محمد سعد: زوجتي لا تغار عليَّ
يؤكد أن شخصية تتح التي يقدمها في فيلمه الجديد، مختلفة تماماً عما قدمه من قبل، ويتحدث إلينا عن كواليس الفيلم، والعلاقة بينه وبين فريق العمل، والنجم الذي افتقد وجوده في هذا الفيلم.
الفنان محمد سعد يتحدث أيضاً عن المغامرة التي علمته الصبر، والأمنية التي تراوده، وعن باسم يوسف وبرنامجه، والسيدة التي تتحمل الفنان المجنون بداخله.
- ماذا تقدم في فيلمك الجديد «تتح»؟
أقدم شخصية بائع جرائد بسيط من حي شعبي، يتعرض لظروف خارجة عن إرادته، ويظل على هذا المنوال حتى يصل إلى عقدة الفيلم نفسها التي لا أستطيع أن أكشفها حتى لا أحرق أحداث الفيلم الذي يضم أغنيتين، إحداهما دويتو بيني وبين المطربة بوسي. ولا أستطيع أن أدلي بأكثر من ذلك عن تفاصيل الفيلم.
- هل «تتح» بعيد عن الكراكترات السابقة لك مثل «اللمبي» و«بوحة»؟
أنا لا أفهم ما معنى الكراكترات السابقة؟! ألم يكن إسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصري مثلاً يقدمان «كراكتر» يحبه المتفرج، فشكل الفنان ثابت، لكن الجديد يكون في الموضوعات المختلفة التي تطرح.
- هل يضم الفيلم إفيهات تتوقع أن يتداولها الناس مثلما حدث في أفلامك السابقة؟
بما أنه فيلم كوميدي سيضم إفيهات وضحكاً إن شاء الله، لكن كل شخصية تخرج إفيهاتها وضحكها من منطقتها وموقف المشهد نفسه، وهذه الشخصية مختلفة تماماً عن الشخصيات السابقة، من حيث تعابير الوجه وطريقة المشي والحركة.
- وكيف استعددت للشخصية؟
عن طريق مذاكرة الشخصية وتوجيهات المخرج والسيناريست، وكذلك من خلال مناقشة تفاصيل الشخصية معهما، وهذا شيء مهم جداً. والفيلم قصة وسيناريو وحوار سامح سر الختم ومحمد نبوي اللذين عرضا العمل علينا أنا وسامح عبدالعزيز مخرج العمل، فقرأناه وناقشناهما في تفاصيله.
- ما هي أصعب المشاهد في الفيلم؟
عندما كنت أصوّر مشهداً أقود فيه دراجة بخارية، وأثناء نزولي على منحدر فوجئت بأن الفرامل كسرت تحت قدمي، وأخذت أضرب بقدمي اليسري على الأرض لمحاولة إيقاف الدراجة، وهي كانت من نوعية الدراجات التي لها صندوق كبير بطول الدراجة في الناحية اليمنى، لكن باءت محاولتي بالفشل، فقفزت من الدراجة وأصبت بشرخ في ركبتي.
- كيف وجدت التعاون مع المخرج سامح عبدالعزيز للمرة الأولى؟
أنا سعيد جداً بالتجربة، لأنه من المخرجين الذين يوجّهون الممثل، وهو يعرف جيداً ملامح الشخصية وتفاصيلها، بمعنى أنه إذا نسي الممثل أياً من تفاصيل الشخصية ينبّهه على الفور.
وكذلك مساعدوه لديهم خبرة كبيرة، وتوجيهه للممثلين في هذا العمل جعلنا كلنا نسيجاً واحداً، وطمأنني إلى أن هناك شخصاً رقيباً عليَّ متابعاً بدقة لتفاصيل العمل.
- يشاع عنك إنك تتدخل في عمل المخرجين، ما ردك؟
يضحك ويرد: «الشائعات خاربة البلد عندنا»... علاقتي بالمخرجين والمنتجين والممثلين جيدة، وأنا في هذا الفيلم كنت أذهب للتصوير وأنا سعيد جداً، لأن هناك مخرجاً واعياً يعمل معي، وهناك إدارة ومتابعة.
وكنت أدخل غرفتي للاستعداد وبعدها أخرج للتصوير، والحالة كانت جميلة، وهناك كيمياء حدثت بيني وبين المخرج سامح عبدالعزيز في هذا العمل، وهو شخصية مرحة جداً وذكي جداً ولماح، وحرفيته ظهرت في فيلمَي «الفرح» و«كباريه»... في أي حال، لا أهتم بالشائعات، فأنا أمتطي جوادي وأخوض السباق وأركز على عملي ولا ألتفت يميناً أو يساراً.
- وكيف كان التعاون مع بقية الممثلين في هذا الفيلم خاصة أن أكثرهم يتعاملون معك للمرة الأولى؟ وهل تعمدتم ذلك؟
كنت سعيداً جداً بأنني أتعاون مع مجموعة جديدة لم أعمل معها من قبل، ونحن لم نتعمد ذلك فهذه اختيارات مخرج لا أتدخل فيها.
أما بالنسبة إلى الممثلين الذين تعاونت معهم، فهناك هياتم التي أدت دورها بطريقة جيدة، ومروى تم توظيفها في الفيلم بطريقة ذكية، وكذلك سيد رجب أدى دوره بطريقه جميلة، وحسن عبدالفتاح هو الوحيد من بين طاقم العمل الذي عملت معه من قبل، وعمر متولي شخصيته مضحكة جداً، ودوللي شاهين أجادت. أما سامي مغاوري فكان مفاجأة لي، فقد أدى دوره بطريقة جميلة وهو شخصية خفيفة الظل. وبصفة عامة كان هناك جو أسري في كواليس الفيلم.
- الفنان الكبير حسن حسني من أبرز الفنانين الذين عملوا معك في أفلامك، لماذا غاب عن هذا الفيلم؟
افتقدت حسن حسني في هذا الفيلم، لكني أحترم اختيارات سامح عبد العزيز.
- في ظل الظروف الحالية في مصر هناك انخفاض في الإقبال على دور العرض، ألا تخشى ذلك؟
هذه رؤية المنتج وهو يفهم السوق أكثر مني.
- يعرض حالياً فيلم «سمير أبو النيل» لأحمد مكي، وخلال هذا الشهر سيعرض فيلم «الحرامي والعبيط» لخالد الصاوي وخالد صالح. كيف ترى شكل التنافس معهما؟
أتوقع الخير دائماً وأتمناه لكل الناس، وأن يعطي الله كل شخص بقدر جهده، وأتمنى النجاح لهم ولي.
- خضت تجربة الإنتاج في مسلسلك «شمس الأنصاري» الذي عرض في رمضان الماضي، فماذا عنها؟
كانت تجربة جديدة ومرهقة ومغامرة تعلمت منها الصبر، ومن الصعب تكرارها بسبب ما عانيته فيها.
- وماذا عن مشكلتك مع جمال عبد الحميد الذي أخرج لك هذا المسلسل والذي أقام عليك دعوى يطالبك فيها بمستحقات مالية له لم يحصل عليها باعتبارك منتج العمل؟
جمال عبدالحميد مخرج محترم وله تاريخه، لكنه لم يلتزم العقد المبرم بيننا، إذ كان هناك اتفاق على مقدار تصوير معين يومياً لم يلتزمه وهو 25 دقيقة، وأقصى مدة صورها خلال هذا العمل هي 14 دقيقة في اليوم، مما ألقى عليَّ بتكاليف إنتاجية تخطت الميزانية المتفق عليها، وهذا كله مثبت بالمستندات والأمر الآن بين يدي القضاء.
- هل من الصعب أن تعمل مع نجوم آخرين؟
هذا السؤال الأجدر بالرد عليه المنتجون أنفسهم، لأنهم سيكونون متفهمين لكيفية جمع أكثر من نجم في عمل واحد، وكيف يغرونهم بالمشاركة معاً.
واقصد بإغراء النجوم بالمشاركة في عمل واحد هو أن يكون سيناريو العمل جيداً جداً، وكذلك المخرج والإنتاج. فالمعادلة تتحقق عندما تكون عوامل النجاح تلك موجودة، وبالتالي يعجب العمل الجمهور ويحقق إيرادات مرتفعة أيضاً، فالمنتج يريد أن يكسب.
- هل تفكر الآن في فيلم عن الثورة المصرية؟
لا، وفيلم «تتح» لا يتطرق إلى الثورة إطلاقاً.
- لكن فيلمك السابق «تك تك بوم» كان يتناول الأحداث أيام الثورة!
«تك تك بوم» كان يتناول اللجان الشعبية وليس الثورة نفسها، وفكرة صنع فيلم عن الثورة المصرية لا تراودني الآن، لأنني أرى أن فكرة «تركيب» ضحك على الثورة ليست جديدة، لكن الجديد الآن هو أن أضحك الناس في منطقة أخرى.
وهناك فنانون آخرون ومخرجون من الممكن أن يتناولوا موضوعات عن الثورة بشكل جيد، كما حدث في فيلم «بعد الموقعة»، فهو فيلم جيد جداً، وأرى أن كل شخص له تفكيره في هذا الموضوع، أما أنا فلا أقدر على عمل شيء عن الثورة الآن، بل أريد إضحاك الناس وإخراجهم من همومهم، إنما ليس بشكل تافه.
- أنت بعيد عن المسرح منذ سنوات كثيرة، ألا تشتاق للعودة إليه؟
كان من المفترض أن أخوض تجربة جديدة في المسرح قبل سنوات عرضها عليَّ المنتج عصام إمام، لكنها أُجلت.
- كيف ترى اتجاه بعض زملائك من الفنانين إلى تقديم البرامج؟ وهل من الممكن أن تخوض التجربة؟
لا مانع من قيام الفنانين بتقديم البرامج، لكن هذا يتوقف على فكرة البرنامج وشكله وماذا سيناقش.
- لماذا أنت قليل الظهور في البرامج واللقاءات التلفزيونية؟
لا أظهر في البرامج إلا إذا كان لديَّ جديد أتحدث عنه.
- انتشر كثيراً في الفترة الأخيرة فن «الستاند أب كوميدي»، هل من الممكن أن نراك تقدمه؟
لا أحب أن أقوم بذلك، أرى أنه خسارة أن أُخرج من الناس بعض الضحك لبعض الوقت كل يوم، وأفضل أن أقوم بذلك في مسرحية.
- كيف ترى باسم يوسف وبرنامجه الساخر «البرنامج»؟
باسم يوسف من مقدمي البرامج الذين يخرجون الضحك من الواقع الحالي، وهو خفيف الظل ويقدم استعراضاً جميلاً جداً.
كما يعجبني طاقم الإعداد الذي يعمل معه. أما بالنسبة إلى الموضوعات السياسية التي يتطرق إليها في برنامجه فهذا فكر خاص به، وله كثير من المتابعين والمنتقدين، وهذا طبيعي، فلا يوجد شخص في العالم يرضى عنه كل الناس.
- محمد هنيدي يقدم فوازير هذا العام، ألا تفكر في تلك التجربة؟
وارد جداً فأي عمل بالنسبة إلي مكتوب بطريقة جيدة يمكن أن أقوم به.
- وهل ترى أنه سيكون هناك إقبال على متابعة الفوازير الآن مثل الماضي، أم أن الوضع اختلف؟
الجيد يفرض نفسه.
- هل هناك مشروع ما تحلم به؟
من بين أحلامي أن تكون لي فرقة مسرحية عظيمة مثل فرقة عزيز عيد، وأهم أمنية أن أظل دائماً نجماً في قلوب الناس.
- حدثنا عن شكل يوم محمد سعد في بيته؟
أصحو وأتناول فطوري وأحتسي الشاي ثم أتابع التلفزيون، وإذا كان لديَّ عمل أقوم به أتدرب عليه، وإذا كان لديَّ مقابلات أجريها، وأمضي وقتي مع أسرتي.
- ماذا عن الأسرة في حياتك؟
أسرتي هي أهم ما في حياتي، وأنا لديَّ ثلاثة أبناء، هم نور وكريم وياسين وأساس البيت كله زوجتي، وهي التي تتحمل الفنان المجنون الذي بداخلي. فأنا شخص دائم التفكير ومتقلب، نظراً إلى طبيعة عملي، وهي تفكر وتسعد وتحزن معي، وفعلاً كما يقال «وراء كل رجل ناجح امرأة» إذا كان يحسبني الناس ناجحاً.
- وهل تغار زوجتك من معجبيك؟
لا، فهي عاقلة جداً وتعرفني جداً ولها دور كبير جداً في حياتي.
- حياة أسرة النجم كثيراً ما تكون مقيدة، كيف تتعامل أسرتك مع نجوميتك؟
هذه ضريبة الشهرة، وهم مظلومون معي. وعندما نكون معاً في مكان عام لا يقدرون على الاستمتاع بالوقت معي، وأكمل ضاحكاً: وأحياناً يطلبون مني أن أبتعد عنهم ويقولون لي بابا روح بعيد ثم نتقابل، حتى يتاح لهم الاستمتاع بوقتهم.
- ما أغرب موقف تعرضت له وأنت بصحبتهم؟
كنا في إحدى الدول العربية ونزلنا معاً للعشاء، وكان من المفترض أن يكون الوقت الذي سنمضيه معاً هو خمس ساعات، ولم نجلس معاً سوى نصف ساعة وبقية الوقت أمضيته في التقاط الصور مع المعجبين.
- ماهو أكثر ما تحب أن تسمعه؟
عندما أقابل أي شخص وأجده يقول لي «نحن نحبك كثيراً ونشعر أنك منا»، هذه العبارة تسعدني جداً، وأتمنى أن أحافظ على تلك المكانة في قلوب الناس.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024