجواء الصراعات، وهدفي الوحيد تقديم أغنيات متميزة والاستمرار بنجاح في هذا المجال.
- ما سبب ابتعادك عن السينما بعد مشاركتك في بطولة فيلم «الحكاية فيها منة»؟
تلقيت العديد من العروض السينمائية خلال الفترة الأخيرة، إلا أنني لم أجد الفكرة التي تجذبني والسيناريو الذي يقدمني بشكل متميز.
كما أريد أن أكشف أنني لا أشعر بالرضا عن مشاركتي في فيلم «الحكاية فيها منة»، فهذا الفيلم لم يضف إلى مشواري الفني، والشيء الوحيد الذي اكتسبته من هذه التجربة أنني كسرت حاجز الخوف من الكاميرا.
- ما الدور الذي تحلم بتقديمه؟
أتمنى المشاركة في أفلام الأكشن التي تتميز أحداثها بالإثارة والغموض، لكن للأسف معظم الأفلام التي عرضت عليَّ تطلب مني تقديم دور الفنان الناجح الذي يمتلك جماهيرية ضخمة، فأنا أكره هذا الدور ولا يمكن أن أقدمه.
- من الفنان الذي تتمنى العمل معه؟
أنا واحد من جمهور النجم الكبير عادل إمام، والعمل معه حلم يراودني منذ فترة طويلة، كذلك أتمنى العمل مع أحمد السقا وأحمد حلمي وآسر ياسين.
- ترددت العديد من الأخبار حول وجود خلافات بينك وبين خطيبتك البريطانية روز، فما صحة ذلك؟
شائعات سخيفة لا يوجد لها أي أساس من الصحة، وبصراحة لا أعرف ما سر إصرار البعض على التدخل في تفاصيل حياتي الخاصة والترويج لهذه الأخبار المستفزة.
- وما هي أهم مميزات روز؟
في المرة الأولى التي قابلت فيها روز جذبني إليها تمسكها بعادات المصريين وتقاليدهم، وذلك رغم جنسيتها البريطانية، كما أنها تتمتع بحس عالٍ من الدعابة، وبصراحة انا أحب هذه الصفة وتمنيت وجودها في الفتاة التي سأرتبط بها، بالإضافة إلى أنها شخصية اجتماعية.
- وما هو أسوأ عيوبها؟
الغيرة هو العيب الوحيد في روز، وأتمنى أن تتخلص منها وتدرك أنني فنان أملك جماهيرية كبيرة ومعجبين في كل دول الوطن العربي.
- هل أزعجك الاهتمام الإعلامي بإشهارها إسلامها؟
بالعكس، فأنا سعدت جداً بالأخبار التي كتبت عن هذا الحدث وباهتمام وسائل الإعلام به، ولا يمكن أن أصف لك مدى سعادتي عندما علمت باتخاذ روز هذا القرار.
في الحقيقة أتمنى استكمال حياتي مع هذه الفتاة الجميلة والطيبة، وأن أعيش معها حياة مستقرة.
- في النهاية ما الحلم الذي يراودك وتتمنى تحقيقه؟
لديَّ حلمان متناقضان، لا أعرف أيهما سيغلب على حياتي في النهاية، الأول تكوين تاريخ فني كبير وتقديم ألبومات غنائية ناجحة، والثاني اعتزال الفن بشكل نهائي. وبصراحة أتمنى أن أسير على خطى فضل شاكر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024